قرى الأطفال SOS: نموذجا متميزا للتعلم!!
تاريخ النشر: 28th, March 2025 GMT
#قرى_الأطفال_SOS: نموذجا متميزا للتعلم!!
بقلم: الدكتور #محمود_المساد.
يندهش كل من يرى العاملين في هذه القرى تحديدا، أو يستمع إليهم، وهم يتحدثون عن قصص أولئك الأطفال الذين يعيشون فيها، ويروون حكاياتهم؛ خاصة العاملين القائمين على رعايتهم. وهي قصص تقشعر لها الأبدان لهول مآسيها. ولعلك تستغرب أن تكون هذه القصص وليدة أوساط أسر اجتماعية تعيش بيننا.
لقد بادل هؤلاء الأطفال قراهم المودة، والوفاء، والحب، بتطلعهم للمستقبل الذي رسمته لهم قراهم، حيث قفزوا إليه انطلاقا من ظروفهم الصعبة، فنجحوا، وحققوا حلمهم وحلم قراهم.
تعمل هذه القرى على تحصين الأطفال بأدوات فكرية، وشخصيات قوية، تسلحت بالكفايات اللازمة لمواجهة تحديات الحياة القاسية، إلا أن بيئات المدارس الحكومية التي درسوا فيها ويدرسون بها وهم في قراهم،وأقل منها بقليل المدارس الخاصة التي درسوا ويدرسون بها أيضاً ، كادت ببيئاتها الجافة والتوتر والتنمر الذي يسودها أن تعيدهم إلى أحوالهم الأولى المليئة بالقلق، والخوف، والضياع لولا رحمة الله بهم، وقوة منازلة قراهم والقائمين عليها من أجل تحقيق أهدافهم في إعدادهم لحياة مستقبلية ناجحة، وأن يرسم كل منهم قصة نجاحه بتميز !! وكان لهم ذلك تماما .
تكمن مشكلة التعلم عالميا في آليات عمل الدماغ التي لا تعمل تحت التهديد؛ لذلك لا بد من توفير بيئة تعلم آمنة، تقوم على المودة، والتواصل الإيجابي، حتى يتم التعلم الصحيح الناجح. وهنا جوهر المشكلة؛ فقد عاش أطفال قرى SOS في بيوتهم ذات البيئات القلقة الطاردة، ثم استقبلتهم قرى الأطفال في بيئاتها الحانية، والحاضنة، والإنسانية!! فأحدثت فيهم تغيّرا إيجابيا، وتطويرا ناجحا، لكن يكاد بعضهم يقع من جديد في بيئات مدرسية تشبه بيئات البيوت المتوترة العنيفة الأولى، والسؤال المهم هنا: مَن ينقذ هذه الفئة التي تكون رهينة هذه البيئات السلبية ؟
وعليه، فإنني أُطلقها دعوة صادقة، وأتوجه بها إلى وزارة التربية والتعليم بأن تتعرف على هذه القرى عن قرب، وأن تتعاون المدارس الحكومية، والخاصة التابعة لها، التي تستقبل مثل هذه الفئة من الطلبة للدراسة فيها، وأن يتبادلوا الخبرات في مجال الرعاية، والاحتضان العائلي لهم، وفي كيفية صناعة بيئات التعلم الحاضنة التي يتوقف عليها نجاح هذه القرى في تحقيق أهدافها.
إن الاستثمار الناجح هو في بناء الإنسان المتميز، وليس في حفظ المحتوى الدراسي فحسب. وأن صناعة بيئات التعلم الآمنة التي تميزت بها هذه القرى، هو ما نحتاج أن نتعلمه، وننقله إلى مدارسنا؛ كي يبدأ طلبتنا بالتعلم الجاد النافع والمفيد.
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: محمود المساد هذه القرى
إقرأ أيضاً:
مفتي الجمهورية يهنئ محافظ الدقهلية بانضمام المنصورة إلى الشبكة العالمية لمدن التعلم (GNLC)
هنأ الدكتور نظير محمد عياد، مفتي الجمهورية، رئيس الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم، السيد اللواء طارق مرزوق، محافظ الدقهلية، بمناسبة انضمام مدينة المنصورة إلى الشبكة العالمية لمدن التعلم (GNLC) التابعة لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو).
مفتي الجمهورية يشارك في الجلسة الختامية للمسابقة العالمية الثانية والثلاثين للقرآن الكريم مفتي الجمهورية: الحفاظ على مقومات الهوية الوطنية المصرية يقوم على التعايش والتسامحوأكد مفتي الجمهورية أن هذا الإنجاز يُجسّد رؤية الدولة المصرية في الاستثمار في بناء الإنسان، وبناء مجتمع معرفي قادر على مواكبة المتغيرات العالمية، مشيدًا بالجهود التكاملية التي تبذلها أجهزة المحافظة والمؤسسات التعليمية لتحقيق هذا الهدف، مضيفًا أن العلم سيظل الركيزة الأساسية في بناء الأوطان وصناعة الحضارات، مثمِّنًا ما تشهده محافظة الدقهلية من حراك تنموي ومعرفي يعكس وعيًا حقيقيًّا بأهمية التعليم في تحقيق التنمية الشاملة والمستدامة.
محافظ الدقهلية يعلن انضمام المنصورة للشبكة العالمية لمدن التعلم باليونسكووأعلن محافظ الدقهلية اللواء طارق مرزوق عن انضمام مدينة المنصورة رسميًا إلى الشبكة العالمية لمدن التعلم (GNLC) التابعة لليونسكو، وذلك فى إطار تعزيز مبدأ التعلم مدى الحياة لتحقيق التنمية المستدامة وبناء مجتمع معرفى ديناميكي.
وأكد محافظ الدقهلية، أن انضمام مدينة المنصورة إلى شبكة مدن التعلّم التابعة لليونسكو (UNESCO Global Network of Learning Cities – GNLC) يُعد مكسبًا كبيرًا لأى محافظة أو مدينة، لأنه يربطها عالميًا بمدن ناجحة فى التعليم والتنمية، ويتيح لها دعمًا دوليًا وبرامج تطوير حقيقية.