موقع 24:
2025-05-28@02:28:13 GMT

إيران و«المشاهد المؤلمة» وساعة القرار

تاريخ النشر: 17th, March 2025 GMT

إيران و«المشاهد المؤلمة» وساعة القرار

قالَ السياسيُّ المجرّب إنَّ الغارات الأمريكية الأخيرة على مواقع الحوثيين قد تكون آخر رسائل إدارة دونالد ترامب إلى إيران قبل حلول ساعة القرار والحسم في ملف برنامجها النووي. ورأى أنَّ المنطقة قد تكون في الطريق إلى أزمة كبرى ما لم يسارع المرشد الإيراني إلى اتخاذ قرار كبير مؤلم يقضي «بتفكيك البرنامج النووي والتنازل عن تحريك الأذرع في الإقليم خصوصاً بعد ما أصابها».

ذكَّرتني رسالة ترامب إلى القيادة الإيرانية بما حدث في السنوات الأولى من القرن الحالي بين أمريكا وليبيا. طلب معمر القذافي من وزير خارجيته عبد الرحمن شلقم إقناعَ صديقه الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة بالتدخل لدى الرئيس جورج بوش الابن لتحسين العلاقات بين واشنطن وطرابلس. وافق بوتفليقة وأثارَ الموضوع وقال لشلقم ما سمعه في المقابلة: «إما أن تنزعوا أسلحة الدمار الشامل أو سيدمرها هو بنفسه (بوش) ويدمر كل شيء من دون نقاش». نقل شلقم العبارة إلى القذافي، فرد عليه قائلاً: «أنت خائف وجبان».
قلبَ القذافي الحسابات واختار في النهاية إنقاذ نظامه بدل الانزلاق إلى مواجهة مع أمريكا. وذات يوم اتصل سيف الإسلام القذافي بمقسم مقر الاستخبارات البريطانية وترك رسالة صوتية يقول فيها: «أنا سيف الإسلام ابن معمر القذافي، وأريد أن أتحدَّث معكم في ما يتعلق بأسلحة الدمار الشامل». وعندما حدّد له موعد قال إنه يريد في المقابل تحسين العلاقات. وبعدها فكَّكت ليبيا أجهزة الطرد المركزي وسلَّمت بعضها إلى الأمريكيين. وقطعت ليبيا علاقاتها السابقة بمنظمات وأحزاب كانت بمثابة أذرع لها.
إيران لا تشبه ليبيا لا في نظامها ولا في آلية صنع القرار. إنَّها دولة كبرى في الإقليم ولديها إمكانات بشرية وعسكرية واقتصادية لكنَّها تقترب من ساعة الحقيقة منذ عودة ترامب إلى البيت الأبيض. تحاشت على مدى عقود الانزلاق إلى صدام مباشر مع الآلة العسكرية الأمريكية وفضّلت تقويض النفوذ الأمريكي في المنطقة عبر تحريك الأذرع. لكن ماذا لو وجدت نفسها في وضع يشبه الذي واجهته ليبيا، أي الخيار بين سلامة النظام ومواجهة تكاد تكون معروفة النتائج؟
يقول سياسيون ومحللون إنَّ إيران تواجه حالياً وضعاً هو الأصعب منذ انتصار الثورة الخمينية، أو على الأقل منذ انتهاء الحرب المديدة مع نظام صدام حسين. منذ عودته إلى المكتب البيضاوي يصنع ترامب البرنامج اليومي لسكان «القرية الكونية». يدير العالم بالتغريدات والجمل القصيرة. يكسر قواعد كان يعتقد أنَّها عصية على الكسر. من الحرب التجارية والرسوم والعقوبات إلى التلويح بتغيير الخرائط وموازين القوى.
تحدث السياسي عن مشاهد مؤلمة لا تستطيع إيران إلا التوقف عندها. أطلقت «حماس» عملية «طوفان الأقصى» وقدم أهالي غزة تضحيات غير عادية لكن القطاع مدمر حالياً وموضوع سلاح «حماس» مطروح على الطاولة. وإذا كان نزع سلاح «حماس» مستبعداً في الوقت الحاضر، فإنَّ الإرادة الدولية لن تقبل إلا بإخراجه من النزاع العسكري مع إسرائيل لسنوات طويلة إذا كانت إعادة الإعمار ستسلك طريق التحقق. وواضح أنَّ «حماس» سلَّمت بدور أقل في القطاع بعد انتهاء مرحلة الرهائن والتبادل.
ولاحظ السياسي أنَّ إيران لم تبخل على «حماس» بالدعم لكنَّها لم تستطع إنقاذها. قال أيضاً إنَّ «حزب الله» فتح «جبهة الإسناد» لكنَّه لم يستطع تغيير مسار الحرب في غزة وخسر أمينه العام حسن نصر الله، وهي خسارة لا يبدو قادراً على تعويضها. علاوة على أنَّ مصير سلاحه مطروح على الطاولة - ليس فقط برغبة دولية وإقليمية - بل أيضاً برغبة داخلية واسعة. لم تستطع إيران إنقاذ «حزب الله» ولم تستطع أيضاً إنقاذ وجودها العسكري في سوريا. ولم تتمكَّن من منع انهيار نظام حليفها بشار الأسد، ولم يتطوَّع الجانب الروسي للعب دور من هذا النوع.
أضاف السياسي إلى ما تقدَّم «مشهدين مؤلمين» لطهران. الأول عدم قدرتها على الاستمرار في تبادل الضربات المباشرة مع إسرائيل وما أظهرته الحرب في غزة ولبنان من تفوق عسكري وتكنولوجي للجيش الإسرائيلي، ما يمكنه من استباحة أجواء دول قريبة وبعيدة. الثاني تعهد الرجل الذي أمر بقتل قاسم سليماني استخدام كلَّ الوسائل لمنع إيران من الاتكاء على «بوليصة تأمين» لنظامها اسمها القنبلة النووية.
ولاحظ أنَّ توازناً جديداً نشأ في المنطقة، وأنَّ إيران لا تبدو قادرة على قلب مسار الأحداث، لا في سوريا ولا في لبنان أو غزة. ولفت إلى أنَّ انحسار النفوذ الإيراني في سوريا رافقه تقدم للنفوذ التركي فيها، وهو ما يزيد صعوبة المشهد بالنسبة إلى طهران.عاد ترامب إلى ممارسة «الضغط الأقصى» على إيران. حصيلة الحروب في الإقليم تصبّ في مصلحة ضغوطه. الغارات الأمريكية الأخيرة على مواقع الحوثيين تشبه مطالبة إيران بالإسراع في الخروج باستنتاجات واقعية من المشاهد المؤلمة لها والتي تلاحقت في الإقليم.
رسم قاسم سليماني ذات يوم خطَّ دفاع إقليمي عن بلاده. حقَّق اختراقات في لبنان وسوريا والعراق واليمن. انتزاع الحلقة السورية من «محور الممانعة» قطع طريق سليماني وصدع الخط الدفاعي الذي بناه.
تتدافع الأحداث في الإقليم. توازنات جديدة وأحجام جديدة وأدوار جديدة. أمريكا ترامب صاحبة دور حاسم في الإقليم. روسيا مهتمة بتكبير الهدية التي ستحصل عليها في أوكرانيا. أمام المرشد الإيراني قرار صعب للحصول على شهادة حسن سلوك في الملف النووي والامتناع عن محاولة ترميم «محور الممانعة» وسياسة تحريك الأذرع. وساعة القرار تقترب.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: وقف الأب رمضان 2025 عام المجتمع اتفاق غزة إيران وإسرائيل يوم زايد للعمل الإنساني غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية إيران وإسرائيل فی الإقلیم ترامب إلى

إقرأ أيضاً:

خلاف حاد| تفاصيل مكالمة هاتفية بين ترامب ونتنياهو بشأن إيران

شهدت العلاقات الأمريكية-الإسرائيلية، خلال فترة رئاسة دونالد ترامب، محطات من التعاون الوثيق، إلا أن بعض الملفات الحساسة كانت تشكل موضع خلاف بين الجانبين، وعلى رأسها الملف النووي الإيراني. 

وفي هذا الصدد، كشفت القناة 12 الإسرائيلية تفاصيل مكالمة هاتفية وصفتها بـ«الحادة والمشحونة» جرت بين الرئيس الأمريكي آنذاك، دونالد ترامب، ورئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، تناولت تطورات الملف النووي الإيراني والمفاوضات الجارية بين واشنطن وطهران.

خلافات جوهرية في الرؤى حول إيران

وبحسب ما نقلته القناة الإسرائيلية، فإن المكالمة التي جرت بين ترامب ونتنياهو لم تكن اعتيادية، بل تخللتها توترات واضحة واختلافات جوهرية في الرأي. 

وفي الوقت الذي أعلن فيه مكتب نتنياهو أن الجانبين تناقشا حول البرنامج النووي الإيراني وأكدا ضرورة منع إيران من امتلاك أسلحة نووية، نقلت القناة عن مصادر مطلعة أن المحادثة كشفت عن تباين في وجهات النظر.

ووفقا لمصدرين مطلعين على مضمون المكالمة، فإن ترامب أبلغ نتنياهو صراحة أنه يفضل الحلول الدبلوماسية مع إيران، معبرا عن ثقته في إمكانية التوصل إلى اتفاق جيد يلبي الاحتياجات الأمنية لإسرائيل والولايات المتحدة على حد سواء.

 هذا التوجه لم يلق قبولا تاما من نتنياهو، الذي يفضل نهجا أكثر تشددا تجاه طهران، ما أضفى على المحادثة طابعا من التوتر والاختلاف.

الجولة الخامسة من المحادثات الأمريكية-الإيرانية

وفي السياق نفسه، تجري الولايات المتحدة جولتها الخامسة من المحادثات النووية مع إيران في العاصمة الإيطالية، روما.

 وصرح إسماعيل بقائي، المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، الإثنين، بأن طهران منفتحة على التوصل إلى تسوية بشأن برنامجها النووي، إلا أنه شدد في الوقت ذاته على أن مسألة تخصيب اليورانيوم «غير قابلة للتفاوض»، مضيفا أن واشنطن تفهم هذا الموقف، وذلك وفقًا لما نقلته شبكة «سي إن إن» الأمريكية.

دور أمريكي مباشر في التواصل مع نتنياهو

وفي سياق الجهود الأمريكية المباشرة للتواصل مع الجانب الإسرائيلي، قالت وزيرة الأمن الداخلي الأمريكية، كريستي نويم، إنها أجرت محادثة "صريحة" مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بشأن المفاوضات الجارية مع إيران.

وخلال مشاركتها في برنامج "فوكس آند فريندز" عبر شبكة "فوكس نيوز"، أوضحت نويم أن الرئيس ترامب أوفدها خاصة للقاء نتنياهو، بهدف التأكيد على أهمية وحدة الصف بين الطرفين وتنسيق المواقف بما يضمن نجاح العملية التفاوضية.

وأضافت نويم أن الحوار مع نتنياهو كان "صريحًا للغاية"، ما يعكس استمرار التوتر المحيط بموقف إسرائيل من أي اتفاق محتمل مع طهران، حتى وإن كان الهدف المعلن هو منع إيران من تطوير سلاح نووي.

يائير جولان: هذه حرب سياسية يقودها نتنياهو.. والإسرائيليون أمام خيار مصيرينتنياهو: الجيش يواجه تحديات كبيرة في غزة وسنهزم حماس ونحرر المختطفين ختام الجولة الخامسة من المفاوضات

وجاءت زيارة نويم لإسرائيل بالتزامن مع ختام الجولة الخامسة من المفاوضات في روما، حيث التقت نتنياهو في مدينة القدس يوم الأحد، بحضور السفير الأميركي مايك هاكابي.

 وبحسب بيان صادر عن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي، أعربت نويم خلال اللقاء عن "دعمها الراسخ لرئيس الوزراء ولدولة إسرائيل"، وأثنت على إدارته للعمليات العسكرية الجارية في قطاع غزة، في إشارة إلى الدعم الأمريكي المستمر رغم الخلافات في بعض الملفات الحساسة.

والجدير بالذكر، أن تعكس المكالمة التي وصفت بـ"الحادة" بين ترامب ونتنياهو حجم التوتر الكامن خلف العلاقات الاستراتيجية بين واشنطن وتل أبيب، خاصة عندما يتعلق الأمر بالملف النووي الإيراني. 

ورغم الشراكة الوثيقة بين البلدين، فإن التباين في الأولويات والوسائل يبقى حاضرا، ويكشف عن تحديات حقيقية في تنسيق المواقف تجاه أحد أكثر الملفات حساسية في الشرق الأوسط. وبينما تسعى واشنطن إلى حل دبلوماسي، تبدو إسرائيل أكثر ميلاً إلى الخيارات الحاسمة، مما يجعل المرحلة القادمة حاسمة في تحديد مسار التعامل مع إيران.

صفقات الغضب بين ترامب و نتنياهوخبير شئون إسرائيلية: نتنياهو يرغب في تقسيم غزة إلى مناطق عازلة طباعة شارك ترامب نتنياهو إيران الاحتلال الشرق الأوسط الولايات المتحدة أمريكا

مقالات مشابهة

  • مكالمة حادة بين نتنياهو وترامب حول إيران.. كيف توترت المحادثة؟
  • رئيس حزب صوت الشعب لـ«عين ليبيا»: جلسة النواب اليوم مسرحية هزيلة لإرباك المشهد السياسي
  • مسئول أمريكي: ترامب حذر نتنياهو من تقويض الجهود الدبلوماسية مع إيران
  • الباعور يبحث مع السفير الإيطالي دعم الاستقرار السياسي في ليبيا
  • خلاف حاد| تفاصيل مكالمة هاتفية بين ترامب ونتنياهو بشأن إيران
  • ترامب: المفاوضات النووية مع إيران “جيدة جدا”
  • ترامب يصف مفاوضات النووي بالجيدة جدا فماذا قالت إيران وعمان؟
  • ترامب يلمّح إلى انفراجة نووية مع إيران: قد نسمع أخباراً سارة قريباً
  • عاجل- ترامب يفجّر مفاجأة: "أخبار سارة قريبة بشأن إيران وحماس".. ما القصة؟
  • ترامب عن آخر جولة للمحادثات مع إيران: هناك فرصة ولا أريد سقوط القنابل