شددت صحيفة "الغارديان" البريطانية على أن تهديدات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن ملف إيران النووي أثارت ردود فعل إيرانية قوية وهدد المسؤولون الإيرانيون بأن "العنف يولد العنف" وأن ما يصدر من تصريحات عن ترامب هي انتهاك لميثاق الأمم المتحدة.

وجاءت ردود الأفعال الإيرانية بعد تصريحات الرئيس الأمريكي التي هدد فيها بضرب الجمهورية الإسلامية إن لم توافق على مطالبه وتوقع معاهدة تتعلق ببرامجها النووية.

وقال الأحد إن "لم توافق إيران على صفقة، فسيكون هناك قصف، لم يروا أبدا مثله من ذي قبل".  

وجاءت تهديدات ترامب وهي الأكثر  وضوحا من تلك التي عملها في السابق، بعدما أرسل رسالة  إلى إيران، لم يكشف بعد عن تفاصيلها، عرض فيها البدء في محادثات تتعلق بالبرنامج النووي، حسب تقرير نشرته الصحيفة البريطانية وترجمته "عربي21".


وردت إيران على الرسالة معبرة عن رغبتها بعقد محادثات غير مباشرة. وقد رد المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، إسماعيل بقائي قائلا: " تهديد رئيس دولة الواضح بقصف إيران وهو تناقض جلي مع جوهر الأمن والسلام الدوليين".

وأضاف بقائي أن "تهديدا كهذا هو خرق واضح لميثاق الأمم المتحدة وخرق لنظام الضمانات الذي وضعته الوكالة الدولية للطاقة الذرية، والعنف لا يولد إلا العنف، والسلام يجلب السلام، وعلى أمريكا الاختيار".  

وقال المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية آية الله علي خامنئي، المتشكك من الحوار مع الولايات المتحدة، إن إيران ليست مهتمة بما يقوله ترامب، وأضاف "نستبعد أن يأتي مثل هذا الضرر من الخارج. ومع ذلك، إذا وقع أي عمل خبيث، فسيقابل بالتأكيد برد حازم وحاسم".  

وقال العميد أمير علي حاجي زاده، قائد القوة الجوية في الحرس الثوري: "من كان بيته من زجاج فلا يرمي أحدا بالحجارة"، مضيفا: "للأمريكيين ما لا يقل عن عشر قواعد تضم 50,000 جنديا في المنطقة، مما يعني أنهم يجلسون في بيت من زجاج".  

ولكن وزير الخارجية، عباس عراقجي الذي يرى مصلحة في الحفاظ على منظور المحادثات مع الغرب حيا، تحدث عن رد بلاده على رسالة ترامب من خلال دولة عمان، مضيفا أن الرسالة قد وصلت إلى الولايات المتحدة، على حد علمه.

وأكد عراقجي أن المحادثات المباشرة مع الولايات المتحدة ليست ممكنة في الوقت الذي تستمر فيه الولايات المتحدة بتهديد إيران والتنمر عليها.  

وأرسل ترامب رسالته إلى إيران عبر المبعوث الدبلوماسي الإماراتي البارز، أنور قرقاش. وكان اختيار الأخير كوسيط، هو إشارة عن أن الرسالة قصد منها منح المفاوضات فرصة، بدلا من حشر إيران ودفعها لرفض المحادثات.

وقال ترامب إن الموعد النهائي للتقدم في المحادثات هو منتصف أيار/مايو، لكن هناك موعد نهائي آخر في آب/أغسطس، والذي ستنهي فيه صلاحية الاتفاق الأصلي، وضرورة أن تصدر أوروبا ردا على هذا.

وخرج ترامب من الاتفاقية في عام 2018، وهو قرار نظر إليه بالتحرك الخاطئ، لأنه دفع إيران لتسريع عمليات تخصيب اليورانيوم.  

وكان اختيار إيران سلطنة عمان كوسيط إشارة عن رغبتها في أن تكون وسيطا، بدلا من الإمارات التي طبعت علاقاتها مع إسرائيل. 

وعقدت إيران والولايات المتحدة مفاوضات غير مباشرة في فيينا عام 2021 وأثناء إدارة جو بايدن، وهو أمر اتفق الجميع على أنه مضيعة لوقت كبير، ولم تفض إلى خرق مهم. ولهذا يبدو ترامب مترددا في منح إيران الفرصة لمحادثات غير مباشرة.  

كما أن هناك حاجة لمتابعة أربع جولات من المحادثات الموازية التي عقدتها الدول الأوروبية مع إيران في جنيف. ولم تعلق طهران على رسالة ترامب ومدى ما طالب به من تنازلات من إيران.

لكن السفير الإيراني لدى العراق، محمد كاظم الصادق، أشار إلى أن الولايات المتحدة تسعى إلى محادثات تتجاوز البرنامج النووي، قائلا إن الرسالة دعت إلى حل ميليشيا الحشد الشعبي العراقي المدعومة من إيران. وقد انقسمت الإدارة الأمريكية حول ما إذا كانت ستكتفي بمطالبة إيران بإخضاع برنامجها النووي المدني لتفتيش دولي أشمل، أو تقديم مجموعة أوسع من المطالب، بما في ذلك إنهاء برنامجها النووي بالكامل والتزام إيران بوقف تمويل جماعات المقاومة في الشرق الأوسط، مثل حماس في غزة والحوثيين في اليمن.  

ودعا مستشار الأمن القومي الأمريكي، مايك والتز، إلى "التفكيك الكامل" للبرنامج النووي الإيراني، وهو أمر ترفضه طهران.  وفي المقابل، تحدث ستيف ويتكوف، المبعوث الخاص لترامب إلى الشرق الأوسط، فقط عن تقييد البرنامج النووي الإيراني، وهو أمر كانت إيران على استعداد لقبوله منذ عام 2015 طالما أنه سيقود إلى رفع العقوبات عن الاقتصاد الإيراني.  

ويعتقد البعض داخل إدارة ترامب أن الهجوم على المنشآت النووية الإيرانية سيؤدي إلى تغيير النظام. في وقت سيطلب فيه ترامب ضمانات الحد الأدنى،  بأن الاقتصاد الإيراني المنتعش لن يؤدي فقط إلى أموال إضافية للميليشيات المدعومة من إيران.


واتهم كمال خرازي، رئيس المجلس الاستراتيجي الإيراني للعلاقات الخارجية، والذي يوصف أحيانًا بأنه كبير المفاوضين، الولايات المتحدة بشن حرب نفسية من خلال تبني سياسة "إما الحرب أو التفاوض".

وأشارت الصحيفة إلى أن هناك رفضا واسعا في الخليج لهجوم قد تدفعه التهديدات الأمريكية على المنشآت النووية الإيرانية، حيث يعتبر هذا عاملا جديدا نسبيا في المعادلة، وتشير التقارير إلى أن خطة ترامب لزيارة المملكة العربية السعودية في أول رحلة خارجية له تعني أنه قد يسمع شخصيا معارضةً شديدة لهجوم على إيران من ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان.

ولا ترتكز معارضة الخليج لهجوم على إيران على تقارب أيديولوجي وثيق معها، بل على شعور بضرورة تجنيب المنطقة المزيد من عدم الاستقرار السياسي، ومع ضعف القيادة الإيرانية الحالية، فإن تغيير النظام ليس أمرا مرحبا به، حسب الصحيفة.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة عربية صحافة إسرائيلية ترامب إيران خامنئي إيران خامنئي ترامب صحافة صحافة صحافة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الولایات المتحدة إیران على

إقرأ أيضاً:

جماعة كولومبية مسلحة تفرض حظر تجول ردا على تهديدات ترامب

أعلنت جماعة "جيش التحرير الوطني" الكولومبية التي تسيطر على مناطق إنتاج للكوكايين، أمس الجمعة، فرض حظر تجول 3 أيام على سكان هذه المناطق ابتداء من الأحد، مبررة ذلك "بتهديدات التدخل الإمبريالي" التي أطلقها الرئيس الأميركي دونالد ترامب، وسط سخرية الرئيس الكولومبي غوستافو بيترو من الأمر.

وقالت الجماعة -في بيان- إنها ستجري "مناورات عسكرية للدفاع عن البلاد" وستفرض بموجبها حظر تجول ابتداء من الأحد الساعة 11 صباحا بتوقيت غرينتش حتى الأربعاء في التوقيت نفسه، "منعا لوقوع حوادث" بين المدنيين والعسكريين.

وأضافت الجماعة المسلحة اليسارية، التي نشأت عام 1964 مستلهمة نشاطها من القائد الثوري الأرجنتيني إرنستو تشي غيفارا، "نحن، القوات الشعبية الكولومبية، نعارض تهديدات التدخل الإمبريالي في بلادنا، وهي مرحلة جديدة من خطة ترامب الاستعمارية التي تهدف إلى تكثيف نهب الموارد الطبيعية".

وتنشط هذه الجماعة التي تضم نحو 5800 عضو في أكثر من 20% من بلديات كولومبيا التي يزيد عددها على 1100، وفق مركز أبحاث "إنسايت كرايم".

وكان الرئيس الأميركي حذر من أن دولا منتجة للكوكايين في أميركا اللاتينية قد "تتعرض للهجوم"، مستهدفا كولومبيا التي قال إنها "تصنع الكوكايين وتبيعه لنا".

كما نشر ترامب قوات عسكرية كبيرة في البحر الكاريبي قبالة سواحل فنزويلا التي يرأسها نيكولاس مادورو ويتهمها ترامب بالضلوع في تهريب المخدرات.

بيترو يسخر

من جهته، سخر الرئيس الكولومبي من بيان جماعة "جيش التحرير الوطني". وكتب على منصة إكس: "الاحتجاج على أي أحد لا يكون بقتل القرويين وسلب حريتهم"، مضيفا "يا سادة جيش التحرير الوطني، أنتم تدعون إلى إضراب مسلح ليس ضد ترامب، بل خدمة لتجار المخدرات الذين يسيطرون عليكم".

وكان بيترو طالب نظيره الأميركي في أوائل الشهر الجاري باحترام "سيادة" بلاده، في حين صعّد الرئيس الأميركي من تهديداته لكولومبيا.

إعلان

بدوره، ندد وزير دفاعه بيدرو سانشيز أيضا بالخطوة واصفا إياها بأنها "إكراه إجرامي"، وحذر من أن القوات الأمنية الكولومبية "ستكون حاضرة في كل مكان".

وتعد منطقة كاتاتومبو الواقعة على الحدود مع فنزويلا أحد معاقل جماعة "جيش التحرير الوطني" التي تسيطر على إنتاج الكوكايين في هذه المنطقة التي تضم أكبر كميات من محاصيل أوراق الكوكا في العالم.

من "جيش التحرير الوطني"؟

يُعتبر "جيش التحرير الوطني" آخر جماعة مسلحة كولومبية منذ نزع سلاح القوات المسلحة الثورية الكولومبية (فارك) وتحولها إلى حزب سياسي عقب اتفاقية السلام الموقعة عام 2016.

ولا تزال جماعات منشقة أخرى عن فارك، لم توقع على اتفاقية السلام، تمارس نفوذا في هذا البلد الشاسع.

وقد تفاوض "جيش التحرير الوطني" مع حكومة بيترو لمدة عامين، لكن المحادثات انهارت في يناير/كانون الثاني بسبب القتال الدائر، وأعادت بوغوتا إصدار مذكرات توقيف بحق كبار قادة "جيش التحرير الوطني".

وتموّل هذه الجماعة نفسها من خلال تهريب الكوكايين، وأنشطة التعدين غير القانوني، وسرقة النفط، وعمليات الخطف بغرض الابتزاز المالي.

مقالات مشابهة

  • اتفاق تاريخي بين الولايات المتحدة والمكسيك لتقاسم المياه بعد تهديد ترامب
  • جماعة كولومبية مسلحة تفرض حظر تجول ردا على تهديدات ترامب
  • أرحلوا حالًا... الولايات المتحدة تنهي الوضع القانوني المؤقت للإثيوبيين
  • مادورو يتهم الولايات المتحدة بـالقرصنة.. وترامب يعلن قرب بدء مكافحة تهريب المخدرات برًا
  • الولايات المتحدة تعتزم تفتيش حسابات التواصل الاجتماعي للراغبين بدخولها
  • المستشار الألماني: أوكرانيا سلمت الولايات المتحدة مقترحًا لخطة السلام
  • قائد الثورة الإيرانية: الغرب يسعى لتغيير هوية شعبنا منذ قرن
  • الرئيس الكوبي: احتجاز الولايات المتحدة لناقلة نفط قبالة فنزويلا قرصنة وتصعيد للعدوان ضد دولة شقيقة
  • فنزويلا: استيلاء الولايات المتحدة على ناقلة النفط سرقة سافرة
  • ترامب: الولايات المتحدة لا تريد هدر الوقت بشأن أوكرانيا