"موارد" يُحافظ على التنوع البيولوجي بدراسة خواص بذور النباتات البرية النادرة والمُهددة بالانقراض
تاريخ النشر: 16th, March 2025 GMT
◄ أكثر من 2000 ساعة عمل ميداني للفريق خلال 7 سنوات
◄ التركيز على نباتات الشوع والعفة البرية والبيذمان والخزامى البرية
◄ التغير المناخي والتوسع السكاني والرعي الجائر من أكبر التحديات التي تواجه النباتات البرية
مسقط- الرؤية
يعكف فريق مُتخصِّص من مركز عُمان للموارد الوراثية الحيوانية والنباتية "موارد" التابع لوزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، على تنفيذ مهام سنوية لجمع عينات نباتية من مُختلف أنحاء عُمان؛ وذلك في إطار الجهود المستمرة للحفاظ على التنوع البيولوجي الفريد في سلطنة عُمان ودراسة خواص هذا التنوع.
وتهدف هذه الجهود إلى الحفاظ على التنوع البيولوجي، إذ إن بعض النباتات في سلطنة عُمان قد تكون مُهددة بالانقراض بسبب تغير المناخ أو الأنشطة البشرية، وجمع بذورها يُساعد في الحفاظ على هذه النباتات وضمان عدم انقراضها، بحيث يُمكن استزراعها في المستقبل.
وحقق المشروع الآن وخلال السبع سنوات الماضية (2018- 2024)، إنجازات ملحوظة، حيث قام بـ81 مهمة جمع، وزار 231 موقعًا مختلفًا، في 50 ولاية من ولايات سلطنة عُمان، وقام بتسجيل 352 نوعا مختلفا من النباتات البرية وجمع 174 مجموعة بذرية، 18 مجموعة منها مهدد بالانقراض (مدرجة في القائمة الحمراء للاتحاد الدولي صون الطبيعة)، وإدخال بيانات 883 مدخل في قاعدة بيانات النباتات البرية ويجري حاليا إدخالها في منصة معلومات الموارد الوراثية النباتية، خلال تلك المهام تم تسجيل 17623 قراءة للموارد الوراثية النباتية المستهدفة.
وتسعى هذه الجهود إلى دراسة التكيف مع الظروف البيئية المتغيرة، حيث تتعرض النباتات في عمان إلى ظروف مناخية قاسية مثل الجفاف وارتفاع درجات الحرارة وفي الفترة الأخيرة إلى أنواء مناخية استثنائية، ومن خلال جمع هذه البذور، يقوم الباحثون بدراسة خصائص هذه النباتات الوراثية التي تتيح لها التكيف مع هذه الظروف البيئية المتغيرة، ولذلك فإن هذه المجموعات المدخلة في قاعدة بيانات النباتات البرية تسهم في تعزيز التكيف المستدام مع الظروف البيئة المتغيرة.
كما تسعى سلطنة عُمان إلى الاستفادة من النباتات العُمانية في مجالات الزراعة والصناعة، فجمع وحفظ بذور هذه النباتات يهدف إلى تأمين موارد غذائية وطبية واقتصادية مما يدعم استدامة الموارد الطبيعية في البلاد. وتستهدف مسودة اتفاقية مستقبلية مع شركة تنمية نخيل عُمان استزراع بعض النباتات لاستخلاص الزيوت والعناصر القابلة للاستخدام، مما يعزز الاستخدام الاقتصادي لهذه النباتات.
وفي حال حدوث كوارث طبيعية أو تغيرات بيئية مفاجئة، سيسهم حفظ بذور النباتات في استعادة الأنواع النباتية المهددة بالانقراض؛ فمع تسجيل 17623 قراءة للموارد الوراثية النباتية المستهدفة، توفر هذه البيانات إمكانيات استجابة سريعة لاستعادة النباتات في حالات الطوارئ البيئية.
كما توفر بذور النباتات المحلية المخزنة مادة للبحث العلمي المستمر حول خصائصها الوراثية، واستخداماتها في مشاريع الاستدامة وتحسين الأنواع الزراعية، ويسهم البحث في إيجاد حلول للموارد الوراثية النباتية المحلية المستهدفة؛ حيث نشر الفريق البحثي بالمركز ورقة علمية بعنوان "استكشاف الإمكانات الغذائية والعلاجية لشجرة الشوع في سلطنة عُمان".
أما بالنسبة للنشر العلمي، فقد ساهم مشروع "جمع وحفظ بذور النباتات البرية" في نشر عدد من الأوراق العلمية في مجلات علمية محكمة منها ورقة استكشاف شجرة العفة البرية (كف مريم، سليخة، زليخة)، Vitex agnus- castus L. للاستخدام الصيدلاني وورقة عن استكشاف إمكانات نبات البيذمانBoiss. Salvia macilenta في عُمان كمكملات غذائية وورقة أخرى عن استكشاف الإمكانات الغذائية والعلاجية لشجرة الشوع peregrina (Forssk) Fiori في سلطنة عُمان. كما تم نشر ورقة علمية عن الخزامى البري )غزغاز)،lavandula subnuda، وتركيبها الكيميائي بغرض دراسة الاستخدامات الطبية والعطرية لهذه النبتة.
وتعد بعض النباتات في سلطنة عُمان جزءًا من التراث الزراعي والثقافي للبلاد؛ حيث إن بعض هذه النباتات لا توجد في أي مكان آخر في العالم، لذلك يسعى المركز من خلال جمع وحفظ بذور النباتات البرية، للحفاظ على الهوية الثقافية العُمانية، إضافة إلى إقامة محاضرات علمية وزيارات ميدانية للمدارس والجامعات لتعزيز قيمة هذه النباتات في المجتمع العُماني، مما يسهم في الحفاظ على التراث الزراعي والثقافي في السلطنة.
وفي إطار جهود التوعية التي يقوم بها المركز تم خلال الفترة الماضية التعريف بالمشروع وأهم المعلومات الخاصة بالموارد الوراثية النباتية في سلطنة عُمان عبر عدة لقاءات إذاعية وتلفزيونية وعبر الصحف المحلية وشارك ممثلو المشروع المعرفة مع طلاب المدارس عبر الزيارات المباشرة في المناسبات، كما تم تقديم محاضرات للنباتات البرية وأهميتها لطلبة جامعة السلطان قابوس وجامعة نزوى وكلية صحم المهنية.
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
الزراعة تعلن حصول وقاية النباتات على تجديد واعتماد دولي جديد لـ 12 اختبارًا
أعلنت وزارة الزراعة واستصلاح الأراضي، تجديد الاعتماد الدولي للمعامل المركزية لمعهد بحوث وقاية النباتات التابع لمركز البحوث الزراعية، وفقًا للمواصفة ISO/IEC 17025:2017 ، وذلك بعد إضافة 12 اختبارًا جديدًا، تم اعتمادهم أيضا.
وقال الدكتور أحمد عبدالمجيد مدير المعهد أن ذلك يأتي في إطار توجيهات علاء فاروق، وزير الزراعة واستصلاح الأراضي، برفع كفاءة المعامل المتخصصة، لضمان مطابقتها لأعلى معايير الجودة العالمية، وتعليمات الدكتور عادل عبدالعظيم، رئيس مركز البحوث الزراعية، برفع كفاءة المعامل وصقل العاملين بالمعاهد والمعامل.
وأشار عبدالمجيد إلى أن الاعتمادات تشمل 10 اختبارات جديدة متخصصة في منتجات نحل العسل، مما يعزز قدرة المعامل على تحليل العسل وتحديد جودته ومصدره،.حيث شمل ذلك تحديد نشاط إنزيم الدياستيز، ونسبة المواد الصلبة غير الذائبة، وقياس الحموضة الكلية، بالإضافة إلى تحديد نسب حبوب اللقاح التي تعد مؤشرًا أساسيًا على نوع الأزهار التي يعتمد عليها النحل، كما تم اعتماد اختبارات جديدة للبروتين والدهون في حبوب اللقاح وغذاء الملكات.
واضاف مدير المعهد انه تم أيضا تجديد اعتماد معمل التحاليل الكيميائية الدقيقة لاختبارين لقياس إنزيمي GPT وGST، بالإضافة إلى اعتماد اختبارين جديدين لقياس البروتين الكلي وإنزيم GOT، كذلك تجديد اعتماد معمل آفات وأمراض النحل للكشف عن أمراض تعفن الحضنة الأوروبي والأمريكي، واللذان يعدان من أخطر الأمراض التي تصيب خلايا النحل.
وأعرب عبدالمجيد، عن خالص شكره وتقديره للجنة التقييم التابعة للمجلس الوطني للاعتماد، والتي تضم الدكتور أشرف محمد، الدكتور نصر البورديني، الدكتور محمد توفيق، والدكتور أحمد عبدالعليم، على جهودهم المتميزة في إتمام عمليات التقييم وفق أعلى المعايير الدولية، كما تقدم بخالص الشكر والتقدير للدكتورة فرحة حسني، مدير إدارة الجودة بالمعهد، على إسهاماتها المتميزة وجهودها الدؤوبة في تحقيق هذا الاعتماد، والذي يعكس التزامها بالجودة والتميز في العمل، كذلك وجه شكر خاص للدكتورة نيفين صبحي، مستشار رئيس مركز البحوث الزراعية للجودة، لدعمها الكبير وتعاونها المثمر مع إدارة الجودة بالمعهد لضمان استيفاء كافة شروط الاعتماد.
وتقدم مدير المعهد بالتهنئة لكافة العاملين بالمعهد، الذين كان لهم دور أساسي في هذا النجاح، الذي يعزز مكانة المعهد كـمؤسسة علمية رائدة تسعى دائمًا للتميز والريادة و تأكيدًا على التزام المعهد بتطبيق أعلى معايير الجودة في الخدمات البحثية والتقنيات الزراعية، لضمان أعلى مستويات الجودة.