غزة تباد ألا تكفي هاتين الكلمتين لإيقاض الضمائر؟! قطاع غزة يباد في مأساة إنسانية وتطهير عرقي لم يشهد له التاريخ مثيل، لا لشيء سوى أن العدو الصهيوني يريد ذلك والعالم الإسلامي في سبات مميت إلا من رحم ربي، في غزة ترى صور من واقع إنساني دامي في انتهاكات لحقوق الإنسان والحيوان وكل ما هو حي.
الغزيون بين سندان الجوع والقتل الذي فرضه العدو اللعين في عقاب وإبادة جماعية على الشعب الفلسطيني دون أي مبرر أو مسوغ قانوني سوى ما يدعيه اللوبي الصهيوني أنه يحمي نفسه وفق منظور ومباركة من الأرعن الأمريكي المؤيد والمشارك فعليا في هذا العدوان، والذي بدوره يشن عدوان بربري على اليمن لأنه يساند غزة ويقف مع من خذلهم القريب والبعيد من أبناء فلسطين، ظانين أنهم بعدوانهم على اليمن سيثنوا اليمن عن موقفه وهم بهذا واهمون بل أن طوفان اليمن سيغرقهم.
ارتفع سقف العدوان على غزة وارتفع معه سقف الخيانة لغزة ولفلسطين والسكوت والتغاضي عن ما يحدث من مجازر يندى لها جبين الإنسانية، وتنخلع من هولها القلوب لمن كان لهم قلوب وأن كانت معظم القلوب قد صدأت ولم تعد تشعر، وهي في حالة موت سريري منذ أمد طويل.
الجميع مشتركون في دماء غزة وخيانة غزة وإبادة غزة، إسرائيل وأمريكا وقوى الاستكبار وحلف الناتو والأمم المتحدة ومجلس الأمن والدول العربية والعالم الإسلامي وكل المراجع الإسلامية بكل مذاهبها وطوائفها، وكل شعوب العالم، الكل محاسبون على ما يحدث في غزة،
ولابد من مقاضاة كل من شارك وبارك وسكت عن ما يحدث في هذه البقعة من الأرض، وليكن الجميع على علم ويقين أنه لن يمر ما حدث ويحدث لغزة دون أن يلعنهم التاريخ وأن يحاسبوا في يوم لا ينفع فيه مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم، لابد من المقاضة ومن القصاص، لن تنتهي القضية ولن تسقط بالتقادم وسيظل ملفها مفتوح ولن تنطوي هذه الصفحة الدامية من حياة الغزيين.
ستنتهي الحرب وستبقى غزة، سينهزم العدو وستنتصر غزة، وستقف لتسأل الجميع بأي ذنب قتلت، وتقول لهم قضيتي لن تنتهي بانتهاء الحرب، قضيتي معكم مفتوحة وحسابي لكم مازال قائما نعرف من وقف معنا ومن خذلنا ومن شارك في قتلنا.
والرد أتِ ولو بعد مئة عام والجرائم التي ارتكبت في غزة على مرأى ومسمع من الجميع لن تمحى من ذاكرة الغزيين ذلك عهد قطعوه على أنفسهم ثأرا للدماء التي سفكت، وتكريسا لوضع جديد محتواه من كان معهم وقت إبادتهم فهو منهم، ومن كان مع عدوهم فهو عدوهم.
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
إعلان الاعتراف بدولة فلسطينية.. منافع يحققها الجميع عدا الفلسطينيين أنفسهم!
تطالعنا نشرات الأخبار بين الحين والآخر بتصدير بعض الدول الأوروبية عزمها المضي قدما نحو الاتفاق على حل الدولتين والاعتراف بالدولة الفلسطينية، والاصطفاف مع الشعب الفلسطيني في تدشين دولته الوليدة. ولقد تفكرت في الخبر مليّا فوجدته سرابا خادعا لا يروي ظمأ ظمآن ولا حاجة مكلوم، "يحسبه الظمآن ماء حتى إذا جاءه لم يجده شيئا"! وهو الخبر الذي يحلو لبعض الدول استخدامه لتخدير شعوبها الرافضة للمذابح الإسرائيلية والمجازر التي يرتكبها جيش الاحتلال في غزة، وهي مما تشيب لأجلها الولدان، ولربما كانت الدولة المُعلنة الاعتراف بفلسطين إحدى الدول التي عطلت قرار إيقاف الحرب على غزة في مجلس الأمن خلفا للولايات المتحدة الأمريكية!
وهي اللافتة التي تستخدمها بعض الحكومات كقنبلة دخان كي تواري بها سوءة التعاون العسكري واللوجيستي والتجاري مع دولة الاحتلال، كحال الحكومة الفرنسية في هذه الأيام، والتي طلبت جلسة للجمعية العمومية للأمم المتحدة من أجل التمهيد للموافقة على حل الدولتين، وقد كان يكفيها أن توقف التعاون العسكري وتوقف عمليات إمداد الاحتلال بالمعدات والذخائر استجابة للضغط الشعبي حيال المذابح التي تحدث لأطفال غزة، بعيدا عن هذا الشو الإعلامي وهذه البروباجندا المفضوحة.
أصبح خبر الاعتراف بالدولة الفلسطينية وسيلة دبلوماسية وإعلامية ماكرة للإيحاء بأن مشكلة الشعب الفلسطيني في طريقها للحل
إنه الخبر الذي لا يفتر إعلامنا ولا تهدأ صحافتنا العربية من ترديده خلال جلسات الجامعة الناطقة باسم الملوك والأمراء من أجل إعادة السيد "محمود عباس" إلى واجهة الأحداث وتتر النشرات، بعدما أهال الشعب الفلسطيني التراب عليه وعلى المحيطين به، لا سيما موقفه الأخير من محنة التجويع والتعذيب الممنهج لأهل غزة الكرام، ومشاركته في حملة التشويه التي لا يتورع عنها ضد المقاومة، بخلاف تفانيه وإصراره على التعاون الأمني مع الاحتلال ومطاردته لرجال المقاومة في الضفة ورام الله.
لقد أصبح خبر الاعتراف بالدولة الفلسطينية وسيلة دبلوماسية وإعلامية ماكرة للإيحاء بأن مشكلة الشعب الفلسطيني في طريقها للحل! وبعض الدول اللاتينية، والحق أن مواقفها إجمالا أفضل من مواقف كثير من الدول العربية والإسلامية مجتمعة، لربما دعت رئيس السلطة ليفتتح أحد العقارات المستأجرة المسماة بسفارة فلسطين وليتفضل الزعيم بافتتاحها، فيظهر عباس مرتديا الكوفية الفلسطينية وممسكا بمقص الشريط ليفتتح السفارة، ثم يلقي كلمته العصماء عن نضال الشعب وعن تضييق دولة الاحتلال عليه في معيشته ومدخراته وعائداته الضريبية! وهو يلمح بذلك إلى حاجة السلطة الفلسطينية إلى بعض التحويلات من أجل رواتب الموظفين العمومين وجنود السلطة.. إلخ.
وغالبا ما تُلتقط الإشارة التي يلقيها المناضل الكبير، فتجري التحويلات من حكومة الدولة صاحبة الدعوة وما يزال عباس في إقامته بأحد الفنادق الفخمة بعاصمة الدولة المضيفة! قبل قفوله عائدا بسلامة الله إلى رفاقه المسنين في مقر إقامتهم بمدينة البيرة في الضفة الغربية.
للأسف الشديد العالم بين متواطئ تابع لأمريكا، ممالئ لدولة الاحتلال الصهيونية، أو مكتفٍ ببعض بيانات الشجب والإستنكار الباردة، وللأسف الشديدة مرة أخرى فالكوكب الأرضي مُكّبَل اليدين، دولا ومنظمات وعلى رأسها مجلس الأمن الخادم في بلاط الصهيونية العالمية، والذي لا تسري قرارته إلا إذا كانت في مواجهة إحدى دولنا العربية والإسلامية والتي تصطف جميعها دون أن تتخلف أي منها لتوقع بالموافقة على ما يسمى بقرارات الشرعية الدولية الصادرة ضد العرب والمسلمين!
ما هو شكل الدولة التي يخدّرون بها مشاعرنا ويزايدون بها على الشعب الفلسطيني وعلى مقاومته الحرة الأبية؟! ومن ستخدم
وماذا لو اعترفت الأمم المتحدة بدولة فلسطين؟! هل سيوقفون المذابح المرتكبة في حق النساء والأطفال في القطاع؟ وهل ستتوقف عملية التجويع الممنهجة لأهل غزة؟ وهل سيخرج الأسرى الفلسطينيون إلى النور وفي مقدمتهم المئات من الفتيات والنساء الفضليات القابعات في سجون الاحتلال؟! وهل ستتوقف عملية قضم الأراضي الفسطينية في الضفة الغربية على مقربة من مكتب رئيس السلطة الفلسطينية؟! وهل سترفع إسرائيل يدها الآثمة من على مسرى النبي صلى الله عليه وسلم ومعراجه؟! وهل ستقام للدولة اللفسطينية موانئها ومطاراتها وجيشها الذي سيدافع عنها في ظل رفض وتمترس أعضاء حكومة بنيامين نتنياهو ضد إدخال الطعام للمُجوعين من الأطفال والنساء؟!
وما هو شكل الدولة التي يخدّرون بها مشاعرنا ويزايدون بها على الشعب الفلسطيني وعلى مقاومته الحرة الأبية؟! ومن ستخدم حينها سوى رجال السلطة وعائلاتهم وجوازات السفر الدبلوماسية والمزايا الأسطورية والإقامات الفاخرة التي ستعود على أشباههم؟!
كفى استهزاء بالرأي العام العربي والغربي، كفى تلاعبا بمشاعرنا، كفى متاجرة بآألام المعذبين في فلسطين في الداخل وفي الشتات، عيبٌ على المشاركين في مثل هذا الهراء وهذه الملهاة، اصرفوا جهدكم لإغاثة أهل غزة في محنتهم التي تخطت حدود الصبر والتحمل، رغم كراهيتكم للمقاومة ولخلفيتها الإسلامية، لكن ذلك لا يمنع أن تكون لديكم نخوة وكرامة وبقية من رجولة تمنعكم من التواطؤ مع الصهاينة والأمريكان على هذه الدماء وعلى مباركة التجويع القاسية التي لم يعرف لها التاريخ مثيلا.