أحمد هارون: الانسحاب من العلاقات التي تسبب الاستنزاف العاطفي ليس ضعفًا بل قوة وحكمة
تاريخ النشر: 13th, March 2025 GMT
أكد الدكتور أحمد هارون، أستاذ العلاج النفسي والصحة النفسية، أن التعلق بعلاقات لم تقدّر الإنسان أو التمسك بماضٍ مؤلم قد يكون عائقا أمام التوازن النفسي، مشيرا إلى أن الإنسان يحتاج إلى قوة تبقيه ثابتًا على قراراته، وعوض يعوّضه عن الإساءة التي تعرض لها.
. أحمد هارون يكشف مفاجأة
وقال أحمد هارون، خلال تقديمه برنامج “علمتني النفوس”، عبر فضائية “صدى البلد”، أن الانسحاب من العلاقات التي تسبب الاستنزاف العاطفي ليس ضعفًا، بل قوة وحكمة.
إدراك الحقيقة بعيدا عن زيف العاطفةوشدد أستاذ العلاج النفسي والصحة النفسية، على ضرورة إدراك الحقيقة بعيدا عن زيف العاطفة، قائلًا: ربي امنحني القدرة على الانسحاب من مواطن الاستنزاف، والقوة على إغلاق أبواب الأذى، والحكمة لأدرك أن الرحيل عمّن لا يقدّرني نجاة.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الصحة النفسية العلاج النفسي أحمد هارون الإساءة الإنسان المزيد أحمد هارون
إقرأ أيضاً:
رحل سامي كمال بعيدا عن الوطن المشغول
تختلط هذه الأيام لدى كاتب المقالات عدة موضوعات تبدو متباعدة لكن بِنيتها متشابكة، فعلى سبيل المثال ما الذي يجمع بين وفاة فنان عراقي في السويد وبين ذكرى السابع من أكتوبر والإبادة الجماعية التي يتعرّض لها الشعب الفلسطيني في غزة، وأيضا احتجاز المئات من الناشطين العالميين المتعاطفين مع القضية الفلسطينية. إنها حتما موضوعات مختلفة لكن يجمع بينها خيط واحد هو نضال الإنسان لأجل الحرية والخلاص من الاستبداد، خاصة إذا كان الإنسان فنانا يجد في فنه مصدر تعبيره يقوده إلى التضامن مع القضايا الإنسانية العادلة، ويتحمل تبعات مواقفه السياسية ومعتقده الأيديولوجي. ومن هؤلاء الفنانين المطرب العراقي سامي كمال (1940- 2025) الذي رحل يوم الخميس الماضي في منفاه السويدي وتحديدا في مدينة مالمو التي تُذكرنا بالشاعر العُماني الراحل زاهر الغافري (1956-2024) وأيضا بالعديد من المهاجرين العرب الذين اختاروا الإقامة في مالمو نظرا لدفء طقسها مقارنة بباقي المدن السويدية.
ظهر الفنان سامي كمال في إحدى الصور مرتديا الكوفية الفلسطينية وقميصا كُتب عليه بالأحرف الإنجليزية (P.F.L.P) والتي ترمز إلى الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين. فما علاقته بفلسطين. من خلال البحث عن الفنان نتعرف على «الصوت الملتزم» بتوظيف الفن للحرية والتعبير عنها. فقد ولد سامي مناتي في قضاء الكحلاء بمحافظة بيسان لأسرة يمتهن الأب فيها خياطة البشوت. قبل انتقال الأسرة إلى بغداد والتحاق سامي بفرقة موسيقى الجيش والتعرف على الفنان كمال السيد (1944-2001) الذي شجّعه على الغناء ولحّن له أهم الأغاني مثل «رايح يا رايح وين» وأغنية «مدللين» واشتهر أكثر بأغنية «صويحب»، واعترافا له بالجميل حمل الفنان سامي الاسم الفني سامي كمال بدلا من اسم والده سامي مناتي. واشتهر سامي بأغنية «بين جرفين العيون» التي كتب كلماتها الشاعر العراقي مهدي عبود السوداني. لم يكن الفنان في العراق يعيش على مردود فنه أي في الوقت الذي غنّى فيه سامي في العراق، ما لم يكن موظفا في الإذاعة والتلفزيون، ونتيجة للظروف المعيشية الصعبة التي عاشها سامي كمال وضرورة إعالة عائلته المكونة من ستة أفراد فقد اشتغل حلاقا في مدينة التحرير ببغداد. ونظرا لتأثر سامي بالأفكار اليسارية والشيوعية على وجه التحديد فقد وجد نفسه مهاجرا إلى خارج العراق بسبب الرقابة والمضايقات المفروضة عليه من القوميين والبعثيين لاحقا، ورغم توسلات أمه له بالبقاء فقد آثر الرحيل بدلا من السجن أو التصفية الجسدية، فكانت الكويت أول محطاته ثم بيروت قبل الاستقرار في عدن التي سبقه إليها الفنان جعفر حسن وشقيقته إلهام حسن (توفيت في عدن سنة 2001) التي تزوجت من الفنان اليمني جميل غانم (1940 - 1990) مؤسس المعهد الموسيقى اليمني. في عدن أسّس مع الفنانين العراقيين المقيمين هناك فرقة الطريق الجديد الشاعر زهير الدجيلي (1937-2016) وحميد البصري (1935-2022) وزوجته شوقية العطار (مواليد 1936)، وغنّى فيها فؤاد سالم (اسمه الحقيقي فالح حسن جاسم 1945-2013) والفنانة إلهام حسن. لم تطُل إقامة سامي في اليمن بعد أن التحقت به عائلته، فغادر عدن إلى دمشق وهناك أسّس مع رفاقه العراقيين فرقة (بابل) الموسيقية عام 1983، ثم أسّس مع الشبيبة الفلسطينية فرقة (بيسان) للأغاني الثورية والفلكلورية وكان مديرها قبل أن يُسلمها للشاب الفلسطيني محمد ديب أبو الرز (1967-2018) الذي توفي تحت التعذيب في السجون السورية. تعرّض سامي كمال لجلطة في السويد عانها منها حتى وفاته، تاركا خلفه إرثا موسيقيا ومواقف إنسانية لا تُنسى. آخر ما لحّنه أغنية «دقيت بابك يا وطن» التي كتب كلماتها الشاعر كريم العراقي (1955-2023)
«دكيت بابك يا وطن باب الوطن مقفول
دكيت رقمك يا وطن رقم الوطن مشغول»
نُذكّر بالفنانين والمثقفين الذين تضامنوا مع القضية الفلسطينية لينضموا إلى السجل الخالد الذي لا يزال يُكتب بمواقف شرفاء الإنسانية الذين يعلون من قيمة الإنسان وينحازون إلى الحقيقة وإلى نصر الإنسان، وهذا ما يحدث حاليا سواء في ركوب أسطول الحرية ومحاولة كسر الجبروت الصهيوني وفك الحصار، أو الخروج إلى الشوارع وتسيير الحملات الاحتجاجية المتزايدة لفضح الرواية الصهيونية وداعميها في العالم.