من شارع تحت الربع، الذي أصبح يُعرف الآن بشارع أحمد ماهر باشا، يستعرض حسن أبو خشبة، صانع الكنافة والقطايف منذ أكثر من 120 عامًا، سر الصنعة وما آلت إليه سنوات عدة من التعب والشقى إليه ولأسرته.

حلقة جديدة من «ساعة الفطار» مع عمال نظافة بالمقطم.. وجبة على الرصيفساعة الفطار.. لقاء خاص مع أبطال الطوارئ في مستشفى العاصمة الإدارية

يقول حسن أبو خشبة في لقاء خاص مع هاني النحاس مقدم برنامج «ساعة الفطار»، والمذاع على قناة صدى البلد: طعم الكنافة الخاصة بنا فريدًا من نوعه أبا عن جد، حيث كان مفضلًا للملوك والمشاهير، من الملك فاروق إلى الرئيس جمال عبد الناصر، مرورًا بكبار الفنانين مثل محرم فؤاد وشفيق جلال.

وواصل حسن أبو خشبة: «المحل بدأ تحت اسم كنفاني الملك نظرًا لحب الملك فاروق لمنتجنا، وبعد ثورة 1952، تغيّر الاسم إلى كنفاني الجمهورية بعدما أصبح الرئيس عبد الناصر أيضًا من زبائنه المخلصين».

وأوضح حسن أبو خشبة أن سر تميز الكنافة لديهم هو طريقة تحضيرها الخاصة، حيث كانوا يصنعونها بالحليب البودرة بدلًا من الماء والدقيق، مما أكسبها نكهة فريدة جعلت كبار الشخصيات يُفضّلونها.

كما أشار إلى أن المحل بدأ بإعداد الكنافة على الفحم، ثم تطور إلى استخدام الخشب، فالغاز، وأخيرًا الآلات الحديثة لتلبية الإقبال الكبير من الزبائن.

ورغم التطور الذي طرأ على صناعة الكنافة بإدخال نكهات جديدة مثل المانجو والشوكولاتة والأناناس، فإن المحل لا يزال يحافظ على وصفته التقليدية، التي توارثها عبر أربعة أجيال.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: أبو خشبة الكنافة الكنافة والقطايف ساعة الفطار المزيد

إقرأ أيضاً:

انتشار البرباشة في شوارع تونس يعكس الأزمة الاقتصادية في البلاد

يزداد عدد "نبّاشي القمامة" أو "البرباشة" باللهجة العامية في تونس، والذين يجوبون الشوارع بلا كلل في القيض والبرد بحثا عن أي قارورة بلاستيكية، مما يشكل انعكاسا للأزمة الاقتصادية وأزمة الهجرة.

يضع حمزة الجباري منشفة على رأسه تقيه أشعة الشمس الحارقة، ويثبت كيسين مليئين بالقوارير البلاستيكية على ميزان في نقطة تجميع في حي البحر الأزرق الشعبي في الضاحية الشمالية للعاصمة تونس.

كان قد جاب منذ الرابعة صباحا، شوارع عدة قبل أن يقوم عمّال النظافة بتفريغ حاويات القمامة.ويقول الرجل الأربعيني الذي يعيش من جمع البلاستيك منذ خمس سنوات "هذا هو العمل الأكثر توفرا في تونس في غياب فرص العمل".



لكن هذا العمل مرهق جدّا فيما يُباع الكيلوغرام الواحد من القوارير البلاستيكية الموجهة لإعادة التدوير ما بين 500 و700 مليم (16 إلى 23 سنتا).

ولذلك فهو في سباق لا ينتهي مع الزمن والمكان لملء أكبر عدد ممكن من الأكياس للحصول على بضعة دنانير لتوفير قوته اليومي.

انتشرت في تونس خلال السنوات الأخيرة مهنة جمع المواد البلاستيكية وبيعها للتدوير. فبات من المألوف رؤية نساء يبحثن عن القوارير المستعملة على جوانب الطرق، أو رجال يحمّلون أكواما من الأكياس على دراجاتهم النارية يجوبون الشوارع ويقفون عند كل ركن تلقى فيه القمامة للبحث فيها.

"عمل إضافي"

تؤكد منظمات غير حكومية محلية أنه من الصعب تحديد عدد "البرباشة"، إذ إن نشاطهم غير منظم قانونا.

لكن وفق حمزة الشاووش، رئيس الغرفة الوطنية لمجمعي النفايات البلاستيكية، التابعة لمنظمة التجارة والصناعة، فإن هناك 25 ألف "برباش" في تونس ينشط 40% منهم في العاصمة.يقول الجباري إن "الجميع أصبحوا برباشة!".

ويوضح الشاوش الذي يدير أيضا مركز تجميع للمواد البلاستيكية في ضاحية تونس الجنوبية، أن "عددهم ازداد في السنوات الأخيرة بسبب غلاء المعيشة".

ويلفت إلى تحول في القطاع الذي كان "من ينشطون فيه بالأساس أشخاصا بلا دخل" لكن "منذ نحو سنتين، بدأ عمال ومتقاعدون وخادمات في المنازل في ممارسة هذا النشاط كعمل إضافي".

في العام 2024، تجاوزت نسبة الفقر في تونس 16%، بحسب الأرقام الرسمية.وما تزال الأزمة الاقتصادية تلقي بثقلها في تونس مع نسبة بطالة تناهز 16% ونسبة تضخم تقارب 5,4% في العام 2025.

ومنذ العام الفائت، بدأ عدد كبير من المهاجرين غير النظاميين من دول إفريقيا جنوب الصحراء أيضا بجمع القوارير البلاستيكية وبيعها لتحصيل رزقهم.يعيش معظم هؤلاء المهاجرين في فقر مدقع.




وقد عبروا دولا كثيرة بهدف واحد هو الوصول إلى أوروبا عبر البحر، لكنهم وجدوا أنفسهم محاصرين في تونس التي شدّدت الرقابة على السواحل بعد إبرامها اتفاقا بهذا الخصوص مع الاتحاد الأوروبي.

"منافسة"

يقول المهاجر الغيني عبد القدوس إنه صار "برباشا" لكي يتمكن من العودة إلى بلده.ويعمل الشاب البالغ 24 عاما منذ شهرين في محطة لتنظيف السيارات ولكنه يحتاج إلى تكملة لراتبه المتدني.

يساعد جمع النفايات القابلة لإعادة التدوير الشاب الذي حاول مرتين عبور البحر إلى أوروبا بشكل كبير في حياته ويمكنه من دفع الإيجار وشراء أغراض مثل الأدوية.يقول عبد القدوس لفرانس برس متنهدا بعمق "الحياة هنا ليست سهلة".

اضطر الشاب إلى مغادرة مدينة صفاقس الساحلية الكبيرة في الوسط الشرقي إلى العاصمة تونس بعد أن تلقى "الكثير من التهديدات".

وقد شهدت بلدات قريبة من صفاقس تفكيك عدة مخيمات غير منظمة للمهاجرين هذا العام.في العام 2023، تفاقمت أزمة المهاجرين بعدما اعتبر الرئيس قيس سعيّد أن "جحافل المهاجرين من جنوب الصحراء" تهدد "التركيبة الديموغرافية" لتونس.

وانتشرت بعد ذلك على وسائل التواصل الاجتماعي خطابات حادة وعدائية ضد المهاجرين.ألقت هذه التوترات بظلالها على قطاع جمع القوارير البلاستيكية.

ويقول حمزة الجباري "هناك منافسة قويّة في هذا العمل"، في إشارة إلى المهاجرين.

ويضيف "هؤلاء الناس جعلوا حياتنا أكثر صعوبة... لم أعد أستطيع جمع ما يكفي من البلاستيك بسببهم".




ويذهب الشاوش أبعد من ذلك، فمركز التجميع الذي يشرف عليه "لا يقبل الأفارقة من جنوب الصحراء" ويمنح "الأولوية للتونسيين".

في المقابل، يؤكد عبد الله عمري وهو صاحب مركز تجميع في البحر الأزرق على أنه "يقبل الجميع".ويضيف الرجل البالغ 79 عاما "من يقوم بهذا العمل هم بحاجة" سواء "كانوا تونسيين أو من جنوب الصحراء أو غيرهم".

ويختم بفخر "نحن ننظّف البلاد ونوفر لقمة العيش للعائلات".

مقالات مشابهة

  • انتشار البرباشة في شوارع تونس يعكس الأزمة الاقتصادية في البلاد
  • ضمن جرش الـ39 “أنا كارمن” عندما تتحول خشبة مسرح المونودراما إلى مرآة نسوية صادقة
  • اقتحام ديوان المحافظة بحضرموت ومظاهرات غاضبة في شوارع المكلا (صور)
  • عبد الله: بدأت بيع العسل منذ الطفولة والمحل عمره يزيد عن 55 عامًا..فيديو
  • تأجيل استئناف المتهم بقتل مالك مقهى أسوان على حكم إعدامه لـ 12 أغسطس
  • جمال عاشور يكتب: من خشبة الأوبرا إلى قلب الناس
  • القبض على سائق «توك توك» تحرش بسيدة في أحد شوارع القاهرة
  • ورث المهنة عن والده.. بائع عسل يروي قصة 55 عاما من العمل
  • في شوارع بورتسودان.. البرهان يقف على مبادرة إنسانية عظيمة
  • سميرة عبد العزيز : لم أعتزل الفن .. وأتمنى الموت على خشبة المسرح | خاص