أبو بكر الديب يكتب: بعد 3 سنوات من الحرب.. الغرب يفشل في إضعاف روسيا
تاريخ النشر: 21st, March 2025 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
الرسالة الأولى والأهم للتقارب الأمريكي مع روسيا في عهد الرئيس دونالد ترامب، هي انتصار موسكو وإلحاق هزيمة بالنخب الغربية التي راهنت طويلا على هزيمة روسيا.. ورفعت الحرب شعبية الرئيس الروسي فلاديمير بوتين كثيرا على المستوى المحلي والدولي.
وقبل ساعات قال يوري أوشاكوف، مساعد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أن مسؤولين روس وأمريكيين سيبحثون الملف الأوكراني في السعودية، الاثنين المقبل.
وخلال 3 سنوات من الحرب والعقوبات الغربية على موسكو، أعاد الاقتصاد الروسي رسم ملامح علاقاته التجارية، وبدا صلبا قويا في مواجهة أكثر من 28.5 ألف عقوبة عقوبة من أمريكا وحلفائها الأوروبيين، وحافظت موسكو على توازنها المالي، مستفيدة من قنوات بديلة للتجارة وتحالفات اقتصادية جديدة وخاصة مع الصين والهند وتركيا وكازاخستان، والدول العربية والإفريقية، وعادت روسيا أكثر قوة على كل المستويات لتستقر كقوى عظمى وعززت سيادتها كقوة عالمية كما أكد الرئيس فلاديمير بوتين.
ووفقا لصندوق النقد الدولي تعافى الاقتصاد الروسي سريعا ليسجل معدل نمو بنحو 3.6 % في كل من العامين الماضيين، وارتفعت الأجور بنسبة 19 % في 2024، ونجحت المصانع الروسية في توفير المكونات والمواد الخام اللازمة لتشغيل آلة الحرب، وظهر قطاع الدفاع كمحرك أساسي للنمو، حيث أدى الإنفاق العسكري المتزايد إلى تعزيز الطلب الداخلي، مما خلق فرص عمل واسعة، ما يثبت كفاءة المجمع الصناعي العسكري، ونجحت روسا في الحفاظ علي حصتها في قطاع الطاقة العالمية، سواء في مجال الغاز الطبيعي أو الغاز المسال أو النفط.
ونما الناتج المحلي الإجمالي لروسيا بنسبة 4.1 %، متجاوزا التوقعات الرسمية بمقدار 0.2 نقطة مئوية ما يؤكد أن موسكو لم تتأثر بالعقوبات التي فرضت في أوقات مختلفة منذ غزو روسيا لأوكرانيا في فبراير 2022، والتي زادت عن مجموع العقوبات المفروضة على كل دول العالم الخاضعة للعقوبات، فالعقوبات الغربية المفروضة على روسيا منذ ثلاث سنوات هي عقوبات أحادية الجانب وليست دولية، مما يعني أنها غير ملزمة لأي طرف آخر، إذ لم تمر عبر مجلس الأمن.
وانتعشت سوق الأسهم الروسية منذ بداية العام الجاري وارتفع سعر صرف الروبل الروسي وإنخفضت البطالة، ومن جانبه يعتزم حلف شمال الأطلسي "الناتو"، مطالبة الأوروبيين وكندا بزيادة مخزوناتهم من الأسلحة والمعدات بنحو 30% خلال السنوات القليلة المقبلة، زعم المجالات الرئيسية الخمسة المستهدفة وهي أنظمة الدفاع الجوي، وقدرات إطلاق النار بعيدة المدى، والخدمات اللوجستية، وأنظمة الاتصالات والمعلومات، وقدرات المناورة البرية، وهو ما سيشكل ضغطا كبيرا علي موازنات أوروبا ويؤذي المستهلك الأوروبي الذي ربما يدفعه للإتيان بأحزاب تدعم موسكو ولا تعاديها في الأنتخابات المقبلة بأي بلد أوروبي، بعد أن كشفت الحرب في أوكرانيا عورة الاتحاد الأوروبي، وهناك دول كبرى في التكتل مثل ألمانيا وفرنسا وبريطانيا وإيطاليا وإسبانيا باتت أمام معضلة اقتصادية كبيرة، فيما تطور روسيا أسلحتها بشكل كبير، وأصبح أسطول روسيا العسكري حديثا بشكل كبير بما فيه الصواريخ بعيدة المدى وفرط صوتية المدفعية، والطيران، والمسيرات، وقذائف المدفعية والصواريخ غير الموجهة، وغيرها.
وحسب المعهد الدولي للدراسات الإستراتيجية رفعت دول الاتحاد الأوروبي إنفاقها العسكري منذ فبراير2022 ليصل إلى 457 مليار دولار في عام 2024، وهو مبلغ يقل 5 مليارات عن روسيا، كما تجد صناعة الدفاع الأوروبية صعوبة من حيث سرعة الإنتاج أو الجودة.
وفرض الغرب عقوبات علي روسيا منها قيود على القطاع المالي والمصرفي وتم إخراج روسيا من معاملات سويفت بين البنوك وفرضت كذلك قواعد جديدة على السلع والخدمات في القطاعات الإستراتيجية للاقتصاد الروسي كالطاقة والطيران والشحن وغيرها، لكن الحكومة الروسية نجحت في تجاوز هذه العقوبات والتعافي منها سريعا فقد زادت معدلات الاستثمار وأحجام الصادرات والواردات من خلال مهارة كبيرة بالتعاون مع الدول الصديقة، وبناء سلاسل لوجستية وإنتاجية بديلة، وإزالة الدولرة من الاقتصاد والتحول نحو استخدام الروبل والعملات الأخري كوسيلة رئيسية للدفع.
وتفوقت روسيا على اليابان وألمانيا اقتصاديا واحتلت المركز الرابع منذ عام 2021 بحصة 3.8% من الناتج المحلي الإجمالي العالمي، ونما الاقتصاد الروسي رغم العقوبات، وتتمتع البلاد بمستوى معيشي عال.
ومع جهود ترامب لإنهاء الحرب، ارتفع سعر الروبل الروسي إلى أعلى مستوى له منذ 6 أشهر مقابل الدولار، مدعوما بآمال تخفيف العقوبات، حيث يؤدي رفع بعض العقوبات الأمريكية، خاصة تلك المفروضة على البنوك أو شركات النفط، قد يمنح الاقتصاد الروسي فرصة لتعزيز قدراته.
فالاقتصاد الروسي ما زال صلبا للغاية وحقق معجزة في معدلات النمو واستطاع تحدي التوقعات الخاصة بانهياره، ما يكشف أن القطاعات الرئيسية للاقتصاد الروسي حققت انتعاشا، رغم العقوبات الغربية غير المسبوقة.
ونجح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في منع انهيار اقتصاد بلاده رغم أن التصريحات الغربية كانت تشير إلى أن الاقتصاد الروسي سينهار، بعد فرض العقوبات الغربية المشددة عليه لكن الحادث أن الاقتصاد الروسي نجح في تحقيق أداء أفضل من التوقعات ومازالت الصادرات الروسية من النفط والغاز، قائمة، بل وزادت كما أنه استفاد من زيادة أسعار النفط حيث يحقق مليار دولار على الأقل يوميا من عائدات بيع النفط والغاز، وسعى الرئيس فلاديمير بوتين إلى تعزيز العلاقات مع دول مثل الصين والهند والدول العربية في الوقت الذي خفض فيه الاتحاد الأوروبي الروابط التجارية مع روسيا، بما في ذلك واردات النفط والغاز، في جولات متكررة من العقوبات.
فالأزمة الأوكرانية كشفت قوة روسيا واستراتيجيتها المتوازنة لحفظ الأمن الدولي بصفة عامة وعلي المستوي الأوروبي بشكل خاص فروسيا القوية يعني استقرار الأمن الدولي وتعدد القطبية علي المستوي العالمي، وأخفق الغرب وعلي رأسه واشنطن وادارة بايدن في فهم طبيعة القوة العسكرية لروسيا وبعد اندلاع الحرب أصبحت روسيا أقوى مثلما انتصرت على نابليون بونابرت وأدولف هتلر مع افتقار أوروبا للرؤية الإستراتيجية، وعادت روسيا أكثر قوة على كل المستويات لتستقر كقوى عظمى وعززت سيادتها كقوة عالمية كما أكد الرئيس فلاديمير بوتين.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: الرئيس الروسي فلاديمير بوتين دونالد ترامب الاتحاد الأوروبي روسيا الرئيس الأمريكي جو بايدن أبوبكر الديب الاقتصاد الروسی فلادیمیر بوتین
إقرأ أيضاً:
بوتين يقر إستراتيجية لتطوير البحرية وتقدم روسي نحو دنيبروبتروفسك
وافق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اليوم الاثنين على إستراتيجية جديدة لتطوير البحرية الروسية، في ظل إحراز موسكو تقدما باتجاه منطقة دنيبروبتروفسك التي تمتد في شرق ووسط أوكرانيا وبعد هجوم بالمسيّرات على العاصمة كييف.
وذكرت وكالة الإعلام الروسية نقلا عن المسؤول في الكرملين نيكولاي باتروشيف قوله إن بوتين وافق على إستراتيجية جديدة لتطوير البحرية الروسية حتى عام 2050.
يأتي ذلك وسط توسيع القوات الروسية نطاق هجماتها من أقصى شمال شرقي أوكرانيا إلى جنوب شرقها، فقد أعلنت وزارة الدفاع الروسية عبور حدود مقاطعة دنيبروبتروفسك لأول مرة منذ اندلاع الحرب، كما حققت تقدما في مقاطعة سومي.
وقال ديمتري ميدفيديف نائب رئيس مجلس الأمن الروسي إنه ينبغي الاعتراف بالواقع الميداني الجديد في المفاوضات.
وأضاف أن دخول القوات الروسية مقاطعة دنيبروبتروفسك الأوكرانية يعني أن من يرفض الاعتراف بواقع الحرب في المفاوضات سيواجه واقعا جديدا على الأرض.
كما شدد ميدفيديف في منشور على تليغرام على أن العمليات العسكرية الروسية مستمرة.
وفي مقابلة مع شبكة "إي بي سي" الأميركية أقر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بصعوبة الوضع، قائلا إن "الوضع في الجبهات معقد للغاية"، ويعتمد على ثبات الجنود.
إعلانواتهم الرئيس الأوكراني نظيره الروسي بأنه لا يريد وقف الحرب المستمرة بين البلدين للعام الرابع على التوالي.
وقال زيلينسكي إن الهجوم الأوكراني الأخير داخل الأراضي الروسية دمر نحو 34% من الطائرات الإستراتيجية الروسية، مؤكدا أن القوات الأوكرانية لن تتراجع عن مثل هذه العمليات.
هجوم بالمسيّراتوالليلة الماضية، شنت المسيّرات الروسية هجوما واسعا على العاصمة الأوكرانية كييف.
وقالت الإدارة العسكرية الأوكرانية إن دفاعاتها تصدت لهجوم متواصل بالمسيّرات في سماء كييف، ودعت السكان إلى التزام الملاجئ.
وإلى جانب كييف دوت إنذارات جوية في مناطق أوكرانية أخرى، منها سومي وتشيرنيهيف وبولتافا وخاركيف ودنيبروبتروفسك.
ويأتي الهجوم الجديد بعد إعلان روسيا أنها سوف ترد على الهجوم الذي شنته أوكرانيا بمسيّرات على مطارات داخل العمق الروسي في الأول من يونيو/حزيران الجاري، وأسفر عن تدمير نحو 40 طائرة عسكرية روسية، منها قاذفات إستراتيجية.
وفي روسيا، صرح أوليغ نيكولاييف حاكم منطقة تشوفاشيا الواقعة على نهر الفولغا في روسيا بتوقف الإنتاج مؤقتا في شركة إلكترونيات بعد سقوط مسيّرتين أوكرانيتين على أراضي المصنع.
وقال نيكولاييف إن الهجوم -الذي يعد من أعمق الهجمات التي شنتها مسيّرات أوكرانية على الأراضي الروسية منذ أكثر من 3 سنوات من الحرب- لم يسفر عن وقوع إصابات.
وكانت وزارة الدفاع الروسية أعلنت صباح اليوم أن وحداتها أسقطت مسيّرتين فوق تشوفاشيا، مضيفة أن أنظمة الدفاع الجوي دمرت 49 طائرة مسيّرة أوكرانية خلال الليل فوق روسيا.