تقع محمية جبل علبة في الركن الجنوبي الشرقي من منطقة حلايب، وتمتد على مساحة شاسعة تتجاوز 35,000 كيلومتر مربع، مما يجعلها واحدة من أكبر وأروع المحميات الطبيعية في مصر. تتمتع المحمية بموقع استراتيجي وبيئة غنية من الطبيعة البرية الخلابة والحياة الحيوانية الفريدة. بين تلالها الرملية المتداخلة مع وديانها، يمكن للزائر أن يشاهد مزيجًا ساحرًا من الصحراء الصفراء وألوان الحياة الخضراء التي تزين الوديان بالمراعي والنباتات.

إعادة فتح ميناء الغردقة البحري صباح اليوم بعد تحسن الأحوال الجويةالسيطرة على حريق بمخزن خشب في شارع السلام بالغردقةانقلاب سيارة على طريق غارب - الغردقة يسفر عن وفاة سيدة وإصابة شابلليوم الثالث.. استمرار إغلاق ميناء الغردقة بسبب اضطراب الطقس والرياحالتنوع البيئي: حيث تلتقي الأرض والسماء

تعتبر محمية جبل علبة ملاذًا طبيعيًا يجمع بين الجمال البيئي والتنوع البيولوجي بشكل غير مسبوق. فهي موطن للكثير من الحيوانات البرية، مثل النمر الجبلي، الغزال، والجمال المصرية. ولا تقتصر أهمية المحمية على ذلك فقط، بل تضم أيضًا طيورًا مهاجرة ومقيمة، ونباتات طبية اقتصادية، ومجموعة كبيرة من الأشجار المتنوعة، إضافة إلى رسومات وآثار فرعونية قديمة، فضلاً عن منابع المياه العذبة المنتشرة في أوديتها.

تتمتع المحمية أيضًا بشواطئ بحرية غنية، حيث تلتقي المياه الصافية للبحر الأحمر مع النظام البيئي البري، مما يجعلها منطقة بيئية متكاملة تحتوي على الشعب المرجانية والكائنات البحرية النادرة. كما تضم بعض جزر البحر الأحمر، التي تعتبر ملاذًا لبعض الأنواع البحرية، مثل السلاحف وأشجار المانجروف.

قطاعات المحمية: توزيع استراتيجي للموارد الطبيعية

تنقسم محمية جبل علبة إلى ثلاث مناطق رئيسية، تُعد كل واحدة منها مميزة وتتمتع بأهمية بيئية واقتصادية كبيرة.

قطاع أبرق: يُعتبر هذا القطاع من أهم المناطق في المحمية نظرًا لتنوعه التاريخي والطبيعي. يزخر بالآثار الفرعونية والرومانية والإسلامية التي تحكي قصة المنطقة عبر العصور. وتحتضن هذه المنطقة العديد من الوديان الغنية بالنباتات الطبية والحيوانات البرية مثل الغزلان والوبر. كما يوجد في أعلى جبل أبرق آثار قلاع رومانية قديمة. يحظى سكان هذه المنطقة، الذين ينتمون إلى القبائل المحلية، بمصادر مياه عذبة من الآبار والعيون، وتعتبر واحة النخيل في أبرق واحدة من أبرز معالمها.

وفي هذا السياق، يوضح الشيخ شاذلي بشير عمر، أحد مشايخ العبابدة، أهمية المحمية بالنسبة لسكان المنطقة قائلاً: "محمية جبل علبة هي جزء لا يتجزأ من حياتنا اليومية. هي مصدر رزقنا، وملاذنا البيئي الذي نعيش فيه ونعتمد عليه، ولذلك يجب أن نحافظ عليها لأجيالنا القادمة". كما أضاف أن "المنطقة تزخر بموروث ثقافي غني، حيث أن آثار أجدادنا من الفراعنة والرومان لا تزال موجودة في أرجاء المحمية، مما يبرز عراقة التاريخ في هذه الأرض".

منطقة الدئيب: تمتاز هذه المنطقة بمجرى مائي واسع يمتد عبر سلاسل جبال علبة. يتدفق المجرى من الشمال حتى يصب في البحر الأحمر. التربة في هذه المنطقة فريدة من نوعها، مزيج من الطين والرمال المالحة، وتحتوي على العديد من النباتات الحولية التي تضفي جمالًا طبيعيًا فريدًا على المكان.

منطقة علبة: تقع هذه السلسلة الجبلية على الساحل الشرقي للبحر الأحمر وتعد من أهم المواقع البيئية في المحمية. تضم المنطقة نحو 350 نوعًا من النباتات، وتعتبر مساحات الجبال المكسوة بالخضرة من أروع المناظر الطبيعية في المنطقة. من بين هذه النباتات، تبرز أشجار "الانبط"، التي تعد فريدة من نوعها في محمية جبل علبة، حيث لا توجد في أي مكان آخر. تعتبر هذه الأشجار الطويلة، التي يصل ارتفاعها إلى 6 أمتار، من أبرز مظاهر الجمال الطبيعي في المنطقة.

 الأهمية الاقتصادية للمحمية

تعتبر النباتات الموجودة في محمية جبل علبة واحدة من أبرز الثروات الطبيعية ذات القيمة الاقتصادية العالية. يعود الفضل في هذا إلى البيئة الغنية بالعناصر المعدنية التي توفر تغذية مثالية للنباتات، ما يعزز من قيمتها الاقتصادية. من بين النباتات الهامة في المنطقة، توجد نباتات الأخشاب والوقود التي تستخدم في إنتاج الفحم النباتي، بالإضافة إلى النباتات الغذائية التي يعتمد عليها السكان المحليون.

أما الحيوانات البرية في المحمية، فهي تمثل مصدرًا بيئيًا واقتصاديًا مهمًا، حيث تضم المحمية حوالي 33 نوعًا من الثدييات التي تعتبر مهددة بالانقراض، بالإضافة إلى 40 نوعًا من الزواحف وأكثر من 170 نوعًا من الطيور البحرية والصحراوية. هذه الأنواع تشكل جزءًا مهمًا من النظام البيئي الفريد الذي يعزز من جاذبية المحمية كوجهة سياحية وطبيعية.

السكان المحليون: عادات وتقاليد متأصلة في البيئة

تعتبر محمية جبل علبة موطنًا لثلاث قبائل محلية، تتمتع كل منها بتقاليد وعادات مميزة. في هذا السياق، يضيف على سلامة، أحد أبناء العبابدة، قائلاً: "نحن في العبابدة نعيش في تناغم مع طبيعة جبل علبة، وقد ورثنا عن أجدادنا طرقًا للحفاظ على هذا التراث، مثل رعي الإبل وإنتاج الفحم النباتي. المحمية ليست مجرد مكان، بل هي جزء من هويتنا وثقافتنا التي نعتز بها".

يمارس السكان المحليون العديد من الأنشطة الاقتصادية مثل صيد الأسماك والتجارة في منتجات المنطقة، إضافة إلى بعض الحرف اليدوية مثل النسيج، مما يعكس الارتباط العميق بين الإنسان والطبيعة في هذه المنطقة.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: البحر الاحمر الغردقة جبل علبة حلايب المحميات الطبيعية المزيد محمیة جبل علبة هذه المنطقة واحدة من نوع ا من

إقرأ أيضاً:

واشنطن تقر : لا سفن أميركية في البحر

مشيرًا إلى أن واشنطن لم تعد تحتفظ بأي وجود عسكري مباشر في البحر الأحمر منذ الأسبوع الماضي، في تطور يعكس تراجعًا واضحًا في القدرة الأميركية على الردع.

وبحسب الموقع، فقد أعلنت القوات اليمنية رسميًا ما أسمته "المرحلة الرابعة من التصعيد"، وهي مرحلة يُتوقع أن تشمل توسيع دائرة الاستهداف لتشمل كل سفينة ارتبطت بإسرائيل، حتى لو لم تكن إسرائيلية، في ما وصفه محللون عسكريون أميركيون بأنه "رسالة قوة لا لبس فيها".

التقرير لفت إلى أن العمليات السابقة، ومنها إغراق سفينتي إيترنيتي سي وماجيك سيز، كانت مؤشرًا واضحًا على هذا التحول النوعي في الأداء العسكري والعملياتي لدى البحرية اليمنية.

وأكد التقرير أن سفينة "إيترنيتي سي"، التي تم استهدافها وإغراقها من قبل اليمنيين، لم تتلقّ أي مساعدة عسكرية من القوات الأميركية أو حلفائها رغم معركة استمرت 16 ساعة، وأن عملية الإنقاذ تمت من قبل سفينة تجارية أخرى، ما اعتُبر فشلًا ذريعًا لتحالف "حارس الازدهار" الذي كانت واشنطن قد أعلنته سابقًا لحماية الملاحة.

 ونقل الموقع عن محللين بارزين، من بينهم الأستاذ أفشون أوستوفار، أن غياب السفن الأميركية من البحر الأحمر يمنح انصار الله بيئة أكثر تساهلاً للتحرك، ويعزز من قدرتهم على تنفيذ هجمات موجعة دون خشية من الردع المباشر، في حين أشار خبراء آخرون إلى أن اليمنيين أصبحوا أكثر جرأة، ويتصرفون بوعي استراتيجي كامل لما يترتب على عملياتهم من رسائل دولية.

كما أورد الموقع تفاصيل جديدة عن مقطع الفيديو الذي نشرته القوات المسلحة اليمنية ويُظهر رهائن سفينة إيترنيتي سي، حيث تحدثوا عن سبب مرورهم عبر البحر الأحمر، بينما أظهر الفيديو أيضًا رعاية صنعاء للجرحى، واتصالات أُجريت بين البحارة المحتجزين وعائلاتهم، في خطوة وصفها الخبراء الأميركيون بأنها "رسالة ذكية تجمع بين الرسالة السياسية والتأثير الإنساني".

وحذّر التقرير من أن الهجمات اليمنية لم تعد مجرد إرباك لحركة الشحن، بل تحوّلت إلى نموذج تدريبي متقدم يرفع من كفاءة الحرب البحرية اليمنية في ميدان فعلي، ويختبر حدود رد الفعل الدولي. واعتبر التقرير أن اليمنيين لا يسعون بالضرورة لمهاجمة كل سفينة، بل فقط العدد الكافي لحفظ مصداقية الردع، مؤكدًا أن صنعاء مستعدة لتحمّل التبعات، كما أثبتت ذلك في وجه حملات القصف الأميركية والإسرائيلية السابقة.

واختتم الموقع بالإشارة إلى أن البحرية اليمنية باتت اليوم تمتلك زمام المبادرة في البحر الأحمر، في ظل غياب فاعل للأسطول الأميركي، وتفكك الرد الدولي، وأن صنعاء تُعيد رسم خرائط الملاحة والسيادة من بوابة غزة، فيما يقف العالم مشلولًا أمام هذا التحول الجيوسياسي الذي بات يفرض نفسه على الممرات البحرية الدولية.

 

 

 

 

 

مقالات مشابهة

  • تحذيرات تسونامي بعد أقوى زلزال منذ 2011.. ما المناطق التي يشملها؟
  • بعد عطل بسيط.. طلب مساعدة من مركب سياحي جنوب الغردقة واستجابة سريعة
  • ثوران بركاني في أقصى شرق روسيا بعد الزلازل وتسونامي
  • محور عسكري جديد في القرن الإفريقي
  • بعد موجة الحر الشديد التي ضربت لبنان... كيف سيكون طقس الأيام المقبلة؟
  • واشنطن تقر : لا سفن أميركية في البحر
  • « الجيولوجية»: هزة أرضية بقوة 4.68 جنوب البحر الأحمر
  • هيئة المساحة الجيولوجية السعودية: زلزال في جنوب البحر الأحمر بلغ 4.68 درجات
  • عاجل: “المساحة الجيولوجية”: زلزال بقوة 4.68 درجات في جنوب البحر الأحمر غرب جازان
  • هزة أرضية تضرب البحر الأحمر قرب جزر فرسان