تتزايد التقديرات الإسرائيلية بأن دولة الاحتلال تقف على حافة الهاوية، في مواجهة خطر مباشر وواضح يهدد أمنها القومي، واستقلال حراس بوابتها من أجهزة الأمن، والقضاء٬ وفصل السلطات، والتضامن الداخلي، ومكانتها الدولية، فيما تُصرّ الحكومة ورئيسها على دفعها نحو خط اللارجعة لإنقاذ نفسها من عواقب إخفاقاتها، ومن الحكم عليها في محكمة التاريخ.



وفق المراسل العسكري للقناة 13،ألون ديفيد، فإن "بنيامين نتنياهو رئيس الحكومة مرّ بأسبوع من الهزائم، والصدع في جدار سلطته يتّسع، فالابتسامة المصطنعة تتلاشى، والصفعات التي تلقاها في البيت الأبيض أو في المحكمة العليا شكلت خطاً واضحاً نحو حدود سلطته، رغم أنه أثبت أنه في مثل هذه الصراعات ليس لديه أي رادع أو مكابح".

وأضاف في مقال نشرته صحيفة معاريف، وترجمته "عربي21" أن "اليهود يحيون هذه الأيام عيد الفصح فيما يلوح تهديد حقيقي وفوري على حريتهم، ليس فقط من أجل المختطفين القابعين في أنفاق غزة، بل من أجلنا جميعًا، أمة بأكملها اختطفت، بعضهم طواعية، من قبل شخص لا يحاول إخفاء نيته في فرض حكم قاسٍ علينا، رغم أنه عاش أسبوعا عانى فيه من الهزيمة تلو الهزيمة، وربما يكون هناك مجال للأمل الحذر بأن المعركة لم تُحسم بعد".

وأوضح أنه "في خضم سيل الأخبار الدرامية التي تنهال علينا كل يوم، تم غسل الحقائق المروعة التي وصفها رئيس الشاباك رونين بار في الرسالة التي قدمها للمحكمة العليا، وفي الإفادة التي قدمها سلفه يورام كوهين، ووصف كلاهما بالتفصيل كيف حاول نتنياهو بشكل منهجي وعلى مر السنين وضع قدرات الجهاز في خدمته الشخصية، سواء للتعامل مع المعارضين السياسيين، أو لإسكات الاحتجاجات، أو مساعدته على الهروب من تهديد القضاء".


وأشار أن "نتنياهو ظهر أمام ترامب مثل طالب مُوبّخ بابتسامة مصطنعة، وكان يمكن رؤية كيف بدأ الهواء الساخن الذي نفثه صدره قبل لحظة يتلاشى تدريجيا، وتركت الصفعات المؤلمة التي تلقاها من مضيفه، سواء فيما يتصل بإيران أو الرسوم الجمركية أو تركيا، علامات على وجهه، رغم المكياج الثقيل الذي وضعه، وفي اليوم التالي، جاءت صفعة أخرى من المحكمة العليا، أعطته خطًا واضحًا بشأن حدود سلطته".

إيهود باراك: نتنياهو يطلب منا أن نكون عمي وحمقا
أما إيهود باراك رئيس الحكومة الأسبق، ووزير الحرب والخارجية، وقائد الجيش الأسبق، فقال إن "ما يقوم به بنيامين نتنياهو يتطلب من كل إسرائيلي أن يكون أعمى، أو أحمق، أو وحيد قرن، أو مسكونًا بالخوف حتى لا يرى حقيقة أفعاله التي يقوم بها مثل هارب خرج عن مساره، ليدمّر ما تم بناؤه في الدولة على مدى ثمانين سنة ماضية، تحت ستار دخاني من الدعاية والبث التلفزيوني، والحديث الفارغ، وحرب مستمرة، وبذل جهد ممنهج وواسع النطاق لتحويل الدولة إلى دكتاتورية بحكم الأمر الواقع".

وأضاف في مقال نشرته القناة 12، وترجمته "عربي21" أن "نتنياهو يسير لسحق السلطتين التشريعية والقضائية، وقد سحقهما فعلا، وتحييد عناصر المعارضة، وإفراغ أدوار "حراس البوابة" من محتواها، وتعيين موالين له، كي يضمن حكومة خالية من النقد، ومن الالتزام بالقانون، دون معارضة، ودون مساءلة أمام الجمهور، حكومة يديرها شخص واحد، مدعوم ممن يعبدون السلطة والمال خلفه، ومن قطاعات بعضها يعيش على حساب المجتمع الاسرائيلي دون أن يتحملوا العبء، وبعضها متعصّب عنصري، مما يؤدي في النهاية إلى دكتاتورية مظلمة وفاسدة، مسيحانية وقومية متطرفة، ملوثة بالفاشية، ضعيفة ومعزولة وجذامية في العالم".

وأوضح أننا "على بعد خطوة واحدة من السقوط في الهاوية، لأننا نسير في اتجاه سلبي، وقد تجاوزنا نقطة التحول، وفجأة أصبحت الأحداث سريعة ومتسارعة بوتيرة متزايدة، بجانب الصدمة والفوضى التي تسببها، مما يحبط محاولة الكبح، ويصبح الانهيار حتميا، ونحن، بقدر ما على وشك الوصول لمثل هذه اللحظة".


وأكد أن "نتنياهو عاد من واشنطن مهزوماً ومهاناً، بعد أن شعر ترامب أنه يفقد قبضته عليه، لأنه سيزور المنطقة في أقل من شهر، ويتوقع جمع استثمارات للولايات المتحدة تصل تريليون دولار من السعودية والإمارات، ويرجح أن يسعى لإنهاء حرب غزة خلال زيارته، حتى لو تطلب ممارسة قدر معين من الضغط على إسرائيل٬ صحيح أنه يترك الأمر في هذه المرحلة لنتنياهو، لكنه يلمح أن الحرب ستنتهي في المستقبل القريب، وفي مثل هذا الأفق الزمني القصير، لا يمكن تحقيق أي نتيجة استراتيجية حقيقية في الحرب".

وأشار أنه "من المشكوك فيه ما إذا كان الضغط العسكري سيدفع حماس لإطلاق سراح المختطفين، لكن المؤكد تماماً أن القتال الشديد يشكّل حكماً بالإعدام على من تبقى منهم على قيد الحياة، هذه الحرب التي يخوضها نتنياهو خادعة، لا يوجهها تفكير استراتيجي أو سياسي، بل حاجته الشخصية والسياسية لمواصلة الحرب من أجل منع تفكك حكومته، وخضوعه للاستجواب في المحكمة، ولجنة التحقيق الحكومية، وقد عاش وهماً في اجتماع الحكومة قبل أسبوعين بشأن سحق حماس، وأنها ستلقي سلاحها، وسيتم الكشف عن قيادتها، وسيتم تمهيد الطريق للترحيل الطوعي، وتنفيذ خطة ترامب".

وأشار أن "الطريق الصحيح الذي يجب على أي حكومة عقلانية أن تتخذه هو إعادة جميع المختطفين على الفور، حتى لو كان على حساب وقف الحرب، لأنه لا فائدة من استمرارها لتوضيح الأمر الواضح أصلا، مما يجعل من إدارتها الاستراتيجية المتهورة أساس أكيد للوم الذي يقع على عاتق نتنياهو، مع أن الصورة التراكمية أكثر خطورة، لأنه في الحقيقة أعلن الحرب على الدولة، لكنها ستنتصر عليه، رغم هروبه المجنون من مأزقه، وتضحيته بالمختطفين".

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة عربية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية نتنياهو غزة ترامب باراك حماس حماس غزة نتنياهو باراك ترامب صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة صحافة صحافة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة

إقرأ أيضاً:

فعلها ترامب وليس نتنياهو… ونجحت إيران بالرد

   – مهما كانت البروباغندا التي تريد تسويقها جماعة الترويج للتفوّق الكاسر للتوازن لصالح أمريكا و”إسرائيل”، فإن الأكيد الذي لا قدرة لأحد على إنكاره هو أن المنطقة دخلت في حرب استنزاف يصعب أن تنتهي قريباً، كما بات أكيداً بعد تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن الحرب كانت قراراً أمريكياً تم تفويض بنيامين نتنياهو بخوضها، بعدما تمّ تزويده بكل ما يلزم من أسلحة وذخائر وأموال ولوجستيات وملفات استخبارية، بما فيها شبكات عاملة داخل إيران ومعطيات طازجة وفورية للأقمار الصناعية، والهدف السياسيّ للحرب واضح، دعوة إيران لتوقيع صك الاستسلام الذي قال ترامب إن فرصة التوقيع عليه لا تزال مفتوحة، إذا عادت إيران إلى مسار مفاوضات الأحد في مسقط لقبول الشروط الأمريكية.

– انتصار “إسرائيل” في هذه الحرب يعني شيئاً واحداً هو انتقال المنطقة من العصر الأمريكيّ الذي يحتمل التوازن بين “إسرائيل” محورين إقليميين يقاسمانها النفوذ، حلف تقوده إيران وحلف ينافس “إسرائيل” على خطب ود أمريكا، للدخول في العصر الإسرائيلي كوكيل حصريّ للهيمنة الأمريكية على المنطقة، وإخراج إيران من المعادلة يعني إكمال الضربات التي وجّهت لقوى المقاومة وصولاً إلى إسقاطها كخيار في معادلات المنطقة، وهذا معناه فتح الطريق نحو تصفية القضية الفلسطينية، وإكمال قطار التطبيع دون مقابل على مستوى دول المنطقة. وبهذا فإن صمود إيران وثباتها وإثبات قدرتها على إقامة توازن عسكريّ ولو دون تحقيق التفوق، سوف يكون كافياً لإسقاط هذه الأهداف وإعادة التوازن اللازم للقول إن لا بد من السياسة والمفاوضات، ولكن بشروط جديدة عنوانها فشل الحل العسكري الأمريكي وسقوط آخر فرضيّة أمريكية للرهان على شطب قوى المقاومة وإخضاع إيران. وفي هذا التوازن تستفيد فلسطين أولاً وتبقى قضية حية تفرض حضورها طلباً لحل سياسي، وتبقى توازنات في المنطقة تشكل فيها الأنظمة المحسوبة على الحلف مع أمريكا طرفاً يُقام له الحساب وليست مجرد أتباع لـ”إسرائيل” يطلب منها تأدية الطاعة لسيد المنطقة الجديد.

– صحيح أن أمريكا نجحت بإدارة مناورة أوحت من خلالها بمعارضة خيار الحرب الإسرائيلية، بينما كانت تستعد لخوضها بكل تفاصيلها التقنية والاستخبارية والعسكرية، وصحيح أن “إسرائيل” بدعم أمريكي كامل نجحت بتوجيه ضربات مفاجئة ومؤذية لإيران تشبه كثيراً الضربة التي وجهتها أمريكا و”إسرائيل” للمقاومة في لبنان، وصحيح أيضاً أن هذا النجاح الأمريكي الإسرائيلي أضعف صورة القوة الإيرانية، لكن الصحيح أن إيران تعافت بسرعة وتمكّنت من إعادة ترتيب هيكليتها العسكرية والأمنية وبدأت بالردّ العسكريّ القويّ، الذي قال مسؤولون إسرائيليون إنّه غير مسبوق بالنسبة لكل حروب “إسرائيل”.

– منذ زمن طويل قال سيد المقاومة الشهيد السيد حسن نصرالله، إن إيران لا تحتاج إلى مَن يدافع عنها، ومهين لها الحديث عن فتح جبهات تقاتل نيابة عن إيران عندما تستهدف مباشرة، وكان يردّ على محاولات التذاكي المشابهة لما نسمعه في بعض التصريحات اللبنانية التي تتحدّث عن انتصار وهميّ بالنجاح في منع المقاومة من فتح جبهة إسناد لإيران، بينما الصحيح هو العكس، أن لبنان وغزة من أوائل المستفيدين من صمود إيران وردها على العدوان الأمريكي الإسرائيلي، لأن الأرجح أن هذه الحرب لن تتوقف إلا ومعها كل حروب المنطقة، ومنها حرب لبنان المستمرّة من طرف واحد، هو العدوان والاحتلال من الجانب الإسرائيلي برعاية أمريكيّة.

– إذا كانت الساعات الأولى من الحرب قد أوحت بنجاح “إسرائيلي” وراهن نتنياهو عليه لإعادة صياغة العلاقة بالحكومات الغربية على قاعدة أن إيران عدو مشترك، وأنه يقوم بإضعاف إيران لحساب حلف تقليديّ يضم الغرب و”إسرائيل” وربما بعض العرب، فينجح بتجاوز الصدوع التي أصابت علاقاته الغربية والعربية بسبب حرب الإبادة في غزة وما فعلته في الرأي العام الضاغط على الحكومات، فإن ظهور الحرب كقفزة في المجهول سوف يدفع الجميع للتريث، ويبقيهم في دائرة الوسط والدعوة لوقف الحرب، ويزيد قوة الدفع باتجاه الدعوة لوقف كل حروب المنطقة لصالح حلول سياسيّة، وفي المقدّمة سوف تكون القضية الفلسطينية أول الرابحين.

 

*رئيس تحرير صحيفة النداء اللبنانية

 

 

مقالات مشابهة

  • فعلها ترامب وليس نتنياهو… ونجحت إيران بالرد
  • تأجيل حفل زفاف أفنير ابن نتنياهو بسبب الحرب
  • زفاف مؤجل تحت وابل الصواريخ .. الحرب مع إيران تجبر نتنياهو على تأجيل فرح ابنه
  • الغارديان: نتنياهو خطر على العالم وترامب يمشي نائما نحو الحرب
  • نقطة اللاعودة: استراتيجيات الضربات الاستباقية التي تُعيد تعريف الأمن القومي
  • خبراء: الأضرار التي لحقت بالمواقع النووية الإيرانية تبدو محدودة
  • الحكومة الإيرانية: بدء الحرب مع إيران بمثابة اللعب بذيل الأسد
  • ما الذي حدث في إيران ؟ ولماذا لم تُطلق المضادات؟
  • الجيش الإسرائيلي: إيران تخطط لغزو بري من عدة جبهات والمواجهة بلغت نقطة اللاعودة
  • إعلام إسرائيلي يكشف تفاصيل مكالمة ترامب الأخيرة مع نتنياهو