لجريدة عمان:
2025-07-13@04:55:46 GMT

نصف قرن على وفاة كوكب الشرق !

تاريخ النشر: 4th, April 2025 GMT

نصف قرن على وفاة كوكب الشرق !

على ضفاف النيل الخالد، بدأت حكايات الزمن الجميل وامتدت حتى يومنا هذا، شخصيات عظيمة وُلدت وعاشت ولمعت في سماء الحياة، وملأت الوجود وَهَجًا بأصوات لن تتكرر، وسافرت عبر سنوات الزمن، قاطعة أميالًا كثيرة وفيافي لا تعرف المستحيل. التفَّ حول حفلاتها المذاعة عبر المذياع ملايين البشر من أقطار عدة، سمت في عُلا الفن الجميل المؤدب، فأطربت آذان الحضور وأعادت للمستمع العربي شيئًا من الذكريات.

ثم دار الزمن بها كغيرها من البشر، فخفتت الأنوار الساطعة أمام عينيها، وأسقطها المرض شيئًا فشيئًا في وَحْل الغياب، حتى رحلت عن عالمنا مثل النجوم التي تموت في عمر معين، لكنها تركت إرثًا فنيًّا لا يُقارن بما يُقدَّم الآن، لذا بقيت خالدة في قلوب الأوائل ومن يتذوقون طعم الفن الأصيل.

من لا يعرف عن فاطمة إبراهيم السيد البلتاجي شيئًا، فهو الاسم الحقيقي للفنانة الراحلة «أم كلثوم»، ولعل من تابع أو سوف يتابع شريطًا من الذكريات، سيعرف أيضًا وجوهًا كثيرة رافقت مسيرة كوكب الشرق، وبعضًا من فصول حياتها، سواء من حيث النشأة والموهبة والتألق، ثم رحلة المرض وبعدها الرحيل. ومن يتعمق أكثر سيستخلص الكثير مما قدمته الدراما العربية التي تناولت فصولًا من حياة الفنانة الراحلة، والمفاجآت التي قدمها مسلسل «أم كلثوم»، الذي أعطى المشاهد العربي في كل مكان كمًّا كبيرًا من المعلومات حول هذه الشخصية «الإنسانية» والطربية، التي أطلق عليها جمهورها العريض العديد من الألقاب الجميلة، من بينها: «ثومة، والست، وسيدة الغناء العربي، وشمس الأصيل، وصاحبة العصمة، وكوكب الشرق، وقيثارة الشرق، وفنانة الشعب» وغيرها من الألقاب العظيمة.

وسواء كنت متابعًا أو غير متابع، فقد عبر على أُذنك صوتها الشجي من خلال أغانٍ كثيرة لامست وجدان المستمع العربي، أما إذا كنت مستمعًا جيدًا، فإن أُذنك الموسيقية قد أطربها سماع أغانيها التي لا تُنسى، ومنها أغنية «ليلة العيد» التي لا تزال تُذكرنا بجمال هذه المناسبة وحلاوتها.

وفي كلتا الحالتين، ستقف أمام شخصية جدلية شغلت العالم العربي في فترة من فترات الزمن الجميل، وأصبحت أيقونة طربية قد لا تتكرر في الحياة، مهما وُلد في الفن أصوات جميلة.

منذ أيام ليست بالبعيدة، استفاق محبو كوكب الشرق أم كلثوم على احتفالية أعادت لهم ذكرى وفاة هذه الشخصية الغنائية العربية، التي أجمع الملايين على حب صوتها في أقطار مختلفة، صوت يمتد عبر مساحات بعيدة وقفار عربية وأجنبية، كانت تعيش مرحلة «الحرب والسلام». أثرت في وجدان المستمع العربي في مرحلة الخمسينيات والستينيات من القرن العشرين.

واكبت أم كلثوم هموم الوطن العربي، وعايشت سواد أيام النكبة، وتفاعلت مع قضايا الأمة العربية، أعطت الكثير لوطنها مصر، وشاطرته همومه وأفراحه وأحزانه، وبقيت حفلات أم كلثوم ينتظرها الناس بفارغ الصبر. هذه الشخصية التي التفَّ حولها الملايين، جسدت معاني كثيرة في أغانيها الخالدة، وتركت أيضًا الكثير من الأشياء التي لا تُنسى ولا تموت مع الزمن.

إذن، نحن أمام نصف قرن من الغياب لهذه الشخصية المهمة في عالم الفن والغناء، خمسون عامًا من الغياب هي المدة التي انقضت على رحيل «أم كلثوم»، التي أشعلت فتيل الطرب الأصيل في خلايا جسد الناس، من خلال أغانيها التي خلدها التاريخ. ولا تزال المقاهي القاهرية وغيرها في مدن عالمنا العربي الكبير تحرص على تقديم أغانيها لرواد تلك المقاهي، فهي صوت الأصالة في بوتقة الأغنية العربية، سواء «كلمة، أو لحنًا، أو معنى، أو صوتًا» لن يتكرر كثيرًا في الحياة.

أم كلثوم رحلت عن عالمنا بعد رحلة عطاء طويلة، قضتها كأي إنسان يعيش دورة حياته، ما بين نجم ساطع، ثم يتضاءل بريقه، إلى أن يصل مداره بعيدًا عن الأنظار. هكذا كانت رحلة هذه الفنانة، التي عانت هي الأخرى من المرض الذي كان يستوطن في جسدها بصمت، فكان حب الناس هو ما يدفعها إلى مقاومته. بعض حفلاتها كانت تُبث من حين إلى آخر عبر الإذاعات العربية، في مرحلة التألق الفني والمجد الغنائي.

لقد عاشت كوكب الشرق «أم كلثوم» حياة مضطربة بالأحداث، فهي لم تنسلخ أبدًا من نسيجها الوطني العربي، الذي كان يعيش سنوات صعبة، وشهد في حياتها انتكاسة الهزيمة في حرب سبعة وستين، فوجهت أغانيها للوطن والإنسانية والأمة بأكملها. وبما هو موثق وحاضر في سجلات التاريخ، فإن أم كلثوم غنّت قرابة ثلاثمائة وعشرين أغنية، من إنتاج أفضل المبدعين في مجال التلحين والتأليف، وبرعت في المديح النبوي والغناء الديني، خاصة في أداء القصائد الطويلة والشعر القديم، ومنها: «نهج البردة»، «سلوا قلبي»، «ولد الهدى»، «أراك عصيّ الدمع»، «رباعيات الخيّام»، وغيرها من الروائع العربية الجميلة.

رحم الله كوكب الشرق، كانت ولا تزال شخصية محورية، ونموذجًا إنسانيًّا يحمل في تفاصيل قصة حياته الكثير من البعد الإنساني الرائع.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: هذه الشخصیة کوکب الشرق أم کلثوم

إقرأ أيضاً:

هل تدور الأرض أسرع ويتسارع الزمن في الأيام القادمة؟

يتوقع علماء الفلك أن يمر بشهري تموز / يوليو وآب / أغسطس ، أقصر يومين وأسرع من المعتاد خلال العام.

ونشرت صحيفة "الغارديان" تقريرا لمراسلتها لشؤون المناخ والبيئة، بترا ستوك، قالت فيه إن الوقت يمر بسرعة، وقد تمر ثلاثة أيام في تموز/ يوليو وآب/ أغسطس أسرع من المعتاد هذا العام - ولكن فقط إذا تم ضبط ساعاتكم على التوقيت الفلكي.

ويبلغ اليوم الأرضي القياسي 86,400 ثانية، ولكن في 9 تموز/ يوليو و22 تموز/ يوليو و5 آب/ أغسطس، يتوقع العلماء أن يتسارع دوران الكوكب بالنسبة للشمس، مما يقلل طول الأيام بمقدار ميلي ثانية أو أكثر.

في هذه الفترة من التسارع الكبير، هل يتسارع الزمن نفسه الآن؟ وهل سيضطر مراقبو الوقت العالميون إلى تخطي ثانية واحدة للحفاظ على انتظام الأمور؟


من يحسب الوقت، وكيف؟
قبل خمسينيات القرن الماضي، كان طول اليوم يُحدد بدوران الأرض وموقع الشمس الظاهري.

وقال مسؤول الوقت والتردد في المعهد الوطني للقياس - وهو المسؤول القانوني عن ضبط الوقت في أستراليا والمرجع النهائي في تحديد الثانية الدكتور مايكل ووترز: "تدور الأرض مرة واحدة يوميا، ونقسم ذلك على 86400، أي ثانية واحدة".

وأضاف : "لطالما احتجنا إلى القيام بأشياء معينة في أوقات محددة، بدرجات متفاوتة من الدقة، مثل معرفة موعد زراعة المحاصيل. ومع ازدياد تعقيد المجتمع، أصبح من الضروري معرفة الوقت بدقة أكبر".

في الوقت الحالي، يتتبع المعهد الوقت باستخدام ساعات ذرية، قادرة على القياس بالنانوثانية (جزء من مليار من الثانية)، ومتزامنة عالميا مع التوقيت العالمي المنسق (UTC).

وقال ووترز: "لدينا ساعات ذرية هنا في مختبر ليندفيلد. إحداها هي مصدر الوقت، وأخرى نستخدمها فقط للتحقق من عملها بشكل صحيح".


هذه القياسات الدقيقة مهمة عندما يتعلق الأمر بالتكنولوجيا، وفقا للدكتور ديفيد غوزارد، الفيزيائي التجريبي المتخصص في تقنيات حفظ الوقت ومزامنته بدقة في جامعة غرب أستراليا.

وتعتمد أجهزة الكمبيوتر والخوادم وأنظمة تحديد المواقع العالمية (GPS) والشبكات المصرفية والكهربائية، بالإضافة إلى التلسكوبات الكبيرة، جميعها على مزامنة دقيقة للغاية، أحيانا في حدود جزء من مليار من الثانية، كما يقول. "ننقل البيانات بسرعة كبيرة، ويجب أن تكون جميعها موسومة زمنيا، حتى تعرف أجهزة الكمبيوتر أي البيانات تذهب إلى أين".

هل يختلف طول كل يوم؟

وعلى عكس الساعة الذرية، يمكن أن يكون دوران الأرض غير منتظم. يمكن أن يكون اليوم ملي ثانية، أو جزء من ملي ثانية، أقصر أو أطول من المتوسط.

وقال غوزارد إن أحد العوامل المساهمة هو "رقصة الجاذبية" بين الأرض والقمر. في بعض الأحيان، يعمل القمر كمكبح يدوي، مما يؤدي إلى حدوث مد وجزر في المحيط، والذي ينتفخ باتجاهه ويبطئ دوران الأرض قليلا. عندما يكون القمر في أبعد نقطة عن خط الاستواء، يضعف هذا التأثير.

وقال العالم في معهد علوم الأرض الأسترالية، أوليج تيتوف، إن التسارع والتباطؤ يتبعان اتجاهات موسمية. أقصر يوم في كل عام يكون حوالي شهري تموز/ يوليو وآب/ أغسطس، ويتبعه تباطؤ من تشرين الثاني/ نوفمبر إلى آذار/ مارس.

ولاحظ العلماء تسارعا طفيفا في دوران الأرض منذ عام 2020، أسرع يوم مسجل حتى الآن، في 5 تموز/ يوليو 2024، كان أقصر بمقدار 1.66 ميلي ثانية من المتوسط.


وأضاف تيتوف: "هناك إجماع عام على أن الأرض ستتباطأ مرة أخرى (سينتصر التباطؤ)، ولكن هناك خطر من أن التسارع قد يكون فعالا لبضعة عقود".

هل نحتاج إلى إضافة أو طرح "الثواني الكبيسة"؟

ومع تراكم الملي ثانية، يبتعد نظام الوقت القائم على دوران الأرض (المعروف باسم التوقيت العالمي 1) عن النظام الرسمي للتوقيت العالمي المنسق (UTC)، الذي تقيسه الساعات الذرية عالية الدقة.

ولتقليص الفجوة، بدأ مسجلو الوقت العالميون بإضافة ما يُسمى "الثواني الكبيسة"، مضيفين ثانية إضافية هنا وهناك عند الحاجة. أُضيفت الأولى عام 1972، والأحدث عام 2016.

وقال غوزارد: "الساعات الذرية وشبكاتنا الحاسوبية هي الشكل الجديد والمتفوق لقياس الوقت، لكننا نُجبرها على مواكبة هذا الشكل القديم من القياس". وأعرب عن سعادته بموافقة المجتمع الدولي على التوقف عن إضافة الثواني الكبيسة ابتداء من عام 2035.

ولكن إذا استمر هذا التسارع، فقد يتطلب الوضع تعديلا مختلفا وغير مسبوق. فبدلا من إضافة ثانية كبيسة، قد يضطر مسجلو الوقت إلى حذف ثانية.


وأشار ووترز إلى أن حذف الثانية الكبيسة قد يُسبب مشاكل، حيث لم يُختبر تخطي ثانية واحدة عمليا.

ويضيف غوزارد أن بضعة ملي ثانية هنا أو هناك لن تُحدث فرقا كبيرا لمعظم الناس. خاصة وأننا نضيف أو نطرح ساعة "عشوائيا" مع التوقيت الصيفي ونطبق نفس المناطق الزمنية على مئات الكيلومترات.

وقال ووترز إن فرق ميلي ثانية سيكون غير محسوس للعين البشرية والدماغ. حتى لو تراكمت عدة ثوانٍ في الفرق على مدى قرن، "لن يلاحظ ذلك أحد في الحقيقة".

مقالات مشابهة

  • الزعيم يسابق الزمن لحسم صفقة” كين”
  • آمال ماهر تروج لأحدث أغانيها خبر عاجل
  • اكتشاف كوكب جديد أكبر من الأرض وغني بالماء.. أين يوجد وهل يصلح للحياة؟
  • حين صمتَ الحب ونطقت الأنا
  • هل تدور الأرض أسرع ويتسارع الزمن في الأيام القادمة؟
  • بمشاركة السفير محمد العرابي.. الشؤون العربية بنقابة الصحفيين تنظّم أولى فعاليات صالونها
  • مفاجأة.. عبلة كامل كانت ستقدم شخصية أم كلثوم بدلا من صابرين| تفاصيل
  • 73عرضًا مصريًا و52 عربيًا ودوليًا يتقدمون للمشاركة في ملتقى القاهرة الدولي للمسرح الجامعي لدورة «كوكب الشرق»
  • كأنه من كوكب آخر.. مصور درون يرصد مشهد جيولوجي غريب في إيران
  • في ذكرى وفاة عمر الشريف.. كيف عبر لورانس العرب حدود الشرق إلى العالم؟