المسلة:
2025-12-13@23:09:39 GMT

توجه العراق نحو الليبرالية الجديدة

تاريخ النشر: 21st, March 2025 GMT

توجه العراق نحو الليبرالية الجديدة

21 مارس، 2025

بغداد/المسلة:  بلال الخليفة

توجه العراق نحو الليبرالية الجديدة -5- السيطرة على المواطن

قال الفيلسوف والاقتصادي والمفكر هيوم (ان الحكومات كلما ازدادت حرية وشعبية ازدادت ضرورة اعتمادها على التحكم بالرأي لضمان الخضوع للحكم). أي بتعبير اخر ان على الحكومات ان تجعل المواطن بان يكون متفرج لا مشارك في الحكم وعليه أيضا ان يختارهم هم في الانتخابات لا غيرهم.

وطبعا هذا في المجال السياسي اما من الناحية (المجال) الاقتصادي فالأمر مختلف ، فيجب على الحكومة بناءً على توصيات أصحاب المال وهم في الغالب سياسيين، اقصاء الشعب تماما وجعلة لا يمتلك أي دور سوى ان يكون مستهلك فقط.

فالليبرالية الجديدة في نظر المفكر السياسي ماديسون ( حماية الأقلية الثرية من الأغلبية ) وهنا يقصد الأقلية الثرية ومنهم المسؤولين والاغلبية هم الشعب، وكما يوجد تصريح له في مكان اخر ان مسؤولية الحكومة ، حماية أصحاب المال من الأغلبية الجاهلة او الرعاع بحسب وصف المفكر هتشسن واما الكسندر هاملتون فوصف الشعب (وحش هائل) وبالتالي ان من واجب الحكومة هو السيطرة على ذلك الوحش وجعله في خدمة الصفوة ويقصد هنا عم الأثرياء ومنهم المسؤولين.

يقول وزير الخارجية الأمريكي في عهد الرئيس الأمريكي ايزنهاور وهو يصف الدول الفقيرة ومنها دول أمريكا اللاتينية (هذه الحكومات مثل الطفل لا يملكون فعليا القدرة على الحكم الذاتي) وقال هذا الكلام في مجلس الامن الدولي ويقصد هنا ان الحكومات للدول تكون بامرتها تحت طوعها وهنا يعني تحت طوع وامرة الشركات العالمية الكبرى، فهنا أعطت لنفسها أي أمريكا والشركات التي خلفها الحق في إدارة تلك الدول بصورة مباشرة او غير مباشرة.

وتفحص بالوضع الاقتصادي وبأمور العقود التي تبرمها الحكومات مع الشركات الكبرى التابعة للدول الكبرى نلاحظ ان معظم التعاقدات لا يوجد فيها جدوى اقتصادية من انشاءها والبعض الاخر ان التعاقدات تحدث دون منافسة ودون تطبيق التعليمات والضوابط النافذة بالخصوص مع وجود بدائل افضل واكفئ واقل سعرا، وخير مثال التعاقد مع شركة جي أي الامريكية وليس سيمنس الألمانية في مجال الكهرباء، ويوجد مثال اخر وهو التعاقد مع شركة دايو في انشاء ميناء الفاو الكبير وليس الشركات الصينية الكبرى المتخصصة بالموانئ.

ان النتيجة من الليبرالية الجديدة هو كما قال جون ديوي والذي يعد احد اهم فلاسفة القرن العشرين ومن ابرز رموز الليبرالية في أمريكا الشمالية (ان الديمقراطية تفرغ من محتواها ومضمونها عندما تحكم الشركات – الاقتصاديات للأحزاب- الكبرى حياة البلاد من خلال السيطرة على وسائل الإنتاج والتبادل التجاري والدعاية – القنوات الفضائية – والنقل والاتصالات بالإضافة الى التحكم بالصحف والجيوش الالكترونية .

نتيجة ذلك تم جعل المواطن لا يرغب بالاشتراك في الانتخابات وبالتالي لا يرغب في تجديد بقاء السياسيين والمسؤولين في المنصب لانهم اصبحوا اما من أصحاب المال نتيجة الكسب غير المشروع والفساد او اصبحوا لعبة او دمية تحركها مافيات المال، ان العزوف عن انتخاب المسؤولين الذي اشرنا لهم هو امر لا يستسيغه القادة (رؤساء الأحزاب) ولذلك يعملون بكل وسيلة لجر المواطن للانتخابات بوسائل إعلامية او غيرها.

وان الامر هذا واضح جدا في الانتخابات الأخيرة للبرلمان العراقي فالتخمينات الأولية تحدثت على ان نسبة المواطنين المشتركين في الانتخابات هم اقل من 20% واما اعلان النتائج الرسمي فبالعموم لا يثق المواطن فيه. فالمواطن يتطلع لأشخاص ليس ممن تلطخت يده بالمال الحرام ولا يمتلك تاريخ ملوث بالفساد .
النتيجة ان المواطن يرغب في وجوه جديدة تمتلك تأثير وتستطيع مجابهة ومواجهة مافيات المال والسياسيين الفاسدين.

 

 

 

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author moh moh

See author's posts

المصدر: المسلة

كلمات دلالية: اللیبرالیة الجدیدة فی الانتخابات

إقرأ أيضاً:

وقفة قبلية مسلحة في مديرية صنعاء الجديدة تأكيدًا للجهوزية لمواجهة الأعداء

الثورة نت/سبأ نظمت التعبئة العامة في عزلة الإمام علي عليه السلام بمديرية صنعاء الجديدة، محافظة صنعاء اليوم وقفة قبلية مسلحة تأكيدًا على الجهوزية العالية واستعدادًا لأي جولة قادمة من العدوان على الوطن. وردد المشاركون في الوقفة الهتافات الغاضبة المنددة بالغطرسة الأمريكية والإسرائيلية ومنافقيهم، والتأكيد على الموقف اليمني الثابت في مواجهة أي تصعيد للعدو الأمريكي والإسرائيلي وأذنابهم في المنطقة. وأكد بيان صادر عن الوقفة، أن الشعب اليمني لن يتردد في خوض المعركة وتطهير اليمن من كل مستعمر ومرتزق وعميل، وفاء لتضحيات الأحرار والشهداء العظماء الذين سطروا للأمة طريق العزة والكرامة والانتصار والحرية، مجددًا وقوف أبناء صنعاء الجديدة الثابت والمطلق مع كافة خيارات المرحلة الثانية من المواجهة. وأوضح، أن الاحتفال بذكرى الاستقلال الـ30 من نوفمبر هذا العام مثل تجديدًا لموقف وإرادة الشعب اليمني المساند والمناصر للشعب الفلسطيني واللبناني في مواجهة الطغيان الإسرائيلي، وتأكيدًا على مسار التحرير وطرد المحتل. ولفت البيان إلى أن الشعب اليمني لن يتردد في نصرة الشعب الفلسطيني ومواجهة الكيان الصهيوني واذياله وصد أي تهديد يستهدف الوطن والأمة، حاملًا راية الإسلام والدفاع عن الأمة بكافة الإمكانات المتاحة حتى يتحقق لها النصر والعزة.

مقالات مشابهة

  • مفترق طرق أمام المكون الشيعي
  • وقفة قبلية مسلحة في مديرية صنعاء الجديدة تأكيدًا للجهوزية لمواجهة الأعداء
  • حساب المواطن: إبلاغ أصحاب الطلبات المقدمة بعد 10 نوفمبر ضمن دورة الأهلية لشهر يناير
  • كيف ساعد «الفيتو الرئاسي» في تغيير المشهد بانتخابات النواب؟ محلل سياسي يجيب
  • مصطفى بكري: هناك رموز ستختفي والحكومة ستتغير بعد الانتخابات.. فيديو
  • معتز الخصوصي: رفض طعون المرحلة الثانية من الانتخابات دليل على انخفاض المخالفات
  • الهيئة الوطنية توجه الشكر للقضاة ووزارة الداخلية والسفراء على جهدهم بالانتخابات
  • فرق ملموس في إعادة الانتخابات.. و"الصمت الانتخابي" أبرز مكاسب تصريحات الرئيس
  • السفارة الأمريكية: إشراك الفصائل في حكومة العراق الجديدة لا يتوافق مع الشراكة
  • الاتفاق على رئيس البرلمان ينتظر المصادقة على نتائج الانتخابات