مخلفات الاحتلال غير المنفجرة موت كامن يهدد بحصد مزيد من الأرواح بغزة
تاريخ النشر: 17th, March 2025 GMT
تشكل مخلفات الحرب والذخائر غير المنفجرة، جراء عدوان الاحتلال على قطاع غزة، خطرا يداهم حياة الفلسطينيين، ويهدد المزيد من الأشخاص، في ظل انعدام المعدات اللازمة للتعامل معها والتخلص منها، بسبب حصار الاحتلال.
ورغم تراجع حدة العدوان، إلا أن آلاف الأطنان من القنابل والمتفجرات التي أسقطت على سكان غزة، خلال أكثر من خمسة عشر شهرا تحولت إلى قنابل موقوتة مدفونة بين الركام، ما يزيد من معاناة الناس الذين اضطروا لنصب خيامهم بين أنقاض منازلهم المدمرة.
منذ بدء وقف إطلاق النار في 19 كانون الثاني/يناير الماضي، شهد قطاع غزة العديد من حوادث انفجار مخلفات الحرب، ما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى في عدة مناطق، وفق تقارير طبية.
من بين المصابين، كان الضابط بلال المبحوح أحد أفراد إدارة هندسة المتفجرات بشرطة غزة، الذي فقد بصره نتيجة انفجار جسم متفجر أثناء مهمة عمل في جباليا شمال القطاع.
يرقد المبحوح في المستشفى المعمداني بمدينة غزة بعد أن أصيب بشظايا في وجهه وعينيه وجسده، تاركا إياه فاقدا للبصر تماما.
المبحوح قال إن إدارته تتلقى يوميا عشرات البلاغات حول وجود قذائف وأجسام غير منفجرة في الشوارع والمنازل والمنشآت التي تعرضت للقصف.
وأضاف أنه في 5 آذار/مارس الجاري، خرج على رأس فريق من هندسة المتفجرات لمعاينة مكان انفجار سابق في شارع "مزايا" شرق جباليا، تسبب في إصابة ثلاثة أطفال.
وأضح المبحوح: "بينما كنا نستمع لشهادات المواطنين ونعاين الموقع، وقع انفجار جديد باغتني وألقى بي على الأرض مضرجا بدمائي".
وأشار إلى أن قوات الاحتلال استخدمت أنواعا مختلفة من الذخائر الأمريكية، بعضها لم يكن مألوفا لدى خبراء المتفجرات في غزة، مضيفا: "لم يتوقف عملنا طوال شهور الحرب، رغم القصف والاستهداف المتكرر".
وأوضح أنهم عملوا على تجميع تلك المخلفات في مخزن خاص شمال غزة، إلا أنه تعرض للهدم والتجريف من قبل جيش الاحتلال خلال العملية البرية في جباليا.
وقال: "تم تدمير مقار عملنا جميعها، والمكان الذي كنا نجمع فيه بقايا ومخلفات الصواريخ غير المنفجرة، بما يحتويه من معدات بسيطة كنا نستعين بها في عملنا".
وأكد الخبير الفلسطيني أن عناصر هندسة المتفجرات يعملون بصدور عارية مع انعدام معدات السلامة، حيث تمنع إسرائيل إدخال أي تجهيزات أو معدات متخصصة.
وقال بصوت خافت: "نغادر منازلنا للعمل مدركين أننا قد لا نعود، لكننا نتحمل مسؤوليتنا لحماية المدنيين".
وعن طبيعة حالته الصحية، لفت المبحوح إلى أنه فقد بصره بشكل كامل، ويأمل في السفر للعلاج خارج قطاع غزة.
من جانبه، كشف العقيد محمد الزرقة، المتحدث باسم الشرطة بغزة، أن هناك تقديرات بوجود أكثر من 30 ألف جسم متفجر من مخلفات الحرب منتشرة في القطاع، تشكل خطرًا كارثيًا على حياة المدنيين.
وقال الزرقة في إن تلك الأجسام تشكل قنابل موقوتة تهدد حياة المواطنين، وتحتاج إلى إمكانيات كبيرة لإزالتها وتحييد خطرها.
وأضاف أن طواقم هندسة المتفجرات بالشرطة يعملون بإمكانات بسيطة للغاية، ومع انعدام تام لإجراءات ومعدات السلامة، وحتى للمركبات لنقل الأجسام الخطرة من أماكنها.
وأوضح أنه "مع هذا الواقع الصعب، يضطر عناصر الهندسة إلى التعامل جزئياً مع تلك المخلفات عبر نزع الصواعق ونقل الأجسام إلى مكان بعيد عن تواجد السكان"، مضيفاً أنها بحاجة للفحص ثم الإتلاف إلا أن ذلك متعذر حالياً لنقص الإمكانات.
وتابع: "يتم إزالة الأجسام صغيرة الحجم، أما القنابل ذات الأوزان الثقيلة فيتم الاكتفاء بتأمين محيطها ومنع اقتراب المدنيين منها، لحين توفر إمكانية إخلائها من المكان".
ولفت الزرقة إلى أن آلاف الأطنان من الذخيرة والقنابل الملقاة على غزة خلال شهور الحرب تتطلب إمكانات هائلة في التعامل معها، من خلال عمليات المسح الهندسي لجميع المناطق في قطاع غزة.
وبين أن "هذا الأمر متعذر في ظل الظروف الحالية، فإمكاناتنا المتواضعة لا تسمح بذلك، كما أننا بحاجة إلى أعداد كبيرة من الطواقم العاملة المدربة لهذه المهام، ناهيك عن الاحتياج إلى إزالة الركام قبل بدء العمل".
وطالب متحدث الشرطة المجتمع الدولي والمؤسسات ذات العلاقة إلى التدخل العاجل من أجل إمداد قطاع غزة بالمعدات الخاصة لعمل هندسة المتفجرات؛ لتحييد خطر الأجسام والمخلفات غير المنفجرة على حياة السكان.
وأشار إلى أن "الضابط المصاب ليس الضحية الأولى لانفجار مخلفات الحرب، ولن يكون الأخير في ظل استمرار منع الاحتلال إدخال الآليات الثقيلة لإزالة الركام، والمعدات اللازمة لعمل هندسة المتفجرات".
وبدعم أمريكي ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 إبادة جماعية بغزة خلفت أكثر من 160 ألف قتيل وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية سياسة عربية مخلفات غزة الذخائر غزة انفجارات مخلفات ذخائر المزيد في سياسة سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة هندسة المتفجرات مخلفات الحرب غیر المنفجرة قطاع غزة إلى أن
إقرأ أيضاً:
الكوليرا تحصد الأرواح بعد الحرب.. 80 إصابة يوميًا عشرات الوفيات وآلاف الاصابات ودعم عاجل من الصحة العالمية
تفاقمت حالات الاصابة بمرض الكوليرا في ولاية الخرطوم وبعض الولايات بصورة كبيرة، وتزايدت اعداد الوفيات والاصابة، وتسجيل “أكثر من 80 إصابة بالكوليرا يوميا في أم درمان” وأعلنت وزارة الصحة السودانية، الأحد، تسجيل 45 حالة إصابة جديدة بوباء الكوليرا ليرتفع عدد الإصابات التي تتلقى العلاج إلى 800 في ولاية الخرطوم، نقلا عن وكالة الأنباء الألمانية، في وقت تعمل فيه السلطات المحلية لمكافحة الوباء الذي فاقم معاناة المواطنين مع معاناتهم من ويلات الحرب في ظل انعدام المياه النظيفة الصالحة للشرب وقطوعات الكهرباء خلال الاسابيع الماضية وعودتها اليوم الأحد.
متابعات ــ تاق برس – قال وزير الصحة السوداني هيثم محمد إبراهيم إن الزيادة الأخيرة في معدلات الإصابة بـ”مرض الكوليرا” في ولاية الخرطوم تتراوح بين 600 و700 حالة أسبوعيا، خلال الأسابيع الأربعة الأخيرة، في ظل تقارير عن وفاة العشرات.
وأعلن إبراهيم تجهيز مراكز لعلاج الكوليرا بولاية الخرطوم، إلى جانب العمل على تنقية مياه الشرب، في ظل تحذيرات من تفشي المرض في عموم الولاية.
https://www.facebook.com/sudanewsnow2/posts/1282298683903002?ref=embed_post
وعزا وزير الصحة انتشار الكوليرا إلى عودة أعداد كبيرة من سكان جبل الأولياء والصالحة إلى مناطقهم، بعد استعادة الجيش السيطرة عليها، دون توفير المياه الصالحة للشرب.
واعلنت لجنة الطوارئ الصحية بوزارة الصحة بولاية الخرطوم، تنفيذ تدخلات واسعة للحد من انتشار وباء الكوليرا، خاصة في محلية أم درمان الكبرى.
وأشارت غرف العزل بالمستشفيات إلى وجود نحو 800 حالة إصابة تتلقى العلاج، تعافى منها 218 شخصاً غادروا إلى منازلهم بعد استكمال الرعاية الصحية، في حين تم تنويم 206 حالات في 13 مستشفى بالولاية.
وقالت لجنة الطوارئ فى تقريرلها اطلع عليه (تاق برس) ، ان التدخلات شملت تطهير 434 منزلاً، وتوزيع 1089 ملجم من مادة الكلور لتعقيم مياه الشرب، إلى جانب تنفيذ أنشطة توعوية استفاد منها 1736 شخصاً لتعزيز مفاهيم الصحة الوقائية.
وأكد التقرير خلو مراكز العزل في مستشفيات البلك، وأم درمان، وصالحة القيعة، وهجيلجية فى امدرمان من حالات الوفاة، بينما استقبلت العيادات الميدانية 13 حالة جديدة.
كما سجلت فرق الاستجابة السريعة 45 حالة إصابة جديدة يوم أمس.
وجددت وزارة الصحة بولاية الخرطوم مناشدتها للمواطنين بضرورة شرب المياه المعالجة بالكلور، والالتزام بغسل الأيدي وسلامة الأغذية، باعتبارها إجراءات وقائية أساسية للحد من انتشار الوباء.
وذكر الوزير السوداني أن تفشي الكوليرا هو “نتاج متوقع بعد تحرير ولاية الخرطوم وعودة كثير من المناطق والمواطنين من جبل اولياء والصالحة الامر الذي ادي إلى تدهور الظروف البيئية مع اشكاليات مصادر المياه الصالحة للشرب في تلك المناطق”.
في الاثناء، وصلت إلى مدينة بورتسودان 15 طنًا من منظمة الصحة العالمية WHO عبارة عن امداد متكامل من أدوية وعلاجات ومستهلكات لمواجهة وباء الكوليرا في ولاية الخرطوم.
إلى ذلك، دشن والي الخرطوم أحمد عثمان حمزة مشروع الاستجابة للطوارئ الصحية ويستهدف مناطق انتشار الاسهالات المائية جنوب أمدرمان وتقديم المعينات الطبية لمراكز العزل ومدها بالكوادر إضافة لفرق التوعية الارشادية للمجتمع وذلك بمشاركة كوادر وزارة الصحة وجمعية الهلال الأحمر السوداني وعدد من المنظمات.
وأشار والي الخرطوم إلى أن آثار الحرب باقية وخلفت افرازات اقتصادية واجتماعية وأمنية وكان انعكاسها بصورة مباشره على المواطن وخدماته ولكن تظل حكومة الولاية على قدر التحدي في المتابعة ووضع المعالجات اللازمة.
وأكد الاسهام الفاعل للكوادر الرسمية والطوعية في أحلك الظروف مشيرا للأسباب التي جعلت الانتشار واسعا للاسهالات المائية بالريف الجنوبي حيث منعت المليشيا المتمردة الخدمات خاصة المياه والرعاية الصحية الأولية ولمواجهة هذا الوضع تم فتح العديد من مراكز العزل بمناطق الإصابات لاستقبال الحالات الجديدة وقال الوالي هذه الحملة من شأنها الحد من تزايد الحالات باحتواء المرض في حيز ضيق.
ووجه الوالي بفتح المزيد من مراكز العزل وزيادة الجرعات الإرشادية وسبل الوقاية وقال من المؤشرات الان قلة الوفيات والتعافي للحالات الوافدة وقال لابد من توعية الإحصاء ومتابعة مصادر والمياه والتأكد من كلورتها مؤكدا دعمه للحملة بكل ما تحتاجه لأداء دورها ووضع خارطة طريق للعمل وفق توقيت محدده في التدخل إضافة لرفع تقارير عن المرض كل ساعة بغرض المتابعة وتقييم الموقف.
كشفت السلطات السودانية، مساء السبت، عن وفاة 3 أشخاص بسبب مرض الكوليرا في منطقة سنار، مؤكدة استمرار الجهود لمواجهة المرض وتسجيل حالات تعاف منه.
ونقلت وكالة الأنباء السودانية على لسان وزير الصحة بولاية سنار، ابراهيم العوض أحمد، قوله إن حالات الاشتباه بالكوليرا ارتفعت في سنار مساء السبت إلى 23 حاله، شملت 3 حالات وفاة، داعيا المواطنين لأخذ الحيطة والحذر واتباع الإرشادات.
وسجلت وزارة الصحة السودانية أكثر من 2,300 إصابة خلال الأسابيع الثلاثة الماضية، توزعت غالبيتها بما نسبته 90% في المناطق الأكثر تضررًا من الحرب داخل ولاية الخرطوم، لا سيما محليتي كرري وجبل أولياء.
وتسبب الهجمات بالطائرات المسيرة، التي استهدفت محطات الكهرباء ومحطات معالجة المياه، في انقطاع شامل للخدمات الأساسية، ما اضطر السكان للاعتماد على مصادر ملوثة للمياه مثل الآبار السطحية أو مياه النيل الخام، وهي بيئة خصبة لانتشار الأمراض المنقولة بالمياه وعلى رأسها الكوليرا.
وأكدت “أطباء بلا حدود” أن فرقها استقبلت ما يزيد عن 570 مريضًا بين 17 و21 مايو فقط في مركزين للعلاج في مدينة أم درمان. أما في يوم 21 مايو وحده، فقد تم تسجيل 500 إصابة جديدة، وهو ما يعادل ربع الإصابات المبلغ عنها في الأسابيع الثلاثة السابقة، مما يعكس تسارعًا خطيرًا في وتيرة انتشار المرض.
الخرطومالكوليراوزارة الصحة