وعد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بفرض مجموعة جديدة من الرسوم الجمركية "التبادلية" يوم الأربعاء على الواردات من مختلف الدول، في إطار استراتيجيته القائمة على مبدأ "العين بالعين"، ويدّعي ترامب أن هذه الإجراءات تهدف إلى تحقيق تكافؤ الفرص، في مواجهة ما يعتبره ممارسات تجارية غير عادلة ضد الولايات المتحدة.

يقول ترامب إنه يريد أيضاً زيادة الإيرادات لدفع تكاليف التخفيضات الضريبية

لكن صحيفة واشنطن بوست تشير إلى أن خطته تترك العديد من الأسئلة دون إجابة، فماذا يعني الرئيس بـ"التبادلية"؟ وكيف ستطبق هذه التعريفات مع الرسوم الأخرى التي يريد فرضها؟ وما هي الدول التي ستتأثر؟ 

وبحسب الصحيفة فإن الوضع مربك إلى درجة أن حتى كبير مستشاري ترامب الاقتصاديين، كيفن هاسيت، أقرّ بأنه لا يملك أدنى فكرة عما سيحدث. 

Will we finally stop freaking out every time Trump makes a new move? Yes all these confusing moves are unsettling, but that’s precisely why he’s doing it to attain his goals.

Despite his claim that “we don’t need Canadian imports,” Trump knows very well that American businesses… pic.twitter.com/gXQj0XpASi

— Maxime Bernier (@MaximeBernier) March 7, 2025 رسوم متزايدة وتبريرات متناقضة

بحسب التقارير، قد تستهدف الرسوم 15% من الدول التي تحقق فائضاً تجارياً مع الولايات المتحدة، لكن ترامب ألمح إلى إمكانية توسيعها لتشمل الجميع. وتثار شكوك حول إمكانية إلغائه لفكرة "المعاملة بالمثل" تماماً، لصالح فرض رسوم ثابتة بنسبة 20% على جميع الواردات.

سياسة لا تحقق أهدافها

حتى الآن، لا يبدو أن هذه السياسة تحقق أي فائدة ملموسة. فالمبرر المعلن للمشروع، وهو تقليص "العجز التجاري المدمر"، كما وصفه ترامب يوم تنصيبه، لا يستند إلى أسس اقتصادية متينة. فالرسوم الجمركية لا تعالج العجز التجاري، بل إن الولايات المتحدة تعاني من أكبر عجز لها مع دول مثل المكسيك وكندا، رغم أنهما لا تفرضان رسوماً جمركية على معظم أو كل الصادرات الأمريكية.

بإدارة ترامب.. أمريكا تدخل مرحلة جديدة من الفوضى التجارية - موقع 24في خطوة غير مسبوقة، قام الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بزيادة الرسوم الجمركية على الواردات إلى الولايات المتحدة، بمعدل ضعف ما كان عليه الحال في ولايته الأولى. ورغم الأضرار المترتبة على ذلك، لا يزال الغموض يكتنف الخطوات المقبلة.

ربما لهذا السبب، بدأ ترامب ومستشاروه في طرح مبررات أخرى لفرض هذه الرسوم، مدفوعين بقائمة متزايدة من الإجراءات التعريفية الإضافية، فقد فُرضت رسوم على واردات الصين المنافسة، وكذلك على منتجات كندا والمكسيك، رغم أنهما حليفتان للولايات المتحدة.

وامتدت الرسوم الجمركية لتشمل واردات الصلب والألمنيوم من مختلف دول العالم، كما من المقرر فرض تعريفات بنسبة 25% على السيارات وقطع غيارها خلال الأسبوع الجاري.

إلى جانب ذلك، هناك خطط لفرض تعريفات على الأدوية، ورقائق الكمبيوتر، والمنتجات الزراعية، والنبيذ الأوروبي، إضافة إلى رسوم جمركية شاملة تستهدف دولاً بعينها.

Why is Trump waging a trade war?https://t.co/tmf6qJBOIv

— Tarık Oğuzlu (@TarikOguzlu) April 1, 2025 مفهوم غامض للرسوم التبادلية

تبدو رؤية ترامب للرسوم التبادلية غير تقليدية، حيث يقترح تصنيف بعض السياسات الاقتصادية للدول الأخرى، مثل تخفيض أسعار الصرف، وانخفاض الأجور، وظروف العمل غير الملائمة، واستخدام ضرائب القيمة المضافة، على أنها ممارسات تبرر الانتقام الجمركي الأمريكي.

ولم تقتصر أهداف ترامب من فرض الرسوم الجمركية على تحقيق "العدالة" في التجارة فحسب، بل شملت أيضاً زيادة الإيرادات لتمويل التخفيضات الضريبية. إلا أن الصحيفة تتساءل عن المدى الذي سيستغرقه إدراك الإدارة الأمريكية أن الرسوم الجمركية تقلل من حجم الواردات، ما يؤدي بدوره إلى تراجع الإيرادات الجمركية.

الحرب التجارية.. هذا ما يتعلمه ترامب بالطريقة الصعبة - موقع 24رأى الكاتب روبرت كايغان أن الآباء الولايات المتحدة المؤسسين كانوا يدركون جيداً أن الأمريكيين يمتلكون رغبة لا تُشبع في التجارة الخارجية.

إضافة إلى ذلك، تسعى الإدارة الأمريكية لاستخدام هذه الإجراءات كأداة ضغط في السياسة الخارجية، حيث هدد ترامب بفرض رسوم بنسبة 25% على الدول التي تشتري النفط من فنزويلا لإجبار كاراكاس على استقبال المزيد من المهاجرين العائدين.

 كما هدد بفرض رسوم مماثلة على الدول التي تشتري النفط من روسيا، لمعاقبتها على تباطؤها في تنفيذ وقف إطلاق النار في أوكرانيا. أما المكسيك وكندا، فقد تواجهان رسوماً جديدة بسبب قضايا الهجرة وتجارة الفنتانيل، بينما تستمر الصين في مواجهة ضغوط تجارية لأسباب تمتد من الإغراق إلى مخاوف الأمن القومي.

مأزق اقتصادي

تواجه الشركات والمحللون الاقتصاديون تحديات كبرى في محاولة فهم هذه الإجراءات والتعامل معها. أما الدول المستهدفة، فهي تجد نفسها أمام خيار صعب: إما التفاوض على اتفاقات قد تقلل من حدة الرسوم الجمركية، أو المخاطرة بمزيد من التصعيد، رغم أن التجربة أثبتت أن أي اتفاق قد لا يضمن حماية دائمة من قرارات ترامب.

تعريفات ترامب.. إرث اقتصادي سيُثقل كاهل الأسواق الأمريكية لعقود - موقع 24يخشى الخبراء الاقتصاديون من أن التعريفات الجمركية التي فرضها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد تترك آثاراً غير متوقعة تمتد لفترة طويلة حتى بعد مغادرته منصبه.

فخلال ولايته الأولى، وصف الرئيس الأمريكي اتفاقه التجاري مع المكسيك وكندا بأنه "الأكثر عدالة وتوازناً وفائدة في تاريخ الولايات المتحدة"، لكنه لم يمنع لاحقاً فرض رسوم جمركية جديدة عليهما.

ومع غموض الفوائد المحتملة لهذه الحرب التجارية، يُجمع الاقتصاديون والأسواق المالية والمواطنون العاديون على أن النتيجة الأكثر ترجيحاً هي زيادة التضخم، وتباطؤ النمو الاقتصادي، وارتفاع تكاليف المعيشة.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: وقف الأب رمضان 2025 عام المجتمع اتفاق غزة إيران وإسرائيل عيد الفطر غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية ترامب الحرب التجارية الولايات المتحدة الولایات المتحدة الرئیس الأمریکی الرسوم الجمرکیة الدول التی فرض رسوم

إقرأ أيضاً:

أفضل منصات التداول لعام 2025.. مميزات، رسوم، وتجربة المستخدم

مع استمرار توسع الأسواق المالية الرقمية في العالم العربي والعالمي، أصبحت مهمة اختيار منصة تداول موثوقة وسلسة أكثر تعقيدًا من أي وقت مضى. فبين اختلاف نماذج الرسوم، وتعدد أدوات التداول، وتنوع تجارب المستخدمين، بات البحث عن أفضل منصات التداول ضرورة لكل من يتطلع إلى دخول عالم الاستثمار الرقمي بثقة. هذا المقال يقدم لك مقارنة موضوعية بين المنصات الرائدة في عام 2025 من حيث المميزات التقنية، الرسوم، وتجربة المستخدم.

المميزات الأساسية التي يجب أن تتوفر في أي منصة تداول

اختيار منصة تداول ليس مجرد مسألة تقنية، بل هو قرار استراتيجي يؤثر على تجربة المستثمر بأكملها، من لحظة الدخول الأولى وحتى تنفيذ الصفقات ومتابعة الأرباح والخسائر. عند الحديث عن أفضل منصات التداول، يجب أن نأخذ في الاعتبار مجموعة من الخصائص الجوهرية التي تشكل القاعدة لأي تجربة ناجحة.

أول هذه الخصائص هي سهولة الاستخدام. يجب أن تكون واجهة المنصة مصممة بطريقة تتيح للمبتدئين والمتقدمين على حد سواء الوصول السريع إلى الأدوات الأساسية مثل فتح الصفقات، قراءة الرسوم البيانية، ومراقبة السوق. واجهة غير منظمة أو معقدة قد تؤدي إلى أخطاء مكلفة في لحظات حساسة.

ثانيًا، تنوع الأدوات المالية المتاحة. المنصة المثالية يجب أن تتيح للمستخدمين فرصة تداول عدة أنواع من الأصول: الأسهم، العملات الأجنبية (الفوركس)، العملات الرقمية، المؤشرات، السلع، وحتى العقود مقابل الفروقات. هذا التنوع يتيح للمتداول بناء محفظة متوازنة وتوزيع المخاطر بفعالية.

ثالثًا، الترخيص والتنظيم، وهو العامل الأهم من الناحية الأمنية. منصات التداول التي تحمل تراخيص من جهات تنظيمية قوية مثل FCA أو CySEC أو ASIC، تُعتبر أكثر التزامًا بمعايير الشفافية وحماية أموال العملاء.

رابعًا، الدعم التقني وسرعة التنفيذ. في الأسواق المتقلبة، تأخير تنفيذ الأوامر قد يؤدي إلى خسائر غير مبررة. لذلك، من الضروري أن توفر المنصة خوادم قوية وأداء مستقر.

خامسًا، الدعم التعليمي. توفير موارد تعليمية مثل الندوات، الفيديوهات، والمقالات يساعد المستخدمين على تطوير مهاراتهم وتحسين أدائهم، وهو أمر لا يقل أهمية عن الأداء التقني نفسه.

مقارنة الرسوم والعمولات في أفضل منصات التداول

تُعد الرسوم من أكثر العناصر تأثيرًا على قرار اختيار منصة التداول. فهي لا تؤثر فقط على أرباح المتداول، بل على استدامة استراتيجيته بالكامل، خاصة إذا كان يعتمد على التداول قصير الأجل أو اليومي. الرسوم قد تبدو بسيطة، لكنها تتراكم مع مرور الوقت، وقد تشكل فرقًا كبيرًا في النتائج النهائية.

أبرز أنواع الرسوم تشمل السبريد (فروق الأسعار)، وهي الفرق بين سعر البيع والشراء. بعض المنصات تقدم فروقات ثابتة، بينما تعتمد أخرى على فروقات متغيرة حسب حجم السيولة وتقلب السوق. المنصات ذات السبريد المنخفض تكون عادة مفضلة للمتداولين النشطين.

النوع الثاني هو العمولة المباشرة على الصفقة، والتي تفرضها بعض المنصات بدلًا من الفروقات أو إلى جانبها. هذه العمولة قد تكون مبلغًا ثابتًا أو نسبة من قيمة الصفقة. من المهم الانتباه إذا كانت العمولة تُفرض على جانبي الصفقة (فتح وإغلاق) أم لا.

الرسوم الأخرى تشمل رسوم السحب والإيداع، التي تختلف حسب طريقة الدفع المستخدمة (تحويل بنكي، بطاقة ائتمان، محفظة إلكترونية.. إلخ). بعض المنصات توفر السحب المجاني، بينما تفرض أخرى رسومًا ثابتة أو نسبة من المبلغ.

كذلك، هناك ما يُعرف بـ رسوم عدم النشاط، وهي رسوم تُخصم من الحساب إذا لم تُجرى عليه عمليات تداول لفترة محددة (عادة 3 إلى 12 شهرًا).

عند مقارنة الرسوم، لا يكفي النظر إلى الأرقام المعلنة فقط، بل يجب قراءة شروط الاستخدام بعناية، ومراجعة تجارب المستخدمين الحقيقية لتحديد ما إذا كانت هناك رسوم خفية أو شروط مجحفة.

تجربة المستخدم.. الأداء، الدعم، والموثوقية

تجربة المستخدم لا تقل أهمية عن الترخيص أو الرسوم. فهي تعكس كيفية تفاعل المنصة مع المتداول في كافة مراحل استخدامه: من فتح الحساب، إلى تنفيذ الصفقة، إلى طلب الدعم عند الحاجة. تقييم أفضل منصات التداول لا يكتمل بدون النظر في عناصر مثل الأداء الفني، سرعة الاستجابة، ووضوح النظام.

من حيث الأداء التقني، يبحث المستخدم عن منصة مستقرة، سريعة الاستجابة، وتعمل بدون أعطال أو تأخير أثناء الذروة. كثير من المتداولين أبلغوا عن خسائر سببها "انزلاق سعري" أو تجميد النظام أثناء إصدار أمر، وهو أمر يجب تفاديه بأي ثمن.

الدعم الفني أيضًا عنصر أساسي في التجربة. توافر فريق دعم متعدد اللغات، يشمل اللغة العربية، ويعمل على مدار الساعة، يُعد علامة إيجابية واضحة. كما أن تعدد وسائل التواصل (دردشة مباشرة، بريد إلكتروني، هاتف) يمنح المستخدم راحة أكبر في اختيار طريقة التواصل المفضلة له.

سهولة التنقل والتخصيص داخل المنصة تمثل عاملًا حاسمًا. هل يمكن للمستخدم تخصيص الرسوم البيانية؟ هل يستطيع ضبط تنبيهات سعرية أو تنفيذ أوامر تلقائية؟ هذه التفاصيل قد لا تبدو مهمة في البداية، لكنها تصبح حاسمة مع الوقت.

أخيرًا، تُعتبر الشفافية من المؤشرات المهمة. منصات تشرح بوضوح كل الرسوم، توضح أوضاع السوق، ولا تُخفي شروط الاستخدام في صفحات مخفية، عادة ما تحظى بثقة أعلى.

المنصة المثالية هي التي تحقق توازنًا بين الأداء الفني، سهولة الاستخدام، الدعم الفعّال، والشفافية الكاملة.

خلاصة

اختيار أفضل منصات التداول لعام 2025 يتطلب موازنة دقيقة بين عدة عوامل: من المميزات التقنية، إلى تكاليف التداول، مرورًا بتجربة المستخدم اليومية. لا توجد منصة مثالية للجميع، بل تختلف الأفضلية حسب هدف المتداول، ومستوى خبرته، ونوع الأصول التي يرغب في تداولها.

منصات مثل ننصحك قبل الالتزام المالي مع أي منصة أن تبدأ بحساب تجريبي، وتراجع تقييمات محايدة منشورة في مواقع متخصصة مثل دايلي انفستنج، الذي يقدم تحليلات مقارنة وشاملة تساعدك على اتخاذ قرار مبني على بيانات لا على الإعلانات الترويجية.

التداول الذكي لا يبدأ من الصفقة، بل من اختيار البيئة المناسبة لها.

مقالات مشابهة

  • أفضل منصات التداول لعام 2025.. مميزات، رسوم، وتجربة المستخدم
  • لقطة محرجة لستارمر مع ترامب تشعل وسائل التواصل (شاهد)
  • "مدبولي": اتفاقية التجارة الحرة مع صربيا ستلغي الرسوم الجمركية
  • مدبولي: اتفاقية التجارة الحرة بين مصر وصربيا سيتم بموجبها إلغاء الرسوم الجمركية
  • مدبولي يؤكد اتفاق مصر وصربيا على إلغاء الرسوم الجمركية وتعزيز بيئة الأعمال
  • هل يُقحم ترامب الولايات المتحدة في حرب مع إيران؟
  • الصين تتجه لإلغاء الرسوم الجمركية على صادرات 53 دولة إفريقية بينها المغرب
  • ترامب: الولايات المتحدة ستواصل دعم إسرائيل
  • مواجهة تستهدف النظام الإيراني والمجتمع المدني بإسرائيل يدفع الثمن لأول مرة
  • مجموعة السبع: أستراليا تعتزم طرح مسألة الرسوم الجمركية ومستقبل تحالف أوكوس مع واشنطن