مفاوضات متقدمة بين دمشق وقسد تشمل ترتيبات عسكرية وسياسية واقتصادية
تاريخ النشر: 20th, March 2025 GMT
الحسكة- في تطور جديد على صعيد العلاقة بين الحكومة السورية و"قوات سوريا الديمقراطية" (قسد)، عقد قائد الأخيرة مظلوم عبدي اجتماعا مع اللجنة التفاوضية التي شكّلها الرئيس السوري أحمد الشرع، وذلك في إطار استكمال الاتفاق بين الطرفين.
ووفقا لإعلانات "قسد" على مواقعها الرسمية، تناول الاجتماع عدة ملفات جوهرية، أبرزها:
الإعلان الدستوري والحاجة إلى عدم إقصاء أي مكون سوري من مستقبل البلاد.إضافة إلى مناقشة ضرورة وقف إطلاق النار في كامل الأراضي السورية. كما بحث الطرفان آلية عمل اللجان التخصصية التي من المقرر أن تبدأ مهامها في الأول من أبريل/نيسان، تمهيدا لتنفيذ الاتفاقات المبرمة.
وفي هذا السياق، صرّح حسين السلامة، رئيس اللجنة التفاوضية المفوضة من قبل الرئيس السوري، للجزيرة نت، بأن اللجنة، التي تضم 5 أعضاء، تشكلت عقب التوصل إلى اتفاق مع "قسد". وقد توجه أعضاؤها إلى مدينة الحسكة للقاء قائدها.
وأوضح السلامة أن الاجتماع الأول سادته أجواء إيجابية ولمس خلاله الجانبان جدية واضحة في المباحثات، حيث تم الاتفاق على تحديد موعد جديد في بداية الشهر المقبل لتشكيل لجان تخصصية تتولى استلام الملفات المختلفة وبدء عملية الاندماج التدريجي لـ"قسد" ضمن مؤسسات الدولة السورية.
إعلان ملفات اقتصادية وأمنيةمن جانبه، أكد مسؤول في مجلس سوريا الديمقراطية (مسد) للجزيرة نت أن اللجان المشتركة التي تم تشكيلها مع دمشق من جانب "قسد" "تم اختيار أعضائها بناء على اعتبارات تتعلق بقربهم من دوائر صنع القرار".
أما فيما يخص الاتفاق النفطي بين "قسد" ودمشق، أوضح المسؤول أنه لا يزال ساريا حتى الآن، لكنه قد يشهد تغييرات مستقبلية. وأشار إلى وجود وعود من شركات للاستثمار في هذا القطاع، سواء مع "قسد" أو حكومة دمشق، مؤكدا أن هناك العديد من المقترحات المطروحة، ولكن "كل شيء قابل للتغيير".
وفيما يتعلق بالتطورات الأمنية في مناطق سيطرة "قسد"، خصوصا في دير الزور، التي تشهد اعتقالات بأعداد كبيرة، نفى المسؤول أن تكون الاعتقالات التي جرت هناك عشوائية، مشددا على أنها استهدفت أشخاصا وصفهم بـ"المخربين الذين يسعون إلى زعزعة الاستقرار في المنطقة". وأضاف أن "الترويج لفكرة أن الاعتقالات عشوائية يساهم في زعزعة الأمن".
وتأتي هذه المفاوضات في ظل متغيرات إقليمية ودولية متسارعة، حيث تسعى قيادة الشرع إلى استعادة السيطرة على كامل الجغرافيا السورية، بينما تواجه "قسد" تحديات عسكرية وسياسية متزايدة قد تدفعها إلى البحث عن تسويات تضمن لها موقعا في المشهد السوري الجديد.
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
نتنياهو يعلن استعادة الأرشيف السوري الرسمي الخاص بالجاسوس إيلي كوهين
أعلن مكتب رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الأحد، استرجاع نحو 2500 وثيقة وصورة ومقتنيات شخصية كانت ضمن "الأرشيف السوري الرسمي" بعميل جهاز الموساد إيلي كوهين الذي أدى مهمات استخبارية حتى انكشاف أمره وإعدامه في دمشق عام 1965.
وجاء في بيان صادر عن مكتب رئيس الوزراء: "في عملية سرية معقدة نفذها جهاز الموساد بالتعاون مع جهة استخباراتية شريكة، تم استرجاع الأرشيف السوري الرسمي المتعلق بإيلي كوهين. ويحتوي هذا الأرشيف على آلاف المواد التي احتفظت بها الاستخبارات السورية لعقود تحت حراسة مشددة".
ولفت البيان إلى أن من بين الوثائق التي سلمت وصية كوهين الأصلية التي كتبها قبل ساعات من إعدامه، والتي لم يتم الكشف علناً إلا عن نسخة منها حتى الآن.
وأضاف أن "المخابرات السورية كانت جمعت هذه المواد بعد القبض عليه في يناير 1965، وتشمل تسجيلات ووثائق من ملفات التحقيق مع كوهين والمسؤولين الذين كانوا على اتصال به، فضلا عن رسائل كتبها إلى عائلته، وصور من أنشطته أثناء مهمته العملياتية في سوريا، وممتلكات شخصية أخذت من منزله بعد القبض عليه".
وقبل أعوام، كانت السلطات الإسرائيلية حصلت على ساعة اليد الخاصة به.
من هو كوهين:
ولد إلياهو شاؤول كوهين في الاسكندرية عام 1924، ونشأ في حي اليهود. ثم التحق بجامعة الملك فاروق (جامعة الإسكندرية حالياً)، لدراسة الهندسة، إلا انه توقف عن الدراسة قبل التخرج ليلتحق بمنظمة الشباب اليهودي في مصر.
وفي عام 1959 تزوج من يهودية من أصول عراقية في هذه الأثناء قرر الموساد تجنيده لمهمة تجسسية في دمشق، فباشروا في تدريبه بدايةً على اللهجة السورية، التي لم تكن صعبة عليه نظراً لإتقانه اللغة العربية، إضافة لإتقانه كل من العبرية والفرنسية بطلاقة أيضاً. وبدأوا يساعدونه على بناء شخصية مزيفة، تحت اسم كامل أمين ثابت، رجل الأعمال السوري المسلم، والمقيم في الأرجنتين، كما تعلم القرآن وتعاليم الدين الإسلامي، من أجل إتقان دوره كمسلم، وحفظ أسماء جميع الشخصيات السورية البارزة آنذاك، من سياسيين، وعسكريين، ورجال أعمال.
غادر ايلي كوهين "إسرائيل في 3 فبراير/ شباط من عام 1961، إلى زيورخ التي كانت محطته الأولى، ومنها توجه إلى العاصمة التشيلية سانتياغو. ومن ثمَّ وصل أخيراً إلى بيونس آيريس في الأرجنتين، تحت اسم كامل أمين ثابت.
كان في انتظاره في الأرجنتين بعض العملاء الإسرائيليين، الذين ساعدوه على أن يستقر فيها بشخصيته الجديدة. ونصحوه بأن يبدأ بتعلم اللغة الإسبانية فوراً، حتى لا ينكشف أمره.
وخلال سنة واحدة كان قد بنى علاقات وطيدة، مع الجالية العربية في الأرجنتين، وأصبح شخصية مرموقة بينهم. كما حرص على أن يشارك في التجمعات والمآدب، التي شارك فيها الدبلوماسيين السوريين على نحو خاص. واستغل الفرصة ليشيع بينهم رغبته بالعودة إلى مسقط رأسه، بسبب الحنين إلى وطنه.
توجه إلى دمشق في كانون الثاني/ يناير من عام 1962، وبحوزته كل ما يلزم من معدات تجسس، ليبدأ على الفور مهمته الأساسية. وأول خطوة له في دمشق، كانت تكوين شبكة علاقات واسعة مع كبار المسؤولين وضباط الجيش، وقيادات حزب البعث، وبعد انضمامه إلى حزب البعث، تحت اسم كامل أمين ثابت، تعرَّف على أعلى مستويات الدولة، مثل أمين الحافظ رئيس الجمهورية، وصلاح البيطار رئيس الوزراء، وميشيل عفلق رئيس حزب البعث.
وما لبثت أن بدأت المعلومات الدسمة بالتدفق إلى الموساد. فقد زودهم بمعلومات حساسة جداً عن الأسلحة التي اشترتها سوريا من الاتحاد السوفيتي.
وقد وصل نفوذه إلى حد أنه ذهب بصحبة أحد أصدقائه السوريين، في جولة داخل التحصينات الدفاعية السورية على جبهة الجولان، وكان ذلك في سبتمبر/ أيلول من عام 1962. أما أخطر المعلومات التي سربها ايلي كوهين على الإطلاق، كانت الخطط الدفاعية السورية في مدينة القنيطرة.
في كانون الأول/ ديسمبر من عام 1965، تم اكتشاف الجاسوس إيلي كوهين من قبل السلطات السورية، وقد تعددت الروايات التي تتحدث عن كيفية كشفها منها، الرواية التي تتحدث عن أن إيلي كوهين كان يسكن في مبنى بالقرب من السفارة الهندية في دمشق، وقد رصد العاملين في السفارة إشارات لاسلكية تشوش على إشارات السفارة، فقاموا بإبلاغ الجهات المختصة في سوريا، والتي سارعت إلى رصد المصدر ومراقبته، واستطاعت تحديد موعد الإرسال الأسبوعي فقامت بمداهمة منزله وقبضت عليه متلبساً.
ورواية أخرى تشير إلى دور المخابرات المصرية في الكشف عن إيلي كوهين، حيث تم التقاط صور لبعض المسؤولين السوريين برفقة ايلي كوهين، خلال جولته على جبهة الجولان المحتل، وعندما عرضت الصور على المخابرات المصرية، في ضوء التعاون المخابراتي بين الدولتين، تعرف إليه أحد ضباط المخابرات المصرية، نظراً لتاريخه في قضية شبكة جون دارلينج.
في 18 أيار/ مايو من عام 1965، تم إعدام الجاسوس كوهين علنا في ساحة المرجة بدمشق.