ماكلارين ونوريس لمواصلة انطلاقتهما القوية في جائزة اليابان الكبرى
تاريخ النشر: 2nd, April 2025 GMT
طوكيو (أ ف ب) - تتجه الأنظار إلى جائزة اليابان الكبرى، الجولة الثالثة من بطولة العالم للفورمولا واحد، في ظل التغيرات التي بدأت تطرأ على المشهد العام بعد البداية القوية لفريق ماكلارين التي وضعت الهيمنة المطلقة للهولندي ماكس فيرستابن وفريقه ريد بول في المواسم الاربعة الماضية على المحك.
وفرض ماكلارين نفسه بقوة في مستهل الموسم بعد فوز البريطاني لاندو نوريس بالجولة الأولى في أستراليا، قبل أن يخطف زميله الاسترالي أوسكار بياستري الثانية في الصين متقدما على نوريس نفسه.
يتصدر نوريس الترتيب العام للسائقين برصيد 44 نقطة بفارق 8 عن فيرستابن الذي حل وصيفا ثم رابعا في الجولتين الافتتاحيتين.
وقال نوريس "باستثناء فيراري، لا أعتقد أن هناك فريقا آخر يضم سائقين يتنافسان مع بعضهما البعض بقوة مماثلة".
وأردف "بالنسبة لنا، هذه ميزة كبيرة".
ويبحث فيرستابن، بطل العالم في المواسم الأربعة الماضية، عن تسجيل انتصاره الأول في الروزنامة الحالية، متسلحا بفوزه بالنسخ الثلاث الأخيرة في اليابان، حيث حسم لقبه الثاني في بطولة العالم على هذه الحلبة بالذات في عام 2022.
كما عبر فيرستابن الذي حل ثانيا في ملبورن، رابعا في شنغهاي وثالثا في سباق السرعة، في الآونة الأخيرة عن محبته لحلبة سوزوكا التي وصفها بالـ "المدرسة القديمة".
وكان الهولندي قد تفوق على زميله السابق في ريد بول، المكسيكي سيرخيو بيريس بفارق 12.5 ثانية في سباق الموسم الماضي.
من جهته، يواصل فيراري البحث عن موطئ قدم له هذا الموسم بعد نتيجته الكارثية في الصين قبل أسبوعين.
واستهل الصانع الايطالي الجولة السابقة بمعنويات عالية بعد أن هيمن البريطاني لويس هاميلتون بطل العالم سبع مرات على سباق السرعة (سبرينت) محققا فوزه الاول بقميص سكوديريا.
لكن الفرحة تحولت الى مأساة بعدما أُقصي الثنائي شارل لوكلير من موناكو وهاميلتون من جائزة الصين مع شطب نتيجتيهما بسبب مخالفات في سيارتيهما.
من ناحية أخرى، نجح مرسيدس في التكيف سريعا بعد رحيل هاميلتون وحقق بداية لا يُستهان بها عن طريق البريطاني جورج راسل الذي حل ثالثا في الجولتين الافتتاحيتين، ليحتل المركز الثالث ايضا في ترتيب بطولة العالم.
كما أظهر سائقه الايطالي الشاب كيمي أنتونيلي (18 عاما) بعض العروض الواعدة بحلوله رابعا ثم سادسا.
وسيجذب الياباني يوكي تسونودا المنتقل إلى ريد بول الأنظار على أرضه، حاملا وزر القيادة إلى جانب فيرستابن وفي فريق يبحث عن الاحتفاظ بمكانته في ظل المنافسة الشرسة مع ماكلارين.
ويطمح تسونودا للصعود إلى منصة التتويج في سباق بلاده بعد انتقاله "الخيالي" إلى فريق ريد بول ليحل بدلا من النيوزيلندي ليام لاوسون.
ووصف تسونودا الشعور الذي انتابه بعد انتقاله إلى الحظيرة النمسوية بـ "الخيالي" وهو يستعد للجلوس خلف مقود سيارة أحد أفضل الفرق عند خط الانطلاق، ويضع نصب عينيه ترك بصمة أمام الجماهير اليابانية في سوزوكا حيث يتمتع بشعبية عالية.
يأتي تسونودا من رايسينغ بولز (آر بي) الرديف لريد بول، في حين سيسلك لاوسون (23 عاما) المسار المعاكس بعودته إلى الفريق الذي دافع عن ألوانه خلال الجوائز الكبرى الست الاخيرة في الموسم الماضي.
ودعا مدير ريد بول، البريطاني كريستيان هورنر، السائق الياباني للاقتراب "بأكبر قدر ممكن" من فيرستابن، بحسب ما صرح به تسونودا الذي تُعد أفضل نتيجة له حلوله في المركز الرابع في سباق جائزة أبو ظبي الكبرى عام 2001 مع فريق "آر بي" الذي كان يحمل في حينها اسم ألفا تاوري.
وقال تسونودا لشبكة "بي بي سي": "في النهاية، يركز فريق ريد بول على إحراز ماكس للقب بطولة السائقين".
وتابع "لقد وعدني ايضا، في بعض الحالات، بأنني إذا استطعت أن أكون أمام ماكس، فلن يطلب مني بالضرورة أن أبدل المراكز وأن أتيح لماكس الفوز".
وحل تسونودا الذي يخوض موسمه الخامس في البطولة، المركز الثاني عشر في الجولة الافتتاحية قبل أن ينتزع ثلاث نقاط بحلوله سادسا في سباق السرعة في شنغهاي.
المصدر: لجريدة عمان
إقرأ أيضاً:
ضربة إسرائيل القوية التي وحّدت إيران
أصبح الهجوم العسكري الإسرائيلي المستمر على إيران أحد أبرز الضربات العابرة للحدود في تاريخ المنطقة الحديث. فالعملية، التي تجاوزت كونها استهدافًا لمنصات صواريخ أو منشآت نووية، شملت اغتيالات بارزة وهجمات إلكترونية معقدة. من أبرز تطوراتها اغتيال عدد من كبار القادة الإيرانيين، بينهم اللواء محمد باقري، وفي الحرس الثوري حسين سلامي، ورئيس القوة الجوفضائية أمير علي حاجي زاده.
هذه الاغتيالات تشكل أقسى ضربة تتعرض لها القيادة العسكرية الإيرانية منذ الحرب العراقية الإيرانية (1980-1988). ومع ذلك، فإن الهجوم يتجاوز كونه عملية عسكرية بحتة؛ فهو تجسيد لعقيدة سياسية بُنِيَت على مدى عقود.
رغم التصريحات الإسرائيلية التي تصف العملية بأنها إجراء استباقي لمنع إيران من امتلاك سلاح نووي، فإن المنطق الإستراتيجي العميق يبدو أكثر وضوحًا: زعزعة استقرار الجمهورية الإسلامية وصولًا إلى انهيارها.
فلطالما اعتبر بعض الإستراتيجيين الإسرائيليين والأميركيين أن الحل الوحيد لاحتواء الطموحات النووية الإيرانية يكمن في تغيير النظام. وهذه الحملة تندرج في هذا التوجه القديم، لا فقط عبر الوسائل العسكرية، بل من خلال ضغوط نفسية وسياسية واجتماعية داخل إيران.
تُظهر التطورات الأخيرة أن العملية ربما صُمِمَت لإشعال شرارة انتفاضة داخلية. فالخطة مألوفة: اغتيال القادة، حرب نفسية، حملات تضليل، واستهداف رمزي لمؤسسات الدولة.
في طهران، أفادت التقارير بأن الهجمات الإلكترونية المدعومة إسرائيليًا والغارات الدقيقة أصابت مباني حكومية ووزارات، وعطلت مؤقتًا البث التلفزيوني الوطني؛ أحد أركان البنية الإعلامية للجمهورية الإسلامية.
في المقابل، تعكس التصريحات السياسية الإسرائيلية هذا المسار. ففي لقاءات مغلقة وتصريحات صحفية محددة، أقر المسؤولون بأن المنشآت النووية الإيرانية المحصنة عميقًا- بعضها مدفون لأكثر من 500 متر تحت جبال زاغروس والبرز- لا يمكن تدميرها دون تدخل أميركي مباشر باستخدام قنابل GBU-57 الخارقة للتحصينات، التي لا تستطيع حملها سوى قاذفات B-2 أو B-52 الأميركية. وغياب هذه الإمكانات جعل القادة الإسرائيليين يقتنعون بأن وقف البرنامج النووي الإيراني لن يتحقق إلا بتغيير النظام.
إعلانهذا السياق يمنح الأفعال العسكرية والسياسية الإسرائيلية بعدًا جديدًا. فبعد الهجمات، كثفت إسرائيل رسائلها الموجهة إلى الشعب الإيراني، ووصفت الحرس الثوري ليس كمدافع عن الوطن، بل كأداة قمع ضد الشعب.
وكانت الرسالة: "هذه ليست حرب إيران، بل حرب النظام." وقد ردد شخصيات من المعارضة الإيرانية في الخارج- كرضا بهلوي نجل شاه إيران السابق، ولاعب كرة القدم السابق علي كريمي- هذا الخطاب، مؤيدين الهجمات، وداعين إلى إسقاط النظام.
لكن يبدو أن الإستراتيجية حققت عكس ما كانت ترجوه. فعوضًا عن إشعال ثورة جماهيرية أو تفكيك الوحدة الوطنية، عززت الهجمات شعورًا عامًا بالتماسك الوطني عبر مختلف التيارات. حتى بعض المنتقدين التقليديين للنظام عبّروا عن غضبهم مما اعتبروه اعتداءً أجنبيًا على السيادة الوطنية. وتجددت في الوعي الجماعي ذكريات التدخلات الخارجية- من انقلاب 1953 بدعم الـCIA، إلى حرب العراق- مفجّرة ردة فعل دفاعية متأصلة.
حتى بين نشطاء حركة "المرأة، الحياة، الحرية"- التي أشعلت احتجاجات وطنية إثر مقتل مهسا أميني عام 2022 أثناء احتجازها- برز تردد واضح في دعم أي تدخل عسكري أجنبي. ومع انتشار صور المباني المدمرة وجثث الجنود الإيرانيين، تراجعت مطالب التغيير السياسي لصالح خطاب الدفاع عن الوطن.
وبرزت شخصيات عامة ومعارضون سابقون للجمهورية الإسلامية يدافعون عن إيران ويُدينون الهجمات الإسرائيلية. فقد صرح أسطورة كرة القدم علي دائي: "أفضل الموت على أن أكون خائنًا"، رافضًا أي تعاون مع الهجوم الأجنبي. أما القاضي السابق والمعتقل السياسي محسن برهاني فكتب: "أُقبّل أيادي جميع المدافعين عن الوطن"، في إشارة إلى الحرس الثوري وبقية القوات المسلحة.
ما بدأ كضربة عسكرية محسوبة ضد أهداف محددة، قد ينتهي بتعزيز النظام لا بإضعافه؛ عبر حشد وحدة وطنية وتكميم الأصوات المعارضة. فمحاولة صنع ثورة من الخارج قد لا تفشل فقط، بل قد تنقلب ضد من خطط لها.
وإذا كان الهدف النهائي لإسرائيل هو تحفيز انهيار النظام، فقد تكون قد قللت من شأن الصلابة التاريخية للنظام السياسي الإيراني، ومن قوة التماسك الذي يولده الألم الوطني.
وبينما تسقط القنابل ويُقتل القادة، يبدو أن النسيج الاجتماعي الإيراني لا يتفكك، بل يعيد نسج نفسه من جديد.
الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.
aj-logoaj-logoaj-logo إعلان من نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطخريطة الموقعتواصل معنااعرض المزيدتواصل معنااحصل على المساعدةأعلن معناابق على اتصالالنشرات البريديةرابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+تابع الجزيرة نت على:
facebooktwitteryoutubeinstagram-colored-outlinersswhatsapptelegramtiktok-colored-outline