سواليف:
2025-05-22@09:21:27 GMT

قيم إسلامية: العدالة المجتمعية

تاريخ النشر: 24th, March 2025 GMT

#قيم_إسلامية: #العدالة_المجتمعية

بقلم : د. #هاشم_غرايبه

مقال الاثنين: 24 / 3 / 2025
كعادة الغرب دائما في إرجاع أصول الحضارة الإنسانية لهم، يدعون أن الإغريق هم أول من بحث في صلاح المجتمعات واقترحوا لذلك حلولا، لكن الحقيقة أنهم سبقهم فلاسفة بلاد ما بين الرافدين، مثل “أبيقار” الذي يعتقد أنه لقمان الحكيم الذي ورد ذكره في القرآن الكريم، ووضعوا قواعد تنظم علاقات الأفراد في المجتمع.


لم تتوقف الى اليوم محاولات البشر لتصور المجتمع العادل، فما تصوره المعلم الأول “أرسطو” والمعلم الثاني “الفارابي” في تكوين المدينة الفاضلة، لم تكن مجرد مثاليات أو أحلام، بل هي أفكار ممكنة التطبيق، لكن تحتاج الى ظروف معيارية في اختيار الحكم الذي يطبق تلك المعايير بعدالة.
لما كانت النوازع الأنانية والميل الى الإستئثار هي من طباع النفس البشرية، فقد كان من الصعب الإعتماد على صلاحية هذه النفس في التحكيم بالخلافات بين أفراد المجتمع حول الحقوق والواجبات، بل لا بد من تشريع واضح وحازم يتم الإحتكام إليه بدل تحكيم الرأي الشخصي، بمعنى يجب أن يكون هنالك مرجعية نزيهة ثابتة، هي فوق كل الآراء، وهي أبعد ما يمكن عن التحيز والهوى.
لا ينطبق هذا التخصيص إلا على حالة واحدة محددة، وهي أن يكون صادرا عن الإله الخالق الحكيم العليم بدقائق مصالح البشر وخفايا دوافعهم، وتفصيل ذلك الأمر مبين في كتاب لا يطاله التحريف ولا التزوير، هو القرآن الكريم.
لدواعي الموضوعية سوف نضع المنهجين: الإجتهاد البشري والتشريع الإلهي أمامنا للمقارنة.
آخر ما توصلت له البشرية بالتجريب هي قيم الليبرالية الحديثة، وهي التي تحكم كل مناحي الحياة الآن وفي جميع المجتمعات بلا استثناء، وتتلخص بتقديس حرية الفرد ضمن إطار يحدده قانون، إذن فالحرية هنا مقيدة بضوابط يحددها نظام الحكم الذي يملك السلطة رغم أنه يكتسبها من نظام انتخابي يمتثل لرأي الأغلبية.
وهكذا فمصدر التتشريعات هو هذه الأغلبية التي يتبين بالتحليل الدقيق أنها تمثل 13 % من المجتمع فقط، بمعنى أن رأي هؤلاء هو الذي يحدد القوانين الحاكمة للجميع، والتي يفترض بها أن تمنع طغيان هذه الحرية على حقوق الآخرين، لكن بالتطبيق تبين أن تأثير مالكي الثروات على أصحاب النفوذ (السلطة) أقوى بكثير من رأي الأفراد، لذلك فإن التشريعات تغلّب مصالح هؤلاء مما يُخلُّ بالعدالة المجتمعية بشكل خطير.
التشريعات الإلهية (الدين)، جاءت مكتملة غير خاضعة لهوى أو مصلحة فئة بشرية، فهي تراعي مصالح كافة فئات المجتمع ، وتقوم مبادئها على ثلاثة ركائز: التحرر الوجداني المطلق، والمساواة الإنسانية الكاملة، والتكافل الإجتماعي الوثيق، وكل عنصر مبني على الآخر.
فالعبودية لله وحده تعني تحرير الإنسان من عبوديته لغير الله، فبذلك تتحقق المساواة بين البشر لأن إرادة الله تحكم الجميع على السواء، ومقياس التفاضل الوحيد في الإرتقاء في منزلة القرب من الله هو تقواه، والذي يتمثل بعمل الخير والإحسان الى الآخرين والإبتعاد عن ظلمهم، فتغدو اللحمة الإجتماعية بين البشر على اختلافاتهم قوية والأخوة بينهم متغلبة على العداء.
أما اختيار نظام الحكم الذي يضمن عدالة تطبيق التشريعات، فضوابطه الأساسية: الأهلية والحكمة والتمكن المعرفي، أما طبيعته فاختيارها متاح للمواطنين حسب اجتهادهم وتطور خبراتهم، وكذلك الأمر في تسمية الحاكم والهيئة الحاكمة، لكن لا خيار لهم في الخروج على المبادئ الشرعية الأساسية، والتي تكفل ضمان حقوق الجميع في الحياة الكريمة الحرة الخالية من الإكراه أو القسر ضمن مبدئين:
المبدأ الأول يتمثل بحفظ الحقوق لجميع الناس وليس فقط لمواطني الدولة، لذلك فهو يتفوق على تشريعات الليبرالية التي تميز بين المواطن والغير: “إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤدُّواْ الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُم بَيْنَ النَّاسِ أَن تَحْكُمُواْ بِالْعَدْلِ” [النساء:58].
الثاني: تحقيق العدالة بغض النظر عن المكانة وحالة العداوة وخطورة الجرم: “وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا” [المائدة:8]، وهذا المبدأ مهم لتحقيق السلم المجتمعي وطمأنة المتعدى إلى حصوله على حقه القضائي بعدالة وبلا تحيز مسبق، وأقرب مثال على ذلك قوانين مكافحة الإرهاب التي سنتها الأنظمة الليبرالية التي تدعي التزامها بحقوق الإنسان، ففيها تحيز سافر ضد المنتمين للإسلام وتعدٍّ صارخٍ على كل حقوق من يتهمونه بالإرهاب، فيما لا يطبق ذلك على عتاة المجرمين والسفاحين، رغم أن بعضهم يمثل خطرا أعظم كثيرا على مجتمعهم من شخص يتعاطف مع من يرفض احتلال بلده.
ومع أنه لا يجوز أصلا أن نقارن بين العدالة الإلهية والعدالة البشرية، لكن ما أوردته كان بدافع الموضوعية.
فهل يتبقى شك في أن الإسلام هو خير ما يحقق العدالة الإجتماعية للبشر!؟.

مقالات ذات صلة اللاءات العسكرية الأميركية الاسرائيلية…وتشابه الردود الحمساوية الايرانية عليها..؟ 2025/03/24

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: قيم إسلامية العدالة المجتمعية هاشم غرايبه

إقرأ أيضاً:

فرصة مهدرة تثبت أن صلاح من البشر



لندن(د ب أ)

أخبار ذات صلة برايتون يجدد آماله الأوروبية بالفوز على ليفربول «صلاح 300».. «الأفريقي الرابع» في الدوري الإنجليزي

قال آرني سلوت، المدير الفني لفريق ليفربول الإنجليزي، إن النجم الدولي المصري محمد صلاح، أثبت أنه «من البشر»، بعد إهداره فرصة محققة، خلال خسارة الفريق 2/ 3 أمام مضيفه برايتون، ضمن منافسات المرحلة الـ37 لبطولة الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم. وبينما كان ليفربول متقدماً 2/ 1 في النتيجة على برايتون، سنحت لصلاح، فرصة ذهبية لتسجيل هدفه رقم الـ29 في مسيرته بالدوري الإنجليزي الممتاز هذا الموسم، في مباراته رقم 400 مع الفريق الأحمر بمختلف المسابقات. وفاجأ صلاح، الذي كان على بعد خطوات قليلة للغاية أمام المرمى مباشرة، الجميع بعدما سدد الكرة بعيدة عن المرمى في الدقيقة 54، ليأتي عقاب برايتون، الذي أحرز هدفين بوساطة لاعبيه البديلين كاورو ميتوما، وجاك هينشلوود في الدقائق الأخيرة من عمر اللقاء. ولم تؤثر النتيجة في تتويج ليفربول بلقبه الـ20 في بطولة الدوري الإنجليزي هذا الموسم، حيث يتربع على قمة الترتيب برصيد 83 نقطة، قبل خوض المرحلة الختامية للمسابقة العريقة، لكنه حصد نقطة وحيدة فقط من لقاءاته الثلاثة الأخيرة بالبطولة، وتحديداً منذ حسمه اللقب في 27 أبريل الماضي. وصرح سلوت: «أول ما خطر ببالي عندما رأيت الكرة تتجه نحو صلاح، قلت لنفسي إنها فرصة مؤكدة، ربما تسفر عن هدف، لأن هذا ما يفعله مو عادة». وأضاف المدرب الهولندي: «صلاح طوال هذا الموسم يكاد لا يكون من البشر. ولكن كانت هناك لحظات هذا الموسم أثبت فيها أنه من البشر، لذا فهي ليست المرة الأولى التي لا يسجل فيها لمباراة أو مباراتين متتاليتين». وواصل سلوت حديثه، الذي نقلته وكالة الأنباء البريطانية «بي أيه ميديا»: «لكن الأمر الجيد بالنسبة لنا هو أن هذا نادراً ما يحدث، وإذا حدث، فكن على يقين من أنه سيسجل في المباراة الثالثة أو الرابعة». يذكر أن صلاح، الذي بات رابع لاعب أفريقي يصل إلى المباراة رقم 300 له في بطولة الدوري الإنجليزي، صام عن التسجيل للمباراة الثالثة على التوالي مع ليفربول. وصام (الفرعون المصري) عن هز الشباك منذ هدفه الأخير خلال فوز ليفربول 5/ 1 على ضيفه توتنهام هوتسبير، لكنه لا يزال يتربع على قمة ترتيب هدافي البطولة هذا الموسم برصيد 28 هدفاً، بفارق 5 أهداف أمام أقرب ملاحقيه السويدي ألكسندر إيزاك، مهاجم نيوكاسل يونايتد.

مقالات مشابهة

  • إنذار صحي في بريطانيا بعد اكتشاف فيروس قاتل في البعوض
  • هشام بلاوي في حفل التنصيب: المجتمع تواق إلى العدالة وسأجعل النيابة العامة صوتاً للضحايا والمظلومين
  • لجنة وزارية عربية إسلامية تطالب برفع الحصار عن غزة ووقف العدوان
  • وزير الدفاع اللواء المهندس مرهف أبو قصرة في تغريدة عبر X: تلقى الشعب السوري اليوم قرار الاتحاد الأوروبي برفع العقوبات المفروضة على سوريا، وإننا نثمن هذه الخطوة التي تعكس توجهاً إيجابياً يصب في مصلحة سوريا وشعبها، الذي يستحق السلام والازدهار، كما نتوجه بال
  • لقاء يؤكد أهمية الشراكة المجتمعية في توجيه التنمية
  • «إسلامية دبي» و«دبي للمستقبل» تنظمان برنامج «100 مصمم مستقبلي»
  • فرصة مهدرة تثبت أن صلاح من البشر
  • «إسلامية دبي» تؤهل موظفات الحكومة للحج
  • داعية إسلامية توضح أنواع وشروط الحج المبرور
  • الغيبيات في الدين