4 أشهر من الانتظار.. ما الذي أوقف مسرحية يحيى الفخراني؟
تاريخ النشر: 11th, April 2025 GMT
متابعة بتجــرد: شهدت مسرحية “الملك لير”، من بطولة الفنان الكبير يحيى الفخراني، سلسلة من التأجيلات على مدار الشهور الأربعة الماضية، بعدما كان من المقرر افتتاحها نهاية ديسمبر 2024، رغم بدء التحضيرات منذ سبتمبر من العام نفسه.
بروفات مكتملة وتأجيل لأسباب تنظيمية
وبحسب مصادر مقربة من فريق العمل، فإن تأجيل العرض جاء نتيجة عدم الانتهاء من بعض الإجراءات الإدارية الخاصة بالمسرح، أبرزها المتعلقة بالميزانية، وذلك رغم الجاهزية الكاملة لصنّاع العرض، حيث انتهوا من بروفات الحركة والحفظ.
الديكور والملابس قيد التحضير
تجري حالياً التحضيرات النهائية من تجهيز ديكورات المسرحية وتصميم أزياء الشخصيات، على أن يتم افتتاح العرض خلال الأسابيع القليلة المقبلة، مع ترجيحات بأن يكون الموعد الرسمي في نهاية شهر أبريل الجاري، بانتظار الإعلان الرسمي خلال الأيام المقبلة.
أبطال العرض وطاقمه الفني
يشارك إلى جانب يحيى الفخراني نخبة من النجوم، أبرزهم سهر الصايغ، عابد عناني، وطارق الدسوقي، فيما يتولى الإخراج المسرحي شادي سرور. ومن المقرر أن يُعرض العمل على خشبة المسرح القومي، إحدى أعرق المنصات المسرحية في مصر.
عودة إلى “الملك لير” بعد 24 عامًا
الجدير بالذكر أن هذه النسخة تُعد الثالثة التي يقدم فيها يحيى الفخراني شخصية “الملك لير”، إذ سبق وقدّمها للمرة الأولى عام 2001 بمشاركة عدد من النجوم منهم أشرف عبدالغفور وريهام عبدالغفور، ومن إخراج أحمد عبدالحليم.
أما النسخة الثانية، فقد قُدمت عام 2019 بالتعاون مع مؤسسة “كايرو شو”، وشارك فيها كل من فاروق الفيشاوي، رانيا فريد شوقي، هبة مجدي، ومحمد فراج، تحت إخراج تامر كرم.
قصة المسرحية
تدور أحداث “الملك لير” حول ملك يقرر توزيع مملكته على ابنتَيه الكبريين، ويستبعد الصغرى التي رفضت مجاملته، ليكتشف لاحقًا خيانتهما له واستغلالهما، ويجد نفسه مشردًا لا يلجأ إلا إلى ابنته الوفية التي رفضت النفاق. المسرحية من تأليف ويليام شكسبير، وتُعد من أبرز أعماله التراجيدية الكلاسيكية.
المصدر: بتجرد
كلمات دلالية: یحیى الفخرانی الملک لیر
إقرأ أيضاً:
مسرحية المساعدات في غزة..!
يمانيون/بقلم/ عبدالحكيم عامر
بينما تتصاعد ألسنة المجاعة من أزقة غزة وتئن المستشفيات من فقدان الطاقة والدواء، يظهر الاحتلال الإسرائيلي بمشهد تمثيلي يُقحم فيه “الجانب الإنساني” بطريقة مقلوبة، تُسقَط “مساعدات” من الجو بينما تُمنَع الشاحنات من الدخول برًا، يُقدَّم الاحتلال كفاعل خير، وهو في الواقع يُمارس إبادة بطيئة عبر الحصار المتعمَّد.
إن ما يُسمّى بـ”المساعدات الإنسانية” لم تعد أكثر من مسرحية استعراضية قاتمة، يغلفها الزيف وتُدار بأدوات القتل البطيء، في واحدة من أكثر وقائع التلاعب الإنساني سفورًا في التاريخ الحديث.
في محاولة يائسة لامتصاص الغضب الشعبي، أُعلنت ما سُمي بـ”هدنة تكتيكية” تمتد لعشر ساعات يوميًا في بعض المناطق، لكن الهجمات لم تتوقف، والممرات الإنسانية لم تُفتح، ولم يشهد الغزيون أي تحسن فعلي بسيط في أوضاعهم، تحوّلت الهدنة إلى فاصل إعلامي بين مجزرتين، وإلى وسيلة لإعادة تموضع العدوان تحت قناع “التسهيلات”.
فالمنظمات الإغاثية نفسها، ومنها “أونروا”، انتقدت بقسوة عمليات الإسقاط الجوي، ووصفتها بأنها استعراض عديم الفعالية ويُعرّض حياة المدنيين للخطر، والصحيح أن العدو الإسرائيلي لا يريد إنقاذ غزة من المجاعة التي هو سببها، بل التحكم في إمدادات الحياة، ليبقى الحصار وسيلة ضغط وإخضاع.
وفي انقلاب فجّ على الواقع، اتهم الاحتلال الأمم المتحدة بـ”الكذب”، بعد أن نشرت تقارير موثقة عن العرقلة المتعمدة لإدخال المساعدات، من قصف للطرقات، إلى رفض تصاريح القوافل، إلى تهديد فرق الإغاثة واستهداف سيارات الإسعاف، تتكشف أمامنا خيوط خطة عسكرية ممنهجة لتجويع سكان القطاع حتى الركوع أو الفناء.
وتُباد غزة يوميًا أمام أعين العالم، بينما يراوح الموقف الدولي بين التفرّج والنفاق، تُنفق الملايين على إسقاطات جوية عقيمة، بدلًا من ممارسة ضغط حقيقي لفتح المعابر وكسر الحصار، أما الأنظمة العربية، فبين بيان شجب هنا و”قمة طارئة” هناك، تواصل الصمت أو التواطؤ، دون خطوات حقيقية لكبح جماح العدوان، أو حتى سحب سفراء، أو تجميد اتفاقات التطبيع.
إن الإبادة الجماعية في غزة لم تكن ممكنة لولا الغطاء الأمريكي، فأمريكا لا تُزوّد الاحتلال بالسلاح والمال فقط، بل تُشرعن جرائمه عبر “الفيتو” الذي يحجب العدالة عن الضحايا، ويمنح القاتل مساحة إضافية للتمادي، الإدارات الأمريكية، هي شريكًا مباشرًا في مجازر الإبادة والتجويع، تتكئ على شعارات “حقوق الإنسان” بينما تغرق أياديها في دماء ابناء غزة العُزل.
اليوم غزة تختنق في حصارها، وتتلوى تحت أنقاض منازلها، بينما تُرمى إليها المساعدات كما تُرمى الفتات لكلب في حفرة، وما هذه “المساعدات” إلا جزء من آلة القتل، لا بادرة رحمة، وفي زمن الهزيمة السياسية والخذلان الرسمي، يبقى صوت الشعوب والمقاومة هو الأمل الوحيد، لتبقى غزة رغم الحصار، راية للحق، وشوكة في حلق المحتل.
وإن مسؤولية الإعلاميين، والناشطين اليوم، وكل إنسان حرّ، اليوم هي فضح هذه المسرحية الخبيثة، وعدم الانخداع بصورها البراقة، يجب أن نصرخ في وجه هذا التواطؤ العالمي، وأن نطالب بكسر الحصار، ووقف الإبادة، وفضح كل من يروّج لإنقاذ زائف.