قال المستشار محمد السيد فراج، مستشار التنمية والتخطيط بالأمم المتحدة، إن زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى القاهرة تأتي في توقيت بالغ الأهمية، خاصة في ظل الاضطرابات الإقليمية والدولية التي تشهدها المنطقة، مؤكدا أن هذه الزيارة لا تحمل طابع التواصل العادي فحسب، بل تمثل فرصة استراتيجية لتعزيز العلاقات بين مصر وفرنسا.

زيارة ماكرون إلى القاهرة

وأوضح فراج في تصريحات صحفية، أن هذه الزيارة تحمل بعدين رئيسيين. الأول يتعلق بالجانب الاقتصادي، حيث تسعى القاهرة لرفع الاستثمارات الفرنسية إلى مليار يورو خلال هذا العام. هذا الهدف يعكس التوجه الجاد نحو تعزيز التعاون الثنائي بين الدولتين، لاسيما في القطاعات الحيوية التي يمكن أن تسهم في دفع عجلة الاقتصاد المصري.

وتابع: "أما البعد الثاني فهو سياسي، حيث يرتبط بشكل مباشر بالتطورات المتأزمة في الشرق الأوسط، وخاصة فيما يتعلق بقطاع غزة. تشهد المنطقة تصعيدًا متزايدًا، وقد جاء هذا التوقيت لتزامن الزيارة مع قمة ثلاثية بين مصر وفرنسا والأردن لمناقشة هذا الموضوع الشائك".

وبحسب مستشار التنمية والتخطيط بالأمم المتحدة، فإن الأزمة في غزة تمثل "مفتاحًا" لبقية ملفات المنطقة، وهو ما يضع الزيارة في سياق حيوي ومؤثر، مشيرًا إلى أن علاقات باريس في المنطقة تتأرجح بين دعمها التقليدي لإسرائيل منذ عام 1948، ومحاولتها الحفاظ على توازن في علاقاتها مع الدول العربية.

في هذا السياق، أكد المستشار محمد فراج، أن فرنسا كانت داعمًا قويًا لإسرائيل في بداية أزمة "طوفان الأقصى"، لكنها بدأت تميل نحو مواقف أكثر انحيازًا للحقوق الفلسطينية. جاء هذا التحول نتيجة تصاعد التوترات بين باريس وتل أبيب، خاصًة بعد التصعيد الإسرائيلي في لبنان.

كما أكد أن هذا التحول في الموقف الفرنسي يعكس ضغطًا إنسانيًا وأخلاقيًا، حيث أصبح من الصعب على فرنسا الاستمرار في دعم تسليحي لإسرائيل بينما تُرتكب مجازر في غزة. وبالتالي، تهدف زيارة ماكرون إلى تعزيز جهود وقف إطلاق النار وضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى القطاع، وهو ما يعتبر خطوة إيجابية نحو معالجة الأزمة الإنسانية في المنطقة.

أشتر فراج، أيضًا، إلى أن فرنسا تلعب دورًا نشطًا في قضايا لبنان وسوريا، خصوصًا في ما يتعلق بمحاولة تثبيت الهدنة في الجنوب اللبناني وسحب إسرائيل من النقاط المحتلة. فمن المتوقع أن تناقش هذه الملفات بعمق خلال الزيارة، مما يبرز الأهمية الاستراتيجية لعلاقات مصر وفرنسا في هذه المرحلة الحساسة.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: زيارة ماكرون الرئيس الفرنسي الرئيس السيسي غزة تفاصيل زيارة ماكرون المزيد ماکرون إلى

إقرأ أيضاً:

القاهرة تؤكد ضرورة استئناف المفاوضات النووية مع إيران وتجنب التصعيد

القاهرة - أكدت مصر، الأربعاء 18 يونيو 2025، ضرورة استئناف المفاوضات بشأن برنامج إيران النووي، وتجنب التصعيد لمنع انزلاق المنطقة إلى حالة من الفوضى.

جاء ذلك خلال اتصالات هاتفية أجراها وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي مع نظرائه من السعودية والبحرين والعراق، وفق بيان للخارجية المصرية.

وقال البيان إن عبد العاطي أجرى اتصالات هاتفية مع نظرائه العراقي فؤاد حسين، والسعودي فيصل بن فرحان، والبحريني عبد اللطيف الزياني.

وأضاف أنه جرى خلال الاتصالات بحث التطورات المتلاحقة في المنطقة إثر التصعيد العسكري بين إسرائيل وإيران وتداعياته على السلم والأمن إقليميا ودوليا.

وأشار إلى أن عبد العاطي تبادل الرؤى مع نظرائه بشأن سبل احتواء التصعيد ووقف إطلاق النار لتجنب اتساع رقعة الصراع وامتداد المواجهة العسكرية.

ولفت البيان إلى أنه جرى خلال الاتصالات تأكيد أهمية استئناف المفاوضات بشأن البرنامج النووي الإيراني.

وكانت طهران أعلنت الجمعة، تعليق المباحثات النووية مع الولايات المتحدة، عقب العدوان الإسرائيلي على إيران الذي طال عدة أهداف بينها منشآت نووية.

واستضافت مسقط أولى جولات المفاوضات بين طهران وواشنطن في 12 أبريل/ نسيان الجاري، ولاقت ترحيبا عربيا فيما وصفها البيت الأبيض بأنها "إيجابية للغاية وبناءة".

وتتهم الولايات المتحدة وحليفتها إسرائيل ودول أخرى، إيران بالسعي إلى إنتاج أسلحة نووية، بينما تقول طهران إن برنامجها مصمم لأغراض سلمية، بما في ذلك توليد الكهرباء.

وتعد إسرائيل الدولة الوحيد في المنطقة التي تمتلك ترسانة نووية، وهي غير خاضعة لرقابة دولية.

كما جرى تأكيد "الأهمية البالغة للتوصل إلى تسوية للأزمة عبر الحلول السياسية والدبلوماسية، وبذل الجهود لمنع انزلاق المنطقة إلى حالة من الفوضى"،.

وبحسب البيان، اتفق الوزراء على مواصلة التنسيق المشترك لمتابعة تطورات الموقف، وتكثيف الجهود المشتركة لوقف التصعيد والعودة إلى مسار المفاوضات.​​​​​​​

ومنذ الجمعة، تشن إسرائيل بدعم أمريكي عدوانا على إيران يشمل قصف منشآت نووية وقواعد صواريخ واغتيال قادة عسكريين وعلماء نوويين ما أسفر عن 224 قتيلا و1277 جريحا، فيما ترد طهران بصواريخ بالستية وطائرات مسيرة خلفت نحو 24 قتيلا ومئات المصابين.​​​​​​​​​​​​​​

وتلوح في الأفق مخاطر توسيع الصراع مع تقارير غربية وعبرية عن إمكانية انضمام واشنطن إلى إسرائيل في عدوانها على إيران، بالتزامن مع تصريحات للرئيس الأمريكي دونالد ترامب دعا خلالها طهران إلى "الاستسلام دون شروط".

مقالات مشابهة

  • مآسي حول العالم.. من حادث واشنطن إلى انهيار القاهرة وثوران إندونيسيا
  • القاهرة تؤكد ضرورة استئناف المفاوضات النووية مع إيران وتجنب التصعيد
  • ترامب: الأسبوع المقبل سيكون حاسما في ما يتعلق بإيران
  • مصدر دبلوماسي يكشف موعد الزيارة الملكية إلى فرنسا
  • تركيا تتحرك عسكريًا: زيارة مفاجئة لوزير الدفاع إلى المنطقة الحدودية مع إيران
  • بعد الزيارة.. أبرز رسائل عادل إمام للمستشار تركي آل الشيخ
  • مادة استخدمتها الجنايات لمد الحكم على المتهم بقضية اغتيال اللواء نبيل فراج
  • الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يعلق على تغيير النظام في إيران بالقوة
  • جامعه سوهاج: زيارة الطلاب لقاعدة محمد نجيب
  • شاهد بالفيديو.. بعد أن حملته ومازحته.. طفل سوداني يتعلق بالفنانة هدى عربي ويتفاعل معها بنظرات بريئة