أكلت يوم أكل الثور الأبيض، مقولة عربية ومثل قديم يقال في حالة الندم الشديد على التفريط والتنازل عن الحق والخذلان في الدفاع عن المظلوم ولكن في عصرنا الحالي غزة لن تكون أبدا هي الثور الأبيض.
في القاعة الرئيسية في مقر اجتماعات الأمم المتحدة وقف بنيامين نتنياهو قبل أحداث السابع من أكتوبر ممسكا بخريطة للعالم العربي معلنا عن تقسيم جديد للشرق الأوسط وإعادة تشكيل الخريطة وفقا للأوهام والأحلام الإسرائيلية التوسعية.
حدث ما حدث في السابع من أكتوبر، ليجدها نتنياهو فرصة مواتية أن يبدأ في تنفيذ مخططه بالسيطرة على عواصم عربية كثيرة مستندا إلى دعم اليمين المتطرف متمثلا في سموتريتش الذي أعلن عن ضرورة إقامة إسرائيل الكبرى من النيل إلى الفرات وإلى تصريحات متطرفة من ايتمار ين غفير عن اقامة الهيكل وتحقيق النبوءات التوراتية لدولة الاحتلال.
بالنسبة لنتنياهو، الثور الأبيض في غزة والقاهرة وعمان ودمشق وبيروت وبغداد وربما يمتد إلى الرياض ومكة والمدينة أيضا. إسرائيل تتعامل وفقا لما وصفته مجلة الإيكونوميست البريطانية بالغطرسة الإسرائيلية التي لا ترى رادع لها في العالم العربي وتحصل على ضوء أخضر أمريكي من دونالد ترامب تعربد بموجبه كيفما شاءت وتقصف أربع عواصم عربية في وقت واحد دون أن يرمش لها جفن أو تخشى حسابا من أحد.
في حكاية الثور الأبيض وقف الثور الأحمر باكيا وهو ينتظر مصيره المحتوم على يد الذئب ليبكي ويقول أكلت يوم أكل الثور الأبيض، وفي حكاية ملوك الطوائف في الأندلس بكى أخر ملوكهم بعد ان سلم آخر معاقل المسلمين للغزاة المحتلين فوبخته امه قائلة ابكي كالنساء على ملك لم تحافظ عليه كالرجال.
النسبة لنتنياهو، الثور الأبيض في غزة والقاهرة وعمان ودمشق وبيروت وبغداد وربما يمتد إلى الرياض ومكة والمدينة أيضا. إسرائيل تتعامل وفقا لما وصفته مجلة الإيكونوميست البريطانية بالغطرسة الإسرائيلية التي لا ترى رادع لها في العالم العربي وتحصل على ضوء أخضر أمريكي من دونالد ترامب تعربد بموجبه كيفما شاءت وتقصف أربع عواصم عربية في وقت واحد دون أن يرمش لها جفن أو تخشى حسابا من أحد.ولكن في حكاية غزة أصبحت عبارة أكلت يوم أكل الثور الأبيض، درسا حفظته إسرائيل وحولت حكام العرب إلى ثيران وبغال وحمير ليركبوها ويتحكموا فيها ويحركوها كيفما شاؤوا فأصبح الاحتلال كيانا بغيضا ملك زمام الملوك، وتحكم في قرار الأمراء، وسيطر على تفكير الرؤساء حتى بات له موضع قدم في كل قصر رئاسي وديوان ملكي، يأمرهم فيأتمرون، يهينهم فيصمتون ، يحتل عواصم عربية فلا يتحركون.
بات العار العربي شعار مرحلة هي الأكثر انحطاطا والأكبر خذلانا والأسوأ عمالة وخيانة وتواطؤا مع الاحتلال، أؤمن تماما أن التاريخ سيذكر حكام العرب والمسلمين بأنهم صدقوا في ولائهم لإسرائيل، ونجحوا في تبعيتهم للاحتلال، وفشلوا أن يعيشوا بكرامة أو أن يدافعوا عن أرض أو أن يحموا أوطانهم من الانهيار.
في غزة يلعنون عمالة الحكام، وصمت الشعوب، وغباء النخب والمثقفين، وسلاح الجيوش العربية الذي صدأ من قلة الاستعمال، في غزة يكرهون بياناتكم، يشجبون شجبكم ويدينون إدانتكم ويلعنون صمتكم على إبادتهم الجماعية.. ولكن ما بدا في غزة لن ينتهي ابدا بها وانما سيذهب الى ابعد من ذلك بكثير.
صباح اليوم، أظهرت صور الأقمار الصناعية تحرك دبابات إسرائيلية من طراز ميركافا بمحاذاة الحدود المصرية مع قطاع غزة ووجهت مدافعها باتجاه نقطة مراقبة عسكرية مصرية داخل سيناء، حدث هذا في المنطقة د وفقا لاتفاقية السلام كامب ديفيد الموقعة بين مصر وإسرائيل عام 1979 والتي تمنع دخول اليات عسكرية اسرائيلية الى هذه المنطقة تماما.
التحرك الإسرائيلي يأتي بعد قصف متواصل لعدة أيام لمدينة رفح الفلسطينية وتهجير الأهالي منها لإقامة ما أطلق عنه نتنياهو بمحور موراج وهو محور أمني إسرائيلي يمتد بطول 12 كيلو مترا من البحر وحتى شارع صلاح الدين ويفصل بين مدينة رفح الفلسطينية وخان يونس تماما.
موراج كانت مستوطنة اسرائيلية في نفس المنطقة بعد احتلال اسرائيل لقطاع غزة في يونيو 1976 ثم تحولت الى محور مهم في خطة اريل شارون عام 1972 بتقسيم غزة الى خمسة محاور تفصل شمالها عن وسطها عن جنوبها ثم اصبحت تعاونية زراعية عام 1982 حتى تم تفكيكها تماما مع انسحاب اسرائيل من القطاع عام 2005.
تواجد إسرائيل في هذه المنطقة المحاذية للحدود المصرية هو خطر مباشر وتهديد استراتيجي للأمن القومي المصري بالاضافة إلى تحكم الاحتلال بشكل كامل في نقل البضائع والأفراد ودخول المساعدات واحتمالية حدوث مواجهات أو استفزازات اسرائيلية لقوات حرس الحدود المصرية على طول الشريط الحدودي الفاصل بين مصر وقطاع غزة.
في سوريا أيضا لا يختلف الأمر كثيرا، فإسرائيل لا ترى ثورا أحمر أو أبيض وإنما تعلن عن أطماعها في كامل سوريا وعن احتلالها لجزء كبير منها وعدم السماح لسوريا الجديدة بالتنفس أو إقامة علاقات ثنائية إقليمية أو عسكرية مع تركيا تحديدا.
العار العربي بات شعار حقبة هي الأسوأ تاريخيا وعربيا وإسلاميا، وبات على الشعوب العربية أن تقول كلمتها لأن التاريخ لن يرحمنا حكاما ومحكومين.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات قضايا وآراء كاريكاتير بورتريه الاحتلال الفلسطينية سوريا سوريا احتلال فلسطين عدوان رأي مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات صحافة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة مقالات سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الثور الأبیض عواصم عربیة فی غزة
إقرأ أيضاً:
حكومي غزة يرد على مزاعم إسرائيل بوجود نفق تحت المستشفى الأوروبي
كذّب المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة مزاعم جيش الاحتلال الإسرائيلي بشأن وجود نفق أسفل المستشفى الأوروبي جنوبي قطاع غزة.
وأكد أن قوات الجيش أجرت حفريات في الموقع ووضعت أنبوبا زعمت لاحقا أنه نفق، والتقطت مشهدا تمثيليا قرب قسم الطوارئ في المستشفى.
وقال المكتب الحكومي في بيان اليوم الأحد إن رواية الاحتلال "مفبركة وساقطة ومليئة بالثغرات والادعاءات الملفّقة، ولا تصمد أمام الحد الأدنى من التمحيص والمنطق".
وأوضح المكتب أن الفيديو الذي نشره الجيش الإسرائيلي يظهر فيه فوهة النفق المزعوم على شكل "أنبوبة حديدية ضيقة لا يتسع قطرها حتى لمرور شخص ولا تحتوي على سلالم أو تجهيزات، ولا تصلح بأي حال لتكون نفقا".
وأكد أن المنطقة التي ظهرت في المقطع المصور هي "منطقة تصريف مياه أمطار".
وأوضح أن الجيش الإسرائيلي حفر حفريات في هذا الموقع "ووضع الأنبوب، والتقط مشهدا تمثيليا قرب قسم الطوارئ في المستشفى وهو مكتظ بالمرضى والزوار".
وأشار المكتب الحكومي إلى مزاعم إسرائيلية سابقة ادعت وجود أنفاق تحت مستشفى الشفاء الذي لم يعثر فيه إلا على بئر قديمة، حاول الجيش تصويرها كنفق، وكذلك فعل في مستشفى حمد حيث روّج لغرفة مياه على أنها نفق.
إعلانواستكمل قائلا إنه في المرات السابقة "سرعان ما تكشفت الحقيقة وانفضح زيف الادعاءات الإسرائيلية".
وفي تفنيده للرواية الإسرائيلية، قال المكتب الحكومي إن إسرائيل "أعلنت سابقا نيتها إسقاط المنظومة الصحية وأقرت باستخدام قنابل خارقة للتحصينات تزن أكثر من 40 طنا لتدمير البنية التحتية للمستشفى الأوروبي، فكيف تُعرض جثامين سليمة وغير محترقة في موقع يزعم الاحتلال أنه قصفه بهذه الشراسة؟".
ولفت المكتب إلى أن مقطع الفيديو الذي نشره جيش الاحتلال الإسرائيلي تضمن عملية قص ولصق غير احترافية، إذ إن المشهد في الثانية 14 يختلف تماما عن ما هو عليه في الثانية 15.
وشدد على أن هذه الأكاذيب الإسرائيلية لن تخفي "الجريمة الكبرى باستهداف المنظومة الصحية وارتكاب جرائم حرب ممنهجة بحق المدنيين والمرافق المدنية والحيوية".
من جانبه، اتهم المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان جيش الاحتلال الإسرائيلي بتكرار الأكاذيب الدعائية، مؤكدا أن المقطع "مفبرك ويفتقر لأي دليل حقيقي".
وقال رئيس المرصد رامي عبده، في منشور على منصة إكس، اليوم الأحد "إن ما ورد في الفيديو لا يختلف عن الروايات السابقة التي استُخدمت لتبرير اقتحام مستشفيي الشفاء والنصر، والتي تبين لاحقا -باعتراف الاحتلال ذاته- أنها عارية عن الصحة".
وأضاف "الفتحة الظاهرة في المقطع لا تظهر نفقا بأي شكل، فهي لا تتضمن سلما، ولا يمكن أن تستخدم لنقل مقاتلين صعودا أو نزولا، فضلا عن استحالة حفرها في مستشفى مزدحم دون ملاحظة الطواقم الطبية أو المرضى".
وكان جيش الاحتلال الإسرائيلي قد نشر أمس السبت مقطع فيديو لنفق زعم أنه موجود أسفل المستشفى الأوروبي يضم مركز قيادة وتحكم لحماس، وفق ادعائه.
وزعم المتحدث باسم جيش الاحتلال أفيخاي أدرعي في بيان العثور على "العديد من المستندات، من بينها غرف قيادة وتحكم، ووسائل قتالية، ومستندات استخباراتية إضافية"، إضافة إلى "عدة جثث يتم فحص هوياتها".
إعلانيشار إلى أنه في 14 مايو/أيار الماضي، ارتكب جيش الاحتلال مجزرة مروعة أسفرت عن استشهاد 34 فلسطينيا وإصابة العشرات بعد أن شن سلسلة غارات عنيفة استهدفت مستشفى غزة الأوروبي ومحيطه في مدينة خان يونس.