اعتبرت صحيفة فايننشال تايمز البريطانية، أن 4 دوافع رئيسية وراء تغيير السعودية والإمارات بوصلتهما على الساحة الدولية بالاقتراب بشكل متزايد نحو الشرق، وتقييد علاقتهما طويلة الأمد مع الغرب ولاسيما الولايات المتحدة.

واستشهد التقرير بتحركات السعودية باستضافة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان للرئيس الصيني لمدة يومين في الرياض قبل أشهر، مشيرة إلى أن الاجتماع وفر للأمير الشاب "مساحة مثالية لإبراز رؤيته للعالم من خلال تصوير المملكة كقوة صاعدة يمتد تأثيرها من الشرق إلى الغرب".

ولفتت إلى أن هذه العقلية "تعكس الطموحات والثقة المتزايدة لدول الخليج الغنية بالنفط، التي عقدت العزم على رسم مساراتها الخاصة في عصر من الاستقطاب والديناميكيات العالمية المتغيرة".

قيادة حازمة

وذكرت الصحيفة أن السعودية، أكبر مصدر للنفط في العالم، والإمارات، المركز التجاري المهيمن في المنطقة، لديهما في الوقت الحالي قادة واثقين بأنفسهم وحازمين ولم يعودوا مستعدين لقبول المطالب الثنائية من واشنطن والمتمثلة بإما أن تكونوا معنا أو ضدنا.

وفي هذا الصدد، قال مدير الأمن الإقليمي في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية إميل الحكيم إن الوقت الذي كان يتوقع فيه التوافق الكامل من هذين البلدين انتهى.

 وعلى نفس المنوال، قال المحلل السعودي علي الشهابي، المقرب من الديوان الملكي، إن "القيادة السعودية أكثر استقلالية في التفكير في الوقت الحالي مقارنة بقبل 10 سنوات، حيث كان هناك جيل كامل أكثر مراعاة للطلبات الأمريكية".

تعطش للتقنيات الجديدة

وذكرت الصحيفة أن العلاقات مع القوى الآسيوية تطورت إلى ما هو أبعد من النفط، إذ أصبحت دول الخليج متعطشة للحصول على تقنيات جديدة، من الذكاء الاصطناعي والطاقة والخدمات اللوجستية إلى دعم خطط التنمية المحلية وتنويع الاقتصادات المعتمدة على النفط.

اقرأ أيضاً

لهذه الأسباب تتجاوز الروابط الاقتصادية الوطيدة بين الصين والخليج النفط والغاز

ونقلت الصحيفة عن مسؤول إماراتي رفيع قوله إن "علاقاتنا بالأسواق القائمة لا تتزعزع.. ولكن في الوقت نفسه ومن منظور أشمل فإن النمو الجديد خلال السنوات العشر أو العشرين القادمة سيأتي من الأسواق الكبيرة في آسيا وأمريكا الجنوبية وربما بعض الأسواق الأفريقية "

بريكس

وتسعى السعودية والإمارات إلى الانضمام إلى مجموعة بريكس التي تشمل الصين والهند والبرازيل وروسيا وجنوب أفريقيا.

ونقتل الصحيفة عن مسؤولين خليجيين قولهم إن "الخطوة منطقية بالنظر إلى أنماط التجارة العالمية، لكنها أيضا تمنح هذه الدول صوتا في شبكة دبلوماسية مهمة ومرحبة".

ونقلت الصحيفة عن أنور قرقاش مستشار الرئيس الإماراتي إن "أي دولة تريد أن تكون ذات أهمية، وتريد الحصول على مقعد على الطاولة" في إشارة إلى بريكس.

جسور

وذكرت الصحيفة أن كل من الإمارات والسعودية تسعيان أيضا لبناء جسور مع الجميع، رغم التحديات والتعقيدات التي تواجهها الدولتين الخليجيتين نتيجة تحقيق هذا المسعى، وظهر ذلك جليا مع الولايات المتحدة في أعقاب الغزو الروسي لأوكرانيا.

ووفق الدبلوماسي الأمريكي السابق جيفري فيلتمان فإن السعودية والإمارات، مثل تركيا والبرازيل "لا تريدان الاختيار بين الولايات المتحدة والصين ولا ترغبان في اختيار جانب على حساب الآخر في حرب أوكرانيا".

وقال الشهابي إن السعودية لن تتخلى عن الجسور التي بنتها مع دول مثل روسيا أو الصين، لأن هذه الجسور جزء لا يتجزأ من أداء الاقتصاد السعودي واحتياجات السوق طويلة الأجل للمملكة.

اقرأ أيضاً

تعزيزات أمريكية في الخليج العربي بوجه إيران والصين

 

 

 

المصدر | الخليج الجديد+ وسائل إعلام

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: الإمارات السعودية الاتجاه شرقا الصين الولايات المتحدة الأمريكية السعودیة والإمارات

إقرأ أيضاً:

مئات يتظاهرون ضد الهجرة في بلدة بريطانية وسط إجراءات أمنية

تظاهر المئات ضد الهجرة في بلدة تشهد سلسلة من الاحتجاجات شمالي شرقي لندن أمس الأحد، في ظل إجراءات أمنية مشددة بعد الاضطرابات التي شهدتها البلاد خلال تظاهرات سابقة مناهضة للمهاجرين.

وبلغ عدد المتظاهرين نحو 400 شخص من مجموعتين متعارضتين، واحدة مناهضة للهجرة وأخرى مضادة مؤيدة لها، وفرضت الشرطة إجراءات أمنية مشددة وأقامت حواجز للفصل بين الفريقين ومنعت ارتداء الأقنعة.

وتجمع المتظاهرون أمام فندق بيل في المدينة الذي يستخدم عادة لإيواء طالبي اللجوء واللاجئين، رغم مناشدات مجلس محلي لإغلاقه.

الشرطة طوقت المظاهرة في إبينغ خوفا من اضطرابات أمنية (غيتي)

كما نُظم احتجاج مضاد من قبل منظمة "واجه العنصرية" التي هتف أنصارها "اللاجئون مرحب بهم هنا".

وأفادت الشرطة -في بيان- بتوقيف 3 أشخاص، مشيرة إلى أن الاحتجاج انفض "بسلام".

وهذه التظاهرة هي الأحدث ضمن سلسلة تظاهرات في بلدة إبينغ البريطانية حيث وُجهت لطالب لجوء في وقت سابق من يوليو/تموز الجاري اتهامات بارتكاب اعتداءات جنسية.

مجموعتان متعارضتان رفعتا لافتات مختلفة خلال احتجاج أمام فندق بيل المتوقع أنه يؤوي لاجئين في إبينغ (الفرنسية) غضب متزايد

وتثير قضية آلاف المهاجرين الذين يصلون بطريقة غير نظامية إلى البلاد على متن قوارب صغيرة عبر القناة المانش الإنجليزية، إلى جانب تدهور الاقتصاد البريطاني، غضبا متزايدا بين بعض البريطانيين.

وتفاقمت هذه المشاعر بسبب رسائل تحريضية على مواقع التواصل الاجتماعي من قبل داعمي اليمين المتطرف.

وبلغ عدد الذين قاموا برحلة اللجوء عبر القناة ووصلوا إلى بريطانيا حتى الآن في عام 2025 نحو 24 ألف مهاجر، وهو أعلى رقم على الإطلاق في هذه المرحلة من العام.

مقالات مشابهة

  • ضياء رشوان يدعو لعدم الانسياق وراء الحملات التي تستهدف دور مصر المحوري في دعم الشعب الفلسطيني
  • قرعة كأس الخليج للشباب.. السعودية وقطر في المجموعة الأولى
  • شرط الحرية وجماهير مصر الثائرة.. والصامتة أيضا
  • المشاط تعرض التجربة المصرية في جلسة رئيسية لاجتماعات مجموعة العشرين نظمها الاتحاد الأفريقي ومنظمة OECD
  • مئات يتظاهرون ضد الهجرة في بلدة بريطانية وسط إجراءات أمنية
  • صحيفة عن مسؤولين بإدارة ترامب: الوقت مناسب لصفقة شاملة تنهي الحرب
  • الأردن والإمارات تنفذان ثلاث عمليات إنزال جوي للمساعدات على غزة
  • ما هي الخيارات الأخرى التي تدرسها الولايات المتحدة وإسرائيل ضد حماس؟
  • مساع بريطانية لإسقاط مساعدات على غزة جوا وأونروا تعتبره تشتيتا للانتباه
  • البنوك السعودية.. أرباح فوق المتوقع وتحذير من نقص السيولة