نموذج ذكاء اصطناعي قد يحدث ثورة في التنبؤ بالطقس
تاريخ النشر: 22nd, March 2025 GMT
الجديد برس|
طور فريق من العلماء من جامعة كامبريدج نموذجا جديدا للتنبؤ بالطقس يعتمد على الذكاء الاصطناعي ويتفوق على الأنظمة التقليدية المستخدمة حاليا بعشرات المرات، من حيث السرعة والكفاءة.
يعيد هذا النموذج، الذي يعرف باسم “طقس آردفارك”، صياغة أساليب التنبؤ الجوي، إذ يستبدل الحواسيب العملاقة والخبراء البشريين الذين تعتمد عليهم وكالات الأرصاد الجوية، بنظام ذكاء اصطناعي واحد يمكن تشغيله على جهاز كمبيوتر مكتبي عادي.
وبفضل هذه التقنية، تتحول عملية التنبؤ المعقدة التي تستغرق ساعات إلى ثوان معدودة فقط.
وأظهرت الاختبارات قدرة “آردفارك” على التفوق على نظام التنبؤ الوطني الأمريكي (GFS)، رغم استخدامه 10% فقط من بيانات الإدخال، ما دفع العلماء إلى وصفه بأنه “ثورة في التنبؤ بالطقس”.
ويتميز النموذج الجديد بتصميمه البسيط وإمكانية تشغيله على أجهزة الكمبيوتر العادية، ما يفتح الباب أمام استخدامه في مجموعة واسعة من المجالات. وتشمل تطبيقاته: توقعات دقيقة لسرعات الرياح في مزارع الرياح البحرية الأوروبية، وتنبؤات هطول الأمطار ودرجات الحرارة للمزارعين في البلدان النامية.
وقال الدكتور سكوت هوسكينغ، مدير العلوم والابتكار للبيئة والاستدامة في معهد آلان تورينغ: “من خلال تحويل التنبؤات الجوية من الحواسيب العملاقة إلى أجهزة الكمبيوتر المكتبية، يمكننا إضفاء طابع ديمقراطي على التنبؤات الجوية، ما يجعل هذه التقنيات القوية متاحة للدول النامية والمناطق التي تعاني من نقص البيانات حول العالم”.
وأوضحت آنا ألين، الباحثة في جامعة كامبريدج التي قادت الدراسة، أن “آردفارك” لا يمثل سوى البداية لما يمكن تحقيقه، قائلة: “يمكن تطبيق هذا النهج التعليمي الشامل بسهولة على مشكلات أخرى في التنبؤ بالطقس، مثل الأعاصير وحرائق الغابات والعواصف المدارية. وإلى جانب الطقس، تمتد تطبيقاته إلى مجالات أخرى مثل جودة الهواء وديناميكيات المحيطات والتنبؤ بالجليد البحري”.
المصدر: الجديد برس
إقرأ أيضاً:
لم يحدث من قبل.. أقصر يوم في التاريخ هذا الصيف
قد تسجل الأرض خلال الأسابيع المقبلة أقصر يوم في تاريخها، مع توقعات بدورانها حول محورها بسرعة غير مسبوقة.
أقصر يوم في التاريخ هذا الصيفويرجح الخبراء أن يحدث هذا في أحد الأيام التالية 9 يوليو، 22 يوليو، أو 5 أغسطس، متجاوزًا الرقم القياسي السابق لأقصر يوم تم تسجيله العام الماضي، وفقًا لِما أفاد به موقع timeanddate.com.
ويرتبط هذا التسارع الغريب جزئيا بحركة القمر المدارية، إذ تميل الأرض إلى زيادة سرعتها في الدوران عندما يتحرك القمر بعيدًا شمالًا أو جنوبًا عن خط الاستواء.
ومع أن هذه التغييرات طفيفة للغاية — لا تتجاوز أجزاء من الألف من الثانية — فإنها تُرصد بدقة باستخدام الساعات الذرية.
ومنذ عام 2020، لاحظ العلماء تسارعًا تدريجيًّا في دوران ، حيث سجلت أقصر أيامها في ذلك العام بانخفاض مقداره 1.05 مللي ثانية عن المعدل المعتاد.
وفي العام الماضي، تم كسر الرقم القياسي مجددا بفارق 1.66 مللي ثانية، والآن، قد يسجل عام 2025 رقمًا جديدًا.
الأسباب الدقيقة لتسارع دوران الأرضلا يعرف العلماء الأسباب الدقيقة لتسارع دوران الأرض، حيث تعتمد التغيرات في سرعة دوران كوكبنا على عوامل معقدة عديدة، منها الحركة المعقدة للنواة ، والمحيطات والغلاف الجوي.
يعتقد معظم العلماء أن السبب هو شيء ما داخل الأرض.
لا تفسر نماذج المحيطات والغلاف الجوي هذا التسارع الهائل.
حاليًا، يستغرق القمر حوالي 27 يوما لإتمام دورة واحدة حول الأرض، في الماضي، كانت سرعة دوران القمر حول الأرض متزامنة، ما يعني أن القمر سيكون مرئيًا من نصف الكوكب فقط في جميع الأوقات، مع ذلك، يتوقع الباحثون أن هذا لن يحدث قبل 50 مليار سنة.
الغموض يحيط بهذه الظاهرة، فالنماذج العلمية الحالية لا تقدم تفسيرًا شاملًا لها.
وبينما يُعزى بعض التغير إلى تأثير القمر، يعتقد كثير من العلماء أن الجواب الحقيقي قد يكمن في أعماق الكوكب تحديدا في التغيرات التي تطرأ على حركة النواة الأرضية أو التوزيع غير المتوازن للكتل داخل الأرض.
وصرح ليونيد زوتوف، خبير دوران الأرض من معهد موسكو للإلكترونيات والرياضيات: "لم يتوقع أحد هذا التسارع، لا يوجد تفسير واضح لهذا التسارع. معظم العلماء يعتقدون أن السبب يعود إلى عوامل داخل الأرض نفسها، حيث تفشل نماذج المحيطات والغلاف الجوي في تفسير هذا التسارع الكبير".
ويعزو بعض العلماء هذه الظاهرة الغريبة جزئيًّا إلى تحركات القمر المدارية، حيث تظهر البيانات أن القمر يمارس تأثيرًا معاكسًا على حركة الأرض.
هل يعمل القمر على إبطاء دوران الأرض؟فمنذ مليارات السنين، يعمل القمر على إبطاء دوران الأرض من خلال قوى المد والجزر، وفي الماضي، كان اليوم الأرضي لا يتجاوز 3-6 ساعات فقط، والآن يستمر القمر في الابتعاد عنا بمعدل 3.8 سنتيمتر سنويًّا؛ ما سيؤدي في المستقبل البعيد جدًّا إلى تزامن حركة الأرض مع القمر.
لكن كما يؤكد العلماء، لا داعي للقلق من هذه التغيرات، فالتسارع الحالي ضئيل جدًّا ولا يؤثر في حياتنا اليومية، كما أن التغيرات الكبيرة التي قد تحدث في حركة الأرض ستستغرق مليارات السنين، أي بعد زمن طويل من اختفاء الحياة عن كوكبنا.