حماة-سانا

“ريحان الجنة يزين قبور الأحبة”، عبارة يرددها بصوت عال في شوارع حماة عشرات الشبان حاملين سلالاً خضراء مليئة بالريحان، وعند ظهيرة أول أيام العيد تحولت مقابر مدينة حماة إلى بقاع مفعمة بالخضرة والعطر، بعد أن توافد مئات الأهالي حاملين سلال الريحان لتزيين قبور أحبائهم المتوفين، هذا الطقس الذي تتوارثه الأجيال عاد بقوة هذا العام بعد النصر والتحرير، ليجمع بين فرحة العيد ووجع الفقدان.

ويُعد وضع الريحان على القبور تقليداً قديماً في العديد من المناطق السورية، وخصوصاً في المناسبات الدينية، فالريحان يرمز إلى الطهارة والخلود، ورائحته العطرة تذكير بنسمات الجنة وفق المعتقدات الشعبية.

تحت أشعة الشمس الدافئة، انتشرت عائلات بكاملها بين القبور، تضع باقات الريحان بجانبها، فيما يردد كبار السن الدعاء لموتاهم، تقول أم محمد، وهي تمسح دموعها أمام قبر ابنها: “الريحان عهد بيننا وبينهم، نزرعه كل عام ليعرفوا أننا ما زلنا هنا نذكرهم”، بينما يشرح الشاب أحمد وهو يُوزع الريحان على القبور المجاورة: “اشتريت غراس الريحان من سوق المرابط بمدينة حماة، وأحمله لأزين به قبر أبي المتوفى”.

وكان إحياء هذا الطقس صعباً مع ارتفاع أسعار الريحان بسبب قلة المنتجين، فانطلقت بعض المبادرات الجماعية التي نظمها شباب المدينة، وقامت بجمع التبرعات وشراء الريحان وتوزيعه على المقابر.

يرى كبار السن أن مثل هذه الطقوس تسهم في معالجة جراح الذاكرة، وخاصةً في مجتمع عانى من فقدان شبابه ورجاله لتحرير بلاده من النظام البائد، وأوضح ياسين العبدالله أن وضع الريحان الذي يحمله الأطفال فعلٌ رمزي يُعيد ربط الأحياء بأمواتهم، ويُحوّل الفقد من حالة سلبية إلى طاقة تُعزز الانتماء والوفاء للأحبة المتوفين.

وفي حماة، حيث يبنى الفرح خطوة بخطوة، لم يعد الريحان مجرد نبتة عابرة، بل أصبح جسرا بين الموت والحياة، ففي كل غرسة توضع على قبر، تختزل قصة مدينة ترفض أن تنفصل عن تاريخها، وتصرّ على أن يكون فرحها مكتملاً بوجود مَن رحلوا.

المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء

إقرأ أيضاً:

المركز الجهوي للإستثمار لجهة العيون الساقية الحمراء يعزز الولوج إلى التمويل عبر سوق الرساميل

زنقة20| علي التومي

نظم المركز الجهوي للاستثمار لجهة العيون الساقية الحمراء، يوم 21 يونيو بمدينة العيون كبرى حواضر الصحراء ، يومًا للبورصة بشراكة مع بورصة الدار البيضاء، والهيئة المغربية لسوق الرساميل، والاتحاد العام لمقاولات المغرب – فرع العيون.

ويأتي هذا الحدث في إطار المنتدى البرلماني حول التعاون الاقتصادي بين المغرب وبرلمان دول CEMAC، والمجلس الوطني للمقاولة، ويهدف إلى تحسيس الفاعلين الاقتصاديين الجهويين بأهمية سوق الرساميل كرافعة للتمويل والنمو.

وشهد هذا اللقاء تقديم عرض مفصل حول فرص الاستثمار المتاحة في جهة العيون الساقية الحمراء، إلى جانب إبراز دور سوق البورصة في دعم التنمية الاقتصادية على المستوى الترابي. كما تم تسليط الضوء على مختلف حلول التمويل التي تتيحها البورصة، وإمكانيات الولوج إليها لفائدة المقاولات الجهوية، خاصة الصغيرة والمتوسطة.

وشكل هذا اليوم مناسبة للحوار المباشر بين المستثمرين والمقاولات المحلية، مما أتاح الفرصة لتبادل الخبرات والتجارب، والتعرف عن قرب على متطلبات الولوج إلى السوق المالي، بما يعزز من جاذبية الجهة للاستثمار الخاص.

وأكد المشاركون في هذا اللقاء أن الانفتاح على سوق الرساميل يمثل خيارًا استراتيجيًا لتمكين النسيج الاقتصادي الجهوي من آليات تمويل مبتكرة وفعالة، قادرة على مواكبة الطموحات التنموية، وتحفيز دينامية الاستثمار والتشغيل المستدام.

مقالات مشابهة

  • «هيئة الطرق»: طريق (الباحة - بني سعد) يعزز السياحة بمقومات طبيعية فريدة
  • سي إن إن: هجوم ترامب على إيران يعزز نفوذ نتنياهو
  • تعاون زراعي كيميائي يعزز البحث العلمي السوري
  • لقاء شبابي يعزز السلم الأهلي بحمص
  • بحضور محافظ حلب… انطلاق مشروع إزالة الأنقاض في 16 حياً من أحياء مدينة حلب
  • المركز الجهوي للإستثمار لجهة العيون الساقية الحمراء يعزز الولوج إلى التمويل عبر سوق الرساميل
  • فوائد الكركديه لجمالك.. سر طبيعي يعزز الكولاجين وينعم الشعر
  • "الإكليل الجوي".. مشهد بديع يزين سماء جدة خلال فصل الصيف
  • توسعة مقابر جدة يا معالي الأمين
  • مجهول يشعل النيران في مقابر الخارجة بالوادي الجديد