إستلهام التجربة الكردية
تاريخ النشر: 10th, April 2025 GMT
بقلم : هادي جلو مرعي ..
الدعوة الى إنشاء إقليم الجنوب ليست جديدة، وربما كان الحديث عن ذلك من أولويات قوى شيعية نافذة بعد التغيير. غير إن الأمور أخذت مسارا آخر بالرغم من دعوات مماثلة لإنشاء الإقليم السني ومركزه الأنبار غرب العراق. ذلك المسار إرتبط برغبة داخلية وموقف خارجي لم يدعم الفكرة، وكانت بعض الدعوات ماثلة لإنشاء إقليم البصرة، وتم توزيع صور لعلم مفترض للإقليم المقترح، وبينما كانت المشاكل السياسية والأمنية تعصف بالبلاد كان إقليم كردستان المقر دستوريا، والثابت واقعيا منذ العام 1991 يخطو بخطوات واثقة، ويتشكل وفقا لمعادلة سياسية وأمنية وإقتصادية تتماهى مع الحكم الفدرالي للدولة، وتتواصل مع الخارج بطريقة تنم عن قدرة على الإدارة، مع إنضباط عال في مؤسسات تشكلت وترسخت وأصبحت مثالا يحتذى به في مجالات عدة ناجحة.
وبين رؤيتين يتحرك الخطاب ويتمدد، وأولهما الداعم لفكرة إنشاء الأقاليم وفقا لمعادلة الدستور التي تتيح تشكيل إقليم من ثلاث محافظات، أو أكثر. والثانية نتيجة تفاعلات سياسية، وشعور بالغبن والتهميش. وبالرغم من دعوات السنة الى ذلك بإعتبار إنهم طرف ضعيف في معادلة الحكم بشعور التهميش، فإن الغربب إن الشيعة الذين دعا بعضهم الى إنشاء إقليم شيعي بعد التغيير مباشرة، عادوا وهم الأغلبية في الحكومة والبرلمان ليذكروا بتلك الرغبة القديمة التي رفضها الشيعة الرسميون بالرغم من إطلاقها من ناشطين وفاعلين سياسيين يرون إن الأمور لاتستقيم كما ينبغي في ظل الطريقة التقليدية للحكم، والتي يشكو من نتائجها أتباع الطوائف والقوميات المختلفة على قاعدة إن المشكلة في النظام الذي لم يعد مرغوبا فيه على الشاكلة التي هو عليها، وبالتالي لابد من تحديد الأولويات مجددا، والعمل عليها.
هل يمكن عد مايجري إستلهاما متأخرا للتجربة الكردية، أم هو شعور باليأس من الواقع الذي عاشه النظام السياسي التقليدي والذي ركز على مصالح فئوية، ولم يكن ممكنا الطمأنينة الى سلوك يرعى مصالح الجميع، وبين فساد وفوضى وتدخلات خارجية وعدم قدرة على أداء المهام كما ينبغي أصبح الحديث عن إنشاء أقاليم تستلهم التجربة الكردية ممكنا جدا ومفضلا ويحظى بأهمية فائقة ويلقى صدى في عديد المحافل السياسية والإعلامية ولذلك يبقى الحديث عن ذلك مرتبط حتما بنجاح التجربة في دول أخرى وفي كردستان تحديدا مع مايعيشه العراق من واقع معقد يتطلب حلولا لمشاكله ولتفادي تداعيات الأزمات المتكررة والتي تعيق التنمية على مستويات عدة في مجال الخدمات العامة والإقتصاد والرفاهية المجتمعية التي يتمناها الجميع.
المصدر: شبكة انباء العراق
كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات
إقرأ أيضاً:
بسمة جميل: انتخابات الشيوخ تأكيد على نضج التجربة الديمقراطية
أكدت بسمة جميل، أمين أمانة التخطيط والتطوير بحزب الشعب الجمهوري بمحافظة سوهاج، أن إعلان الهيئة الوطنية للانتخابات للجدول الزمني الخاص بانتخابات مجلس الشيوخ 2025 يمثل خطوة مهمة تعكس التزام الدولة الكامل بإجراء الاستحقاقات الدستورية في مواعيدها، بما يعزز مناخ الاستقرار السياسي ويؤكد نضج التجربة الديمقراطية في مصر.
وأوضحت "جميل" في بيان لها اليوم ،أن هذا الإعلان لم يأت من فراغ، بل هو نتاج إرادة سياسية حقيقية تُدرك أهمية وجود غرفتين تشريعيتين تعملان بتناغم لدعم السياسات الوطنية وصياغة مستقبل تشريعي يتماشى مع تطلعات المواطن المصري، مشيرة إلى أن مجلس الشيوخ يمثل ركيزة تشريعية واستشارية تضيف عمقًا للمشهد النيابي وتساهم في إثراء النقاش حول التشريعات العامة والخطط الاستراتيجية.
وأشادت أمين أمانة التخطيط والتطوير بحزب الشعب الجمهوري بسوهاج ، بحرص الهيئة الوطنية للانتخابات على اتباع أعلى درجات الشفافية والانضباط، من خلال إعلان مواعيد الترشح والتصويت والدعاية والطعون بشكل واضح ومنظم، وهو ما يعزز من ثقة المواطنين في مؤسسات الدولة، ويؤكد أن العملية الانتخابية تدار بمنظور وطني ومهني يُعلى من مصلحة الوطن فوق أي اعتبار.
كما أشارت إلى أن التوسعات في آليات تمكين ذوي الهمم من المشاركة السياسية، من خلال توفير بطاقات اقتراع بلغة برايل وإشارات توضيحية، يُعد نقلة نوعية في مفهوم الشمول الديمقراطي ويؤكد أن الدولة تتعامل مع جميع المواطنين كشركاء متساوين في الحقوق والمسؤوليات.
وأضافت أن التجهيزات الفنية واللوجستية التي أعلنتها الهيئة – من تدريب آلاف القضاة، وتحديث قاعدة بيانات الناخبين، وتوفير أدوات تكنولوجية حديثة داخل اللجان – تدل بوضوح على أن مصر تسير نحو منظومة انتخابية أكثر تطورًا واحترافية، تستند إلى الرقمنة والتكامل المؤسسي.
وفي ختام تصريحاتها، شددت بسمة جميل على أن المشاركة في الانتخابات المقبلة واجب وطني على كل مواطن حريص على مستقبل بلاده، لافتة إلى أن صوت المواطن هو السلاح الأقوى في بناء الدولة الحديثة، وأن الإقبال على صناديق الاقتراع هو الرسالة الأبلغ بأن مصر ماضية نحو تثبيت دعائم الجمهورية الجديدة التي تؤمن بالعدالة، والمساواة، والتنمية المستدامة.