يمانيون/ متابعات أفادت وسائل إعلام مختلفة، بأن العشرات من المحال التجارية أغلقت أبوابها اليوم الاثنين داخل مدينة عدن المحتلة، احتجاجاً على انهيار الأوضاع الاقتصادية وانخفاض قيمة الريال أمام العملات الأجنبية بشكل جنوني وكارثي.

وذكرت أن عدداً من المحال والمراكز التجارية والمطاعم أعلنت الدخول في إضراب شامل وإغلاق أبوابها أمام المواطنين، وذلك بعد أن أوشك الدولار الواحد تخطي حاجز الـ 2400 والاقتراب من 2500 ريال.

وأشارت المصادر إلى أن المحلات التجارية اضطرت لإغلاق أبوابها والامتناع عن البيع والشراء؛ بسبب الارتفاع الجنوني لأسعار الصرف، الذي انعكس سلباً على مختلف مناحي الحياة وأدى إلى ارتفاع أسعار المواد الغذائية والسلع الضرورية؛ الأمر الذي فاقم من معاناة المواطنين.

وتشهد مدينة عدن والمحافظات الجنوبية والشرقية المحتلة أزمة اقتصادية حادة جراء انهيار الريال أمام العملات الأجنبية، وارتفاع الأسعار بشكل جنوني وانعدام الخدمات واستمرار الجرع السعرية التي تأتي ضمن سياسية التجويع والإفقار التي يمارسها تحالف العدوان والاحتلال، والتغطية على فشل حكومة المرتزقة في تنفيذ أية إصلاحات اقتصادية تذكر.

المصدر: يمانيون

إقرأ أيضاً:

من حكاية العمدة إلى دكتور الفول: أزمة القيادة في زمن الألقاب المزيفة.. !

في قرانا القديمة، لم يكن لقب "العمدة" مجرد كلمة تُقال أو صفة تُمنح عبثًا، بل كان ثمرة صراع طويل، وحكاية تحمل بين طياتها مآسي الانتصار ومرارة الخسارة. كان العمدة زعيمًا، حاكمًا، وحكيمًا، يختبره الزمان وينتخبه الناس ليقودهم في أحلك الظروف. لم يكن منصبًا يُشترى أو يُورّث، بل حصيلة مواقف وشجاعة وتضحيات حقيقية.كان صراع العمدية في الماضي أشبه بمعارك الأباطرة، فليس كرسيًا فارغًا، بل قوة تُمارس بحنكة وحكمة. من استطاع أن يوازن بين قوى القرية، ويحافظ على النظام والعدالة، وينقل صوت الجماعة بثقة، كان قائدًا حقيقيًا يستحق الاحترام، بل ويُعتبر روح القرية نفسها.وللحديث عن المهن، كان لكل مهنة احترافها الخاص، من مهندس الري الذي جسد شخصيته الأديب الكبير طه حسين في رواية "دعاء الكروان"، رجل يحمل بين يديه حياة القرية ومصيرها، يشق القنوات ويعيد للماء مساره كأنه يكتب قصيدة لا تُقرأ إلا بأعين الأرض.وكان مهندس الزراعة، والمعلم، من الوظائف الحيوية التي تتطلب صبرًا وجهدًا ووفاءً. فالمعلم لا يزرع في الأرض فقط، بل في نفوس الأجيال، وبذرة الحكمة تنمو في صمت، بعكس الألقاب التي تُوزع على عجل.لكن مع تقدم الزمن، وامتداد موجة الألقاب الفارغة، تحولت هذه المهن التي كانت رمزًا للتميز إلى مجرد أسماء تُنسب بلا محتوى، وفصول تُحذف فيها الروح لصالح البهرجة.في عصر مقاهي شبكات التواصل الاجتماعي، تفشت الألقاب كالنار في الهشيم، خاصة في الإعلام والسياسة. صرت ترى "خبيرًا استراتيجيًا" لا يملك أدنى تجربة مهنية أو خلفية أكاديمية في تخصصه، يطل من خلف شاشة ليمنح آراءً بلا عمق وتحليلات بلا أساس، وكأنه يمارس لعبة الألقاب بدلًا من خدمة المعرفة.ولا ننسى انتشار "حاملي الكرنيهات" في مجالات شتى، و"حاملي الدكتوراه الفخرية" في أكثر المواضع غرابة، من بائع الفول إلى عامل الطعمية الذي صار "دكتورًا في فنون القلي والتتبيل".في هذه البيئة، لم تعد الألقاب تعبر عن جوهر، بل أصبحت أدوات تسويق وديكورًا زائفًا لصناعة المشاهير. صار "الدكتور" و"الخبير" مجرد لافتات تُعلق على جدران الصالات الافتراضية، تُستخدم لجذب المتابعين لا لتنوير العقول أو توجيه الجماهير.كما قال سقراط:"العقل مثل المظلة، لا يعمل إلا إذا كان مفتوحًا." وهي معاناة من يعانق الألقاب من دون أن يفتح مظلة الفهم.القيادة الحقيقية، كما في عهد العمدة، ليست بطاقة تُحمل، ولا منصبًا يُشغل، بل موقف يُختبر في لحظة الانكسار، تضحية تُقاس في لحظات القمع، ومعرفة تُنير الطريق وسط ظلام الفوضى.حتى في القرى التي ظنناها ملاذًا للحكمة والبساطة، بدأ وباء الألقاب الزائفة ينتشر، من "خبير زراعي" لا يعرف رائحة الأرض، إلى "ناشط مجتمعي" لا يعرف أسمى معاني القرب من الناس.كما قال نيتشه:"من لا يملك سببًا للعيش، يستطيع أن يتحمل أي كيفية." فهل من يقبل بهذه الألقاب الوهمية سببًا حقيقيًا للقيادة؟ أم أنهم يختبئون خلفها كي يتحملوا فراغهم؟علينا أن نتذكر، وسط هذه الزحام من الألقاب الورقية، أن القيادة شرف لا يُمنح إلا لمن يثبت نفسه بأفعاله، لا بمنصب فارغ أو لقب مبهر.فلتكن أفعالنا هي التي تُكتب في التاريخ، وقلوبنا هي التي تختار القادة، لا الألقاب التي تُلصق وتُباع في مقاهي الوهم.. .!!

محمد سعد عبد اللطيف

كاتب وباحث في الجيوسياسية والصراعات الدولية

مقالات مشابهة

  • 5 آلاف فدان جاهزة للزراعة.. كينيا تفتح أبوابها أمام الفلاحين المصريين
  • غير متوقع.. 24 كلية طب تفتح أبوابها أمام طلاب المرحلة الثالثة بتنسيق الجامعات 2025
  • هل تغلق المحال أبوابها أمام انتشار التسوّق الإلكتروني؟
  • من حكاية العمدة إلى دكتور الفول: أزمة القيادة في زمن الألقاب المزيفة.. !
  • غضب شعبي واسع بعد اعتقالات طالت نساء وناشطين في المكلا بحضرموت
  • أنس الشريف ورفاقه.. حكاية طاقم الجزيرة الذي قتل أمام العالم
  • استياء واسع في إب بعد تأجير مليشيا الحوثي أسطح مساجد ومدارس لموالين لها
  • استشهاد أنس الشريف ومحمد قريقع مراسلا "الجزيرة" في غزة بقصف للاحتلال
  • بين قيادة إيمانية ووعي شعبي .. التكامل الذي هزم المشروع الصهيوأمريكي
  • صور تكشف حجم الدمار والخراب الذي ألحقه الحوثيون بمنازل ومزارع المواطنين في عمران والجوف