في ظلّ تعقيدات الوضع السياسي في اليمن، يتّجه حزب التجمّع اليمني للإصلاح (ذو التوجّه الإسلامي)، وعائلة الرئيس الراحل علي عبد الله صالح نحو المصالحة، بعد سنوات من القطيعة، والتراشق الإعلامي، والاتهامات المتبادلة بمسؤولية كلّ طرف عن سقوط مؤسّسات الدولة بيد الحوثيين.
وقد ظلّت عائلة صالح، والمقرّبون من نجله أحمد (يقيم في الإمارات)، وابن شقيق صالح، طارق صالح (عضو مجلس القيادة الرئاسي وقائد ما تعرف بالمقاومة الوطنية)، ينظرون إلى حزب الإصلاح باعتباره الخصم الرئيس الذي ساهم في إنهاء حكم العائلة.
وخلال العامَين الماضيين، توقّف التراشق الإعلامي بين الجانبين إلى حدّ كبير، وتغيّرت لغة الخطاب السياسي، وطغت عليها الإشادات والتهاني المتبادلة، واللقاءات المتكرّرة لناشطين من كلّ فريق. واحدة من أبرز مظاهر هذا التصالح، التي لم تكن ممكنةً في السابق، تمثّلت في استقطاب إعلاميّين وناشطين بارزين من حزب الإصلاح، وخُصّصت لهم برامج، بعضهم كانوا قد عُرفوا بنقدهم السياسي الشديد لصالح وعائلته في أثناء حكمه وبعد فترته. ويكتسب هذا التواصل الإعلامي أهميةً خاصّةً بالنظر إلى أن إعلام كلّ فريق شكّل لسنوات طويلة ساحةً لتبادل الاتهامات وتصفية الحسابات المرتبطة بثورة 2011، وسقوط مؤسّسات الدولة.
كما تتجسّد المُصالحة في تغيير مواقف حزب الإصلاح من بعض المناسبات التاريخية، إذ امتنع الحزب عن الاحتفال بذكرى ثورة 11 فبراير/ شباط، تماشياً مع الوضع الجديد، رغم تدمير بعض قواعد الحزب (واعتراضهم على ذلك). وفي المقابل، شاركت قيادات بارزة في “الإصلاح” في ديسمبر/ كانون الأول 2024، في احتفال عائلة صالح بما يُسمّى “انتفاضة 2 ديسمبر”، وهي الذكرى السنوية للاشتباكات التي اندلعت في 2 ديسمبر/ كانون الأول 2017 بين قوّات صالح والحوثيين، وانتهت بمقتل صالح في الرابع من الشهر نفسه.
وتفرض التحوّلات العسكرية والسياسية في اليمن على الفريقَين إعادةَ ترتيب تحالفاتهما وفقاً لمتطلّبات المرحلة، في غياب حلّ سياسي شامل، واستمرار الجمود العسكري في الجبهات، كما أن الضغوط الإقليمية والدولية تلعب دوراً بالغ الأهمية في تقريب وجهات النظر، وإعادة تشكيل التحالفات المناهضة للحوثيين، إثر تصعيد هجماتهم على السفن الإسرائيلية والأميركية في البحر الأحمر وخليج عدن. وبناءً على ذلك، كثّفت الولايات المتحدة، وعددٌ من العواصم الغربية، لقاءاتها الدبلوماسية في الأشهر الماضية مع مكوّنات الحكومة الشرعية، وفي مقدّمتها حزب الإصلاح، وبعض رموز عائلة صالح.
ومن المتوقّع أن يشكّل التعاون بين عائلة صالح وحزب الإصلاح قوّةَ دفع مهمّة في استعادة توازن القوى في اليمن، استناداً إلى تجارب سابقة من التحالفات خلال الأزمات المصيرية. ففي ثمانينيّات القرن الماضي، شكّل تحالف صالح مع القوى الإسلامية جبهةً موحّدةً نجحت في صدّ التمدّد الشيوعي في المناطق الشمالية.
وفي التسعينيّات، انتصر صالح بتحالفه مع حزب الإصلاح على الانفصاليين في الجنوب. ومن الممكن استلهام تلك التجارب والاستفادة منها وتمهيد الطريق لتحالف سياسي قادر على فرض رؤية موحّدة في أيّ مفاوضات مستقبلية، أو صياغة تسوية شاملة تعيد رسم المشهد اليمني. إضافة إلى ذلك، يُعرف حزب الإصلاح بانتشاره الكبير في مختلف المحافظات اليمنية، بينما تحتفظ عائلة صالح بشعبية واسعة، نظراً إلى ارتباطها بحزب المؤتمر الشعبي العام، الذي حكم اليمن أكثر من ثلاثة عقود، ففي الانتخابات البرلمانية والرئاسية والمحلية كافّة، التي شهدها اليمن الموحّد، حاز المؤتمر الشعبي العام على أغلبية المقاعد، وتلاه حزب الإصلاح في المرتبة الثانية. يمكن توظيف هذه القاعدة الشعبية الواسعة لصالح أيّ أجندة مستقبلية مشتركة لتحالف مُرتقَب.
ومع ذلك، لا يخلو هذا التقارب من التحدّيات، من أبرزها الخلاف حول دور كلّ منهما مستقبلاً، وتقاسم النفوذ، فضلاً عن إرث ثقيل من انعدام الثقة المتبادل يصعب تجاوزه من دون تفاهماتٍ واضحةٍ وضماناتٍ قوية. وعلاوة على ذلك، يبرز التباين الأكثر حدّةً حول علاقات كلّ طرف بالإمارات، ففي حين تتبنّى أبوظبي سياسةً عدائيةً تجاه “الإصلاح”، وتصنّفه فرعاً لجماعة الإخوان المسلمين (المحظورة لديها)، نجد أن عائلة صالح تعتمد بشكل شبه كلّي على الدعم السياسي والعسكري الإماراتي. هذا التناقض يضع أيّ تحالف بين القوَّتَين البارزتَين في معسكر الشرعية في مأزق استراتيجي، خاصّة مع استمرار أبوظبي في دعم القوى المعادية لحزب الإصلاح في جنوب اليمن، وفي مقدّمتها المجلس الانتقالي الجنوبي، الذي لا يُخفي عداءَه للحزب.
على الصعيد الميداني، ما زالت القوات التابعة لحزب الإصلاح متمركزةً في مأرب وتعز، في حين تنتشر قوّات طارق صالح في امتداد الساحل الغربي. ولم يتبلور بعد اتّفاق واضح بشأن شكل التعاون العسكري بين الجانبَين، رغم وجود تنسيق غير مباشر في بعض الجبهات. ومع تصاعد احتمالات اللجوء إلى الخيار العسكري ضدّ جماعة الحوثي، يبدو أن التنسيق المباشر بين الجانبين قد يُصبح أمراً لا مفرّ منه في المستقبل. أمّا سياسياً، فلا يوجد أيّ إعلان رسمي عن اتفاق بينهما، غير أن العوامل الإقليمية والدولية تظلّ اللاعب الأبرز في توجيه مسار هذا التصالح. وتمتلك السعودية والإمارات معاً القدرة على الدفع بالمكوّنَين الرئيسَين نحو شراكة أوسع، أو الإبقاء على هذا التقارب في حدوده الدنيا.
ومن المتوقّع أن يؤسّس أي تحالف جادّ بين الإصلاح وعائلة صالح قاعدةً لتحالفات سياسية وقَبلية أوسع، لكن ذلك يتوقّف على قدرة الأطراف المعنية في تقديم تنازلات متبادلة، وتوحيد الجهود تحت رؤية وطنية شاملة لإعادة الاستقرار إلى اليمن. في المقابل، هناك سيناريو آخر يتمثّل في بقاء الانفتاح بين الطرفَين محدوداً وغير مؤسّسي، فيقتصر على تنسيق إعلامي وتواصل بين بعض الشخصيات المؤثّرة، من دون أن يترجم تحالفاً حقيقياً في الأرض. وهذا السيناريو يبدو الأكثر احتمالاً، على الأقلّ في الوقت الراهن، نظراً إلى التباين في المصالح الإقليمية لكلّ طرف، بالإضافة إلى استمرار تأثير الخلافات التاريخية فيهما.
المقال نقلاً عن صحيفة “العربي الجديد“
المصدر: يمن مونيتور
كلمات دلالية: المؤتمر المصالحة اليمن حزب الإصلاح كتابات حزب الإصلاح عائلة صالح
إقرأ أيضاً:
. حفيد عبد الحليم يرد على انتقاد موقف عائلة من نشر أسرار العلاقة السرية مع سعاد حسني
كشف الفنان نور الشناوي، حفيد شقيقة "العندليب الأسمر" عبدالحليم حافظ، ملابسات نشر رسالة جمهوره ومتابعي صفحته الرسمية على موقع فيسبوك، تعليقا جديدا بشأن علاقة حليم والنجمة الراحلة سعاد حسني.
عائلة عبدالحليم حافظوكتب نور: "أنا قاعد ساكت كتير احترامًا لآراء الناس اللى على راسي والانتقادات اللي حصلت الكام يوم اللي فاتوا في موضوع الرسالة وإن العيلة لقوا الرسالة دلوقتي وإننا عايزين نطلع تريند ونتشهر ونشوه وكلام مالوش أساس من الصحة".
وأضاف: "العيلة أصلًا مش اللي ابتدت الموضوع ده، وإن الصحافة وناس كتير أوي عايزة تكسب وتستفيد من ورا الموضوع ده وإن الناس عايزة تجوز اتنين بالعافية وهما ماتجوزوش، واللي عنده إثبات يطلعوا لكن كله كلام في الهوا ومالوش أي أساس من الصحة.. من حقنا كعيلة يا ناس محترمة إن لما يتم افتعال شيء محصلش إننا نطلع ننكر وأي حد لو مكانا هيعمل كده، الحمد لله مفيش أي فنان في مصر أو بيت فنان في مصر حد قدر يحافظ القيمة والقامة الفنية اللي عبدالحليم حافظ سابها لمصر والعالم العربي من بيت لمقتنيات شخصية ولتراث فني زينا".
وتابع: "أنا بس مش فاهم ليه لو الواحد أتجوز هينكر الجواز، ده شيء مفيهوش عقل اصلًا ولكل الناس التقدير والاحترام".
وكشفت أسرة الفنان عبدالحليم حافظ، عن خطاب نادر بخط يد حبيبته التي تردد أنه تزوج منها، قبل رحيله.
وقالت الأسرة في بيانها الذي نشرته عبر حسابها على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك: "عدى على وفاتك يا حليم نحو نصف قرن والناس لسه بتسأل هل الإشاعة عن جوازك حقيقية ولا لأ؟، يا حليم أنت أعظم واحد غنيت للحب ومن وجهة نظري ده كان بسبب حرمانك منه من أول حب الأم اللي اتحرمت منه يوم ولادتك لحد الحرمان من حب الزوجة والأبناء، عشان في ناس كتير بتحب تتشهر وخصوصا لما أضواء الشهرة عندها بتقل وتتطفي فيجيبوا سيرتك عشان يرجعوا تاني في دائرة الضوء".
وتابع البيان: "إشاعات كتير طلعت وانت عايش منها الإشاعات اللي كانت بتقول انك بتتدعي المرض علشان تنال تعاطف الجمهور وإن نزيفك على المسرح كان كذب ولما سافرت في آخر رحلة علاج طلعت الإشاعة اللي بتقول إن حليم بيدعي أنه مسافر لندن للعلاج وهو بيتفسح ويلف العالم، ورجعت بعدها مصر في تابوت وأخرست ألسنة كل اللي كانوا بيقولوا إنك بتمثل وبتتدعي المرض، وإشاعة الجواز اللي طلعت بعد وفاتك بـ17 سنة من ناس المفروض أنهم كانوا أصدقائك واستمرت الإشاعة دون أي مستند أو دليل وكان نفسي ألاقي حاجة تنفيها بدليل قاطع".
وأضافت أسرة حليم في بيانها: "أنا كنت عارف ومتأكد إنك ماتجوزتش لأنك كنت عايش لأهلك وفنك، ومرضك خلاك تخاف تتجوز وتظلم معاك زوجة وأبناء وكفاية عيلتك اللي عاشوا معاك قساوة مرضك وده اللي أكدتهولي أمي وقبلها جدتي الله يرحمهم ويحسن إليهم، وإحنا كأسرة عمرنا ما جرينا ورا تريند أو شهرة زائفة أو تاجرنا بأخبار كاذبة وبنحترم نفسنا وبنحترم جمهورك العريض في العالم كله ومحبيك، وبنلتزم الصمت وبنحاول دايمًا نحافظ على سمعة وسيرة الأسرة الطيبة ولما نتحدث أو ننفي أي إشاعات أو أخبار لازم يكون معانا دليل أو حاجة تثبت صحة كلامنا للحفاظ على مصداقية العائلة وحب الناس واحترامهم لينا يجبرنا أننا منقولش حاجة إلا لو متأكدين منها بنسبة 100%".
وقالت أسرة حليم في بيانها "وردًا على كل الأكاذيب والإشاعات التي طالت حليم وهو في قبره بين يديّ الرحمن وطالتنا نحن كعائلة وأرهقتنا وأحزنتنا كثيرًا لمدة عقود، قالت العائلة: "بقالي فترة طويلة بدور على أي دليل مادي يخرس الألسنة ولكني كنت على وشك أني أفقد الأمل ولكن مؤخرًا قررت أحاول محاولة أخيرة وقررت أنبش في كل الأوراق وفتحت غرفة ملحقة بالمنزل واللي جدتي علية كانت محتفظة فيها بكل الأوراق والمتعلقات الشخصية وحتى التراث الفني لحليم، وطبعًا بما أنك أنت سايب إرث كبير من مقتنيات، جوابات، مستندات وصور وحاجات ممكن أقعد سنين طويلة أدور فيها موصلتش لحاجة، ومن يومين بس وأنا بقلب في جواباتك الشخصية وبقراها بتمعن لقيت جواب مرسل لك بخط يد السيدة اللي بعض الأشخاص أشاعوا إنك تزوجتها، سطور قليلة في صفحة واحدة فيها رد على إشاعات بقالها 31 سنة والناس بتتكلم عنها لحد النهاردة".
وأزاحت الأسرة الستار عن هذا الخطاب المُرسل لحليم بعد أن قرر إنهاء علاقة الحب، وأضاف البيان "ونحن كعائلة لم ننكر أبدًا أنه كان بينهما بداية قصة حب بريئة ومحترمة لم تكتمل وحليم قرر إنهاء تلك العلاقة لأنه لم يكن في ارتياح وأصبحت العلاقة بعد ذلك مجرد علاقة صداقة وزمالة عمل يسودها التقدير والاحترام من الطرفين".
وجاء نص "الخطاب": "حبيبي حليم، حاولت أن أنام وأنا أقنع نفسي أنك لا بد أنك ستتصل بي خصوصا بعد.. أرجو أنك تخليني أكلمك كده زي ما بتكلم، وصلتني للعربية بتاعتي نص توصيلة كنت فاكرة انك ضروري حتكلمني في التليفون أول ما توصل بعد ما تكون وصلت مفيد، ولكنك لم تتصل بي ولم تفكر في، حليم أنا لا أدري ماذا أفعل أنني في قمة العذاب، أنني أبكي وأنا نائمة أبكي ليلًا نهارًا ولا أحب أن ترى دموعي لأني أحبك ولا أريدك تكرهني، ولماذا تكرهني بعد أن كنت تحبني، الآن تقول لكل الناس أنا لا أحبها ولكني أحبك يا حليم، ماذا أفعل.. قل لي يا حليم، إنني أصبحت حقيقة يا حليم أتعس مخلوقة على وجه الأرض".