وخلال هذا الحدث، يتحرك القمر إلى داخل ظل الأرض، ما يحول لون سطحه من الأبيض الساطع إلى اللون الأحمر الغريب، وهو ما يعرف باسم "القمر الدموي" أو "قمر الدم".

ويحدث هذا الخسوف عندما تصطف الشمس والأرض والقمر بشكل مثالي، ما يسمح للأطوال الموجية الطويلة للضوء الأحمر بالمرور عبر الغلاف الجوي للأرض وإضاءة القمر بألوان مذهلة تتراوح بين الأحمر الصدئ والقرمزي.

وستحظى أمريكا الشمالية والجنوبية بمشاهدة واضحة لجميع مراحل هذه الظاهرة الفلكية المذهلة، أما في أوروبا الغربية، فسيغرب القمر وهو ما يزال في مرحلة الكسوف.

وسيتمكن سكان غرب إفريقيا من رؤية الخسوف الكلي مع غروب القمر، وسيتمكن سكان أستراليا ونيوزيلندا من رؤية المراحل الأخيرة من الخسوف مع شروق القمر في 14 مارس.

لكن الخسوف ليس مجرد عرض فلكي ممتع، بل له أيضا أهمية علمية كبيرة. ففي العصور القديمة، ساعدت ظاهرة الخسوف في اكتشافات علمية مهمة. على سبيل المثال، أدرك الفلاسفة اليونانيون أن الأرض كروية بسبب شكل ظل الأرض المنحني على القمر أثناء الخسوف.

 

ما نتعلمه من الخسوف اليوم

 

- الغلاف الجوي للأرض: أثناء الخسوف الكلي، يمر ضوء الشمس عبر الغلاف الجوي للأرض، ما يتسبب في تشتت الألوان ذات الطول الموجي القصير، مثل الأزرق والأخضر، بينما تصل الألوان الحمراء والبرتقالية إلى القمر. وهذا يفسر سبب ظهور القمر باللون الأحمر أثناء الخسوف، وهو نفس السبب وراء الألوان الدافئة التي نراها أثناء شروق الشمس وغروبها.

ويمكن للون القمر أثناء الخسوف أن يخبرنا عن تغيرات في تركيب الغلاف الجوي للأرض. على سبيل المثال، بعد الانفجارات البركانية الكبيرة، قد يظهر القمر بلون بني رمادي داكن بدلا من الأحمر.

- دراسة سطح القمر: تستخدم المركبات الفضائية، مثل المركبة المدارية الاستطلاعية القمرية (LRO) التابعة لناسا لدراسة القمر أثناء الخسوف. ولاحظ العلماء أن سطح القمر لا يبرد بشكل موحد أثناء الخسوف، ما يكشف عن اختلافات في خصائص سطحه، خاصة حول الفوهات الصغيرة.

- تأثير الخسوف على المركبات الفضائية: المركبات الفضائية التي تعمل بالطاقة الشمسية، مثل المركبة المدارية الاستطلاعية القمرية (LRO)، تتأثر بالخسوف لأنها تفقد ضوء الشمس المباشر لساعات. لذلك، يتم إعدادها مسبقا لشحن البطاريات بالكامل قبل الخسوف، وإيقاف الأجهزة مؤقتا لتوفير الطاقة، ثم إعادة تشغيلها بعد انتهاء الخسوف.

- مستقبل دراسة الخسوف: مع استمرار هبوط المزيد من المركبات الفضائية على القمر وبدء عملياتها العلمية، بالإضافة إلى خطط ناسا لإعادة البشر إلى القمر عبر برنامج "أرتميس" (Artemis)، سنتعلم المزيد عن تأثير الخسوف على القمر نفسه.

 

وتقول كريستين شوبلا، مديرة التعليم في معهد الكواكب القمرية: "على عكس كسوف الشمس، الذي يمكن أن يراه فقط الأشخاص الموجودون على مسار ظل القمر، يمكن رؤية خسوف القمر من قبل أي شخص يمكنه رؤية القمر في ذلك الوقت". وفي هذا الحدث للخسوف، سيتمكن أكثر من مليار شخص من رؤية القمر يتحول إلى اللون الأحمر.

 

المصدر: ٢٦ سبتمبر نت

كلمات دلالية: الغلاف الجوی للأرض المرکبات الفضائیة

إقرأ أيضاً:

تعامد الشمس على قدس الأقداس: معابد مصر القديمة تكشف أسرارها من جديد

في ظاهرة فلكية مهيبة، شهد معبد إدفو ظهر اليوم، السبت، تعامد أشعة الشمس بشكل مباشر على قدس أقداس المعبد، تزامناً مع بداية فصل الصيف الذي يوافق 21 يونيو من كل عام، معلنًا بداية فصل الصيف رسميًا.

وقال فهمي محمود الأمين، مدير آثار أسوان والنوبة، إن هذه الظاهرة تؤكد عبقرية تصميم المعبد، الذي شُيّد لعبادة الإله حورس، رمز الحماية والعدل والنصر، ويقع بمحافظة أسوان. وأضاف أن التعامد يُظهر مدى الدقة الفلكية والهندسية التي بلغها المصريون القدماء.

وأوضح خبراء آثار أن هذا الحدث لم يكن وليد المصادفة، بل يُعد تجليًا علميًا وروحيًا لحضارة عرفت أسرار الكون قبل آلاف السنين. فقد صمم المهندسون القدماء معابدهم لتتفاعل مع الدورات الشمسية، تعبيرًا عن مفاهيم البعث والنور الإلهي.

وشهدت الظاهرة حضورًا لافتًا لزوار من مختلف الجنسيات، اصطفوا لمتابعة اللحظة التاريخية التي تخترق فيها أشعة الشمس جدران المعبد لتصل إلى قلبه المقدس، في مشهد فريد يعيد ربط الإنسان بجذوره الحضارية.

ولم يكن معبد إدفو وحده الذي شهد هذا التعامد، بل شاركته خمسة معابد مصرية أخرى: معبد رمسيس الثالث وبتاح بمنطقة الكرنك، ومعابد أبيدوس، دندرة، وهيبس في الواحات، ما يدعم فرضية وجود نظام فلكي موحد استخدمه المصريون القدماء في تصميم المعابد وفق طقوس دينية مرتبطة بالشمس.

وأكد الأمين أن ما حدث اليوم ليس مجرد ظاهرة فلكية، بل رسالة متجددة بعظمة الحضارة المصرية القديمة، التي لا تزال تبهر العالم بعلمها وفكرها، وتدعونا لاكتشاف المزيد من أسرارها.

مقالات مشابهة

  • "الإكليل الجوي".. مشهد بديع يزين سماء جدة خلال فصل الصيف
  • ظاهرة «الإكليل الجوي» تزين سماء الصيف في جدة
  • ظاهرة فلكية نادرة.. اقتران هلال "ذو الحجة" بعنقود الثريا
  • سماء الحدود الشمالية تشهد ظاهرة فلكية نادرة لاقتران هلال ذو الحجة بعنقود الثريا
  • نجاح خطة علاجية لطفلة تعاني من متلازمة «May-Thurner» النادرة بمستشفى الملك فهد المركزي بجازان
  • القمر يقترب من الأرض الليلة ويتسبب في زيادة المد والجزر
  • “فلكية جدة”: القمر يقترن ويحجب نجم الثريا
  • الهلال يمرّ أمام نجوم الثريا.. ظاهرة فلكية مميزة فجر الإثنين
  • ظاهرة فلكية استثنائية.. القمر يقترن ويحجب نجم الثريا غدًا
  • تعامد الشمس على قدس الأقداس: معابد مصر القديمة تكشف أسرارها من جديد