زوكربيرج يقود تحولاً جذرياً في استراتيجية «ميتا» نحو نماذج ذكاء اصطناعي مغلقة
تاريخ النشر: 10th, December 2025 GMT
تشهد شركة «ميتا» المالكة لفيسبوك تحوّلاً جذرياً في استراتيجيتها للذكاء الاصطناعي بقيادة مارك زوكربيرج، الذي بات منخرطاً بشكل مباشر في العمل اليومي مع فريق جديد يُعد من أعلى فرق التكنولوجيا تكلفة في العالم.
ويتركز هذا التحول بحسب موقع «بلومبرج» حول تطوير نموذج ذكاء اصطناعي جديد يحمل الاسم الرمزي «أفوكادو»، المتوقع إطلاقه في ربيع العام المقبل كنموذج «مغلق» يمكن التحكم فيه وبيعه، في تراجع واضح عن نهج الانفتاح والأكواد المفتوحة الذي روّجت له الشركة سابقاً.
جاء هذا التحول بعد خيبة أمل كبيرة لدى الشركة وزوكربيرج من أداء النموذج المفتوح Llama 4، ما أدى إلى رحيل عدد من العاملين عليه، واستقطاب نخبة من الباحثين وقادة القطاع بعقود ضخمة، من بينهم ألكسندر وانج رئيس الذكاء الاصطناعي الجديد، الذي يدعم النماذج المغلقة.
ويعتمد «أفوكادو» على نماذج من شركات منافسة مثل جوجل، ونموذج «كوين» الصيني من شركة «علي بابا»، في مؤشر على تغيير واضح في موقف زوكربيرج تجاه التقنيات الصينية رغم تحذيراته السابقة من الرقابة الحكومية عليها.
مع التحول الجديد، طلبت قيادة Meta من الموظفين الحد من الحديث عن Llama والأدوات المفتوحة بينما تعيد الشركة تقييم جدوى الاستمرار في ذلك الاتجاه، كما غادر عالم الذكاء الاصطناعي الشهير يان ليكون الشركة بعد تقليص الموارد عن وحدته وتراجع دوره العام.
هيكلة داخلية وضغوط متزايدةشهدت شركة ميتا تخفيضات في إدارات الذكاء الاصطناعي، منها 600 وظيفة في أكتوبر، إضافة إلى مغادرة موظفين جدد بعد أسابيع من انضمامهم. وتم وقف العمل على النموذج اللاحق لـ Llama 4، الذي كان يحمل اسم Behemoth.
أبرز المنتجات الصادرة مؤخراً كان Vibes، وهو نموذج لإنتاج الفيديو استعجلت ميتا إطلاقه لمنافسة Sora 2 من OpenAI، لكنه لم يحقق صدى مماثلاً.
استثمارات ضخمة ومخاوف المستثمرينوتعتزم ميتا إنفاق 600 مليار دولار خلال 3 سنوات على بنية تحتية أمريكية معظمها مخصص للذكاء الاصطناعي، مع تخفيضات في الإنفاق على الميتافيرس لصالح نظارات وأجهزة ذكاء اصطناعي، لكن حجم الإنفاق أثار قلق المستثمرين خشية عدم تحقيق عائدات قريبة.
تركّز ميتا على تحقيق ما تسميه «الذكاء الفائق»، وهي أنظمة تتفوق على قدرات البشر لكن المصطلح أثار مخاوف بين الموظفين والمنظمين، خصوصاً في أوروبا، وأظهر بحث أجرته الشركة أن المصطلح يثير قلقاً واسعاً من قوة الذكاء الاصطناعي غير المنضبطة.
اقرأ أيضا
الإحصاء: الصادرات ترتفع 28.2% وتدفع لتراجع العجز التجاري إلى 3.3 مليار دولار
وزير الاستثمار: صادرات مصر من الغذاء والزراعة بلغت 11 مليار دولار خلال 2024
عاجل | سعر الذهب خلال تعاملات اليوم الأربعاء 10 ديسمبر 2025.. آخر تحديث
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: فيسبوك مارك زوكربيرج زوكربيرج رئيس الذكاء الاصطناعي الذکاء الاصطناعی
إقرأ أيضاً:
سموتريتش يقود مشروعا بنحو مليار دولار لمنع قيام دولة فلسطينية
كشفت صحيفة إسرائيلية عن خطة جديدة وضعها وزير المالية اليميني المتطرف بتسلئيل سموتريتش لتعزيز الاستيطان في الضفة الغربية المحتلة، في حين نُقل عن الوزير، إنه "يفتخر بقيادة تلغي فكرة تقسيم إسرائيل"، في إشارة إلى رفضه حل الدولتين الذي تتبناه الأمم المتحدة بغالبية أعضائها.
وقالت صحيفة يديعوت أحرونوت، إن سموتريتش خصص نحو 2.7 مليار شيكل (840 مليون دولار) لتعزيز البنية التحتية وإنشاء مستوطنات جديدة في الضفة الغربية خلال السنوات الخمس المقبلة.
وأوضحت الصحيفة أن 1.1 مليار شيكل ستخصص لإنشاء 17 مستوطنة جديدة، منها معلوت حلحول، شا-نور، وجبل عيبال. كما خصصت 338 مليون شيكل لمستوطنات قائمة.
وتتضمن الخطة نقل قواعد عسكرية إلى شمال الضفة لتعزيز الاحتلال، وإنشاء وحدة طابو لتنظيم سجلات الأراضي، واستثمارات إضافية في الأمن.
واعتبرت الصحيفة أن هذه الخطوة تمثل أجندة استيطانية طويلة الأمد تهدف إلى منع إقامة دولة فلسطينية، وتوفير دعم سياسي داخلي لليمين الإسرائيلي.
في الوقت نفسه، نقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن سموتريتش "إن الضفة الغربية هي حزام أمننا"، مؤكدا أنه يفتخر بقيادة تلغي فكرة تقسيم إسرائيل وإقامة دولة إرهابية، على حد تعبيره.
وقال الخبير في شؤون الاستيطان خليل التفكجي للجزيرة نت، إن تخصيص هذه الأموال لتوسيع المستوطنات القائمة وإقامة مستوطنات جديدة يؤكد أن إسرائيل تسعى إلى فرض واقع جديد على الأرض.
وأضاف أن المشروع يشمل إقامة مستوطنات فوق المدن والقرى الفلسطينية، كما في منطقة عيبال قرب نابلس ومنطقة حلحول في الخليل، مع تطوير البنية التحتية لتسهيل حركة المستوطنين من داخل إسرائيل إلى الضفة.
وأشار التفكجي إلى أن تسجيل الأراضي ونقل الملكيات إلى إسرائيل جزء من رؤية شاملة للسيطرة على الضفة الغربية، وأن نقل القواعد العسكرية يسهل حركة المستوطنين ويجعل إقامة دولة فلسطينية شبه مستحيل، خاصة في مناطق الأغوار والقرى المحيطة.
إعلانوأكد أن هذه الإجراءات تجعل الفلسطينيين يعيشون في معازل، تتحكم إسرائيل في الحركة بينها، كما يستطيع المستوطنون التنقل بحرية.
دوافع أيديولوجية
من جانبه، قال الخبير في الشؤون الإسرائيلية مهند مصطفى للجزيرة نت، إن تصريحات سموتريتش تأتي في سياق الضغط على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لمنعه من أي خطوة نحو إقامة دولة فلسطينية، حتى لو كانت شكلية.
وأوضح أن دوافع سموتريتش "أيديولوجية ودينية بحتة"، وتفسير المشروع بالدافع الأمني مجرد تغطية للهدف السياسي.
وأضاف أن الرسالة الحقيقية موجهة إلى نتنياهو ومفادها، أنه لن يقبل قيادة توافق على حل الدولتين، خاصة مع قرب لقاء نتنياهو بالرئيس الأميركي دونالد ترامب، الذي تضمنت خطته بشأن غزة إشارات إلى الدولة الفلسطينية.
وأكد مصطفى أن سموتريتش يتفاخر بأن عمله في الضفة سيمنع إقامة دولة فلسطينية، وهو ما يعكس مسعى اليمين الإسرائيلي لمنع أي دولة فلسطينية على الأرض.
من ناحية أخرى، أدانت وزارة الخارجية الأردنية بأشد العبارات تصريحات سموتريتش بشأن رفضه إقامة الدولة الفلسطينية.
وأكد الناطق باسم الوزارة فؤاد المجالي "رفض المملكة المطلق وإدانتها الشديدة لمواصلة الحكومة الإسرائيلية خططها الاستيطانية في الضفة الغربية المحتلة وتصريحات مسؤوليها المرفوضة التي تعد تكريسا للاحتلال والتوسع الاستيطاني".
وأضاف أن هذه الأفعال تعد "انتهاكا للقانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية وخصوصا قرار مجلس الأمن الدولي 2334 الذي يدين جميع الإجراءات الإسرائيلية الرامية إلى تغيير التكوين الديموغرافي وطابع وضع الأرض الفلسطينية المحتلة منذ عام 1967".
ووفق تقارير فلسطينية، فإن عدد المستوطنين في الضفة بلغ نهاية عام 2024 نحو 770 ألفا، موزعين على 180 مستوطنة و256 بؤرة استيطانية، منها 138 بؤرة تصنف على أنها رعوية وزراعية.