ليلة دامية بغزة.. مجازر متواصلة ودمار يعيد مشاهد الأيام الأولى للعدوان
تاريخ النشر: 18th, March 2025 GMT
في مشهد أشبه بالجحيم، عاش قطاع غزة فجر اليوم الثلاثاء واحدة من أكثر الليالي دموية منذ بداية العدوان بفعل شنّ قوات الاحتلال الإسرائيلي سلسلة غارات عنيفة هي الأعنف منذ توقف القصف قبل نحو شهرين، وسط دمار هائل ومشاهد مأساوية تُعيد إلى الأذهان الأيام الأولى للعدوان، مما أسفر حتى الآن عن أكثر من 400 شهيد ومئات المصابين.
وانطلق العدوان الإسرائيلي في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 بعد ساعات من هجوم طوفان الأقصى الذي شنته المقاومة الفلسطينية بقيادة حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، واستمر 15 شهرا قبل أن يتوقف ابتداء من 19 يناير/كانون الثاني الماضي تطبيقا لاتفاق وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه بوساطة أميركية قطرية مصرية.
وتداول نشطاء وصحفيون عبر منصات التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو وصورًا توثق حجم المجازر التي ارتكبتها قوات الاحتلال خلال الساعات الماضية، حيث شنت عشرات الطائرات غارات مكثفة على مختلف مناطق القطاع، مخلفةً دمارا هائلًا وأعدادا كبيرة من الشهداء والجرحى.
View this post on InstagramA post shared by ???????? عين على فلسطين | Eye on Palestine (@eye.on.palestine)
كارثة إنسانية وصمت دوليوتعليقا على هذا التطور، وصف الناشط خالد صافي العدوان الإسرائيلي على غزة بالوحشي، مؤكدًا تصاعد القصف العشوائي الذي يستهدف المدنيين العزل، في ظل امتلاء الشوارع بالجثث والمستشفيات التي لم تعد تستوعب المزيد.
العدوان الإسرائيلي الوحشي يتصاعد، مخلفًا أكثر من 230 شهيدًا و350 مصابًا في جميع أنحاء قطاع غزة، مع استمرار القصف العشوائي الذي يستهدف المدنيين العزل.
– قنابل أمريكية تُسقطها طائرات الاحتلال فوق رؤوس الأبرياء، بينما العالم يشاهد بصمت، والعواصم العربية في سبات.⁰- الجرحى يموتون… pic.twitter.com/pOty3AT3G1
— Khaled Safi ???????? خالد صافي (@KhaledSafi) March 18, 2025
إعلانوأشار إلى استخدام الاحتلال قنابل أميركية الصنع ضد الأبرياء، وبينما يلتزم العالم الصمت، تصدر إسرائيل أوامر إخلاء لفرض النزوح القسري وتهجير السكان من مناطقهم.
وأشار محمد الدلو، أحد الناشطين على منصة "إكس"، إلى أن أعدادًا كبيرة من الشهداء لا تزال تحت أنقاض المنازل المدمرة، مع غياب المعدات اللازمة لانتشالهم، مما يزيد من حجم الكارثة.
عدد كبير من الشهداء لا يزالون تحت بنايات ومنازل سويت بالأرض ولا يتوفر معدات لانتشالهم من بين الأنقاض
— محمد الدلو-???????????? (@mohamed_dalo) March 18, 2025
في حين وصف الناشط تامر المشهد بقوله "مجازر مروعة ارتُكبت في الظلام، أُبيدت عائلات كاملة في منازلها، وداخل الخيام، وفي مراكز الإيواء. امتلأت ثلاجات الموتى، وحتى ممرات المستشفيات لم تعد تستوعب المزيد. غزة تحولت إلى جحيم، يتصاعد منه الدخان وتفوح منه رائحة الموت من كل مكان".
مجازر مروعة ارتُكبت في الظلام، أُبيدت عائلات كاملة في منازلها، داخل الخيام، وفي مراكز الإيواء. امتلأت ثلاجات الموتى، وحتى ممرات المستشفيات لم تعد تستوعب المزيد.
تحوّل قطاع غزة إلى جحيم، يتصاعد منه الدخان وتفوح منه رائحة الموت من كل مكان. pic.twitter.com/Vcte9iOMNi
— Tamer | تامر (@tamerqdh) March 18, 2025
وعلق آخرون على مشهد القصف العنيف بالقول "عاد الإجرام الإسرائيلي إلى غزة بشكل أعنف من ذي قبل. الحرب في بدايتها كانت كارثية، لكنها الآن أشد وأقسى".
مجازر إسرائيلية متجددةوأضاف مغردون "المشاهد تتكرر، أطفال ونساء يقتلون، مدنيون يُستهدفون. عادت حرب الإبادة على غزة بشراسة، مستعيدة مشاهد الأيام الأولى للعدوان الإسرائيلي، حيث تتكدس جثث وأشلاء الأطفال تحت أنقاض المنازل المدمرة".
View this post on InstagramA post shared by أنس جمال الشريف (@anasjamal44)
إعلانوتساءل آخرون "إلى متى يظل هذا العالم المنافق يراقب المجازر دون أن يتحرك؟ إلى متى تُترك غزة وحدها تصارع الموت بوسائل بدائية، وتُحرم من شربة ماء، بينما تملأ الأسلحة الحديثة مخازن الاحتلال؟".
هذه هي إسعافات غزة…
مئات الشهداء والجرحى يعجز ذووهم عن انتشالهم، والوضع يزداد مأساوية.
النظام الصحي منهار أصلًا، ولم تدخل أي أجهزة أو معدات. pic.twitter.com/A8zdT7ti1R
— أنس الشريف Anas Al-Sharif (@AnasAlSharif0) March 18, 2025
وعلق مدوّنون بالقول "ليس عدوًا محتلًا مجرمًا وحسب، إنه لئيم خبيث غادر. بلا مقدمات ولا إنذارات، انقضّ بطائراته بعشرات الغارات على مساكن وخيام الأبرياء المحاصرين وهم يتسحرون بما لديهم أو نيام".
وأشار ناشطون إلى أن الحرب اندلعت مجددًا، حيث تدوي أصوات سيارات الإسعاف في أرجاء قطاع غزة مختلطةً بهتافات الاستغاثة والصراخ الذي لا ينقطع. الدماء تُسفك، والوجوه يكسوها الألم، والجرحى يتناثرون في كل مكان، بينما يزداد المشهد مأساوية مع مرور كل لحظة.
هلع أطفال #غزة بعد أن باغتتهم إسرائيل بعدوانها على القطاع#حرب_غزة pic.twitter.com/lkcXek2Mmy
— قناة الجزيرة (@AJArabic) March 18, 2025
استئناف القصفواستأنفت إسرائيل فجر اليوم الثلاثاء عدوانها على قطاع غزة بسلسلة من الغارات العنيفة التي أسفرت عن مئات الشهداء ومئات المصابين.
ومطلع مارس/آذار الجاري انتهت المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، التي استمرت 42 يوما، في حين تنصلت إسرائيل من الدخول في المرحلة الثانية وإنهاء الحرب التي راح ضحيتها أكثر من 40 ألف شهيد منذ بداية العدوان في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات قطاع غزة pic twitter com
إقرأ أيضاً:
مشعل: استكمال المرحلة الأولى من اتفاق وقف النار بغزة ضرورة قبل الانتقال إلى الثانية
الدوحة - صفا
أكد رئيس حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في الخارج، خالد مشعل، أن القضية الفلسطينية استعادت حضورًا غير مسبوق على الساحة الدولية والإقليمية، بعد سنوات من التراجع، مشيرًا إلى أن “روح القضية عادت وفرضت نفسها على الجميع”.
وقال مشعل، في برنامج "موازين" على قناة الجزيرة مساء الأربعاء، إن القضية الفلسطينية اكتسبت حضورًا واسعًا في أوساط الشباب الأميركي والأوروبي، موضحًا أن “51% من الشباب الأميركيين باتوا يؤيدون القضية الفلسطينية والمقاومة”، واعتبر ذلك تحولًا مهمًا في الرأي العام العالمي.
وأشار إلى أن "الطوفان" أعاد الروح للأمة وللمنطقة بعد فترة مظلمة من مسار التطبيع ومحاولات التعاون مع "إسرائيل"، مؤكدًا أن الحاضنة الشعبية في غزة قدمت بطولة وصمودًا وإبداعًا على مدار عامين، رغم الثمن الإنساني الكبير الذي تجاوز 70 ألف شهيد و200 ألف جريح.
وأوضح مشعل أن التطبيع بات أبعد مما كان قبل السابع من أكتوبر، مشيرًا إلى أن الإدارة الأميركية تحاول عبر مبادراتها تقديم صورة محدودة من الاستقرار في غزة لإنقاذ إسرائيل من نفسها ومن تدهور صورتها الدولية، في ظل ضغوط شعبية داخل الولايات المتحدة وأوروبا لوقف الحرب.
وأضاف أن رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو وطغمته الإرهابية، لا يزالون يتبجحون باستمرار الحرب بدافع الانتقام، رغم فشل نتنياهو في استعادة صورته بعد هجوم 7 أكتوبر.
وقال مشعل إن الحرب آن لها أن تقف، مشيدًا بمواقف الدول العربية والإسلامية الرافضة لاستمرارها، خصوصًا خلال لقاء قادة ثماني دول عربية وإسلامية بالرئيس الأميركي دونالد ترامب في نيويورك.
وشدد على أن المرحلة الأولى من خطة ترامب لم تُستكمل بسبب العراقيل الإسرائيلية، ما خلق معاناة إنسانية كبيرة في غزة، خاصة مع تضرر الخيام، ونقص الإيواء، وتأخر الإعمار.
وأشار إلى أن ما يدخل من الشاحنات لا يلبي احتياجات الناس، رغم زيادة عددها إلى نحو 500 يوميًا، مشيرًا إلى أن ثلثها فقط مساعدات والباقي تجارة لا يقدر السكان على تحمل كلفتها.
وشدد مشعل على أن الاحتلال يرتكب انتهاكات واسعة، منها تمديد الخط الأصفر ليشمل نحو 60% من مساحة القطاع، وإخفاء مصير الأسرى الفلسطينيين، في ظل وجود نحو 10 آلاف مفقود لم يجرِ التعرف على مصيرهم.
وأكد أن استكمال متطلبات المرحلة الأولى ضرورة قبل الانتقال إلى المرحلة الثانية، داعيًا إلى تطبيب جراح غزة وإغاثتها، وتنشيط الدور العربي والإسلامي والدولي للضغط على الاحتلال.
وتابع "حماس والمقاومة تعاملتا بمسؤولية ومرونة لوقف الحرب منذ إطلاق خطة ترامب وترجمتها إلى قرار أممي"، مشيرًا إلى أن أهل غزة قادرون على التعافي واستعادة المبادرة بسرعة.
وأوضح مشعل أن هناك جهات تحاول فرض رؤيتها لنزع السلاح، وهو أمر مرفوض ثقافيًا ووطنياً"، مؤكدًا أن المقاومة قدّمت مقاربات عملية تضمن عدم التصعيد دون المساس بالسلاح، بما في ذلك الهدنة طويلة المدى، ونشر قوات استقرار دولية على الحدود.
وبيّن أن دولًا مثل قطر ومصر وتركيا قادرة على ضمان عدم صدور أي تصعيد من غزة، مشددًا على أن المشكلة الحقيقية “تكمن في العدوان الإسرائيلي المستمر”. وأضاف أن غزة بعد هذه المرحلة ستنشغل بالتعافي وإعادة الحياة من جديد.
وأكد مشعل أن تجارب الشعب الفلسطيني مع الاحتلال تثبت أن نزع السلاح يفتح الباب للمجازر، داعيًا الوسطاء إلى صياغة رؤية قابلة للتوافق مع الإدارة الأميركية، تكون ملزمة للاحتلال، حفاظًا على حقوق الفلسطينيين وضمانًا لعدم عودة الحرب.