تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

الرسالة الأولى والأهم للتقارب الأمريكي مع روسيا في عهد الرئيس دونالد ترامب، هي انتصار موسكو وإلحاق هزيمة بالنخب الغربية التي راهنت طويلا على هزيمة روسيا.. ورفعت الحرب شعبية الرئيس الروسي فلاديمير بوتين كثيرا على المستوى المحلي والدولي.

وقبل ساعات قال يوري أوشاكوف، مساعد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أن مسؤولين روس وأمريكيين سيبحثون الملف الأوكراني في السعودية، الاثنين المقبل.

وخلال 3 سنوات من الحرب والعقوبات الغربية على موسكو، أعاد الاقتصاد الروسي رسم ملامح علاقاته التجارية، وبدا صلبا قويا في مواجهة أكثر من 28.5 ألف عقوبة عقوبة من أمريكا وحلفائها الأوروبيين، وحافظت موسكو على توازنها المالي، مستفيدة من قنوات بديلة للتجارة وتحالفات اقتصادية جديدة وخاصة مع الصين والهند وتركيا وكازاخستان، والدول العربية والإفريقية، وعادت روسيا أكثر قوة على كل المستويات لتستقر كقوى عظمى وعززت سيادتها كقوة عالمية كما أكد الرئيس فلاديمير بوتين.

ووفقا لصندوق النقد الدولي تعافى الاقتصاد الروسي سريعا ليسجل معدل نمو بنحو 3.6 % في كل من العامين الماضيين،  وارتفعت الأجور بنسبة 19 % في 2024، ونجحت المصانع الروسية في توفير المكونات والمواد الخام اللازمة لتشغيل آلة الحرب، وظهر قطاع الدفاع كمحرك أساسي للنمو، حيث أدى الإنفاق العسكري المتزايد إلى تعزيز الطلب الداخلي، مما خلق فرص عمل واسعة، ما يثبت كفاءة المجمع الصناعي العسكري، ونجحت روسا في الحفاظ علي حصتها في قطاع الطاقة العالمية، سواء في مجال الغاز الطبيعي أو الغاز المسال أو النفط.

ونما الناتج المحلي الإجمالي لروسيا بنسبة 4.1 %، متجاوزا التوقعات الرسمية بمقدار 0.2 نقطة مئوية ما يؤكد أن موسكو لم تتأثر بالعقوبات التي فرضت في أوقات مختلفة منذ غزو روسيا لأوكرانيا في فبراير 2022، والتي زادت عن مجموع العقوبات المفروضة على كل دول العالم الخاضعة للعقوبات، فالعقوبات الغربية المفروضة على روسيا منذ ثلاث سنوات هي عقوبات أحادية الجانب وليست دولية، مما يعني أنها غير ملزمة لأي طرف آخر، إذ لم تمر عبر مجلس الأمن.

وانتعشت سوق الأسهم الروسية منذ بداية العام الجاري وارتفع سعر صرف الروبل الروسي وإنخفضت البطالة، ومن جانبه يعتزم حلف شمال الأطلسي "الناتو"، مطالبة الأوروبيين وكندا بزيادة مخزوناتهم من الأسلحة والمعدات بنحو 30% خلال السنوات القليلة المقبلة، زعم المجالات الرئيسية الخمسة المستهدفة وهي أنظمة الدفاع الجوي، وقدرات إطلاق النار بعيدة المدى، والخدمات اللوجستية، وأنظمة الاتصالات والمعلومات، وقدرات المناورة البرية، وهو ما سيشكل ضغطا كبيرا علي موازنات أوروبا ويؤذي المستهلك الأوروبي الذي ربما يدفعه للإتيان بأحزاب تدعم موسكو ولا تعاديها في الأنتخابات المقبلة بأي بلد أوروبي، بعد أن كشفت الحرب في أوكرانيا عورة الاتحاد الأوروبي، وهناك دول كبرى في التكتل مثل ألمانيا وفرنسا وبريطانيا وإيطاليا وإسبانيا باتت أمام معضلة اقتصادية كبيرة، فيما تطور روسيا أسلحتها بشكل كبير، وأصبح أسطول روسيا العسكري حديثا بشكل كبير بما فيه الصواريخ بعيدة المدى وفرط صوتية المدفعية، والطيران، والمسيرات، وقذائف المدفعية والصواريخ غير الموجهة، وغيرها.

وحسب المعهد الدولي للدراسات الإستراتيجية رفعت دول الاتحاد الأوروبي إنفاقها العسكري منذ فبراير2022 ليصل إلى 457 مليار دولار في عام 2024، وهو مبلغ يقل 5 مليارات عن روسيا، كما تجد صناعة الدفاع الأوروبية صعوبة من حيث سرعة الإنتاج أو الجودة.

وفرض الغرب عقوبات علي روسيا منها قيود على القطاع المالي والمصرفي وتم إخراج روسيا من معاملات سويفت بين البنوك وفرضت كذلك قواعد جديدة على السلع والخدمات في القطاعات الإستراتيجية للاقتصاد الروسي كالطاقة والطيران والشحن وغيرها، لكن الحكومة الروسية نجحت في تجاوز هذه العقوبات والتعافي منها سريعا فقد زادت معدلات الاستثمار وأحجام الصادرات والواردات من خلال مهارة كبيرة بالتعاون مع الدول الصديقة، وبناء سلاسل لوجستية وإنتاجية بديلة، وإزالة الدولرة من الاقتصاد والتحول نحو استخدام الروبل والعملات  الأخري كوسيلة رئيسية للدفع.

وتفوقت روسيا على اليابان وألمانيا اقتصاديا واحتلت المركز الرابع منذ عام 2021 بحصة 3.8% من الناتج المحلي الإجمالي العالمي، ونما الاقتصاد الروسي رغم العقوبات، وتتمتع البلاد بمستوى معيشي عال.

ومع جهود ترامب لإنهاء الحرب، ارتفع سعر الروبل الروسي إلى أعلى مستوى له منذ 6 أشهر مقابل الدولار، مدعوما بآمال تخفيف العقوبات، حيث يؤدي رفع بعض العقوبات الأمريكية، خاصة تلك المفروضة على البنوك أو شركات النفط، قد يمنح الاقتصاد الروسي فرصة لتعزيز قدراته.

فالاقتصاد الروسي ما زال صلبا للغاية وحقق معجزة في معدلات النمو واستطاع تحدي التوقعات الخاصة بانهياره، ما يكشف أن القطاعات الرئيسية للاقتصاد الروسي حققت انتعاشا، رغم العقوبات الغربية غير المسبوقة.

ونجح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في منع انهيار اقتصاد بلاده رغم أن التصريحات الغربية كانت تشير إلى أن الاقتصاد الروسي سينهار، بعد فرض العقوبات الغربية المشددة عليه لكن الحادث أن الاقتصاد الروسي نجح في تحقيق أداء أفضل من التوقعات ومازالت الصادرات الروسية من النفط والغاز، قائمة، بل وزادت كما أنه استفاد من زيادة أسعار النفط حيث يحقق مليار دولار على الأقل يوميا من عائدات بيع النفط والغاز، وسعى الرئيس فلاديمير بوتين إلى تعزيز العلاقات مع دول مثل الصين والهند والدول العربية في الوقت الذي خفض فيه الاتحاد الأوروبي الروابط التجارية مع روسيا، بما في ذلك واردات النفط والغاز، في جولات متكررة من العقوبات.

فالأزمة الأوكرانية كشفت قوة روسيا واستراتيجيتها المتوازنة لحفظ الأمن الدولي بصفة عامة وعلي المستوي الأوروبي بشكل خاص فروسيا القوية يعني استقرار الأمن الدولي وتعدد القطبية علي المستوي العالمي، وأخفق الغرب وعلي رأسه واشنطن وادارة بايدن في فهم طبيعة القوة العسكرية لروسيا وبعد اندلاع الحرب أصبحت روسيا أقوى مثلما انتصرت على نابليون بونابرت وأدولف هتلر مع افتقار أوروبا للرؤية الإستراتيجية، وعادت روسيا أكثر قوة على كل المستويات لتستقر كقوى عظمى وعززت سيادتها كقوة عالمية كما أكد الرئيس فلاديمير بوتين.

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: الرئيس الروسي فلاديمير بوتين دونالد ترامب الاتحاد الأوروبي روسيا الرئيس الأمريكي جو بايدن أبوبكر الديب الاقتصاد الروسی فلادیمیر بوتین

إقرأ أيضاً:

عقوبات أميركية جديدة تستهدف شبكة الشحن الإيرانية

أعلنت وزارة الخزانة الأميركية الأربعاء عقوبات جديدة على أكثر من 115 فردا وكيانا وسفينة على صلة بإيران، في مؤشر على أن إدارة الرئيس دونالد ترامب تُكثف جهودها في حملة "أقصى الضغوط" بعد قصف المواقع النووية الرئيسية الإيرانية في يونيو.

وتستهدف العقوبات بشكل عام مصالح الشحن التابعة لمحمد حسين شمخاني، نجل علي شمخاني، وهو مستشار للمرشد علي خامنئي.

ووصفت وزارة الخزانة الأميركية هذه الخطوة بأنها أهم إجراء يخص العقوبات المتعلقة بإيران منذ 2018، خلال ولاية ترامب الأولى.

ووفق وزارة الخزانة فإن شمخاني يسيطر على شبكة واسعة من سفن الحاويات والناقلات عبر شبكة معقدة من الوسطاء الذين يبيعون شحنات النفط الإيرانية والروسية وسلعا أخرى عبر العالم.

واتهمت الوزارة شمخاني باستغلال علاقاته الشخصية والفساد في طهران لتحقيق أرباح بعشرات المليارات من الدولارات، يُستخدم جزء كبير منها لدعم النظام الإيراني.

وبشكل عام، تستهدف العقوبات الجديدة 15 شركة شحن و52 سفينة و12 فردا و53 كيانا للضلوع في التحايل على العقوبات في 17 دولة، من بنما وإيطاليا إلى هونغ كونغ.

وقالت الخارجية الأميركية في بيان: "تتخذ الولايات المتحدة اليوم إجراءات حاسمة لعرقلة قدرة النظام الإيراني على تمويل أنشطته المزعزعة للاستقرار، بما في ذلك برنامجه النووي، ودعمه للجماعات الإرهابية، وقمعه لشعبه".

وأضافت: "تستهدف هذه الإجراءات مشغل محطة، وشركات إدارة سفن، ومشترين بالجملة سهّلوا مجتمعين تصدير وشراء ملايين البراميل من النفط الخام الإيراني، والمنتجات النفطية، والبتروكيماويات".

وقال مسؤول أميركي إن الخطوة الجديدة لن تسبب اضطرابا في أسواق النفط العالمية إذ صُممت خصيصا لاستهداف جهات محددة.

وفرض الاتحاد الأوروبي عقوبات على شمخاني في وقت سابق من يوليو، وعزا التكتل ذلك إلى دوره في تجارة النفط الروسية.

وأشار مسؤول أميركي إلى أن العقوبات الأميركية الجديدة ستؤثر على كل من روسيا وإيران، لكنها تركز على طهران، مضيفا: "من وجهة نظرنا، وبالنظر إلى موقع هذا الشخص وارتباطه بالزعيم الأعلى وأنشطة والده السابقة في مجال العقوبات، من الأهمية بمكان التأكيد على أن العقوبات على إيران ذات مغزى وتأثير كبير".

جدير بالذكر أن الولايات المتحدة استهدفت علي شمخاني، والد محمد حسين، بعقوبات في عام 2020.

مقالات مشابهة

  • واشنطن تفرض أكبر حزمة عقوبات على إيران منذ عام 2018
  • عقوبات أميركية جديدة تستهدف شبكة الشحن الإيرانية
  • الكرملين ردا على تعليقات ترامب: روسيا اكتسبت مناعة من العقوبات
  • الكرملين: روسيا اكتسبت مناعة من العقوبات
  • ترامب يُمهل بوتين 12 يومًا لإنهاء الحرب .. فهل ترد روسيا العظمى بقصف واشنطن؟ مدفيديف: لسنا (إسرائيل أو إيران)
  • الكرملين: روسيا اكتسبت مناعة ضد العقوبات
  • ترامب يمهل روسيا 10 أيام لوقف الحرب في أوكرانيا
  • خبير اقتصادي: وثيقة سومو بشأن تهريب النفط تضع العراق تحت طائلة العقوبات
  • هل تستجيب الصين لمطالب أميركا بوقف استيراد النفط الروسي والإيراني؟
  • الكرملين لا يستبعد لقاء بوتين وترمب.. روسيا تشترط استبعاد أوكرانيا من الناتو للتسوية