محادثات في جدة حول أوكرانيا وترامب: أنا الوحيد القادر على إيقاف بوتين
تاريخ النشر: 23rd, March 2025 GMT
ينتظر أن تنطلق اليوم الأحد في مدينة جدة السعودية محادثات تهدف للتوصل إلى هدنة في أوكرانيا، وفي حين تبادلت موسكو وكييف المزيد من الضربات، قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب إنه الوحيد القادر على إيقاف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
وتعقد محادثات جدة بوساطة أميركية في حضور وفد أوكراني وآخر روسي، ومن المقرر أن يلتقي الوفد الأوكراني مع الوسطاء الأميركيين أولا، على أن يلتقيهم الوفد الروسي غدا الاثنين.
وفي تصريحات لقناة زفيزدا التابعة لوزارة الدفاع الروسية، قال المفاوض الروسي غريغوري كاراسين إنه يأمل تحقيق بعض التقدم خلال المحادثات.
وأضاف كاراسين، وهو دبلوماسي سابق وعضو بمجلس الاتحاد الروسي، أنه وزميله مستشار جهاز الأمن الفدرالي الروسي سيرغي بيسيدا يتعاملان مع اجتماعات جدة بإيجابية، مشيرا إلى أن الوفد الروسي سيتوجه إلى السعودية اليوم الأحد على أن يعود بعد غد الثلاثاء.
يشار إلى أن المفاوضين الروسيين من خارج مؤسسات صنع القرار الدبلوماسي وبينها الكرملين ووزارة الخارجية.
وكانت واشنطن عرضت مؤخرا وقفا لإطلاق النار لمدة 30 يوما، وفي حين أبدت كييف موافقتها، رفضت موسكو الوقف الكامل وغير المشروط لإطلاق النار وعرضت بدلا عن ذلك وقف الضربات الجوية على منشآت الطاقة.
وكان الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أعلن أمس أنه مستعد لمحادثات جدة، بينما قال مسؤول أوكراني لوكالة الصحافة الفرنسية إن كييف تأمل التوصل على الأقل إلى وقف الضربات على منشآت الطاقة والبنى التحتية والمرافق في البحر الأسود من كلا الطرفين.
إيقاف بوتين
وقبل ساعات من بدء محادث جدة، قال الرئيس الأميركي دونالد ترمب إنه "لا أحد في العالم سيتمكن من إيقاف بوتين إلا أنا".
وأضاف ترامب في منشور على شبكته تروث سوشيال أن علاقته جيدة بالرئيسيين الروسي والأوكراني، فلاديمير بوتين وفولويمير زيلينسكي.
كما قال إنه يعرف بوتين بشكل جيد جدا، مضيفا أن "من المدهش أننا لم ننخرط في مواجهات كبرى بسبب المزاعم المضللة بشأن روسيا".
كما وصف الرئيس الأميركي النقاشات مع روسيا بشأن أوكرانيا بالعقلانية للغاية، مكررا رغبته في وقف القتال وإنهاء الخسائر البشرية في الحرب المستمرة منذ أواخر فبراير/شباط 2022.
وفي الجانب الآخر، قال الكرملين اليوم إن المكالمة الهاتفية التي جرت قبل أيام بين بوتين وترامب خطوة أخرى نحو لقاء شخصي بينهما، مضيفا أن أجواء المحادثة الهاتفية كانت مليئة بالثقة والصراحة البناءة.
وتابع الكرملين أنه لا يستبعد احتمال وجود اتصالات أخرى بين الرئيسين في الأشهر الأخيرة إلى جانب تلك المعلن عنها رسميا، مشيرا إلى أنهما سيتحدثان بالتفصيل عن آفاق لقائهما عندما يكون هناك تقدم ملموس في العمل التحضيري.
في غضون ذلك، نقل موقع بلومبيرغ عن مصادر أن واشنطن تسعى للتوصل لهدنة بين موسكو وكييف بحلول 20 أبريل/نيسان، لكنه أشار إلى أن التوقيت قد يتغير لوجود فجوات.
وأضاف الموقع أن روسيا حددت مطالب متشددة لأي اتفاق تشمل وقف إمداد أوكرانيا بالأسلحة وهو ما ترفضه كييف.
كما نقلت بلومبيرغ عن مصادر أن البيت الأبيض أوقف مؤقتا شحنات أسلحة حيوية للضغط على أوكرانيا لحملها على المشاركة في محادثات سلام مع روسيا.
قتلى وضربات متبادلة
ميدانيا، تبادلت أوكرانيا وروسيا هجمات جديدة بالمسيّرات، بينما تواصلت الاشتباكات بين قوات البلدين في عدة محاور.
فقد أعلنت القوات الجوية الأوكرانية إسقاط 97 مسيرة روسية من بين 147 استهدفت مناطق أوكرانية عدة الليلة الماضية.
وأكدت السلطات الأوكرانية مقتل 3 أشخاص، بينهم طفل، وإصابة 10 آخرين في الهجمات الروسية على المدينة.
وقال الرئيس الأوكراني إن روسيا شنت الليلة الماضية هجوما على أوكرانيا مستخدمة ما يقرب من 150 مسيرة هجومية، مضيفا أن الجيش الروسي استخدم هذا الأسبوع أكثر من 1580 قنبلة ونحو 1100 مسيرة و15 صاروخا.
ودعا زيلينسكي إلى ضغط أكبر على روسيا يشمل تشديد العقوبات ويؤدي إلى وقف الحرب، وطالب بتعزيز قدرات بلاده العسكرية بمزيد من أنظمة الدفاع الجوي ومساعدات حقيقية.
من جانبه، قال وزير الخارجية الأوكراني أندريه سيبيغا إن ما سماه "إرهاب" روسيا ضد المدنيين يتناقض مع تصريحاتها عن السلام ويقوض جهود واشنطن وشركاء آخرين.
في المقابل، أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن دفاعاتها الجوية أسقطت 224 مسيرة أوكرانية أمس، وأكدت أن قواتها سيطرت على بلدة سريبنويه في مقاطعة دونيتسك شرقي أوكرانيا.
وفي تطورات ميدانية أخرى، قالت السلطات الأوكرانية إن قتلى وجرحى سقطوا في ضربات روسية استهدفت دونيتسك وزاباروجيا (جنوب شرق).
ووسط المعارك المستمرة بعدة محاور، تفقد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي قواته التي تدافع عن مدينة بوكروفسك المحاصرة في دونيتسك، والتي تحاول القوات الروسية منذ أشهر تطويقها والسيطرة عليها.
المصدر: الموقع بوست
كلمات دلالية: إلى أن
إقرأ أيضاً:
إيكونوميست: تودد ترامب إلى بوتين لن يوقف حرب أوكرانيا
في تعليقها على المكالمة الهاتفية التي استمرت ساعتين أمس الاثنين بين زعيمي الولايات المتحدة وروسيا، قالت مجلة إيكونوميست إن الرئيس الأميركي دونالد ترامب لم يوجه أي إنذار نهائي إلى نظيره فلاديمير بوتين، بل اقترح بدلا من ذلك إجراء مزيد من محادثات السلام.
واعتبرت المجلة البريطانية أن ذلك يصب في صالح روسيا، التي يصر رئيسها بوتين على ضرورة الاتفاق أولا على شروط التسوية السلمية قبل أن تصمت المدافع، في وقت تحرز فيه قواته تقدما على الأرض. وزادت أن بوتين يريد استسلام أوكرانيا، سواء في ساحة المعركة أو على طاولة المفاوضات.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2باحث أميركي: الهيمنة على العالم مستقبلا لبكين ولا عزاء لواشنطنlist 2 of 2صحف عالمية: مجاعة غزة تفضح الحسابات الإسرائيلية والأميركيةend of listوعلى النقيض، تريد أوكرانيا، التي تحظى بدعم القادة الأوروبيين، وقفا فوريا وغير مشروط لإطلاق النار لمدة 30 يوما، تليها محادثات حول تسوية دائمة للصراع.
استرضاء بوتينغير أن ترامب لا يرى الأمر على ذلك النحو، فقد وصف المكالمة الهاتفية مع بوتين بالممتازة، وذلك-في تعليق له على منصة "تروث سوشيال" الخاصة به على وسائل التواصل الاجتماعي، يوم الاثنين، أكد فيه أن "روسيا وأوكرانيا ستبدآن على الفور مفاوضات من أجل وقف إطلاق النار، والأهم من ذلك، إنهاء الحرب".
وتفيد إيكونوميست أن الرئيس الروسي بدا راضيا، حيث أشار إلى أن الأمور "تسير على الطريق الصحيح بشكل عام"، وأن روسيا مستعدة للعمل على "مذكرة بشأن معاهدة سلام مستقبلية محتملة تحدد عددا من المواقف".
إعلانوتميل المجلة إلى الاعتقاد بأن المواقف التي يعنيها بوتين تشمل مطالبته أوكرانيا بتسليم الأراضي التي لا تزال تحتفظ بها في 4 مقاطعات غزتها روسيا وتطالب بها.
زيلينسكي يرفضوقد رفض الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي تلك المطالب، وشدد -في منشور على منصة (إكس)- على ضرورة فرض عقوبات أقسى على موسكو إذا لم تكن على استعداد لوقف عمليات القتال، مبررا ذلك بأن الضغط على روسيا سيدفعها نحو سلام حقيقي.
ووصفت المجلة البريطانية المنشور بأنه مدروس ويدل على رغبة زيلينسكي في كسب رضا ترامب عقب خلافهما في المكتب البيضاوي بواشنطن في فبراير/شباط الماضي.
ومضت إلى القول إن ترامب ظل يتساءل، في الأسابيع الأخيرة، عما إذا كان بوتين يستغله باستمرار، إلا أنها تزعم أن الرئيس الأميركي هو من ينصت إلى كل من يريده أن يكون صارما.
متردد بين ثلاث خياراتوذكرت في تحليلها أن ترامب "المفتون بالرئيس الروسي" ظل مترددا بين 3 خيارات: إما أن يتودد أكثر له، أو أن يستسلم، أو أن يتحول إلى عدائه.
وأضافت أن الرئيس الأميركي ربما يقرر مقابلة بوتين شخصيا للوصول إلى نتيجة، مشيرة إلى أنه في قراءته لتطورات المشهد، لعب ترامب على وتر الفوائد الاقتصادية للتجارة مع أميركا إذا انتهت الحرب.
قد يبدو ترامب في نهاية المطاف -برأي إيكونوميست- ضعيفا وأحمق، وأن المحادثات التي لا نهاية لها تمنح روسيا الوقت لتحقيق المزيد من المكاسب في ساحة القتال.
التخلي عن الوساطةومع ذلك، يساور الإدارة الأميركية قلق متزايد من أن تؤدي الدبلوماسية غير المثمرة الى تحويل الحرب التي أطلق عليها ترامب يوما بأنها "حرب جو بايدن" إلى فشل ترامب، وهو ما جعل البعض يتحدث عن خيار آخر وهو التخلي عن جهود الوساطة برمتها.
بيد أن المجلة ترى أن التخلي عن الوساطة بسبب خيبة الأمل تجاه روسيا، قد يكون له تأثير عكسي؛ إذ أن ذلك سيحرم أوكرانيا مما تبقى من دعم دبلوماسي أميركي.
إعلانوتختتم تحليلها بالقول إن ترامب، الذي يصف الحرب الأوكرانية بأنها مذبحة، لا يدرك أن تودده إلى بوتين لن يوقفها.