ما زالت دولة الكيان الصهيوني مستمرة في قصف أهلنا في غزة منذ ما بعد السابع من أكتوبر 2023م، وما زالت تمعن في قتل الأطفال الأبرياء كـ "عقيدة دموية" تأسست على الأساطير التوراتية والتلمودية المنحرفة تجسدها عبارة فاسدة للحيزبون "جولدا مائير"، رئيسة وزراء إسرائيل الأسبق، حين قالت: "لا أستطيع النوم كلما سمعت بميلاد طفل عربي".
ومناسبة هذا الكلام حلول الذكرى الـ (55) لمذبحة مدرسة بحر البقر الابتدائية في 8 أبريل 1970م، وهي واحدة من أبرز الشواهد التاريخية على همجية العدو الصهيوني ووحشيته.
ففي صباح ذلك اليوم وفي تمام الساعة التاسعة وعشرين دقيقة، قامت إسرائيل باستخدام طائرات الفانتوم الأمريكية بإطلاق خمس قنابل متتالية وصاروخين على مدرسة بحر البقر الابتدائية التابعة لمركز الحسينية بمحافظة الشرقية، لتتناثر أشلاء 30 طفلًا في عمر الزهور، ويُصاب 50 آخرون، فضلًا عن تدمير مبنى المدرسة بالكامل، في مأساة توقف عندها العالم طويلًا.
وقد ارتكبت إسرائيل تلك المجزرة البشعة ردًا على الضغوط العسكرية المصرية الضخمة بعد نكسة 1967م، إذ كان قرار الزعيم خالد الذكر جمال عبد الناصر ببدء "حرب الاستنزاف" ضد العدو الصهيوني انطلاقًا من معركة رأس العش، وكذلك شن هجمات موسعة على المواقع الإسرائيلية سواء بهجمات الكوماندوز أو بالقصف المدفعي.
وخلال عاميْ (68-1969م) زادت وتيرة الهجمات المصرية على المواقع الإسرائيلية، كما حدث في عملية ضرب ميناء إيلات الإسرائيلي، وكذلك ضرب مواقع الصهاينة في سيناء حيث استطاعت القوات المصرية التوغل خلف خطوط العدو الإسرائيلي محدثةً خسائر ضخمة وأشهرها إغارة لسان بور توفيق التي كانت ضربة موجعة من حيث العدد والخسائر في صفوف الجيش الإسرائيلي.
وقد وثّق شاعر العامية الكبير صلاح جاهين هذه "المأساة/ المجزرة" في أغنية شهيرة للرائعة شادية ومن ألحان سيد مكاوي بعنوان "الدرس انتهى لموا الكراريس"، ومما كتبه فيها: " الدرس انتهى لموا الكراريس/ بالدم اللى على ورقهم سـال/ فى قصر الأمم المتحدة/ مسـابقة لرسـوم الأطـفال/ ايه رأيك فى البقع الحمـرا/ يا ضمير العالم يا عزيزي/ دى لطفـلة مصرية وسمرا/ كانت من أشـطر تلاميذي/ دمها راسم زهرة/ راسم رايـة ثورة/ راسم وجه مؤامرة".
ومن جانبه، وصف شاعر العامية الكبير فؤاد حداد تلك المأساة حين كتب: "محافظتي الشرقية/ ومدرستي.. مدرستي بحر البقر الابتدائية/ كراستي.. كراستي/ مكتوب عليها تاريخ اليوم/ مكتوب على الكراس اسمي/ سايل عليه عرقي و دمي/ من الجراح اللى فى جسمي/ ومن شفايف بتنادي/ يا بلادي يا بلادى/ أنا بحبك يا بلادى".
رحم الله شهداءنا من أطفال مدرسة بحر البقر ومن أطفال غزة الصامدة، وأنزل - تعالى- عقابه المزلزل بالصهاينة وأذنابهم، فهو نعم المولى ونعم النصير.
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: بحر البقر
إقرأ أيضاً:
عمليات نوعية لمجاهدي المقاومة في غزة والضفة تؤلم جيش العدو الصهيوني
الثورة / متابعات
وجه الناطق باسم كتائب القسام (الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية حماس)، أبو عبيدة، أمس، تحذيراً عاجلاً بشأن أحد أسرى العدو الصهيوني.
ودأب جيش الاحتلال على استهداف وقتل اسراه بصورة متعمدة للتخلص من تبعات فشله في تحريرهم باستخدام القوة
وقال أبو عبيدة، في بيان، إن “قوات العدو الصهيوني تحاصر مكاناً يتواجد فيه الأسير الصهيوني “متان تسنجاوكر” ونحن نؤكد بشكلٍ قاطعٍ أن العدو لن يتمكن من استعادته حياً”.
وأضاف: “في حال قُتل هذا الأسير خلال محاولة تحريره، فإن جيش العدو سيكون هو المتسبب في مقتله؛ بعد أن حافظنا على حياته مدة عامٍ و8 شهور، وقد أعذر من أنذر”.
وفي السياق، أعلنت سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي بفلسطين، أمس السبت، أنها أوقعت قوة صهيونية تحصنت داخل منزل في كمين محكم شرق مخيم جباليا شمال قطاع غزة.
وقالت السرايا، في بيان : “أوقعنا قوة صهيونية تحصنت داخل منزل في كمين محكم تخلله تفجير عبوات وقذائف جرى هندستها عكسياً أمس الجمعة في منطقة تل الزعتر شرق مخيم جباليا”.
وأكدت سرايا القدس، في بيان منفصل أمس، أنها قصفت تجمعاً لجنود العدو الصهيوني المتوغلين شمال شرق مدينة خان يونس.
وقالت السرايا : “قصفنا بوابل من قذائف الهاون النظامي “عيار 60” تجمعاً لجنود وآليات العدو الصهيوني المتوغلين في محيط منطقة السطر الشرقي شمال شرق مدينة خانيونس”.
إلى ذلك أكدت كتائب شهداء الأقصى، أمس السبت، أنها قصفت بقذائف الهاون تجمعاً لجنود العدو الصهيوني جنوبي قطاع غزة.
وقالت الكتائب، في بيان، “قصفنا بوابل من قذائف “الهاون” تجمعاً لجنود العدو وآلياته العسكرية المتوغلة شمال شرق مدينة خان يونس جنوب القطاع”.
من جانبها أفادت كتائب الشهيد أبو علي مصطفى، الجناح العسكري للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، أمس السبت، بأن مقاتلوها استهدفوا تحشيدات لجيش العدو الصهيوني في شمالي بيت لاهيا.
وقالت الكتائب، في بيان : “أكد مقاتلونا تمكنهم من استهداف تحشدات العدو الصهيوني المتمركزة شمالي مدينة بيت لاهيا بصاروخين من نوع (107) في تمام الساعة 11:34 صباحاً، وذلك في إطار ردنا المستمر على جرائم العدو بحق شعبنا”.
عمليات المقاومة، كانت حاضرة بقوة في الضفة الغربية خلال الساعات الماضية وقال مركز معلومات فلسطين (مُعطى)، أمس السبت، إنه رصد 14 عملاً مقاوماً نفذه الفلسطينيون ضد العدو الإسرائيلي في الضفة الغربية، خلال 48 ساعة الماضية.
وذكر “مُعطى” في بيان أن تلك الأعمال المقاومة نتج عنها إصابتان في صفوف العدو.
وأشار إلى أن من أبرز تلك العمليات اشتباكات مسلحة وتفجير عبوات ناسفة والتصدي لمستوطنين صهاينة، أدت لإصابتين في صفوف العدو، بالإضافة إلى اشتباكات مسلحة مع قوات العدو خلال اقتحام بلدة اليامون غرب جنين، فجر خلالها المقاومون عبوة ناسفة.
ولفت المركز إلى أن الشبان الفلسطينيين تصدوا لمستوطنين صهاينة في الاغوار الشمالية لمدينة طوباس، مما أدى إلى إصابة اثنين من المستوطنين.
وأفاد المركز بأن الشبان الفلسطينيين رشقوا مركبات المستوطنين بالحجارة قرب قرية المزرعة الشرقية شمال شرق رام الله، ما أدى إلى تضررها، وألقوا مفرقعات نارية تجاه قوات العدو خلال المواجهات في بلدة عرّابة جنوب غرب جنين.
وأكد “مُعطى” أن مواجهات اندلعت في عدة مناطق برام الله وجنين وقلقيلية وطوباس وبيت لحم، رشق خلالها الشبان قوات العدو بالحجارة.