جريدة الرؤية العمانية:
2025-06-10@13:14:55 GMT

جيل بلا مسؤولية

تاريخ النشر: 7th, April 2025 GMT

جيل بلا مسؤولية

 

 

 

جابر حسين العُماني **

Jaber.alomani14@gmail.com

 

هل الجيل الذي نواكبه هو الأقل التزامًا بمبادئه وعاداته وتقاليده، أم أنَّ الظروف المحيطة به هي التي فرضت عليه الكثير من التحديات التي جعلته يهمل بعض مسؤولياته الاجتماعية والأسرية؟

سؤال يطرح في الأوساط الاجتماعية والأسرية والثقافية، ويعتقد الكثيرون أن الجيل في زماننا هذا يفتقد الكثير من الإحساس بالمسؤولية، مقارنة بالأجيال السابقة التي كانت تعي مسؤوليتها الأسرية والاجتماعية، ويعود ذلك إلى دخول العديد من العادات والظواهر الاجتماعية المستجدة التي أثرت كثيرا على البنية الاجتماعية والأسرية، ومن أبرز تلك الموارد الإفراط في استخدام التكنولوجيا، التي جعلت من الجيل الحديث مقصرًا في تحمل المسؤوليات الأسرية والمجتمعية، وسيطرة الأوضاع الحياتية الدخيلة على الجميع، والتي كان لها الأثر البالغ في تغيير الكثير من السلوكيات القيمية للشباب، وهو ما جعل الجيل الحديث يواجه الكثير من التحديات المعقدة مثل غلاء المعيشة وصعوبة التوفيق للحصول على الوظائف المناسبة، وانعدام الأمان الوظيفي في كثير من بلداننا العربية والإسلامية.

ويرى آخرون أن الظروف الاقتصادية والسياسية أيضًا لعبت دورًا كبيرًا في تشكيل الكثير من تلك السلوكيات، بحيث أصبح الجيل الحديث يواجه الكثير من التحديات المعقدة، والتي من أهمها صعوبة الدخول إلى أسواق العمل، وامتهان المهن التي تليق بهم وبتخصصاتهم العلمية والاجتماعية، وبالتالي تعطلت الكثير من طموحاتهم في خدمة أوطانهم ومجتمعاتهم وأسرهم، مما جعل البطالة في تزايد ملفت ومستمر في وطننا العربي والإسلامي.

والمتأمل لواقعنا الحديث والواقع المعاش عند الأجيال السابقة، يلاحظ حجم ازدياد تعقيدات ومشاكل الحياة الحديثة بشكل ملحوظ، فالمسؤوليات الاجتماعية في عصرنا هذا تتسم بالكثير من التغيرات المستمرة وهي ليست ثابتة، مما يفرض الكثير من التحديات والعقبات في كل حقبة زمنية تمر على الشباب في مجتمعاتهم.

ينبغي اليوم، وبدلا من إلقاء اللوم على الشباب، أن تبذل الحكومات العربية والإسلامية، بل وجميع الجهات المعنية، جهودًا حثيثة ومدروسة لتوفير بيئة داعمة للشباب، تمكنهم من تحقيق طموحاتهم وآمالهم وأهدافهم، مع مراعاة دورهم الفاعل واحترام مسؤولياتهم ومكانتهم الاجتماعية.

فقد كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يعتمد كثيرًا على قدرات الشباب وإمكانياتهم وطاقاتهم في كثير من المهام الاجتماعية والدينية والرسالية، مما يدل على ثقته الكبيرة بقدراتهم وإمكانياتهم في خدمة المجتمع، وهذا ما فعله عندما نصب أسامة بن زيد قائدا على جيش جرار، وهو شاب لم يتجاوز الثامنة عشرة من عمره، وكذلك عندما بعث مصعب بن عمير لنشر الدعوة وهو في عز مراحل شبابه.

ولمساعدة الشباب على الإخلاص والوفاء لأوطانهم ومجتمعاتهم وأسرهم ينبغي منحهم الكثير من الفرص المناسبة، لإيصالهم إلى النجاح والإبداع والتفوق بشكل أفضل، ويمكن ذلك من خلال الموارد التالية:

أولًا: التشجيع على مزاولة العلم والتدريب وحضور الدورات التدريبية التي من خلالها يتم تأهيلهم لأسواق العمل. ثانيًا: إشراكهم في صناعة القرار، وإعطاؤهم المساحة الكافية والمناسبة التي يشعرون من خلالها بقيمتهم الوطنية في خدمة وطنهم ومجتمعهم. ثالثًا: تعزيز ريادة الأعمال إلى نفوسهم وذلك من خلال إعانتهم على تفعيل مشاريعهم الخاصة، والعمل الجاد على دعمها وتشجيعها. رابعًا: احترام أفكارهم ومقترحاتهم وطاقاتهم الجبارة، وتطبيقها في الميادين الوطنية والاجتماعية المختلفة. خامسًا: دعم مبادراتهم وإبداعاتهم وابتكاراتهم وتمويلها وتهيئة الاستشارات لمشاريعهم الخاصة. سادسًا: غرس روح المسؤولية والانتماء الوطني في نفوسهم، وتعزيز وعيهم وإدراكهم بأهمية الدور الفاعل الذي يقومون به من أجل بناء أوطانهم ومجتمعاتهم وإسعاد أسرهم. سابعًا: التشجيع المستمر على بذل الجهود المتواصلة لصناعة المحتويات الهادفة والتركيز عليها لخدمة المجتمع واجتناب المحتويات الهابطة والعمل على مقاطعتها. ثامنًا: تسليط الضوء على إنجازات الشباب ومشاريعهم الخاصة وذلك من خلال تغطيات تلفزيونية وإعلامية شاملة تعكس مكانتهم الاجتماعية والإنسانية في مجتمعاتهم وأوطانهم. تاسعًا: تشجيع الحوار المفتوح والمتبادل بين الشباب والمسؤولين لتبادل الكثير من المقترحات بهدف رسم الخطط التي فيها خير البلاد والعباد. عاشرًا: تكريم المخلصين منهم والأوفياء لأوطانهم خصوصا النماذج الشبابية الناجحة والمبدعة والمبتكرة ليكونوا أنموذجا واضحا للآخرين.

وأخيرًا.. لا بُد أن يعلم الجميع أن إتاحة الفرص الكاملة والمدروسة للشباب تعد من أهم الاستثمارات الوطنية التي تحتاجها أجيالنا الحديثة؛ وذلك ليكونوا جزءًا لا يتجزأ من عملية التنمية الوطنية بدلاً من أن يكونوا مجرد متفرجين أو جيل بلا مسؤولية.

** عضو الجمعية العُمانية للكتاب والأدباء

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

«إي آند» تسرع تطوير شبكات الجيل الخامس المتقدمة

أبوظبي (وام)


أعلنت شركة «إي آند الإمارات»، ركيزة قطاع الاتصالات التابعة لمجموعة «إي آند»، تحقيق إنجاز عالمي جديد في مجال الاتصال بتسجيل سرعة رفع بيانات «Uplink» تصل إلى 600 ميجابت في الثانية عبر شبكة الجيل الخامس الحية، في خطوة تُعد محطة بارزة في مسار تطور شبكة الجيل الخامس المتقدمة.
وتحقق هذا الإنجاز المهم من خلال تجميع نطاقات «FR1» عند تردد 2100 ميجاهرتز ونطاق «C»، إلى جانب استخدام تقنية الإرسال الثلاثي «Uplink 3Tx» عبر ثلاثة هوائيات إرسال على معدات تجارية مخصصة للمستخدم «CPE» في موقع فعلي لشبكة الجيل الخامس، وذلك بما يتوافق بشكل كامل مع معايير الإصدار 17 من مشروع شراكة الجيل الثالث «3GPP».
وتشكل سرعة الرفع القياسية هذه حجر أساس في تقنية الجيل الخامس المتقدمة، حيث تعزز التطبيقات المعتمدة على الرفع بسرعة وأداء غير مسبوقين.
ومن خلال التحكم بتجميع نطاقات «FR1» واعتماد أحدث تقنيات الرفع، رسّخت شركة «إي آند الإمارات» مكانتها كمعيار عالمي للتميّز في مجال شبكات الجيل الخامس.
وقال عبد الرحمن الحميدان، نائب الرئيس لشؤون شبكة النفاذ الثابت في «إي آند الإمارات»، إن تحقيق سرعة رفع بيانات تبلغ 600 ميجابت في الثانية، يشكل خطوة استراتيجية تدفع بعجلة الابتكار الرقمي المعتمد على سرعات الرفع الفائقة، وتُحدث تأثيراً على الساحة التكنولوجية العالمية، مشيراً إلى أن ما تم تحقيقه ليس مجرد إنجاز تكنولوجي فحسب، بل هو نقطة انطلاق تتيح للشركات والأفراد إعادة تشكيل العالم الرقمي، وتعزز مكانة الإمارات دولة رائدة في مجال التكنولوجيا.
وتفتح سرعة رفع البيانات، التي تبلغ 600 ميجابت في الثانية، آفاقاً جديدة من الاتصال، حيث تدعم التطبيقات لكل من الأفراد والشركات، فقد بات بإمكان المصانع الذكية ومراكز الخدمات اللوجستية تحميل كميات هائلة من بيانات أجهزة الاستشعار لحظياً لتغذية أنظمة الذكاء الاصطناعي والتحليلات التنبؤية في الوقت الفعلي.
كما يعزز هذا الإنجاز تجارب التعاون السحابي، عبر تمكين عمليات رفع البيانات الفورية في تطبيقات النمذجة ثلاثية الأبعاد والواقع المعزز والواقع الافتراضي، الأمر الذي يدعم بيئات العمل المبتكرة.
وستزدهر التطبيقات المعتمدة على الرفع، مثل تحليلات الفيديو المباشرة للمدن الذكية والمتابعة الفورية عبر الطائرات من دون طيار، بما يتيح تحميل البيانات اللازمة لاتخاذ القرارات الحساسة على الفور.
أما على مستوى الأفراد، فسيُحدث هذا الإنجاز نقلة نوعية في الحياة الرقمية ليتمكن صانعو المحتوى من تحميل مقاطع فيديو بدقة K8 والبث المباشرة عالية الجودة إلى منصات، مثل «يوتيوب» و«تيك توك» في غضون ثوانٍ.
وسيتمكن المستخدمون من الاستمتاع بتجارب ألعاب إلكترونية عبر السحابة دون تأخير، فيما ستعمل المنازل الذكية بكفاءة أعلى من خلال تحميل لقطات الفيديو عالية الدقة وبيانات «إنترنت الأشياء» بشكل لحظي.
ويستند هذا الإنجاز القياسي إلى معايير الإصدار 17 من مشروع شراكة الجيل الثالث «3GPP«، ويستفيد من مزايا متقدمة، مثل النطاق العريض المتنقل المحسن «eMBB» والاتصال فائق الموثوقية «URLLC»؛ وذلك بهدف توفير مستوى جديد من الاتصال.

مقالات مشابهة

  • نور الدين البابا: بعض الأسماء التي يسلط عليها الضوء اليوم وحولها الكثير من إشارات التعجب والاستفهام، ساعدت خلال معركة ردع العدوان على تحييد الكثير من القطع العسكرية التابعة للنظام البائد وهذا ما عجل النصر وتحرير سوريا
  • صوفان: تم تحقيق إنجازات وإجراءات تساهم في حقن الدماء، وذلك بعيداً عن الإعلام، ونمتنع أحياناً عن الحديث عنها لأن ذلك يمنع استمرارها
  • صوفان: هذه الإجراءات ليست بديلاً عن العدالة الانتقالية والتي بدأت بالفعل، وهذه مهمة اللجنة الوطنية للعدالة الانتقالية التي شكلت بمرسوم رئاسي
  • حزب الجيل عن بطل واقعة حريق العاشر من رمضان: سطر صفحة مضيئة
  • «إي آند» تسرع تطوير شبكات الجيل الخامس المتقدمة
  • وزيرة الشؤون الاجتماعية: حماية الأطفال مسؤولية إنسانية وأخلاقية تقع على عاتق الجميع
  • بن حبتور: التحديات التي تواجه اليمن جعلت اليمنيين يقفون خلف قائد الثورة
  • دراسة ميدانية لـ «الإمارات للتنمية الاجتماعية برأس الخيمة»: الوعي المجتمعي ركيزة وقائية لمواجهة التضليل الإعلامي
  • خطيب مسجد بطرابلس: الكثير من الليبيين يفتقرون إلى الوطنية والانتماء
  • فولر يرفض الحديث عن «نكسة كبيرة» لألمانيا!