عربي21:
2025-07-27@14:53:22 GMT

غزة.. والدماء المستباحة!

تاريخ النشر: 22nd, March 2025 GMT

انتهاك الكيان الصهيونى فجأة لاتفاق وقف إطلاق النار فى قطاع غزة، واستئناف عدوانه النازى مجددا على الفلسطينيين، يؤشر إلى أن الهدف الأساسى هذه المرة، العمل على تنفيذ مخطط التهجير الواسع عبر ارتكاب كم هائل من المذابح والمجازر فى حق المدنيين بالقطاع.

هذا التصور لا ينطوى بالتأكيد على أية مبالغة أو تهويل، إذ إن قادة الكيان الصهيونى لا يخفون ذلك فى تصريحاتهم العلنية، بل ويعتقدون أن الفرصة مواتية فى الوقت الراهن، لتنفيذ هذا المخطط فى ظل وجود رئيس أمريكى "يتفهم" ويبارك ويؤيد مثل هذه الخطوة، بل ويدعمها دبلوماسيا وسياسيا وأيضا عسكريا بشكل مطلق.



وزير الدفاع الصهيونى يسرائيل كاتس، كان واضحا جدا فى تحديد هدف العدوان الحالى، حيث قال فى تصريحات الأربعاء الماضى، إن «الهجوم الذى نفذته القوات الجوية الإسرائيلية - فجر الثلاثاء - ضد حماس كان مجرد الخطوة الأولى».

وتابع: «ما سيأتى سيكون أشد قسوة، وسيدفع الفلسطينيون الثمن بالكامل»، وأضاف: «قريبًا، سيُستأنف إخلاء السكان من مناطق القتال!!».

الجملة الأخيرة فى تصريحات كاتس تلخص القضية تماما، وتفضح الهدف الأساسى للعدوان الصهيونى، والمتمثل فى تهجير سكان قطاع غزة قسرا أو طواعية إلى الدول المجاورة، أو حتى إلى دول بعيدة نسبيا مثل الصومال، ومن ثم تصفية القضية الفلسطينية إلى الأبد.

مخطط تهجير وانتزاع الشعب الفلسطينى من أرضه التاريخية والاستيلاء عليها، عبر استباحة دماء الأبرياء فى قطاع غزة بالنار والدمار والمجازر اليومية، يشكل بلا شك خرقا صارخا وسافرا للقانون الدولى والقانون الدولى الإنسانى ولأبسط حقوق المواطن الفلسطينى، وهو ما يتطلب التصدى له من جانب الدول العربية.. لكن كيف؟

لا يخفى على أحد أنه منذ بداية العدوان الصهيونى على قطاع غزة قبل ١٥ شهرا، وبالتحديد بعد هجوم طوفان الأقصى فى السابع من أكتوبر قبل الماضى، كان الموقف العربى منقسما إزاء طريقة التعامل مع ما يجرى، حيث كان قسما من العرب يعتبر أن ما يحدث على أرض غزة لا يخصه من قريب أو بعيد، بل هو مواجهة بين محورين يتصارعان على مجالات النفوذ والسيطرة فى المنطقة، أحدهما تقوده إيران ومعها الجماعات المتحالفة معها فى غزة واليمن ولبنان والعراق وسوريا، والثانى الكيان الصهيونى المدعوم من الغرب وتحديدا الولايات المتحدة، وبالتالى ليس من الحكمة التدخل لصالح إحدى الجبهتين، بل تركهما يصفيان حساباتهما مع بعضهما البعض، حتى لو كان ذلك يضاعف فى كل لحظة من فواتير الدم العربية.

القسم الثانى من العرب كان ينظر إلى ما يحدث بقلق وخشية وهواجس كبيرة، ويرى أن نتائج هذا الصراع لن تكون فى صالح العرب عامة والفلسطينيين على وجه الخصوص، وسعى بكل يملك من أدوات سياسية ودبلوماسية إلى محاولة إيجاد حلول تسمح بتطويق ومحاصرة دائرة النار قبل اتساعها، واحتواء تداعيات الحرب حتى لا تفلت الأمور من عقالها، وتتضاعف خسائر العرب بما ينعكس سلبا على قضاياهم وحقوقهم المشروعة.

أما القسم الثالث والأخير من العرب، فكان منغمسا حتى أذنيه فى الحرائق والصراعات والانقسامات الداخلية التى تمزق أوطانه، وتضع مصيرها ومستقبلها فى مهب الريح، ومن ثم لم يتفاعل مع ما يحدث من جرائم على الأرض العربية، سوى ببيانات إدانة معلبة، وبعض الدعاء والرجاء من الله أن يرفع البلاء عن الفلسطينيين الذين تسحقهم آلة القتل الصهيونية.

فى المرحلة الثانية من العدوان، والتى بدأت الثلاثاء الماضى، بعد انقلاب نتنياهو وحكومته المتطرفة على اتفاق وقف النار الذى توسطت فيه مصر وقطر والولايات المتحدة واستمر أكثر من ٤٠ يوما، تبدو الصورة الآن أكثر وضوحا لجهة الهدف الأهم، الذى يسعى إلى تحقيقه الكيان الصهيونى، والمتمثل فى تصفية القضية الفلسطينية نهائيا وتنفيذ مخطط التهجير، وتغيير وجه المنطقة بشكل كامل، وبالتالى ليس أمام العرب جميعا من خيار، سوى العمل الجماعى لوقف هذا السيناريو الكارثى، الذى يهدد أمنهم واستقرارهم ومصالحهم.

توجد بلاشك الكثير من الأدوات والأوراق المهمة فى يد الدول العربية، التى ينبغى عليها تفعيلها إن أرادت التصدى بحزم لهذا المخطط، أهمها على الإطلاق حظر التعامل الاقتصادى والأمنى مع الاحتلال، وتجميد علاقات التطبيع معه، والضغط جديا على داعميه الغربيين لوقف جرائم العدوان والإبادة الجماعية والتطهير العرقى التى ترتكبها قوات الاحتلال الصهيونية بحق الشعب الفلسطينى.

ليس هذا فحسب، بل على الدول العربية التكتل وراء الخطة المصرية لإعادة إعمار القطاع من دون تهجير سكانه، ومطالبة المجتمع الدولى التدخل لتحمل مسئوليته فى حماية المدنيين الفلسطينيين، وايجاد حل جذرى يسمح للشعب الفلسطينى بالحصول على حقه فى التحرر من الاحتلال وإقامة دولته المستقلة على حدود الرابع من يونيو ١٩٦٧، وعاصمتها القدس الشريف.

(الشروق المصرية)

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه غزة التهجير الاحتلال غزة الاحتلال تهجير مقالات مقالات مقالات صحافة سياسة سياسة سياسة اقتصاد سياسة اقتصاد سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الکیان الصهیونى قطاع غزة

إقرأ أيضاً:

لكل هذا لا تزال سوريا قيدَ المتابعة الدولية!

لا تزال حصيلةُ اللقاء الثلاثي الأميركي – الفرنسي – السوري الأخير، موضعَ أخذ وردّ، على صعيد ما اتفق عليه...
وضعٌ كهذا لا هو بجديد ولا بمستغرَب، لأنَّ ظروف اللقاء غير عادية وكذلك القضايا التي تطرّق لها. وبالذات، بعد الأحداث الدامية والخطيرة في الجنوب السوري، التي أتت في أعقاب أحداث منطقة الساحل ذات الغالبية العلوية.

معلومٌ أنَّ القوى الدولية والإقليمية، التي تعتبر نفسها معنيّة مباشرة بالشأن السوري في الحقبة الجديدة بعد أفول النفوذين الروسي والإيراني، ترصد، منذ بضعة أشهر، أسلوب تعامل سلطة دمشق الجديدة مع العديد من الملفات، بدءاً من الأمن إلى الاقتصاد... ومروراً بالأقليات.

تركيا يهمّها كثيراً نجاح تجربة هي ليست فقط في طليعة رُعاتها، بل والمراهنين على تعميمها أيضاً. وهي تؤمن بأنَّ «ضبط» الفسيفساء السورية وفق مصالحها ومفاهيمها... مسألة «أمن قومي» تركي. وهذا ما قاله وكرّره في الأيام الماضية وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، الذي كان آخر منصب تولاه قبل تكليفه قيادة الدبلوماسية رئيس جهاز الاستخبارات. وبالتالي، فإنَّ للرجل باعاً طويلاً في التعامل الأمني مع أدق الملفات وأخطرها، سواء على الساحة السورية أو الفضاء الشرق أوسطي ككل.

في ما يخصّ المشهد السوري، لتركيا حدود مشتركة يبلغ طولها نحو 909 كلم، وتمتدّ من أقصى شمال شرقي منطقة الجزيرة عند حدود العراق الشمالية إلى شاطئ لواء الإسكندرونة في أقصى شمال غربي سوريا.

ولقد ارتبط خط الحدود هذا في جزء كبير منه بخط سكة حديد برلين – إسطنبول – بغداد. ثم إنَّ العديد من الحكومات السورية المتعاقبة رفضت الاعتراف بسلخ لواء الإسكندرونة عن باقي الأراضي السورية عام 1939 إبان فترة الانتداب الفرنسي. وهنا تجدر الإشارة إلى أنَّ غالبية سكان اللواء – الذي تُعد مدينة أنطاكية كبرى حواضره – كانوا من السوريين العرب، وجلّهم من العرب السنّة والعلويين والمسيحيين، إلى جانب الأرمن، في حين كانت تقل نسبة الترك/ التركمان عن 40 في المائة، وفق إحصاءات عام 1939.

أكثر من هذا، عاش ويعيش خليط سكاني من العرب والكرد والترك والمسيحيين على طول جانبي خط الحدود، من محيط مدينة عفرين غرباً إلى محيط مدينة القامشلي شرقاً. ولذا يهمّ أنقرة كثيراً منع أي تقسيم أو تقاسم لسوريا، وبأي مستوى، وتحت أي صفة. وذلك لأنَّها ترى في ذلك تأجيجاً للعصبية الكردية في الداخل التركي حيث تقارب نسبة الأكراد 20 في المائة من مجموع سكان البلاد.

هذا، في ما يخصّ أولويات أنقرة، والشقّ الخاص بوضع الأقلية الكردية السورية في منطقة شرق الفرات، التي تحظى راهناً باهتمام أميركي كبير. أمَّا إلى الجنوب، فتمتد الحدود السورية مع الأردن، ومنها غرباً إلى هضبة الجولان المحتلة إسرائيلياً عام 1967 وأرض شمال فلسطين المحتلة عام 1948.

هضبة الجولان كانت، منذ قيام إسرائيل، نقطة اهتمام بالغ للدولة العبرية، لاعتبارين استراتيجيين: الأول إشرافها من علٍ على شمال غور الأردن وبحيرتي طبرية والحولة، والثاني لكونها مصدراً مهماً للثروة المائية.

ومن ثم، إذا كان لـ«الفسيفساء» السورية شمالاً دورها في الحسابات السياسية التركية، فإنَّها جنوباً كانت وتظل في صميم «اعتبارات» إسرائيل الأمنية والديموغرافية. ففي الهضبة عاش لعقود - وغالباً لقرون - خليط سكّاني من الموحّدين الدروز والمسيحيين والسنّة العرب والسنّة الشركس والتركمان... بجانب 3 قرى من العلويين، وقبل ذلك كان هناك وجود إسماعيلي أيضاً.

أيضاً، هضبة الجولان تتّصل بأعلى نقطة خارج سلسلة جبال لبنان الغربية، هي قمة جبل الشيخ حرمون، التي يمكن منها الإشراف على دمشق وسهلي حوران والجاذور. وفي شرق حوران ينتصب جبل العرب (محافظة السويداء) حيث توجد أكبر كثافة للدروز في المنطقة والعالم.

هذا المكوّن الدرزي في الجنوب السوري يعزّزه وجودٌ درزي في دمشق وضواحيها ووادي العجم وشمال الجولان. غير أنَّ العامل الأهم بالنسبة لإسرائيل يكمن بوجود ما لا يقلّ عن 120 ألف درزي في منطقة الجليل ونحو 20 ألفاً في قرى الجولان السورية المحتلة. وبالتالي، مثلما لتركيا «اعتبارات» سياسية وأمنية داخلية تبرّر تدخّلها بحجة درء «خطر» الأكراد، ترى إسرائيل أن من حقها التدخل جنوباً بحجة «الخطر» على الموحّدين الدروز..

وهنا نصل إلى الموضوعين العلوي والمسيحي...
الموضوع العلوي، في الحقيقة لا يقل أهمية عن سابقيه، لا سيما أن العلويين السوريين أكثر عدداً من إخوتهم الدروز، ويشكّلون غالبية سكانية في المحافظتين الساحليتين الوحيدتين في سوريا، أي اللاذقية وطرطوس في منطقة الساحل (جبال العلويين).

ثم إنَّ هاتين المحافظتين ضمّتا، إبان حكم آل الأسد، القاعدة البحرية الروسية الحيوية في طرطوس، وقاعدة حميميم العسكرية الجويّة الروسية المهمة قرب مدينة جبلة التابعة لمحافظة اللاذقية. ومن ناحية أخرى، تشكّل وادي النضارة (وادي النصارى) ذات الكثافة السكانية المسيحية التُّخم الجنوبي لجبال العلويين. ومن هذه المنطقة نسبة عالية من السوريين المهاجرين إلى الولايات المتحدة، وبين هؤلاء ناشطون سياسيون ورجال أعمال بارزون ومؤثرون أصواتهم مسموعة في أروقة واشنطن...

كل هذا المشهد قد يساعد على فهم أسباب المتابعة – بل الرقابة – الدولية لتطوّرات الوضع السوري. بل لعله، يفسّر أيضاً القلق الكبير من تأخر تطبيق تدابير العدالة الانتقالية، وبناء المؤسسات، وتنظيم العلاقة مع الأقليات... سواء العرقية كالأكراد، أو الدينية كالمسيحيين، أو المذهبية كالعلويين والدروز والإسماعيليين.

الشرق الأوسط

مقالات مشابهة

  • المقاولون العرب بالمجموعة الأولى في كأس عاصمة مصر
  • لكل هذا لا تزال سوريا قيدَ المتابعة الدولية!
  • التشاؤم في شهر صفر.. ولماذا حذر النبي من أربعة أمور؟
  • لا يحك جلدكم إلا ظفركم يا أهل فلسطين
  • خبراء فلسطينيون: العمليات اليمنية تعيد رسم خارطة الصراع مع الكيان الإسرائيلي
  • لماذا سمي شهر صفر بهذا الاسم؟.. لـ7 أسباب اختفى منها 5
  • لماذا سمي شهر صفر الخير؟.. لـ10 أسباب ينبغي أن يعرفها كثيرون
  • حيت الخروج المليوني للشعب اليمني.. لجان المقاومة في فلسطين تبارك القصف اليمني على الكيان الصهيوني
  • صارخ يمني يدك عمق الكيان
  • شركات الطيران تواصل تمديد تعليق رحلاتها إلى مطارات الكيان