لماذا ننسى ذكريات سنواتنا الأولى؟ العلم يكشف سر فقدان الذاكرة المبكر
تاريخ النشر: 3rd, April 2025 GMT
في القصة القصيرة "فونس، الذاكرة" للكاتب خورخي لويس بورخيس، يتمتع البطل بقدرة خارقة -قد تكون نعمة أو لعنة- على تذكّر كل شيء. لكن بالنسبة لمعظم الناس، فإن الذكريات نادرًا ما تعود إلى ما قبل سن الثالثة أو الرابعة. وقبل ذلك، يبدو أن الذاكرة خالية تماما.
ومع ذلك، فإن هذه السنوات المبكرة المفقودة لا تعني أن الناس يتعمّدون نسيان تعرضهم للدلع والهمهمة وكأنهم حيوانات أليفة لا تقدر على أكثر من ملء الحفاض.
فقد يكون هناك تفسير علمي أكثر تعقيدًا، يتمثل في ظاهرة غامضة تُعرف باسم "فقدان الذاكرة الطفولي"، وهي التي تجعل الرضع ينسون الأحداث المحددة، وفقًا لفريق من الباحثين في علم النفس بجامعة ييل.
وقال نيك تورك-براون، أستاذ علم النفس في جامعة ييل: "السمات المميزة لهذا النوع من الذكريات، والتي نُطلق عليها الذكريات العرضية، هي أنك تستطيع وصفها للآخرين، لكن هذا غير ممكن عندما نتعامل مع رُضّع لا يتكلمون بعد".
وقد تُحدث نتائج الفريق، التي استندت جزئيًا إلى عرض صور على الأطفال ونُشرت في مجلة ساينس، تغييرًا في الفكرة السائدة منذ زمن طويل بأننا لا نتذكر فترة الطفولة لأن الحُصين -الجزء المسؤول عن تخزين الذكريات في الدماغ- لا يكتمل نموه حتى سن المراهقة.
إعلانوقال الفريق: "ارتبط النشاط المتزايد في الحُصين عند عرض صور لم تُرَ من قبل بسلوك بصري يعتمد على الذاكرة لاحقًا، بدءًا من عمر عام تقريبًا، مما يشير إلى أن القدرة على ترميز الذكريات الفردية تبدأ في وقت مبكر من مرحلة الطفولة".
وبحسب بول فرانكلاند وآدم رامساران من مستشفى الأطفال المرضى في تورنتو، واللذين نشرا تعليقًا على الموضوع في مجلة ساينس، فإن الأطفال يُشكّلون "ذكريات عابرة".
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
رعب في البحر الأحمر.. قائد مدمّرة أمريكية يكشف لحظة الخوف الأولى تحت نيران اليمن
يمانيون../
من قلب المشهد المشتعل في البحر الأحمر، تخرج الاعترافات الأمريكية تباعًا، كاشفةً هشاشة القوة العسكرية التي طالما روّجت لها واشنطن، في وجه صمود اليمنيين ونيرانهم الدقيقة.
في اعتراف غير مسبوق، كشف قائد المدمّرة الأمريكية يو إس إس ستوكديل، جاكوب بيكلهايمر، عن مشاعر الخوف والقلق التي اجتاحت طاقمه خلال تعرضهم لأول مرة لهجوم صاروخي يمني، قائلاً: “قلبي كان يخفق بسرعة عندما سقطت علينا نيران القوات المسلحة اليمنية… الأمر لا يشبه أي تدريب، فصواريخ أرض-جو الحقيقية تُشعرك أنك في جحيم حقيقي.”
هذه التصريحات التي نقلها موقع بيزنس إنسايدر الأمريكي، تأتي في سياق الانكشاف التدريجي لما يُمكن وصفه بـ”الورطة البحرية الأمريكية” في البحر الأحمر، حيث فشلت واشنطن، رغم ترسانتها الضخمة، في كسر إرادة صنعاء أو حماية مصالحها ومصالح كيان العدو الصهيوني، وسط تصاعد غير مسبوق للعمليات البحرية اليمنية.
الجنرال بيكلهايمر لم يكن الوحيد الذي أقر بهذا الفشل، إذ سبقه بساعات نائب الرئيس الأمريكي، جي دي فانس، بتصريح خطير قال فيه إن “عصر الهيمنة الأمريكية على البحر والجو والفضاء قد انتهى الآن، وعلى واشنطن أن تتكيّف مع واقع جديد.”
هذه التصريحات، بحسب متابعين، تؤكد أن ما جرى لحاملة الطائرات الأمريكية يو إس إس هاري ترومان وقطعها الحربية من ضربات يمنية، لم يكن مجرد حادث عابر، بل مؤشر لتحول استراتيجي كبير في طبيعة الحرب البحرية، وقدرة الدول الصغيرة على فرض معادلات الردع على أعتى الجيوش.
وقد اضطرت حاملة الطائرات “ترومان” لمغادرة البحر الأحمر في مشهد وُصف بـ”الفرار المُذلّ”، بعد أن أصبحت هدفًا مباشرًا لصواريخ وطائرات القوات المسلحة اليمنية، التي أثبتت قدرتها ليس فقط على الصمود، بل على المبادرة والهجوم الفعال.
وتُعد اليمن اليوم الدولة الوحيدة في العالم التي قصفت فعليًا حاملات طائرات أمريكية في عرض البحر، وأجبرت القوة البحرية الأكثر تطورًا في العالم على الانكفاء، في مشهد يعيد صياغة المفاهيم العسكرية لما بعد الحرب العالمية الثانية.
فبينما كانت واشنطن تعتقد أنها ستخوض حربًا خاطفة لتأمين الملاحة نحو العدو الصهيوني، وجدت نفسها في مستنقع مرعب، تتلقى فيه الضربات، ويهتز فيه جنرالاتها من أول صاروخ يمني يضيء سماء البحر الأحمر.
إنها لحظة تاريخية بكل المقاييس، تُكتب من ميدان المواجهة البحرية، وتؤكد للعالم أن زمن التفرد الأمريكي قد تهاوى من بوابة صنعاء.