كوبا تراهن على الطاقة الشمسية لحل أزمة الكهرباء
تاريخ النشر: 5th, April 2025 GMT
سينفويغوس (كوبا) "أ ف ب": في مدينة سينفويغوس وسط كوبا التي يبلغ عدد سكانها حوالي 9.7 مليون نسمة، لا تزال تعتمد بشكل رئيسي على الوقود الأحفوري لتشغيل محطاتها الكهربائية الثمانية القديمة، إضافة إلى العديد من المولدات، ولحل أزمة الطاقة المزمنة، أطلقت الحكومة الكوبية مشروعًا طموحًا لإنتاج الطاقة الشمسية، يهدف إلى بناء 55 محطة للطاقة الشمسية بحلول عام 2025.
وتجري الأعمال في موقع بناء محطة "لا يوكا" الكهروضوئية، حيث تُحمل الألواح الشمسية بواسطة رافعات شوكية وتنقل بين الهياكل الخرسانية، ويقول أحد المديرين في الموقع: "نقوم حاليًا بالتوصيلات وحفر الخنادق وتجهيز الألواح، ونحن نهدف لإتمام المشروع في مايو المقبل، اذ يعد هذا المشروع استجابة لزيادة الطلب على الطاقة وتحديات توفير الوقود، حيث أشار وزير الطاقة والمناجم فيسنتي دي لا أو ليفي إلى أن أكثر من نصف الوقود المستهلك في البلاد يُستخدم لإنتاج الكهرباء. وأضاف أن كوبا تتحمل أكبر "فاتورة" للطاقة، التي تتفوق على تكاليف الغذاء والدواء. وقد تسببت الأعطال المتكررة في شبكة الكهرباء في انقطاع التيار الكهربائي في كوبا عدة مرات خلال الأشهر الستة الماضية، مما أدى إلى تضرر العديد من المناطق.
ورغم هذه التحديات تركز الحكومة الكوبية على استخدام الطاقة الشمسية لسد احتياجات البلاد، وأن الطاقة المنتجة من هذه المحطات ستُغذّي الشبكة الوطنية لتوزيع الكهرباء في كافة أنحاء البلاد، وهو جزء من استراتيجية طويلة الأمد لمعالجة العجز المستمر في الطاقة. ولكن في بعض المناطق مثل سينفويغوس، حيث لا تزال فترات انقطاع الكهرباء أكثر من فترات توافرها، مما يؤثر على حياة السكان بشكل كبير.
ولتنفيذ هذا المشروع الضخم يتطلب استثمارًا بمئات ملايين الدولارات، اذ تعتمد كوبا بشكل جزئي على الدعم المالي من الصين. ورغم أن التفاصيل الدقيقة للاستثمار لم تُعلن بعد، فإن الحكومة الكوبية تهدف إلى توليد 1200 ميغاوات من الطاقة الشمسية بحلول نهاية عام 2025، في حين تعاني البلاد من عجز يومي في توليد الكهرباء يصل إلى نحو 1500 ميغاوات.
ويُرحّب الباحث خورخي بينيون من جامعة تكساس بالتوجه نحو إنتاج 12% من طاقة كوبا من مصادر متجددة بحلول عام 2025، وزيادة هذه النسبة إلى 37% بحلول عام 2030. لكنه أشار إلى ضرورة استخدام "بطاريات تخزين كبيرة" لتخزين الطاقة الشمسية واستخدامها في فترات الليل لضمان توازن العرض والطلب على الكهرباء.
و يظل مشروع الطاقة النووية الذي تم التخلي عنه في عهد الاتحاد السوفياتي بمثابة ذكرى للفرص المفقودة، ورغم ذلك، تبقى آمال كوبا معلقة على الطاقة الشمسية كحل طويل الأمد لمواجهة تحدياتها الاقتصادية والطاقة.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: الطاقة الشمسیة
إقرأ أيضاً:
وفد يزور أول محطة مخصصة للتعبئة العلوية للديزل والوقود الحيوي بالدقم
الدقم- خالد بن سالم السيابي
في إطار المساعي الوطنية لتعزيز البنية التحتية ودعم التحول نحو مصادر طاقة أكثر استدامة، ومواءمة لرؤية "عمان ٢٠٤٠" قام وفد رسمي بزيارة ميدانية إلى محطة التعبئة العلوية في المنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم، والتي تُعد إحدى المشاريع التي تنفذها شركة النفط العُمانية للتسويق، وتديرها شركة البوابات السبع، ومن المتوقع أن تدخل مرحلة التشغيل خلال العام الجاري.
هذا وقد ترأس الوفد سعادة محسن بن حمد الحضرمي وكيل وزارة الطاقة والمعادن، بمعية أشرف بن حمد المعمري الرئيس التنفيذي لمجموعة أوكيو، والمهندس سالم بن مرهون الهاشمي الرئيس التنفيذي لشركة أوتكو، وعماد بن سالم البحري الرئيس التنفيذي لشركة البوابات السبع، وطارق بن محمد الجنيدي الرئيس التنفيذي لشركة النفط العُمانية للتسويق، وعمار بن علي الرواحي مدير قسم الوقود التجاري بشركة النفط العُمانية للتسويق.
معايير بيئية
وأكد سعادة محسن بن حمد الحضرمي وكيل وزارة الطاقة والمعادن أن المشروع يمثل إضافة مهمة لقطاع تزويد الوقود التجاري، ويتواءم مع رؤية "عُمان 2040" في سعيها نحو خفض الانبعاثات الكربونية وزيادة الاعتماد على مصادر الطاقة النظيفة والمستدامة. كما أعرب سعادته عن ارتياحه لما شهده من تقدم في تنفيذ المشروع، مشيدًا بالتزام القائمين عليه بمعايير السلامة والبيئة. وأوضح أعضاء الوفد أن المشروع سيكون له أثر كبير في تحسين عمليات تزويد الوقود، مع تعزيز معايير الأمن والسلامة والاستدامة البيئية. كما يُشكل دعمًا مباشرًا للأنشطة الصناعية واللوجستية الكبرى الجاري تطويرها في المنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم، والتي تسعى إلى ترسيخ مكانتها كمركز صناعي ولوجستي إقليمي.
خدمات متكاملة
من جهته أكد عماد بن سالم بن خلفان البحري الرئيس التنفيذي لشركة البوابات السبع أن أبرز مميزات هذه المحطة أنها ستكون الأولى في السلطنة التي تقدم وقود الديزل الحيوي كخيار بديل ونظيف من خلال التعبئة العلوية، وبهذا تفتح آفاقًا جديدة لاستخدام مصادر الطاقة المستدامة محليًا، بما يتواءم ورؤية عمان 2040 والتوجهات البيئية العالمية.
وأضاف: تضم المحطة خدمات متكاملة تدعم كفاءة التشغيل واستمرارية الإمداد؛ حيث تم تزويد المحطة بمركز متكامل لبيع وتغيير زيوت المركبات والناقلات. إضافة لتوفير منشآت المشروع مخزونًا استراتيجيًا للوقود، بما يعزز جاهزية المنطقة وتلبية للنمو السريع. ثم قال: تمثل محطة التعبئة العلوية بالدقم أكثر من مجرد منشأة خدمية؛ فهي خطوة استراتيجية ضمن مسار التحول الوطني في قطاع الطاقة، ومن خلال ريادتها في إدخال الوقود الحيوي تُجسد نموذجًا عمليًا لمشروعات الطاقة المستدامة، وتدعم طموحات سلطنة عُمان في بناء اقتصاد أكثر مرونة واستدامة.
واختتم عماد البحري: تُعرب شركة البوابات السبع عن شكرها وتقديرها لكافة الجهات التي أسهمت في دعم هذا المشروع وتساهم في نجاحه، وعلى رأسها وزارة الطاقة والمعادن، ووزارة التجارة والصناعة وترويج الاستثمار، وهيئة المنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم، وهيئة الدفاع المدني والإسعاف، وشرطة عُمان السلطانية، والإدارة العامة للمرور، وشركة تطوير الدقم، بالإضافة إلى شركاء المشروع من مجموعة أوكيو ممثلة في شركة النفط العُمانية للتسويق.
الوقود الحيوي التجاري
جدير بالذكر أن محطة التعبئة العلوية تُعد المحطة الأولى من نوعها في ولاية الدقم بمحافظة الوسطى، حيث تستخدم تقنيات التعبئة العلوية الحديثة لتزويد ناقلات الوقود بكميات تجارية من وقود الديزل والوقود الحيوي (البيروديزل)، في نقلة نوعية ستسهم في رفع كفاءة سلسلة الإمداد وتعزيز مستوى الخدمات في قطاع الوقود التجاري. كذلك تضم المحطة خدمات الصيانة وتشحيم السيارات وتغيير الزيوت والإطارات وغيرها. كما تتميز بموقعها على الطريق الرئيسي للمنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم. ويتوقع افتتاح المحطة وبدء التشغيل نهاية العام الجاري.