أرواح منسية خلف القضبان
تاريخ النشر: 8th, April 2025 GMT
مريم الشكيلية
منذ أن نشبت الحروب، والنزاعات المسلحة على وجه الأرض وجد الأسرى وهم يعرفون بأسرى الحروب، وللأسرى حقوق إنسانية نصت عليها المواثيق الدولية، ومن قبلها الديانات السماوية، وأخص بالذكر هنا الدين الإسلامي الحنيف الذي حفظ حقوق أسرى العدو ببنود واضحة لا لبس فيها منها (حق الأسرى في توفير المأكل والمشرب والرعاية الصحية لهم وحفظ كرامتهم، وعدم الاعتداء عليهم بأي شكل من الأشكال وغيرها من البنود التي تحفظ للأسير حقه).
وفي عصرنا الحالي لا تختلف معاهدة (جنيف) لحقوق الأسرى التي حددتها، وأقرتها عن تلك التي جاءت بها العقيدة الإسلامية فيما يختص بأسرى الحروب، ومنطقتنا العربية حالها حال بقية العالم شهدت حروب ونزاعات مسلحة متعاقبة وقضية الأسرى فيها حاضرة بقوة.
وسوف أتحدث في هذه السطور عن الأسرى الفلسطينيين كون فلسطين الدولة العربية الوحيدة في عالمنا العربي التي لا تزال ترزح تحت وطأة الاحتلال الإسرائيلي الغاشم منذ قرابة (76) عامًا. إن ما شاهدناه، وشاهده العالم خلال حرب غزة التي شنتها إسرائيل على القطاع كرد على أحداث السابع من أكتوبر عام 2023، وهجوم حركة حماس على مستوطنات قطاع غزة، وما تبعه من حرب وحشية على قطاع غزة تلك الحرب التي خلقت آلاف من الشهداء والجرحى، والمفقودين، والأسرى حتى وقت قريب عندما أعلن عن وقف إطلاق النار هناك.
وعلى أثره تمت صفقة تبادل الأسرى الفلسطينيين مع الكيان الإسرائيلي، ومن أكثر الأمور التي وقعت في أنفسنا هي رؤية، وحال الأسرى الفلسطينيين المفرج عنهم من ضعف في أجسامهم وتراجع حالتهم الصحية، وأكثر ما تحدثوا عنه هو التعذيب الوحشي وحالة السجن التي تخلو من أي حقوق نصت عليها المواثيق الدولية وغيرها في المقابل حالة الأسرى الإسرائيليين التي تحتجزهم حركة المقاومة الإسلامية حماس، والذي شكل ظهورهم صدمة للعالم أجمع من ناحية حالتهم الصحية والبدنية والنفسية رغم تلك الظروف الصعبة الذي عاشه القطاع لمدة أكثر من 15 شهرًا من قصف جوي، واجتياح بري، وحصار مطبق، وجوع، وانعدام للحياة إلا أن الأسرى الإسرائيليين كانوا تحت رعاية رجال المقاومة وحرص شديد على حياتهم وهذا ليس بغريب لأن المقاومة الفلسطينية تطبق شريعة الإسلام التي تحفظ حياة الأسير.
ومن جانب آخر إنني أتساءل لو لم تقم حركة المقاومة الإسلامية حماس بذاك الهجوم يوم السابع من أكتوبر، ومن أسبابه أيضًا إطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين كيف كانوا سينالون حريتهم؟!
هؤلاء الأسرى الذين يقبعون تحت وطأة الاحتلال الإسرائيلي لسنوات طويلة كيف للعالم بأسره أن ينساهم وهم مغيبون خلف القضبان الحديدية؟ إن قضية الأسرى الفلسطينيين، وهم في تلك الأوضاع القاسية منسيون لا يتذكرهم أحد، ولا أحد يطالب بحريتهم، والعالم كله يعلم أنهم أصحاب حق يدافعون عن أرضهم وحقهم في تقرير المصير، وبتجاهل مصيرهم لصفعة عار على جبين العالم الذي يتغنى بالإنسانية، وإنني أعتب على العالم العربي الذي تربطه بفلسطين رابطة الأخوة والمصير المشترك أين هو من قضية الأسرى الفلسطينيين ولماذا غيبت قضيتهم طوال هذه السنوات؟ حتى إن الأسير الفلسطيني أوجد حيل للبقاء، والتشبث بالحياة منها موضوع (النطف المهربة)، وغيرها التي تعد تحديًا للمحتل.
إنني عبر هذه السطور أدعو إلى تسليط الضوء على قضية الأسرى الفلسطينيين الذين نسيهم العالم وكأنهم غير موجودون في هذه الحياة أدعوا إلى تحريك قضيتهم العادلة ليرى العالم إن أرواحاً لاتزال على قيد الحياة منسية خلف قضبان السجون الإسرائيلية بلا حقوق.
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
البرش: نقص الغذاء والأدوية والبرد يحصد أرواح الأطفال في غزة
الثورة نت /..
حذر المدير العام لوزارة الصحة في قطاع غزة، الدكتور منير البرش، اليوم الخميس، من تدهور الوضع الصحي والإنساني في القطاع مع كل منخفض جوي يضرب المنطقة، مشيراً إلى أن نقص الغذاء والأدوية والبرد القارس أصبح يحصد أرواح الأطفال.
وقال البرش، في منشور على منصة “فيسبوك”، إن الطفلة رهف أبو جزر، البالغة من العمر 8 أشهر، توفيت في خان يونس نتيجة البرد، مؤكداً أن المخاطر تتجاوز حدود الطقس بسبب ظروف السكن المدمرة، حيث يعيش الناس في خيام بلا جدران وبلا تدفئة.
وأوضح أن البرد والمطر يتحولان إلى تهديد صحي مباشر في ظل الازدحام ونقص الغذاء والأدوية، لافتاً إلى تسجيل ارتفاع يومي في الإصابات الفيروسية، والتهابات الجهاز التنفسي، والفيروسات المعوية.
وأضاف أن ضعف المناعة والمجاعة يجعل حتى العدوى البسيطة خطراً على حياة الأطفال والكبار.
وأشار البرش إلى أن الحالات الحرجة تتضمن انخفاضاً حاداً في الحرارة، ورجفاناً وفقداناً للوعي قد تصل إلى الوفاة، محذراً من أن بيئة الخيام الممزقة والرطوبة والغبار تُشكّل أرضية مثالية لانتشار الالتهاب الرئوي والأمراض الجلدية الحادة.
وأكد أن النقص الحاد في الأدوية بلغ مستويات كارثية، حيث وصل انعدام 70% من أدوية السرطان إلى الصفر، وأكثر من 1000 صنف دوائي أساسي غير متوفر، ما يعرض أصحاب الأمراض المزمنة لمضاعفات قاتلة.
وذكر أن أكثر من 1000 طفل دون سن الخامسة يعانون من الجوع، وأكثر من 9000 طفل يعانون سوء تغذية حاد، بينهم 1900 في حالة حرجة، مشيراً إلى أن المجاعة لم تنتهِ في غزة، وأن البرد والصقيع يسجلان وفيات جديدة يومياً.
واختتم منشوره متسائلاً: “أين العالم من هذا الواقع الإنساني المأساوي؟”.