كييف."وكالات":

أفادت السلطات الأوكرانية اليوم أن سلسلة غارات جوية روسية بطائرات مسيرة استهدفت احداها مستشفى عسكريا في مدينة خاركيف بشمال شرق البلاد، أسفرت عن مقتل شخصين على الأقل وإصابة 30 آخرين.

وقال دميترو تشوبينكو المتحدث باسم مكتب المدعي العام للمدينة في مقطع فيديو نُشر على تليغرام، إن ست غارات استهدفت مساء السبت حيين في المدينة الواقعة في شمال شرق البلاد والتي كانت تعد ثاني أكبر مدينة من حيث عدد السكان في البلاد قبل الغزو الروسي.

وأضاف أن شخصين لقيا حتفهما في منزليهما.

وذكرت وزارة الطوارئ أن الغارات دمرت مباني سكنية وأخرى تضم مكاتب ومركزا طبيا ومحلات تجارية ومرائب وسيارات.

وقال حاكم المنطقة أوليغ سينيغوبوف إن القتيلين هما رجل يبلغ 67 عاما وامرأة تبلغ 70 عاما، في حين أصيبت فتاة تبلغ 15 عاما بجروح خطيرة.وقال الجيش الأوكراني إن مستشفى عسكريا تعرض للقصف و"هناك إصابات بين عسكريين كانوا يتلقون العلاج"، دون إعطاء مزيد من التفاصيل حول عددهم.ولا تكشف كييف عادة عن بيانات بشأن الخسائر العسكرية.

واتهم الجيش روسيا بارتكاب "جريمة حرب" و"انتهاك قواعد القانون الإنساني الدولي".

ويأتي هذا الاتهام فيما تسعى إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى إنهاء الحرب المستمرة منذ أكثر من ثلاث سنوات في أسرع وقت، وقد أجرت محادثات مع مسؤولين روس وأوكرانيين.

ولم تسفر المحادثات حتى الآن عن أي تقدم، رغم موافقة الجانبين في وقت سابق من هذا الأسبوع على مقترح هدنة في البحر الأسود.

وبعد ثلاث سنوات من الهجوم الذي شنّه الكرملين، أدت عودة دونالد ترامب الذي جدد الحوار مع فلاديمير بوتين وكسر العزلة التي فرضت عليه، إلى إعادة خلط الأوراق في ما يخص الصراع.

ويسعى ترامب إلى إنهاء النزاع بسرعة، لكن إدارته فشلت في تحقيق أي تقدم ملموس رغم المحادثات غير المباشرة مع الجانبين.

واتفقت موسكو وكييف من حيث المبدأ على هدنة في البحر الأسود عقب محادثات مع مسؤولين أميركيين في وقت سابق من هذا الأسبوع، لكن روسيا حذّرت لاحقا من أن الهدنة لن تدخل حيز التنفيذ حتى ترفع الدول الغربية عددا من العقوبات.

وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي السبت إن روسيا لم ترد بشكل مناسب على الجهود الأميركية للتفاوض على وقف إطلاق النار في أوكرانيا بسبب غياب "ضغط حقيقي" عليها.

وصرّح زيلينسكي في خطابه المسائي "لقد ظل الاقتراح الأميركي بوقف إطلاق النار غير المشروط مطروحا على الطاولة لفترة طويلة للغاية بدون رد مناسب من روسيا".

واعتبر أن "وقف إطلاق النار كان من الممكن أن يدخل حيز التنفيذ لو كان هناك ضغط حقيقي على روسيا"، موجها الشكر إلى الدول "التي تفهم هذا" وشددت العقوبات على موسكو.

وفي كلمته المصورة المسائية أمس السبت، بالتزامن مع تطورات هجوم خاركيف، قال زيلينسكي إن أوكرانيا تتوقع "ردا جادا" من الدول الغربية على الهجمات شبه اليومية.

وقال "يتعين على شركائنا أن يدركوا أن هذه الضربات الروسية لا تستهدف شعبنا فحسب، بل جميع الجهود الدولية والدبلوماسية الرامية إلى إنهاء هذه الحرب".

وخلال قمة عُقدت في باريس الأسبوع الماضي، تعهد القادة الأوروبيون بتعزيز جيش كييف، بينما حاولت فرنسا وبريطانيا توسيع نطاق دعمهما لما يعرف باسم "قوة طمأنة" أجنبية مُخطط لها في حال التوصل إلى هدنة مع روسيا.

وقال وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو عبر منصة إكس اليوم الأحد "وافقت أوكرانيا على وقف إطلاق النار الذي اقترحته الولايات المتحدة. لكن روسيا تواصل جرائم الحرب مثلما حدث في خاركيف. من الذي لا يزال يصدق أن فلاديمير بوتين يريد السلام؟".

وكان الرئيس فلاديمير بوتين رفض مقترحا أميركيا-أوكرانيا لوقف إطلاق النار لمدة 30 يوما واقترح الجمعة إقالة زيلينسكي كجزء من عملية السلام، ما أثار غضب كييف.

ورفضت روسيا اتفاقا شاملا ووافقت على هدنة تقضي بوقف الضربات على مواقع الطاقة، إلا أن موسكو وكييف تبادلتا الاتهامات باستهداف منشآت للطاقة في كلا الجانبين.

ميدانيا، أشار الرئيس الروسي إلى أنّ قواته تحافظ على "المبادرة الاستراتيجية" على خط المواجهة في أوكرانيا.

وأعلن الجيش الروسي السبت سيطرته على قريتين في شرق أوكرانيا وجنوبها، هما شتشبراكي في منطقة زابوريجيا (جنوب) وبانتيلييمونيفكا في منطقة دونيتسك (شرق).

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: إطلاق النار

إقرأ أيضاً:

من دونباس إلى صحراء مالي: الطوارق يستلهمون تكتيكات حرب أوكرانيا

من المسيّرات المفخخة إلى العربات الوهمية القابلة للنفخ، يعتمد مسلحو الطوارق في مالي بشكل متزايد على تكتيكات مستوحاة من خبرات أوكرانية لمهاجمة جيش بلادهم وحلفائه الروس، وفق ما أفادت مصادر وشهادات حصلت عليها وكالة الأنباء الفرنسية.

وتعيد هذه الأساليب تشكيل ميزان القوى في النزاع بين المجلس العسكري الحاكم في باماكو و"جبهة تحرير أزواد"، وهي تحالف انفصالي مسلّح يضم غالبية من الطوارق الذين يقاتلون للسيطرة على هذا الإقليم في شمال البلاد.

وفي حين تربط الطوارق علاقات بكييف، تعتمد مالي بشكل متزايد على مقاتلين روس لمواجهة المتمردين والمسلحين المرتبطين بتنظيمي القاعدة والدولة الإسلامية الذين ينشطون في منطقة الساحل.

وقال المتحدث باسم المتمردين محمد المولود رمضان "ربما ما يجمعنا أكثر بأوكرانيا هو أنها، مثلنا، تعاني من الهمجية والإمبريالية الروسية".

في يوليو/تموز 2024، ألمح المسؤول في الاستخبارات العسكرية الأوكرانية أندري يوسوف إلى أن كييف زوّدت المتمردين بمعلومات مكّنتهم من تنفيذ هجوم.

وقتل المتمردون عشرات من المرتزقة الروس والجنود الماليين في بلدة تينزاواتين في شمال شرق مالي. وانضم المتمردون أحيانا للقتال إلى جانب "جماعة نصرة الإسلام والمسلمين" المرتبطة بتنظيم القاعدة.

وقال مدير برنامج الساحل في مؤسسة كونراد أديناور في مالي أولف لايسينغ إن "أوكرانيا أرادت أن تبهر شركاءها الغربيين عبر الادعاء بأنها تساعد المتمردين في مهاجمة روسيا في أفريقيا أيضا. لكنها قللت من شأن الرأي العام لأن المتمردين يُعتبرون إرهابيين في عواصم دول الساحل".

حلف موسكو الأفريقي

وتأسست "جبهة تحرير أزواد" في نوفمبر/تشرين الثاني 2024، وتتألف في معظمها من الطوارق، وهم شعب أمازيغي شبه بدوي يعيش في مناطق تمتد عبر الصحراء الكبرى والساحل، ويسعى منذ عقود إلى إقامة دولة مستقلة في شمال مالي.

ودول مالي والنيجر وبوركينا فاسو تحكمها مجالس عسكرية متحالفة مع موسكو. وتتهم هذه الدول أوكرانيا بتزويد جبهة أزواد بالأسلحة.

وقال رئيس الوزراء المالي الجنرال عبد الله مايغا أمام الأمم المتحدة في سبتمبر/أيلول الماضي "مهما بدا الأمر بعيدا، فإن الحرب في أوكرانيا والإرهاب في الساحل مرتبطان"، مضيفا أن "النظام الأوكراني أصبح أحد أبرز مزوّدي الجماعات الإرهابية في العالم بمسيّرات انتحارية".

لكن أوكرانيا وجبهة أزواد نفتا مرارا تلك الاتهامات.

وقال رمضان "لم نتلق أي مساعدة مادية من أوكرانيا، لا طائرات ولا أسلحة ولا معدات أخرى"، مضيفا أن "قوتنا تكمن في تصميمنا ودهائنا وقدرتنا على التدريب والتنظيم الذاتي".

لكنه أوضح أن بعض مقاتلي الجبهة تلقوا تدريبات متخصصة في أوكرانيا على استخدام طائرات "إف بي في" (المسيّرات بنظام الرؤية من منظور الشخص الأول)، مضيفا أنه "عند عودتهم إلى الميدان، عززوا قدراتهم العملياتية بشكل كبير، ودربوا بدورهم مقاتلين آخرين في هذا المجال الإستراتيجي. واليوم أصبحت هذه التقنية جزءا أساسيا من قدراتنا القتالية".

وتُستخدم هذه الطائرات المسيّرة المحمّلة بالمتفجرات والموجّهة عبر نظارات معززة بالواقع الافتراضي لتنفيذ هجمات ضد قوافل الجيش المالي أو قواعد تضم مرتزقة روسا تابعين لـ"فيلق أفريقيا"، الذي يخضع مباشرة لوزارة الدفاع الروسية ويُعتبر خلفا لمجموعة فاغنر.

الضرب دون مواجهة

وقال الباحث رضا اليموري -من مركز السياسات من أجل الجنوب الجديد- إن استخدام هذه الطائرات "يتيح للجبهة تجنب المواجهة المباشرة مع جيش مالي وشريكه الروسي الأفضل تجهيزا".

وفي فبراير/شباط الماضي، أعلنت الجبهة إسقاط مروحية تابعة للجيش المالي في الشمال بواسطة طائرة مسيّرة، وهو ما نفته السلطات التي قالت إنها "اعترضت طائرة مسيّرة أطلقها إرهابيون واستعادتها".

وتستخدم "جماعة نصرة الإسلام والمسلمين" بدورها طائرات مسيّرة مفخخة لمهاجمة القوات المالية.

تعتمد الجبهة أيضا على تقنيات تم تطويرها في أوكرانيا، منها مجسمات مطاطية لعربات وشاحنات تُستخدم كطُعم للتضليل.

وفي يوليو/تموز الماضي، عرضت السلطات المالية شاحنات وهمية قابلة للنفخ قالت إنها تابعة للمسلحين، في حين نشرت جبهة أزواد صورا لطائرات مسيّرة تعمل بأسلاك ألياف بصرية يصعب رصدها أو تعطيلها.

لكن بحسب لايسينغ، فإن "الطائرات التركية منحت الجيش المالي وشريكه الروسي تفوقا واضحا على مسلحي الطوارق عندما سيطرا على معقلهم في مدينة كيدال عام 2023″، مضيفا أن "المسلحين والجهاديين لجؤوا لاحقا إلى استخدام طائرات تجارية معدّلة، لكنها تبقى أقل تطورا من النماذج التركية".

مقالات مشابهة

  • في تصعيد يعد الأعنف منذ شهور.. مئات المسيرات تضرب روسيا وكييف تتوعد بالمزيد
  • غزة .. بين هدنة مزيفة وصمود يصنع الحقيقة
  • بوتين: محاولات ضرب البنية التحتية في روسيا لن تنقذ زيلينسكي
  • من دونباس إلى صحراء مالي: الطوارق يستلهمون تكتيكات حرب أوكرانيا
  • حماس تحدد مطالبها الرئيسية بمباحثات وقف إطلاق النار في غزة.. ما هي؟
  • كييف تتهم موسكو بتصعيد الهجمات.. روسيا ترفض الاتهامات الأوروبية بشأن المسيرات
  • زيلينسكي يفجر مفاجأة: روسيا تقصفنا بأسلحة ذات مكونات غربية
  • رئيسة وزراء أوكرانيا: ليتوانيا ساهمت بـ 1.8 مليار يورو لدعم احتياجات كييف
  • إحباط هجمات إرهابية على مواقع دينية يهودية في روسيا
  • وزير الدفاع الألماني يدعو إلى التحلي بالهدوء بعد تكرار حوادث المسيرات