الديمقراطيون يطالبون بالتحقيق في فضيحة تسريبات "سيجنال"
تاريخ النشر: 27th, March 2025 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
تصاعدت الأزمة السياسية في الولايات المتحدة بعد الكشف عن استخدام كبار المسؤولين في إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب لتطبيق المراسلة المشفر "سيجنال" لمناقشة خطط عسكرية حساسة.
وفي خطوة تصعيدية، قدم مشرعون ديمقراطيون في مجلس النواب مشروع قرار يُلزم البيت الأبيض بتقديم جميع السجلات المتعلقة بهذه المحادثات السرية.
تحقيق موسع وضغوط سياسية
يهدف مشروع القرار، الذي يقوده النائب الديمقراطي جريجوري ميكس، إلى الكشف عن تفاصيل المحادثات التي جرت عبر التطبيق، والتي تضمنت معلومات عن ضربة عسكرية وشيكة ضد الحوثيين في اليمن. وتشمل المطالب وثائق، وسجلات هاتفية، ونصوص رسائل، وملاحظات اجتماعات شارك فيها مسؤولون كبار، بمن فيهم نائب الرئيس جيه دي فانس، ووزير الدفاع بيت هيغسيث، ومديرة الاستخبارات الوطنية تولسي غابارد، إضافة إلى وزير الخارجية ماركو روبيو.
ورغم الغالبية الجمهورية في مجلس النواب، التي قد تعرقل تمرير القرار، يرى الديمقراطيون أن هذا التحرك وسيلة لإحراج الجمهوريين ووضعهم في موقف الدفاع، خاصة مع اقتراب انتخابات التجديد النصفي.
فيما يحاول البيت الأبيض تهدئة القضية، رفض الرئيس السابق دونالد ترامب الادعاءات بحدوث تسريب خطير، قائلاً: "لم يكن هناك شيء مهم تم الكشف عنه". أما مستشار الأمن القومي السابق مايك والتز، الذي أنشأ المحادثة الجماعية، فأقر بوقوع الخطأ لكنه قلل من أهميته، مؤكداً أن "المحادثة لم تتضمن مواقع أو خططاً حربية".
لكن مجلة “ذا أتلانتيك” التي كشفت القضية، ذكرت أن وزير الدفاع السابق بيت هيغسيث شارك معلومات حساسة حول الأهداف العسكرية والأسلحة المستخدمة في الضربة ضد الحوثيين، وهو ما أثار مخاوف من احتمال انتهاك القوانين الفيدرالية الخاصة بحماية المعلومات السرية.
دعوى قضائية ضد إدارة ترامب بسبب "سيجنال".
ووسط تصاعد الأزمة، رفعت منظمة "أميركان أوفرسايت" دعوى قضائية ضد كبار المسؤولين في إدارة ترامب، متهمةً إياهم بانتهاك قانون السجلات الفيدرالية عبر استخدام "سيغنال" لمناقشة مسائل تتعلق بالأمن القومي. وطالبت المنظمة بحفظ جميع الرسائل المستلمة أو المرسلة عبر التطبيق، معتبرةً أن حذفها يمثل انتهاكاً قانونياً خطيراً.
الدعوى، التي رُفعت في محكمة فيدرالية بواشنطن، استهدفت شخصيات بارزة مثل وزير الدفاع السابق بيت هيغسيث، ومديرة الاستخبارات الوطنية تولسي غابارد، ومدير وكالة الاستخبارات المركزية جون راتكليف، ووزير الخزانة سكوت بيسنت.
واعتبر الديمقراطيون أن هذه الحادثة تمثل "سوء تقدير مذهل" من إدارة ترامب، مطالبين وزارة العدل بإجراء تحقيق شامل في احتمال وجود انتهاكات جنائية، بما في ذلك خرق قانون التجسس الفيدرالي.
وقالت المديرة التنفيذية المؤقتة لمنظمة "أميركان أوفرسايت"، تشيوما تشوكوو، إن "مشاركة معلومات عسكرية حساسة في محادثة جماعية تضم صحافياً تُعد تهديداً للأمن القومي، وقد تكون جريمة تستوجب المحاسبة".
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: تسريبات سيجنال ترامب دونالد ترامب
إقرأ أيضاً:
بعد 6 أشهر من التعثّر.. واشنطن تراجع استراتيجيتها في غزة
ذكر "أكسيوس" أن صور الأطفال الجوعى في غزة باتت تثير انقساماً داخل قاعدة ترامب، التي بدأت تشكّك في دعمه غير المشروط لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو. اعلان
أفاد موقع "أكسيوس" الأميركي أن إدارة الرئيس دونالد ترامب بدأت بإعادة تقييم مقاربتها لملف الحرب في غزة، عقب فشل الجهود الدبلوماسية الأخيرة وتصاعد الأزمة الإنسانية، في وقت لا يزال فيه الجمود يخيّم على مفاوضات التهدئة، رغم مرور ستة أشهر على تولّي ترامب الرئاسة.
ونقل الموقع عن مشاركين في لقاء جرى يوم الجمعة بين وزير الخارجية الأميركي، ماركو روبيو، وعائلات محتجزين، أن روبيو أعرب عن الحاجة إلى "إعادة التفكير بجدّية" في الاستراتيجية الحالية، قائلاً إن الإدارة تدرس تقديم خيارات جديدة للرئيس.
تعثر سياسي
وبحسب "أكسيوس"، لم تتمكن إدارة ترامب حتى الآن من تحقيق أي اختراق في ملف غزة، لا على مستوى إنهاء الحرب ولا في إعادة الرهائن، رغم وعود سابقة أُطلقت خلال الحملة الانتخابية. في المقابل، تتفاقم الأزمة الإنسانية بشكل غير مسبوق، وتتزايد الانتقادات الدولية للولايات المتحدة وإسرائيل، اللتين تُتهمان بالمساهمة في تفاقم الوضع من خلال استمرار العمليات العسكرية وعرقلة وصول المساعدات.
وذكر التقرير أن صور الأطفال الجوعى في غزة باتت تثير انقساماً داخل قاعدة ترامب، التي بدأت تشكّك في دعمه غير المشروط لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
انهيار التهدئة
أشار الموقع إلى أن انهيار المفاوضات الأخيرة شكّل نقطة تحوّل محتملة في موقف واشنطن. فبعد ساعات من فشل الجولة، قال ترامب لدى وصوله إلى اسكتلندا: "ما حدث مع حماس أمر فظيع.. سنرى ما سيكون رد إسرائيل. لقد اقترب الوقت".
ورجّح مسؤولون إسرائيليون أن تكون تصريحات ترامب مؤشراً على تحول تكتيكي، أو ربما ضوءاً أخضر لتوسيع العمليات العسكرية.
Related ياسر أبو شباب يظهر مجدداً في "مقال رأي": الأراضي التي استولينا عليها في غزة لم تتأثر بالحربمجاعةٌ في القطاع ومعابرُ مغلقة: مستشفيات غزة تقف عاجزة وهي ترى الأطفال يموتون جوعابريطانيا تتحرّك لإسقاط مساعدات جواً فوق غزة.. و"الأونروا" تحذّر من محدودية الجدوىهامش واسع دون نتائج ملموسة
بحسب "أكسيوس"، فإن إدارة ترامب منحت نتنياهو طوال الأشهر الماضية هامشاً واسعاً للتصرف في الملف الغزّي، بما في ذلك العمليات العسكرية، ومفاوضات الرهائن، وإدارة المساعدات. ومع ذلك، لم يُسجّل أي تقدم واضح في إنهاء الصراع أو تحييد حركة حماس.
كما أشار مسؤول إسرائيلي للموقع إلى أن ترامب، في اتصالاته المتكررة مع نتنياهو، كان يقول له: "افعل ما تراه مناسباً"، بل إنه شجّعه في بعض الأحيان على "الضرب بقوة أكبر".
دعم عسكري مكثف بلا نتائج حاسمة
أضاف التقرير أن ترامب، خلافاً لسلفه جو بايدن، زوّد إسرائيل بقنابل زنة 2000 رطل، وامتنع عن توجيه انتقادات علنية بشأن الضحايا المدنيين. ومع ذلك، لم تسفر هذه الحملة المكثفة عن إنهاء وجود حماس، في حين ارتفع عدد القتلى الفلسطينيين إلى نحو 60 ألفاً، بحسب وزارة الصحة في غزة.
انقسام بشأن الصيغة التفاوضية
ونقل "أكسيوس" عن روبيو قوله خلال اللقاء مع العائلات إن النهج المرحلي الذي اعتمدته إدارة بايدن – والقائم على هدنة مقابل إطلاق رهائن – لم يكن مقنعاً، لكنه قبل به مؤقتاً مطلع العام. وأشار إلى احتمال البحث عن "مقاربة شاملة" تنهي الحرب وتؤدي إلى تحرير جميع المحتجزين.
مبادرات إنسانية مثيرة للجدل
أورد التقرير أن ترامب، رغم كونه من أوائل من حذروا من المجاعة في غزة، لم يمارس ضغوطاً حقيقية على إسرائيل لفتح ممرات إنسانية. وبدلاً من ذلك، دعم مبادرة إسرائيلية لإنشاء "صندوق غزة الإنساني" لإيصال المساعدات عبر شركة أميركية خاصة، بعيداً عن إشراف الأمم المتحدة.
لكن هذه الخطة لم تَحُل دون مقتل مئات الفلسطينيين أثناء محاولتهم الوصول إلى مراكز التوزيع، في ظل ظروف بالغة الخطورة، وفقاً لبيانات وزارة الصحة في غزة.
وفي بيان مشترك صدر الجمعة، دعت فرنسا وألمانيا والمملكة المتحدة إلى وقف "الكارثة الإنسانية"، معتبرة أن "منع وصول المساعدات الأساسية إلى المدنيين أمر غير مقبول".
عزلة دبلوماسية واستراتيجية غير محسوم
واختتم "أكسيوس" تقريره بالإشارة إلى أن واشنطن وتل أبيب أصبحتا في عزلة متزايدة على الساحة الدولية، في ظل تحميلهما مسؤولية تفاقم الكارثة. ورغم أن بعض مسؤولي إدارة ترامب يعترفون خلف الكواليس بعدم فعالية الاستراتيجية الحالية، لم يُتخذ بعد قرار واضح بشأن التغيير.
انتقل إلى اختصارات الوصول شارك هذا المقال محادثة