صحفية وناشطة يهودية أميركية، تنتمي إلى أقصى اليمين، اشتُهرت بالعنصرية الدينية والعرقية، وبثِّ خطاب كراهية يستهدف المسلمين والمهاجرين، وتصف نفسها بأنها "معادية للإسلام بفخر" الأمر الذي أدى إلى حظرها من العديد من منصات التواصل الاجتماعي ومواقع رقمية أخرى، منها إكس وفيسبوك وإنستغرام وباي بال وميديام وفينمو.

وهي من أشد مؤيدي الرئيس الأميركي دونالد ترامب، وضمن دائرته المقربة المؤثرة في قراراته، مثل عزل وتعيين مسؤولين كبار وموظفين في الحكومة، وقد ترشحت لمجلس النواب عن الحزب الجمهوري لدورتين انتخابيتين في ولاية فلوريدا، لكنها باءت بالفشل.

,لديها تاريخ حافل بالترويج لنظريات المؤامرة، وتدبير الحيل الصحفية، وتُعرف بآرائها وأفعالها المثيرة للجدل، فهي تناصر إسرائيل وتتضامن مع النازيين الجدد وتهاجم أثرياء اليهود واليساريين وتنحاز للعرق الأبيض وتهاجم الملونين وتأكل طعاما خاصا بالكلاب وتروِّج لأكله.

النشأة والتكوين العلمي

ولدت لورا جيفرى لومر في مايو/أيار 1993 بمنطقة توسون في ولاية أريزونا، وترعرت في أسرة يهودية "لم تكن متدينة للغاية" أو "مهتمة كثيرا بالسياسة" على حد قولها، ولكنها شبّت تُعرّف نفسها بأنها يهودية عرقيا وثقافيا.

وقد نشأت في توسون مع شقيقين أصغر منها، في عائلة ميسورة الحال، فوالدها جيفري طبيب متخصص في أمراض الروماتيزم، ووالدتها جوانا إليزابيث هيل ممرضة بريطانية الأصل.

وقد كانت والدتها في رحلة سياحة إلى الولايات المتحدة أوائل التسعينيات حين التقت والدها، فتزوجا واستقرت في البلاد، وحين أنجبت مولودها الأول (لورا) لم تكن قد حصلت على الجنسية الأميركية بعد.

إعلان

وفي طفولتها لم تحظ لورا بالكثير من الأصدقاء، وقد تعرضت للتنمر بسبب وزنها الزائد ومظهر أنفها، وفي شبابها عانت من انتمائها لعائلة مُفككة ووالدين مطلقين، وكان أحد أشقائها مصابا بانفصام الشخصية. ولانشغال والديها بمرضه، اضطرت للعيش هي وشقيقها الآخر في مدرسة أورم الداخلية الصارمة بأريزونا.

وبعد إكمالها المرحلة الثانوية، التحقت بكلية ماونت هوليوك للبنات في ماساتشوستس. ولم يكد يمضي فصل دراسي واحد حتى تركت الكلية بحجة أنها تعرضت للاستهداف بسبب توجهها المحافظ.

وانضمت لاحقا إلى جامعة باري في ميامي شورز بولاية فلوريدا، وهي كلية كاثوليكية متخصصة بالفنون الحرة، وتخرجت فيها عام 2015، وحصلت على درجة البكالوريوس في الصحافة الإذاعية والتلفزيونية، إضافة إلى تخصص فرعي في العلوم السياسية.

لورا لومر بمطار فيلاديلفيا في سبتمبر/أيلول 2024 لحضور مناظرة ترامب بالحملة الانتخابية الرئاسية (غيتي) التجربة الصحفية

حظيت لومر بأول تجربة إعلامية لها في سبتمبر/أيلول 2014 أثناء سنوات دراستها الجامعية، حين تصدرت عناوين الصحف لمساهمتها في نشر خبر في موقع "جيت وي بانديت" وهو مدونة يمينية محلية في فلوريدا تروج لنظريات المؤامرة، وتعلق الخبر بمشاركة إمام مسلم في تجمع لإحياء ذكرى هجمات 11 سبتمبر/أيلول في حرم جامعة باري.

وفي عام 2015 احتالت لإثبات استعداد الجامعة لدعم تنظيم الدولة الإسلامية، إذ دبرت لقاء مع إدارة مركز باري للمشاركة الطلابية، وطرحت رغبتها في إنشاء ناد باسم "الطلاب المتعاطفون مع تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام" بهدف إرسال مساعدات لعائلات المقاتلين. فوافقت الإدارة، وطلبت فقط أن يحمل النادي اسم "طلاب داعمون للشرق الأوسط".

وصورت لومر المقابلة بكاميرا مخفية، ونشرت الفيديو على "مشروع فيريتاس" وهو موقع إعلامي ينشر بشكل مستمر فيديوهات تُستخدم في تصويرها كاميرات مخفية.

إعلان

وتسبب نشر الفيديو في توقيف لومر عن متابعة الدراسة لانتهاكها قواعد السلوك الطلابي بالجامعة، وقدّمت الجامعة ضدها شكوى جنائية تم سحبها لاحقا.

وفتح هذا التوجه الطريق أمامها للعمل مع "مشروع فيريتاس" المقرب من تيارات أقصى اليمين، وعملت معه صحفية متخفية، وكانت تنجز تحقيقات سرية، وتصور فيديوهات بالكاميرا المخفية، متبعة أسلوب الحيل والتخفي أثناء ذلك كله.

وفي مسيرتها الصحفية، دأبت دوما على العمل لصالح مواقع إعلامية يمينية، فبعد 4 سنوات قضتها في العمل ضمن فريق فيريتاس، انتقلت في يونيو/حزيران 2017 للعمل مراسلة في نيويورك لصالح موقع ريبيل الكندي ذي التوجه ​​المناصر لطروحات أقصى اليمين.

وعملت كذلك لصالح منصة "إنفو وورز" (InfoWars) المتخصصة في نظريات المؤامرة، إلى جانب منصات يمينية أخرى، وأسست شركة إعلامية صغيرة تحمل اسم "إيلومينيت ميديا" تنجز تحقيقات صحفية وأبحاثا سياسية.

وكانت لومر ناشطة على منصات التواصل الاجتماعي، فلديها أكثر من مليون ونصف مليون متابع على موقع إكس، ويتابعها أكثر من 75 ألف شخص على بودكاست بعنوان "لومر أنليشد" على منصة رامبل المعروفة بمساندتها للتيار اليميني.

العنصرية ضد الأديان والأعراق

تمثل لومر الصوت اليهودي لليمين المتطرف، وتصف نفسها بأنها "معادية للإسلام بفخر" وأنها مؤيدة للقومية البيضاء، وتدعو إلى العنف ضد المهاجرين واللاجئين من ذوي البشرة الملونة، وقد حضرت بعض الفعاليات مع النازيين الجدد لأنهم كما قالت "يؤمنون بالحفاظ على الثقافة الأوروبية البيضاء".

وتعج تغطياتها الصحفية وصفحاتها على منصات التواصل بعبارات تحريضية مسيئة للمسلمين، وقد نشرت سلسلة من التغريدات المناهضة لهم عام 2017، ووصفت الإسلام بأنه "سرطان" وتقول عن المسلمين إنهم "وحوش" وذلك في أعقاب تفجير أسفر عن قتلى وجرحى في مدينة نيويورك اتُهم به تنظيم الدولة.

واستخدمت لومر وسما (هاشتاغ) يدعو لحظر الإسلام، وقالت إنه لا يوجد مسلم معتدل، وشنت هجوما عنيفا على السائقين المسلمين، ودعت إلى إنشاء نسخة من تطبيقي "أوبر" و"ليفت" لا توظف سائقين مسلمين، وهو ما تسبب في حظرها من التطبيقين.

إعلان

وفي عام 2018 سُحبت أوراق اعتمادها الإعلامية وأُبعدت من المحكمة الفدرالية في أورلاندو، على إثر مضايقتها واستفزازها بشكل غير لائق عائلة نور سلمان أرملة منفذ هجوم ملهى "بولس" الليلي، والتي كانت تُحاكم بتهمة مساعدة زوجها.

وهاجمت لومر بشكل متكرر النائبتين المسلمتين إلهان عمر ورشيدة طليب، وتعرضت لهما شخصيا، واستهدفتهما على وسائل التواصل، وقالت إنه "لا ينبغي السماح للمسلمين بالترشح لمناصب سياسية في هذا البلد".

ونشرت على إنستغرام منشورا اتهمت فيه إلهان عمر بالدفع نحو أحداث مثل 11 سبتمبر/أيلول 2001، وحرضت متابعيها على محاربتها "لمنع إقامة خلافة إسلامية في البلاد".

وتعادي لومر بشكل صريح وقوي المهاجرين الملونين، وتهاجم باستمرار نظام الهجرة الأميركي، وتنشر على مواقع التواصل منشورات محرضة ضد المهاجرين، وقد أظهرت في أحد منشوراتها الحفاوة بوفاة ألفي مهاجر أثناء عبورهم البحر الأبيض المتوسط.

واستهدفت كذلك مجموعات أخرى، بما في ذلك اليهود الأثرياء، واتهمتهم بمحاولة تدمير أميركا، ودعت إلى سجن العاملين في الجمعيات الخيرية اليهودية، لتسهيلهم مساعدة المهاجرين، وكثيرا ما تطلق عبارات تحريضية ضد الشيوعية واليساريين.

وهاجمت في منشوراتها وتحقيقاتها السياسيين الديمقراطيين، لا سيما فيما يتعلق بآرائهم المتعاطفة مع المهاجرين، وانتقدت حملة المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون، وتهجمت على مرشحة الرئاسة عن الحزب الديمقراطي كامالا هاريس، وقالت "إذا انتُخبت هاريس فسيفوح البيت الأبيض برائحة بالكاري" في إشارة إلى أصولها الهندية.

لورا لومر بمسيرة نسائية بداية عام 2019 في نيويورك (غيتي) حظر على منصات التواصل

عام 2019، انتهكت لومر -عبر العديد من مقاطع الفيديو- قواعد إنستغرام وفيسبوك المتعلقة بالأشخاص، ونشرت خطابا مليئا بالكراهية، لا سيما ضد المسلمين. ونشرت معلومات مضللة، واستخدمت عبارات عنصرية ضد الأديان والأعراق، مما أدى إلى حظرها على المنصتين بشكل نهائي. وحظرتها للأسباب نفسها منصة التواصل الاجتماعي إكس ومواقع رقمية أخرى.

إعلان

ولاحقا رفع الحظر عنها في منصة إكس التي يملكها الملياردير إيلون ماسك، ولكنها دخلت في جدال معه بشأن مواقفهما المتعارضة بشأن هجرة الكفاءات، فتم حظرها مؤقتا، ثم أزيل الحظر من جديد.

ورفعت لومر العديد من الدعاوى القضائية ضد فيسبوك وتويتر وغوغل وآبل، بحجة "قمع المحتوى السياسي المحافظ" ووصلت إحدى الدعاوى إلى المحكمة العليا الأميركية، ولكنها في النهاية لم تتمكن من كسبها.

وفي عام 2019 رفعت دعوى قضائية ضد مجلس العلاقات الأميركية الإسلامية  (كير) اتهمت فيها فرع المجلس في فلوريدا بالتدخل غير المشروع في علاقة عمل بين لومر ومنصة إكس، ولكن المحكمة رفضت القضية بعد أشهر، ووصفتها بغير المنطقية.

وفي أكتوبر/تشرين الأول 2021 نشرت كتابها المعنون بـ"لوومرد: كيف أصبحت المرأة الأكثر حظرا في العالم" والذي يصف تجربتها في الحظر على وسائل التواصل الاجتماعي ومنصات التكنولوجيا الأخرى.

المسار السياسي

ولجت لومر معترك السياسة في سن مبكرة، فقد شغلت منذ سنوات دراستها الجامعية منصب رئيس الحزب الجمهوري في الجامعة. ثم ترشحت عام 2020، وكانت حينها في الـ27 من عمرها، عن الحزب نفسه في انتخابات مجلس النواب عن الدائرة الانتخابية الـ21 لولاية فلوريدا.

ورغم فوزها في الانتخابات التمهيدية للحزب، فإنها خسرت أمام المرشح الديمقراطي، لكنها عادت للترشح عام 2022 عن الدائرة الانتخابية الـ11 لولاية فلوريدا، وفي تلك المرة لم تتمكن من تجاوز الانتخابات التمهيدية للحزب الجمهوري.

وركزت في برامجها الانتخابية على شعار "أميركا أولا" وأظهرت تأييدها لإسرائيل بقوة، ودعمت آراء الجمهوريين فيما يتعلق بمنع الإجهاض ومعاداة الشواذ والحد من الهجرة.

ورغم عدم انضمامها للحملة رسميا، قدمت لومر تأييدا ودعما قويا لترامب أثناء الانتخابات الرئاسية عام 2024، وحظيت باهتمامه، وأصبحت ضمن دائرته المقربة، وضيفة باستمرار في منتجعه الشهير باسم "مار إيه لاغو" ورافقته على متن طائرته إلى فيلادفيا للمشاركة في مناظرته الرئاسية في سبتمبر/أيلول 2024، وكذلك إلى نيويورك وبنسلفانيا لإحياء ذكرى أحداث 11 سبتمبر.

إعلان

وأثار هذا التقارب مخاوف مستشاري الرئيس الأميركي من أن ينساق هذا الأخير إلى نظريات المؤامرة والعنصرية التي تشتهر بها لومر، لذلك همشها القائمون على الحملة الانتخابية، ولاحقا همشتها إدارة البيت الأبيض بعد فوز ترامب.

ووفقا لموقع أكسيوس، حاول كبار مستشاري ترامب منع "المحرضين المتطرفين" من الظهور معه، على الأقل في الأماكن العامة، ورفضت مديرة حملته سوزي وايلز توظيف لومر بالرغم من رغبة ترامب في ذلك.

ومع ذلك تتمتع لومر بنفوذ وتأثير على ترامب، فقد أشاد بها مرارا في تجمعاته الانتخابية وغيرها، ووصفها بأنها "وطنية جيدة وشخصية قوية للغاية" ويُعتقد أنها أثرت في قرار إقالته مسؤولين كبارا وموظفين في مجلس الأمن القومي الأميركي في أبريل/نيسان 2025.

فقد تم طردهم بعد يوم واحد من زيارة لومر للبيت الأبيض، واجتماعها بترامب ونائبه جيه دي فانس ورئيسة موظفي البيت الأبيض ومستشار الأمن القومي مايك والتز ومدير مكتب شؤون الموظفين الرئاسي سيرجيو غور، وقدمت في ذلك اللقاء "نتائج تحقيقاتها".

ونفى ترامب علاقة لومر بعملية الإقالة، وقال إنها قدمت توصيات فقط، وأضاف أن "لديها دائما ما تقوله، وعادة ما يكون بنّاء للغاية" وقال إنها رشحت أشخاصا معينين لوظائف.

لومر تغطي مسيرة للنازيين الجدد في فلوريدا عام 2023 (غيتي) الترويج لنظريات المؤامرة

روجت لومر لنظريات المؤامرة ونشرت أفكارا مضللة، أبرزها:

الترويج للنظرية القائلة إن المسؤولين الأميركيين يخفون معلومات عن هجمات 11 سبتمبر/أيلول 2001، أو كانوا متورطين في التخطيط لها، ووصفت الهجمات بأنها "عملية داخلية". الترويج لمعلومات مضللة تتحدث عن وجود 20 ألفا من آكلي لحوم البشر في ولاية أوهايو يأكلون حيوانات السكان المحليين الأليفة كالكلاب والقطط، وهو ادعاء كرره ترامب أيضا في حملته الانتخابية. الادعاء بأن المسلمين في الولايات المتحدة يريدون تحكيم قوانين الشريعة الإسلامية في البلاد، وإبرازهم باعتبارهم عدوا يُقوض في السر الأمة الأميركية، وأيدت لومر نظريتها بدراسة نشرها مركز السياسة الأمنية المناهض للمسلمين، تزعم أن 51% من المسلمين الأميركيين يريدون تطبيق الشريعة في الولايات المتحدة. الادعاء بأن ترامب يحارب "الدولة العميقة" واتهمت الرئيس السابق جو بايدن بأنه كان وراء محاولة اغتيال ترامب في يوليو/تموز 2024. الادعاء بأن العاصفة الشتوية، التي حدثت قبل مؤتمرات الحزب الجمهوري الرئاسية في ولاية أيوا عام 2024، كانت ناجمة عن استخدام الدولة العميقة الأميركية مشروعا حكوميا يستخدم التأين عالي التردد لدراسة الغلاف الجوي. نظرية "الاستبدال العظيم" والتي تقول إن القومية البيضاء مُستهدفة بالاستبدال من خلال السماح بالهجرة. اتهام السلطات الأميركية بتدبير عمليات إطلاق نار جماعية متعددة، واعتبار حوادث إطلاق النار في المدارس مجرد "مؤامرة كاذبة". إعلان حيل إعلامية وأفعال مثيرة

اشتهرت لومر أثناء إنجاز تحقيقاتها الصحفية وممارستها احتجاجاتها السياسية بتنفيذ حيل وممارسات غريبة، وقد تم اعتقالها 3 مرات على خلفية تلك الحيل والأفعال المثيرة، والتي منها:

التسلل إلى الحملة الرئاسية لهيلاري كلينتون عام 2016، للوصول إلى أدلة على الانتهاكات التي تُمارس فيها. وعلى إثر ذلك، رفعت لومر دعوى انتهاك مالي ضد كلينتون بحجة قبولها تبرعات أجنبية. الترويج لفكرة أن المسلمين يستخدمون النقاب وسيلة لارتكاب الاحتيال السياسي، عبر مقطع فيديو نُشر على موقع فيريتاس في نوفمبر/تشرين الثاني 2016، التُقط للومر ترتدي عباءة سوداء وحجابا، وتحاول التصويت باسم هوما عابدين الموظفة السابقة مع هيلاري كلينتون. تعطيل عرض مسرحي بعنوان "يوليوس قيصر" في حديقة سنترال بارك بنيويورك صيف عام 2017، إذ لم يعجب لومر أن قيصر المسرحية كان يشبه ترامب، وهو ما اعتبرته سخرية من الرئيس. تقييد نفسها عام 2018 إلى أحد الأبواب الأمامية لمكاتب منصة إكس في مدينة نيويورك، لحظرها على المنصة بسبب عنصريتها ضد المسلمين، وظهرت لومر مرتدية نجمة داود الصفراء، في إشارة إلى ما فرضه النازيون على اليهود أثناء محرقة الهولوكوست. جمْع المهاجرين من أصل إسباني ثم نقلهم إلى حديقة رئيسة مجلس النواب السابقة نانسي بيلوسي في سان فرانسيسكو احتجاجا على قوانين الهجرة. وضْع برقع على تمثال الفتاة الشجاعة في وول ستريت بنيويورك عام 2017، أثناء مظاهرة مناهضة للمسلمين. التعدي على الحديقة الأمامية لحاكمة كاليفورنيا جافين نيوسوم عام 2019، وارتدت لومر حينذاك ملابس نمطية للمكسيكيين الأصليين، احتجاجا على ما اعتبرته اهتمام نيوسوم "بالمهاجرين غير النظاميين أكثر من الأميركيين". نشر إعلان لطعام الكلاب يُزعم أنه مناسب للبشر، وقالت إنها استمتعت بأكله مع كلبيها. إعلان

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات التواصل الاجتماعی منصات التواصل ولایة فلوریدا سبتمبر أیلول فی ولایة عام 2019

إقرأ أيضاً:

ما المحركات التي تحكمت في الموقف الأميركي من حرب غزة؟

بانر من واشنطن (الجزيرة)

ويبدو قرار ترامب وقف الحرب التي قالت الأمم المتحدة إنها تحولت لإبادة جماعية من جانب إسرائيل، مدفوعا برغبته التي لا يستطيع إخفاءها في الحصول على جائزة نوبل للسلام.

ففي الوقت الذي يواصل فيه ترامب الحديث عن رغبته في تحقيق السلام وحماية أرواح المدنيين، قال وزير خارجيته ماركو روبيو، قال عبر منصة إكس إن التزام الولايات المتحدة بأمن إسرائيل سيظل راسخا.

ووفقا لحلقة 2025/9/9 من برنامج "من واشنطن"، فإن الأميركيين قد يختلفون أو يتفقون على هجوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، لكنهم يتفقون على فقدان إسرائيل كثيرا من التعاطف التاريخي الذي كانت تحظى به داخل الولايات المتحدة بسبب عمليات القتل والتجويع الممنهج التي مارستها ضد المدنيين شيوخا ونساء وأطفالا.

فقد أكدت صحيفة نيويورك تايمز أن استطلاع رأي حديث أجرته بالتعاون مع جامعة سيينا، أظهر أن تعاطف الأميركيين مع الفلسطينيين فاق تعاطفهم مع الإسرائيليين للمرة الأولى منذ نهاية تسعينيات القرن الماضي.

دور مواقع التواصل

وحتى لو اختلف الأميركيون على دقة هذه النتائج، فإن مشاهد هروب المدنيين من الآليات الإسرائيلية وبحث الناس عن أحبائهم بين الركام والأنقاض أغرقت مواقع التواصل على مدار عامين، كما تقول الصحيفة.

كما أكدت الصحيفة أن صور الأطفال الهزيلين الذين كانوا يبحثون عن الطعام وسط الأنقاض والدماء، وجدت رواجا كبيرا على مواقع التواصل وبشكل لا يمكن إنكاره.

ولم تتوقف إسرائيل ومعها إدارة ترامب عن محاولة السيطرة على منصات التواصل التي أثرت بشكل كبير على تغير الصورة النمطية لإسرائيل في الغرب، ومن ذلك شراء منصة "تيك توك".

وقد تحدث نتنياهو -المطلوب للمحكمة الجنائية الدولية- عن ضرورة الحديث مع إيلون ماسك الذي وصفه بصديق تل أبيب، عن الأمور التي يجري نشرها عبر منصة "إكس" المملوكة له.

إعلان

الناشطة الأميركية من أصل سوري حزامي برمدا، قالت خلال مشاركتها في حلقة "من واشنطن"، إن المسألة لا تتعلق بعدم معرفة الأميركيين بما تقوم به إسرائيل ضد الفلسطينيين وإنما بطريقة وصولها لهم عبر منظمات وكنائس محددة.

لذلك، كان من المهم -وفق برمدا- إعادة تصحيح هذه المفاهيم وتقديم الصورة الحقيقية لما يجري للأميركيين، وهذا ما دفعها لتنظيم حملة شملت توزيع آلاف المنشورات في الشوارع للتعريف بالمساعدات التي تقدمها الولايات المتحدة لإسرائيل التي تستخدمها في تدمير المباني وقصف المدنيين.

ونظمت برمدا أيضا حزمة فعاليات للتعريف بهذه الأمور داخل المجتمع الأميركي وقد ساعد هذا في إيصال الصورة لملايين الأميركيين عبر منصات التواصل، حسب قولها.

في المقابل، استخدمت إسرائيل وداعموها هذه المنصات نفسها لترويج رواية كاذبة، لكن الجهود الشجاعة التي بذلها نشطاء وشباب وطلاب في الرد عليها وإيصال الصورة الحقيقية للجماهير وكشف حقيقة البروباغاندا التي يستخدمها نتنياهو كسلاح، كما تقول برمدا.

محركات ترامب

ولم يخل الأمر من سعي مستمر للتأثير على الموقف الرسمي الأميركي خلال هذه الحرب، ومن ذلك العلاقة القديمة بين ترامب ونتنياهو، والتي تعود إلى الفترة التي كانا يعيشان فيها في نيويورك، كما قال ضابط الاستخبارات الأميركي السابق بول ديفيز.

بيد أن ديفيز يعتقد أن الدافع الأساسي لوقف الحرب عند ترامب يكمن في رغبته الفعلية في وقف القتل وسعيه لإحلال سلام كامل في منطقة الشرق الأوسط كما فعل في العديد من النزاعات العالمية.

ولم ينف ديفيز رغبة ترامب في الفوز بجائزة نوبل ككثيرين، لكنه يقول إنه (ترامب) يعرف أنه لن يحصل عليها لأن هذه اللجنة لا تمنح الجائزة لرئيس محافظ يعلي ما يسمونه الصوت القومي.

ورد الناشط والصحفي المصري الأميركي شريف منصور، على هذا الكلام بقوله إن ترامب كان يمكنه الحصول على جائزة نوبل للسلام لو قام بما يقوم به دعاة السلام، وإن المسألة لا تتعلق بكونه جمهوريا من عدمه.

فقد كان بإمكان ترامب وقف تزويد تل أبيب بالسلاح، وخلق مسارات سياسية على الأرض ضمن تحالف دولي، لإجراء الحوار مع الشركاء في فلسطين وإسرائيل وليس مع الحكومات فقط، كما يحدث في أي عملية سلام.

والسبب في عدم قيام ترامب بهذه الأمور التي يراها منصور أساسية لصناعة السلام، أنه يبحث عن مجد شخصي ومكاسب اقتصادية من خلال السعي لفرض استسلام غير مشروط على حركة المقاومة الإسلامية (حماس).

ومن الممكن أن يحصل ترامب على الجائزة العام المقبل إذا أثبت الوضع على الأرض أن خطته الحالية كانت بداية لخلق ظروف إنسانية سلمية على أرض الواقع، برأي منصور، الذي يرى أن بعث الحياة السياسية والانتخابات المستقلة في غزة ستكون واحدة من بين الصور التي ستعكس الوصول إلى سلام حقيقي.

أما الناشط الحقوقي ومراسل شبكة "أراب أميركان فورواد"، راش درويش، فيرى أن الحديث عن ترامب ونوبل "أمر مأساوي"، لأن الأولى بهذه الجوائز هم عمال الإغاثة الذين يخدمون الناس في لحظات الموت وتحت القذائف، ومثلهم الصحفيون الذين يقتلون وهم ينقلون الحقيقة.

إعلان

وإذا كان ترامب راغبا في الحصول على التكريم العالمي فإن عليه وقف الحرب ونزع سلاح إسرائيل حتى يتوقف عن استخدام أسلحة الدمار الشامل لقتل الأمهات والأطفال الفلسطينيين، وفق درويش، الذي يعتبر هذه المقاربة أمرا كارثيا، لأن "وقف المحرقة الجارية هو الأمر الأولى بالحديث".

وفيما يتعلق بمعركة الرأي العام الأميركي، فإن إسرائيل قد خسرتها بفارق كبير -برأي درويش- بعدما أنفقت مليارات الدولارات خلال السنوات الـ75 الماضية لخلق ما سماه الوهم بشأن هذه الحقيقة ثم لم تعد قادرة على مواصلة ذلك، بعدما أصبح لدى كل شخص هاتفه يمكنه رؤية ما يجري من خلاله.

وحتى شراء تيك توك، وإن كان مشكلة لأنه سيعيق وصول الصوت الفلسطيني ما لم يمنعه، إلا أن هذا المسلك قد ينتهي بإغلاق هذه المنصات في نهاية الأمر، لأن الحقائق باتت معروفة، برأي درويش.

Published On 9/10/20259/10/2025|آخر تحديث: 20:37 (توقيت مكة)آخر تحديث: 20:37 (توقيت مكة)انقر هنا للمشاركة على وسائل التواصل الاجتماعيshare2

شارِكْ

facebooktwitterwhatsappcopylink

حفظ

مقالات مشابهة

  • الصين تحمل أمريكا مسؤولية تصاعد التوتر التجاري
  • الصين: لا نريد حربا تجارية مع أميركا لكننا لسنا خائفين منها
  • كيف تُغذّي حرب نتنياهو على الإسلام معاداة السامية في أوروبا؟
  • سياسي: زيارة ترامب لمصر تحمل دلالات مهمة والتوقيت يؤكد عمق الدور المصري في إحلال السلام
  • فوق السلطة.. ممثلة يهودية: هتلر من انتصر بغزة والسيسي يحذر من قصف السد العالي
  • فرح مشوب بالحذر.. شبكات التواصل تشتعل بعد إعلان وقف النار في غزة
  • موشيه ديان هدد بضرب قريته.. حكاية الفريق مدكور أبو العز مع تدمير لواء مدرع إسرائيلي
  • صحفية راحلة من غزة ضمن قائمة بطل حرية الصحافة العالمية
  • ما المحركات التي تحكمت في الموقف الأميركي من حرب غزة؟
  • «حكماء المسلمين» يرحب بالاتفاق على وقف إطلاق النار في غزة