بحمد الله انتصر الجيش السوداني وعادت الخرطوم، وفرح كل أهل السودان بالنصر، (إلا من أبى)، أرسل لي أبني محمد المقيم في سلطنة عمان برسالة يبارك فيها تحرير الخرطوم، وبرفقتها الفيديو الذي يحوي سجدة الرئيس البرهان، كنت حينها أتلو فوضعت المصحف جانبا وقرأت الرسالة وشاهدت المقطع، وعندما عدت إلى المصحف إذا بي أجد الآية التي توقفت عندها هي الآية ال85 من سورة القصص!
{إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لَرَادُّكَ إِلَىٰ مَعَادٍ ۚ قُل رَّبِّي أَعْلَمُ مَن جَاءَ بِالْهُدَىٰ وَمَنْ هُوَ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ} القصص 85.
ماكان مني إلا أن سجدت سجدة شكر يا أحباب،
فهذه الآية كانت بشارة لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وهو مهاجر إلى المدينة، بأن الله تعالى سيرده إلى مكة قاهرا لأعدائه!.
قال مقاتل رضي الله عنه: خرج النبي صلى الله عليه وسلم من الغار ليلا مهاجرا إلى المدينة في غير الطريق مخافة الطلب، فلما رجع إلى الطريق ونزل الجحفة عرف الطريق إلى مكة فاشتاق إليها، فقال له جبريل إن الله يقول: {إن الذي فرض عليك القرآن لرادك إلى معاد…} أي إلى مكة ظاهرا عليها، قال ابن عباس: نزلت هذه الآية بالجحفة، فليست مكية ولا مدنية.
وقيل هو بشارة له بالجنة، لكن القول الأول أرجح، وهو قول جابر بن عبد الله، وابن عباس، ومجاهد، وغيرهم.
قال القتبي: معاد الرجل بلده، لأنه ينصرف ثم يعود.
كم استأنست بهذه بالآية الكريمة يا أحباب، أعدت تلاوتها مرات قبل أن أكمل تلاوتي.
أشد على يدك أيها القائد الساجد، وهنيئا لك بأجر السنة الحسنة:
(مَن سَنَّ سُنَّةً حَسنةً فعمِلَ بِها ، كانَ لَهُ أجرُها وَمِثْلُ أجرِ مَن عملَ بِها ، لا يَنقُصُ مِن أجورِهِم شيئًا…).
لكن إعلم بأن هذه السجدة الرئاسية ستصبح الشغل الشاغل ل(مقطوعي الطاري) طوال الأشهر القادمة، سيقولون للسفراء والسفارات إياها:
هاكم جبنا ليكم الدليل الدامغ بأنو الزول دا إرهابي.
مبروك جيشنا ياجيش الهنا.
ورحمة الله للشهداء، واللهم شفاؤك العاجل للجرحى، ونسألك العوض لكل من نزح ومن لجأ، يسر لهم يا الله العودة، ويابيوت الطين أقيفي.
adilassoom@gmail.com
عادل عسوم
إنضم لقناة النيلين على واتسابالمصدر: موقع النيلين
إقرأ أيضاً:
السودان: كامل إدريس يعيّن وزيرين جديدين للدفاع والداخلية
جاءت هذه التعيينات بعد أسابيع من تكليف الفريق أول عبد الفتاح البرهان، قائد الجيش السوداني، إدريس بتولي رئاسة مجلس الوزراء، في خطوة مثّلت أول محاولة لتشكيل حكومة منذ انقلاب الجيش والدعم السريع على الحكومة الإنتقالية السابقة برئاسة عبدالله حمدوك.
بورتسودان: التغيير
أصدر رئيس مجلس الوزراء السوداني، كامل الطيب إدريس، اليوم الثلاثاء، قراراً بتعيين الفريق حسن داؤود كبرون كيان وزيراً للدفاع، والفريق شرطة بابكر سمرة مصطفى علي وزيراً للداخلية.
ووجّه إدريس الوزارتين والجهات المختصة باتخاذ الإجراءات اللازمة لتنفيذ القرار بشكل فوري.
وجاءت هذه التعيينات بعد أسابيع من تكليف الفريق أول عبد الفتاح البرهان، قائد الجيش السوداني، إدريس بتولي رئاسة مجلس الوزراء، في خطوة مثّلت أول محاولة لتشكيل حكومة منذ انقلاب الجيش والدعم السريع على الحكومة الإنتقالية السابقة برئاسة عبدالله حمدوك.
ويأتي قرار تعيين وزيرين جديدين للدفاع والداخلية في سياق أزمة سياسية متصاعدة بين المكونات المدنية والعسكرية المرتبطة بالجيش السوداني، وذلك على خلفية تكليف الفريق أول عبد الفتاح البرهان، قائد الجيش، كامل الطيب إدريس بتشكيل حكومة جديدة في مايو الماضي.
وتُعد هذه الخطوة أول محاولة لتفعيل مؤسسات الدولة منذ اندلاع الحرب بين الجيش وقوات الدعم السريع في أبريل 2023. غير أن تشكيل هذه الحكومة قوبل برفض واسع من أطراف سياسية مدنية وشركاء للجيش، ممن اعتبروا الخطوة تقوض مكاسبهم السابقة.
في المقابل، كانت قوات الدعم السريع قد أعلنت في وقت سابق عن تشكيل حكومة موازية أطلقت عليها اسم “حكومة السلام والوحدة”، تدير المناطق الخاضعة لسيطرتها.
وقد أدى هذا الانقسام بين القوى العسكرية والسياسية إلى تعقيد المشهد السوداني بشكل كبير، في ظل تحذيرات دولية متكررة من مخاطر الانقسام السياسي وتجزئة السلطة، وسط تعثر مبادرات الوساطة الإقليمية والدولية.
وتشير هذه التطورات إلى تصاعد الصراع حول شرعية الحكم والسيادة على مؤسسات الدولة، في وقت يعاني فيه السودان من فراغ دستوري وتدهور أمني وإنساني متزايد، ما يجعل مستقبل الاستقرار السياسي في البلاد على المحك.
الوسومكامل إدريس وزير الداخلية السوداني وزير الدفاع السوداني