سلطت مجلة "نيوزويك" الأمريكية الضوء على التقارير التي تتحدث عن انسحاب القوات الإيرانية من اليمن بسبب الحملة الجوية الأمريكية التي تقول الجماعة المتمردة إنها فشلت في تحقيق أي أهداف مجدية.

 

وذكرت المجلة في تقرير لها ترجمه للعربية "الموقع بوست" إن جماعة الحوثي تسخر من تلك المزاعم وفق مسؤول كبير في الجماعة.

 

في حديثه للمجلة سخر القيادي الحوثي من الادعاء بأن إيران نشرت قوات في اليمن في المقام الأول.

 

وكانت صحيفة التلغراف البريطانية قد نقلت عن مسؤول إيراني كبير قوله يوم الخميس إن إيران بدأت بسحب قواتها من اليمن، معتقدةً أن حليفها أنصار الله "لن يتمكن من الصمود" في الأشهر أو حتى الأيام المقبلة.

 

ونُقل عن المسؤول الإيراني الكبير قوله إن موقف الرئيس دونالد ترامب كان الشاغل الأكبر للجمهورية الإسلامية في أعقاب التهديدات المباشرة التي وجهها الزعيم الأمريكي لإيران بشأن حملة أنصار الله من الهجمات الصاروخية والطائرات المسيرة ضد إسرائيل والسفن المتهمة بالتعامل مع إسرائيل وسط الحرب الدائرة في غزة.

 

وأضاف القيادي الحوثي "لا توجد قوات إيرانية في اليمن للانسحاب منها". "إذن، الأمر لا يستدعي الإنكار، بل الضحك بصوت عالٍ."

 

كما نفى مسؤول الحوثي تأثير الضربات الأمريكية التي وصفها ترامب بأنها "ناجحة للغاية"، والتي زُعم أنها قتلت العشرات من كبار القادة.

 

وقال "كل هذه المعلومات غير دقيقة، والمعلومات المنشورة منذ بداية التصعيد الأمريكي ضد اليمن مضللة وبعيدة عن الواقع، سواء فيما يتعلق بتدمير القدرات العسكرية أو استهداف القادة، وكلها بعيدة كل البعد عن الحقيقة".

 

وأيّد معمر الإرياني، وزير الإعلام في الحكومة اليمنية المعترف بها دوليًا، والتي أطاح بها الحوثيون من العاصمة قبل عقد من الزمان، ادعاء ترامب. وكان الإرياني قد صرّح في وقت سابق يوم الجمعة بمقتل ما يصل إلى 70 عنصرًا من أنصار الله في ضربات أمريكية، بينهم قادة ميدانيون بارزون، إلى جانب أعضاء من الحرس الثوري الإيراني.

 

وتابع القيادي الحوثي "نحن في صنعاء، بفضل الله، حصلنا منذ البداية على معلومات كافية ومفصلة عن الضربات الأمريكية الأولى وأهدافها، واتخذنا جميع الإجراءات الوقائية اللازمة لتجنب أي ضرر، ونجحنا في ذلك بفضل الله وعونه". وأضاف: "لذلك، نعتبر العدوان الأمريكي فاشلاً منذ يومه الأول، ولم يحقق أي هدف سوى قتل المدنيين".

 

حتى الآن، لم تعلن جماعة الحوثي عن مقتل أي من قادتها الكبار. قبل أيام من بدء ترامب ضرباته ضد الجماعة، صرّح مسؤول كبير في أنصار الله لمجلة نيوزويك أن الجماعة "تتحرك بحذر شديد" لحماية كبار المسؤولين، بمن فيهم زعيمها عبد الملك الحوثي.

 


المصدر: الموقع بوست

كلمات دلالية: اليمن أمريكا الحوثي اسرائيل ايران أنصار الله

إقرأ أيضاً:

حرب الجواسيس في اليمن .. الحوثيون رعب الإحداثيات ومخاوف تسريب المعلومات.

 

كشفت مصادر استخباراتية خاصة لمأرب برس، وهي ذات اطلاع على التحركات الأمنية التي تقودها المليشيات الحوثية في اليمن ضد العاملين في السفارات والمنظمات الدولية، أن السبب الرئيسي وراء حملة الاعتقال الواسعة التي طالت عشرات العاملين في السفارات الأجنبية والمنظمات الغربية لا يكمن في التهم التي وُجّهت لهم بأنهم جواسيس لأمريكا وإسرائيل كما تم الترويج، وإنما يعود السبب إلى أن الحوثيين يرون أن العاملين في السفارات والمنظمات الدولية هم أدوات الاستقطاب الأولى لصناعة أي جواسيس أو مخبرين داخل مناطق سيطرتهم، وما يزيد قلقهم هو الوضع الاقتصادي المنهار الذي قد يساعد في موافقة الكثيرين منهم على العمل ضدهم.

وأضاف المصدر: "بادر أنصار الله "الحوثيون " بخطوة استباقية بقطع خطوط التواصل والاتصال بين من تم استقطابهم للعمل وبين من كان سوف يتم استقطابهم."

 

فهم يرون أن قبضتهم الحديدة على الوضع في مناطق سيطرتهم سيحد بشكل كبير من عمليات التواصل والاتصال مع أي جهات خارجية.

ويضيف المصدر أن أنصار الله "الحوثيين "يرون أن الخطر الثاني الذي يمكن أن يمهد لبناء أي خطوط إيصال مع الأطراف الخارجية يكمن في الإعلاميين والناشطين، لذا تم إخضاعهم لمراقبة إلكترونية مكثفة وتعقب كل مراسلاتهم واتصالاتهم سواء عبر شبكات الاتصال أو عبر الإنترنت، كما تم وضع قيود وتعميمات صارمة تجرم كل من يتحدث عن مواقع وأماكن أي غارات جوية يتم استهدافها، سواء كانت أهدافًا عسكرية أو مدنية.

 

حملة نفسية لبث الرعب

مصادر أخرى تعمل في أجهزة مليشيا الحوثي تحدثت بشكل خاص مع أحد محرري مأرب برس أن الهدف الرئيسي من عمليات الضخ الإعلامي حول الحديث عن شبكات التجسس التي روّج لها الإعلام الحوثي بشكل كبير، سواء ممن كانوا يعملون في المنظمات الدولية أو السفارات، وإرغامهم على الإدلاء باعترافات "قهرية" وعرضها بالصوت والصورة، يأتي في سياق الحرب النفسية وبث الرعب في صفوف المواطنين لردعهم مسبقًا من أي عمليات تعاون مع أي جهات خارجية.

 

حملة حوثية لتكميم أفواه المواطنين

 

مؤخراً، قاد الحوثيون حملة عبر منصات التواصل الاجتماعي توعدوا خلالها بملاحقة من يتحدث عن المناطق التي يتم قصفها بتهمة التجسس ورفع الإحداثيات، ودعوا المواطنين في مناطق سيطرتهم إلى القول بكلمة "مدري" في حال سألهم شخص عن مكان القصف.

تجسس نسائي يتوغل بتوحش

 

خلال السنوات الأخيرة، استخدم الحوثيون أساليب تجسسية تستهدف المواطنين اليمنيين، وبشكل خاص النساء. فقد أنشأوا وحدة نسائية تُعرف باسم "الزينبيات"، تقوم بانتهاك خصوصية النساء من خلال التجسس على جلساتهن الاجتماعية، مثل حفلات الزفاف والعزاء وحتى جلسات المقيل.  

تحضر عناصر الزينبيات تلك الفعاليات متنكرات كنساء عاديات، ومهمتهن تسجيل أي تعليقات تنتقد الحوثيين أو تُشيد بالغارات الجوية. ويتم اعتقال من تُدلي بمثل هذه التعليقات فور مغادرتها اللقاء، حتى وإن كانت ملاحظات عفوية، كما يُعتقل أقاربها أيضًا.  

 

وقد تم اعتقال العشرات من النساء في صنعاء بهذه الطريقة، وفي كثير من الحالات تم سجن أزواجهن أو أقاربهن الذكور المقربين والتحقيق معهم. بعض النساء تم احتجازهن لأشهر، وأخريات لسنوات.

 

أخبار وهمية لبث الرعب

 

من الأمثلة الحديثة على تلفيقات الإعلام الحوثي، ما نُشر في 23 ديسمبر 2024، حيث زعموا زورًا أن أجهزتهم الأمنية أحبطت "عمليات عدائية" لجهازي الاستخبارات البريطاني والسعودي، وأعلنوا اعتقال "شبكة تجسس مرتبطة ببريطانيا." هذه التقارير الملفقة تأتي ضمن حملة تضليل متواصلة تهدف إلى بث الرعب بين المواطنين وتضخيم صورة الحوثيين. وتكشف هذه الأكاذيب المتكررة عن نمط واضح من التلاعب والخداع الذي يُفقد روايات الحوثيين مصداقيتها.

 

انعكاسات رعب التجسس على قيادات الحوثي

 

تحولت أخبار الخلايا التجسسية إلى كابوس يطارد كبار القيادات الحوثية، وبدأت أجهزة الأمن والمخابرات المتعددة، كل فريق يعمل في تعقب الآخر، مخافة بيعه أو كشف هويته.

وصلت الأمور إلى قيام مليشيا الحوثي باعتقال قيادات في جهاز الأمن والمخابرات الحوثية، في حين تحدثت مصادر أخرى لمأرب برس عن تعرض عدد من الضباط لعمليات تصفية جسدية على يد قيادات حوثية، ثم تم الترويج لمقتلهم بأنهم قتلوا في الجبهات.

كشف رصد حديث لما تنشره وسائل الإعلام الحوثية، عن مقتل 47 من عناصر مليشيا الحوثي خلال الفترة بين 1 و28 فبراير 2025.

وشيّعت المليشيات جثامين هؤلاء المقاتلين على دفعات يومية في العاصمة صنعاء ومحافظات البيضاء والحديدة وتعز وحجة الخاضعة لسيطرتها، ولم تحدد المليشيات مكان وزمان مقتلهم، مكتفية بالقول إنهم “قُتلوا في جبهات العزة والكرامة دفاعًا عن الوطن”، في حين يعتقد مراقبون أن هؤلاء تم تصفيتهم تحت أوهام التجسس ورفع الإحداثيات.

مقالات مشابهة

  • أكسيوس: ترامب عقد اجتماعا منعزلا في كامب ديفيد بشأن إيران وغزة
  • القيادة الوسطى الأمريكية تقدم مقترحات ضرب إيران لترامب حالة فشل المفاوضات النووية
  • الاحتلال الإسرائيلي يجدد عدوانه على ميناء الحديدة في غرب اليمن
  • حين يصمت الجميع وتنطق صواريخ اليمن: غزة ليست وحدها
  • البحرية الإسرائيلية تدخل على خط المواجهة.. هجوم نوعي على ميناء الحديدة غرب اليمن
  • ماذا نعرف عن الجولة الجديدة من المفاوضات النووية التي تأتي مع تحذير إيران لإسرائيل؟
  • جيش الاحتلال ينذر 3 موانئ في اليمن بالإخلاء تمهيدا لاستهدافها
  • جيش الاحتلال يطالب بإخلاء 3 موانئ يسيطر عليها الحوثي في اليمن
  • حرب الجواسيس في اليمن .. الحوثيون رعب الإحداثيات ومخاوف تسريب المعلومات.
  • كبريات شركات الشحن: لا يزال ممر البحر الأحمر محظورا رغم الإجراءات الأمريكية (ترجمة خاصة)