شهدت قرية ميت فارس بمحافظة الدقهلية، احتفالية كبرى نظمها حزب الوفد تحت عنوان "ثروة مصر"، وتكريم عدد من الفلاحين المتميزين تقديرًا لدورهم في دعم القطاع الزراعي وتعزيز الإنتاج.

وبدأت الاستعدادات منذ الصباح الباكر، حيث توافد أعضاء وقيادات حزب الوفد إلى موقع الاحتفالية، وحضور الدكتور عبدالسند يمامة، رئيس الحزب، والدكتور ياسر الهضيبي السكرتير العام لحزب الوفد ، واللواء طارق رزق، محافظ الدقهلية، ومحمد حلمي سويلم، رئيس اللجنة العامة للحزب بالمحافظة والنائب طارق عبدالعزيز، رئيس الهيئة البرلمانية لحزب الوفد بمجلس الشيوخ، وعبدالباسط الشرقاوي والدكتور محمد عبده وعصام الصباحي  والدكتور ايمن محسب  و أمل رمزي، وأميمة عوض، ومحمد الاترابي، ومصطفي شحاتة أعضاء الهيئة العيا لحزب الوفد، وحسن بدراوي رئيس لجنة العلاقات الخارجية بحزب الوفد، والقيادي الوفدي عيد هيكل وعدد من اعضاء وقيادات الحزب بالمحافظات، بالإضافة إلى المهندس محمد السيد، وكيل وزارة الزراعة بالدقهلية، وعدد من القيادات التنفيذية والشعبية والشخصيات العامة، ولفيف من المزارعين.

ورحب الدكتور عبد السند يمامة، رئيس حزب الوفد، باللواء طارق مرزوق، محافظ الدقهلية، الذي تواجد اليوم لتكريم الفلاحين والمزارعين المتميزين من أبناء المحافظة على تميزهم، وذلك خلال احتفالية أقامها حزب الوفد بالدقهلية، برعاية النائب الوفدي طارق عبد العزيز.

وقال رئيس حزب الوفد، إن تكريم المزارعين المتميزين يأتي في إطار تقدير الحزب للدور العظيم الذي يقوم به الفلاح المصري، الذي يعد الركيزة الأساسية للاقتصاد الزراعي، مشيرًا إلى أن الحزب يدعم كل المبادرات التي تسهم في تحفيز المزارعين على تبني الأساليب الزراعية الحديثة، بما ينعكس إيجابًا على الإنتاج وتحقيق الاستدامة الزراعية.

وأضاف رئيس حزب الوفد، أن الوفد يؤمن بأهمية تكاتف الجهود بين القيادة السياسية والمجتمع المدني والقطاع الخاص لدعم المزارعين، مؤكدًا أن هذا الحدث يعكس رؤية الحزب في دعم الزراعة كعنصر رئيسي في تحقيق التنمية المستدامة.

وأكد رئيس الوفد أن احتفالية اليوم ليست مجرد إفطار، بل هي الاحتفالية الرسمية للحزب لهذا العام، وكان القرار هو الاحتفال خارج القاهرة حتى نكون وسط أهلنا وسوف أقدم ثلاث رسائل مهمة، الرسالة الأولى: نحن في حفل إفطار تحت رعاية النائب طارق عبد العزيز، والرسالة الثانية: تكريم السادة المزارعين المتميزين، والرسالة الثالثة: رسالة سياسية سيتم دراستها، تدعو للتجمع في حب الوطن وتكريم أبنائه المتميزين.

وأكد رئيس الوفد أن حزب الوفد هو حزب الأمة المصرية بعنصريها المسلمين والمسيحيين، والدستور في المادة الأولى أكد أن مصر دولة ذات سيادة تقوم على المواطنة وسيادة القانون.

وشدد رئيس الوفد على أن الدستور أكد على أن جميع المواطنين أمام القانون سواسية، لا يوجد بينهم أي فارق، ومتساوون في الحقوق والواجبات،  ولم يميز الدستور مواطناً عن آخر بسبب اللون أو الدين أو العرق أو الجنس أو اللغة أو الانتماء السياسي أو الإعاقة. لذلك، أنا اليوم أتحدث إلى الأمة المصرية.

وتابع رئيس الوفد قائلًا:"الرسالة السياسية التي أريد أن تصل اليوم، خاصة ونحن على أعتاب انتخابات مجلسي النواب والشيوخ: حان الوقت، وزالت الغُمة عن مصر، وتم القضاء على الإرهاب، وتنعم مصر الآن بالأمن وبعد ١٢ عامًا من انتخابنا للرئيس عبد الفتاح السيسي، نحن ننعم بالأمن والأمان والاستقرار.

وتابع رئيس الوفد: "آن الأوان أن نعود للقانون العام والدستور مرة أخرى، ويجب أن يكون الأمر مفتوحًا للعمال والفلاحين وجميع الفئات المصرية. أنا تعلمت من هذه الأرض، وحريص على أن يكون لديَّ أرض أزرعها دون تمييز، و الجميع مواطنون، ويجب أن تكون القواعد العامة تسمح للجميع بالمشاركة ورفع الحواجز.. نحن في مجتمع مفتوح، يعمل فيه الجميع، وهذا أمر إيجابي".

وأكد اللواء طارق مرزوق محافظ الدقهلية، أن المزارعين هم عصب الحياة المصرية والتحدي الأكبر لمصر سواء حاليا أو في المستقبل، ولذلك توجه الدولة بشكل مستمر بالاهتمام بالمزارعين وتذليل العقبات التي تواجههم.

وأضاف مرزوق، أن المزارعين في الدقهلية يحرصون دائما على زيادة الإنتاجية وهو ما جعلهم يتفوقون عن المزارعين على مستوى الجمهورية.

ولفت محافظ الدقهلية إلى أن المزارعين هم أحد أهم عناصر الأمن القومي في مصر، موجها الشكر لحزب الوفد وعلى رأسه الدكتور عبد السند يمامه على حرصه لتكريم المزارعين وجبر خواطرهم.

وقال النائب طارق عبد العزيز، رئيس الهيئة البرلمانية لحزب الوفد بمجلس الشيوخ، إن تكريم المتميزين من المزارعين بمحافظة الدقهلية لم يأتي من فراغ ولكن كانت الفكرة نابعة من قبل الدكتور عبد السند يمامة، رئيس حزب الوفد، والذي قرر أن يكون تجمعنا السنوي في شهر رمضان وسط أهالينا المزارعين وتكريم المتميزين منهم على مستوي المحافظة .

واكد رئيس الهيئة البرلمانية لحزب الوفد بمجلس الشيوخ، أن اللواء طارق مرزوق، محافظ الدقهلية، رحب بفكرة الدكتور عبد السند يمامة، بتكريم المتميزين من المزارعين على مستوي المحافظة، مشيرا الي ان محافظ الدقهلية قدّم كافة الدعم لهذا التكريم وحرص على التواجد وتكريم الفلاحيين والمزارعين .

وقال رئيس الهيئة البرلمانية لحزب الوفد بمجلس الشيوخ، إنه عقد سلسلة من اللقاءات المكثفة مع عدد من المسؤولين يتقدمهم اللواء طارق مرزوق محافظ الدقهلية، ووكيل وزارة الزراعة المهندس محمد السيد، الذي كلف إدارة الارشاد باختيار المتميزين في تخصصات الزراعة والري وطرق الزراعة الحديثة والحصد والتعبئة.

وأضاف رئيس الهيئة البرلمانية لحزب الوفد بمجلس الشيوخ، أنه تم اختيار 10 متميزين ممن قدموا اسهامات كبيرة في التنمية الزراعية، وسيتم تقديم الات زراعية ومعدات كهدايا لهم تقديرا لتفانيهم في العمل والتميز.

وأشار رئيس الهيئة البرلمانية لحزب الوفد بمجلس الشيوخ، إلى أن العام القادم سوف يشهد إقامة هذا الحفل وهذا التكريم مع زيادة عدد المكرمين من مختلف المهن والحرف.

وأكد المحاسب محمد حلمي سويلم، رئيس للجنة العامة لحزب الوفد بالدقهلية، أن المزارع المصري له دور كبير في دعم الأمن الغذائي في مصر.

وأضاف رئيس للجنة العامة لحزب الوفد بالدقهلية، أن الزراعة تعتبر أساس لصناعات كثيرة في مصر، موجها الشكر للدكتور عبد السند يمامة رئيس حزب الوفد واللواء طارق مرزوق محافظ الدقهلية.

وخلال الاحتفالية، تم تكريم الفلاحين المتميزين، وتوزيع ألات زراعية، دعمًا لجهودهم في تحقيق التنمية الزراعية وتعزيز الإنتاج المحلي، ومن بين المكرمين: "المزارع راضي شفيق الشناوي، والمزارع ابو مسلم صديق علي، والمزارع سلمان سالم سلمان، والمزارع ابو بكر الصديق علي، والمزارع السيد محمد محمد رضوان".

كما تضمنت الفعالية عرضًا خاصًا للفيلم الوثائقي "الجلاليب الزرقاء.. ثروة مصر", الذي يسلط الضوء على الدور الحيوي للفلاحين في الاقتصاد الوطني، وهو من إهداء الدكتور عبدالسند يمامة وإنتاج معهد الوفد للدراسات السياسية.

وتأتي هذه الاحتفالية في إطار اهتمام حزب الوفد بدعم الفلاح المصري، والتأكيد على دوره المحوري في تحقيق الأمن الغذائي ودفع عجلة الاقتصاد، من خلال تطوير الإنتاج الزراعي وتعزيز مكانة الزراعة كركيزة أساسية في التنمية المستدامة.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: الدقهلية احتفالية كبرى حزب الوفد القطاع الزراعي المزيد الدکتور عبد السند عبد السند یمامة محافظ الدقهلیة رئیس حزب الوفد المتمیزین من طارق مرزوق رئیس الوفد طارق عبد

إقرأ أيضاً:

تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي ثروة النفط الجديدة لدول الخليج

واشنطن, "د.ب.أ": عندما زار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب منطقة الخليج العربي في مايو، لم يركز على حرب غزة ولا احتواء إيران ولا حتى تطبيع العلاقات بين إسرائيل والسعودية، وإنما كان على الصفقات التجارية، وعلى رأسها التعاون في تطبيقات الذكاء الاصطناعي.

وخلال الزيارة، وافق ترامب على بيع رقائق أمريكية متطورة إلى السعودية والإمارات، وعلى الاستثمار في مجمعات ضخمة للذكاء الاصطناعي ستعمل فيها شركات أمريكية عملاقة. يوجد أحد هذه المواقع، في أبوظبي، وقد يصبح أكبر تجمع في العالم لمراكز بيانات الحوسبة التي تغذي الذكاء الاصطناعي. في المقابل، وعدت دول الخليج باستثمار عشرات المليارات من الدولارات في شركات الذكاء الاصطناعي بالولايات المتحدة. وفي الشهر الماضي، خلال زيارته لواشنطن، حصل ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان على موافقة الإدارة الأمريكية النهائية لاستيراد عشرات الآلاف من أشباه الموصلات الأمريكية المتطورة، والتي كان قد وعد السعودية بها في وقت سابق من العام.

وفي تحليل نشرته مجلة فورين أفيرز الأمريكية يقول دانيال بنيام الباحث الزميل في معهد "أمريكان بروجريس" والاستاذ المساعد الزائر في جامعة نيويورك إن دول الخليج العربي قد تتفوق على الهند و أوروبا من حيث البنية التحتية للذكاء الاصطناعي بفضل الرقائق الإلكترونية الأمريكية المتطورة والفوائض المالية الضخمة لدى صناديق الثروة السيادية لتلك الدول.

وأضاف بنيام أن دول الخليج يمكن أن تصبح في نهاية المطاف ثالث أكبر مركز عالمي لقوة الحوسبة في مجال الذكاء الاصطناعي، بعد الولايات المتحدة والصين. وقد احتلت قوة الحوسبة الآن مكانتها إلى جانب النفط الخام كركيزة أساسية في العلاقات الأمريكية الخليجية، وأصبحت دول الخليج الشريك الأمثل لإدارة ترامب في هذا المجال.

وإذا ما أديرت هذه الاتفاقيات بين الولايات المتحدة ودول الخليج على النحو الأمثل، سيتم توجيه ثروات دول الخليج الهائلة إلى شركات الذكاء الاصطناعي الأمريكية، بما يتيح لها التوسع في مناطق تعاني من نقص في الطاقة وعوائق في التراخيص. وبفضل ترابط منطقة الخليج بالمناطق المحيطة بها، يمكن امتداد نطاق بنية الذكاء الاصطناعي الأمريكية إلى مليارات المستخدمين في أفريقيا وآسيا الوسطى والشرق الأوسط. كما يمكن لهذه الاتفاقيات أن تتيح للولايات المتحدة إزاحة الصين عن صدارة الشركاء التكنولوجيين في منطقة الخليج، وهو ما يمثل مكسبا كبيرا لواشنطن على حساب بكين.

لكن تصدير التكنولوجيا الأمريكية المتقدمة إلى الخارج بشكل عام ينطوي على مخاطر. فقد تقع في الأيدي الخطأ، على سبيل المثال، أو تتراجع الأنشطة المحلية لشركات الذكاء الاصطناعي الأمريكية. لذا، تكمن المشكلة في التفاصيل. وقد أعلن فريق ترامب عن هذه الصفقات قبل وضع بنودها النهائية، وهو الآن في أمس الحاجة إلى التدقيق في تفاصيلها الدقيقة. كما يجب على واشنطن، على وجه الخصوص، أن تطلب من هذه الدول الالتزام بضمانات صارمة مقابل الحصول على الاختراعات الأمريكية وأن تكون مستعدة لإنفاذ بنود أي اتفاق نهائي.

قبل نحو عقد من الزمان، وقبل وقت طويل من انتشار تطبيق محادثة الذكاء الاصطناعي شات جي.بي.تي على نطاق واسع، راهن قادة شباب ملمون بالتكنولوجيا في أبوظبي والرياض على قدرة الذكاء الاصطناعي على مساعدة اقتصادات بلادهم في تنويع مصادر دخلها بعيدا عن النفط. وفي عام 2017، أنشأت الإمارات العربية المتحدة أول وزارة للذكاء الاصطناعي في العالم، وفي عام 2018، أطلقت شركة جي 42 الحكومية المتخصصة في الذكاء الاصطناعي.

كما كانت الإمارات من أوائل الدول التي تبنت الذكاء الاصطناعي في خدماتها الحكومية، وافتتحت جامعة متخصصة في هذا المجال، وطورت نماذج ذكاء اصطناعي باللغة العربية، وأطلقت صندوق استثماري ضخم يركز على الذكاء الاصطناعي.

ووفقا لتقرير نشرته مايكروسوفت الشهر الماضي، تتمتع الإمارات حاليا بأعلى معدل لتبني الذكاء الاصطناعي بين دول العالم، بالنسبة لعدد السكان في سن العمل الذين يستخدمون الذكاء الاصطناعي. في الوقت نفسه، بدأت المملكة العربية السعودية في عام 2016 باستثمار مليارات الدولارات في شركات التكنولوجيا الأمريكية، مثل أوبر، ودمج الذكاء الاصطناعي في مشاريعها الرائدة، بما في ذلك جامعتها البحثية الرائدة وشركة أرامكو العملاقة للنفط.

إلا أن هذا التوجه اصطدم ببعض الصعوبات بسبب توتر العلاقات بين الرياض وواشنطن في عهد الرئيس الأمريكي السابق جو بايدن وتردد بعض شركات وادي السيليكون في التعاون مع حكومات الخليج. في المقابل، سارعت الصين إلى استقطاب الشركات في المنطقة، مقدمة لها باقات متكاملة بأسعار معقولة لخدمات الجيل الخامس للاتصالات والحوسبة السحابية، مدعومة في الغالب برقائق شركة هواوي الصينية، حتى بدا أن الذكاء الاصطناعي الصيني سيسيطر على منطقة الخليج.

في الوقت نفسه أعادت صفقات الذكاء الاصطناعي التي أبرمها ترامب مع دول الخليج الجدل المحتدم منذ فترة طويلة في واشنطن حول كيفية الحفاظ على التفوق التكنولوجي للولايات المتحدة. ويدعو دعاة الحد من صادرات أشباه الموصلات إلى اقتصارها على الحلفاء المقربين والشركات الأمريكية في الخارج، لمنع تسريب التكنولوجيا الحساسة إلى خصوم الولايات المتحدة. ويعارض هذا المعسكر بيع الرقائق المتطورة لدول الخليج بسبب الروابط التكنولوجية والعسكرية التي تربطها بالصين. كما يرى هؤلاء أن بإمكان الولايات المتحدة أن تكون انتقائية في صادراتها، لأن الصين لا تستطيع حتى الآن تقديم بديل عملي للرقائق الأمريكية على نطاق واسع. كما يحذرون من أن بعض الدول قد تسيء استخدام الذكاء الاصطناعي.

وعلى الجانب الآخر من النقاش، يقول مؤيدو تصدير التكنولوجيا الأمريكية إن الفوز في سباق الذكاء الاصطناعي يعتمد على اعتماد الدول الأخرى لأدوات الحوسبة والسحابية ووكلاء الذكاء الاصطناعي الأمريكية وتشغيلها. كما يحذر هؤلاء من أن الإفراط في تنظيم الذكاء الاصطناعي سيعوق الشركات الأمريكية، في حين أن انتشار تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي الأمريكية أمر حتمي ومرغوب فيه، مع التقليل من أهمية مخاطر سرقة الرقائق.

وتمثل صفقات ترامب مع دول الخليج فوزا كبيرا لمعسكر مؤيدي تخفيف شروط تصدير التكنولوجيا الأمريكية. فعلى الرغم من أن صفقات الذكاء الاصطناعي بدأت في عهد إدارة بايدن، إلا أن إدارة ترامب عظمتها وتخلصت من القيود التي فرضت في عهد بايدن على صادرات أشباه الموصلات.

ويقول بنيام الذي عمل سابقا كمساعد لوزير الخارجية الأمريكية إن إيجابيات تعزيز التعاون في مجال الذكاء الاصطناعي مع دول الخليج تفوق المخاطر التي يمكن إدارة معظمها. في الوقت نفسه ستعزز هذه الاتفاقيات التنويع الاقتصادي في المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، وستمنح الولايات المتحدة ميزة تنافسية في مواجهة القوى العظمى، بإزاحة الصين عن صدارة الشركاء التكنولوجيين المفضلين في الخليج.

كما يتيح التعاون الأمريكي الخليجي في مجال الذكاء الاصطناعي فرصة مهمة للولايات المتحدة لتوسيع نطاق حضورها العالمي في هذا المجال. إذ يمكن لشبكات الخليج في أفريقيا وآسيا، بالشراكة مع الشركات الأمريكية أو بالاستفادة من البنية التحتية التكنولوجية الأمريكية، أن توفر الوصول إلى أسواق نادرا ما تغامر فيها شركات التكنولوجيا الأمريكية بمفردها، حيث يمثل ضعف الاتصال بالإنترنت عائقا أمام الخدمات الأمريكية، في حين تثبت العروض الصينية الأقل تكلفة جاذبيتها، حتى وإن لم تكن بنفس مستوى التطور.

وقد تفوقت الإمارات العربية المتحدة بالفعل على الصين كأكبر مستثمر في أفريقيا. ويمكن للمبادرات الأمريكية الإماراتية المنسقة أن تساعد في نشر المعايير الأمريكية وإيصال فوائد الذكاء الاصطناعي إلى الأسواق التي تعاني من نقص الخدمات.

في نهاية المطاف، يعتمد نجاح أي صفقة في مجال الذكاء الاصطناعي على كسب تأييد الرأي العام الأمريكي. وقد تم إبرام الاتفاقيات مع السعودية والإمارات في جلسات مغلقة، كما جرت المفاوضات في وقت استغل فيه أقارب كبار المسؤولين الأمريكيين ثرواتهم من خلال صفقات عقارية وأخرى متعلقة بالعملات المشفرة مع دول الخليج. وإذا ما نظر الأمريكيون إلى صفقات الذكاء الاصطناعي بقدر كبير من الشك، فقد يقوض ذلك استدامتها ويؤجج ردود فعل سلبية واسعة النطاق في الداخل الأمريكي تجاه الذكاء الاصطناعي.

كما أن هناك عقبات أخرى أمام نجاح هذا التعاون الأمريكي الخليجي. وسيتعين على دول الخليج إثبات قدرتها على بناء مراكز بيانات ضخمة، وتقديم أسعار تنافسية لخدمات الذكاء الاصطناعي، وإيجاد طلب على قدرات الذكاء الاصطناعي التي تعمل على تطويرها. كما يجب عليها تجاوز اضطرابات السوق التي قد تبطئ وتيرة الاستثمار والبناء المكثف الحالي في مجال الذكاء الاصطناعي. ولكن إذا تمكنت واشنطن وعواصم الخليج من تحقيق تعاون في مجال الذكاء الاصطناعي يرقى إلى مستوى التوقعات، فقد يشكل ذلك نقطة حاسمة في مسيرة تحول دول الخليج من دول نفطية إلى لاعبين عالميين في مجال التكنولوجيا.

مقالات مشابهة

  • رئيس جامعة قناة السويس يبحث توسيع الشراكة مع كلية بيكين لتكنولوجيا المعلومات وتعزيز برامجها الأكاديمية والبحثية
  • رئيس جامعة قناة السويس يبحث توسيع الشراكة مع كلية بيكين لتكنولوجيا المعلومات
  • تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي ثروة النفط الجديدة لدول الخليج
  • رئيس هيئة الاستثمار يشارك في احتفالية شركة قرة إنرجي
  • سكرتير مساعد الدقهلية يتفقد المركز التكنولوجي بمدينة طلخا
  • رئيس الوفد السعودي في حضرموت: نرفض إدخال المدينة في صراعات جديدة
  • بمناسبة عيدها القومي الـ16.. الأقصر تكرم أبنائها المتميزين وتنظم احتفالية فنية كبرى
  • من سيئون رئيس الوفد السعودي اللواء القحطاني يطالب بخروج قوات الانتقالي من حضرموت وتسليم المواقع لدرع الوطن
  • نائب رئيس الحكومة يبحث دعم المزارعين ضمن مبادرة “معاً من أجل الجنوب”
  • المصادر المهمشة ثروة مهملة