يختلف رُهابُ الكتب عن مفهوم الخوف من الكتب في أن الثاني يعني مجرد الخوف من الأفكار التي تتضمنها دون أن يتحول ذلك إلى حالة مرضية هي التي تسمى حينها رُهاب الكتب أو فوبيا الكتب (bibliophobia).
ويتكون هذا المصطلح من شقين؛ الأول (biblio) ويعني كتاب، والثاني (phobia) ويعني الخوف المرضي وغير المنطقي من أمور لا تثير الخوف عادة، كالخوف من الظلام أو الأماكن المرتفعة أو الأماكن الضيقة أو الخوف من بعض الحشرات.
ويأخذ رُهاب الكتب أشكالًا متنوعة؛ منها الخوف من الكتب كأجسام؛ من لمسها أو الاقتراب منها أو حتى من وجودها في مكان ما أو من دخول مكتبة. ورغم غرابة هذا التوصيف بالنسبة للبعض، فإن هذا هو بالضبط ما يجعله يأخذ اسم (رُهاب)، حيث هو (خوف مرضي وغير منطقي). وقد يبرر المصاب به ذلك بخوفه من جراثيم قد تكون عالقة به، أو من غبار ملتصق به يمكن أن يتسبب له بأمراض في الصدر، أو رائحة كريهة تنبعث من الكتب القديمة. وربما يخاف البعض من الكتب القديمة لاعتقاده بتضمنها أسرارًا أو طاقة غريبة أو أرواحًا من الماضي، قد تؤثر في حياته، وقد تكون الأمية أحيانًا أحد أسباب الرهاب.
ومن أشكال رُهاب الكتب الخوف من قراءة الكتب (أو حتى التفكير في ذلك) لا لمسها، فيسمى حينذاك (رهاب قراءة الكتب)، يصاب به البعض إما لتجربة سيئة قديمة في أيام الدراسة، أو لصعوبة في فهم مضامين بعض الكتب مثل الكتب الفلسفية، أو بسبب محتوياتها؛ كما هو في الكتب التي تتحدث عن الرعب والقتل، كما قد يكون هذا الرُّهاب خوفاً من القراءة العلنية فقط.
أما ما يحصل عند مواجهة هذه المشكلة، فيتراوح بين مجرد القلق من ذلك، إلى التعرُّق، إلى تزايد نبضات القلب، إلى ارتعاش اليدين أو الجسم كله، أو الذعر والهروب من مكان وجود الكتب أو المكان الذي تُذكر فيه القراءة.
ولا يُعد هذا النوع من الرُّهاب شائعًا في العالم، لكنّ هناك أعداداً تعاني منه، وقليل منهم يتوجه للعلاج منه في حين يصمت كثيرون عن ذلك.
وهناك بالطبع علاجات مناسبة لهذا المرض، أبرزها اليوغا، والتأمل، والتعرض التدريجي المتكرر للكتب. ويجب أن يعي الجميع أن هذا الرهاب ليس دلالة على ضعف داخلي في المصاب به أو عدم نضج.
ومن أشكال الفوبيا المتعلقة برهاب الكتب (رهاب الورق) (Papyrophobia)، الذي يعني الخوف من لمس الورق أو الكتابة عليه أو الخوف من الإصابة بجروح منه. وهنا يقتصر الخوف على قراءة الكتب الورقية. ولا توجد مشكلة لدى المصابين به في القراءة الرقمية، لكن قد تمتد هذه المشكلة إلى الخوف من الأوراق في الأمور الأخرى مثل الأكياس والمناديل الورقية، وهو ما قد يجعل حياة المصابين به صعبة نتيجة وجود الأوراق في كل مكان من حياتهم.
yousefalhasan@
المصدر: صحيفة البلاد
كلمات دلالية: من الکتب الخوف من الکتب ا
إقرأ أيضاً:
سونيا الحبال: لا تجلس في مكان غيرك .. طاقة الموقع تحتفظ بأثر سابقك
أكدت خبيرة الطاقة سونيا الحبال أن لكل شخص طاقته الخاصة التي تندمج مع الأماكن التي يتواجد فيها، مشيرة إلى أن طاقة المكان تحتفظ بأثر الشخص الذي اعتاد استخدامه، وهو ما يفسر شعور البعض بعدم الراحة عند الجلوس أو النوم في مكان شخص آخر.
عرضوا حياة المواطنين للخطر.. القبض على قائدي 3 سيارات في حفل زفاف بالشرقية| فيديو
بينهم حجاج من باماكو.. مصر للطيران تسير غدا 12 رحلة جوية إلى الأراضي المقدسة
وقالت خلال لقائها مع الإعلامي شريف نور الدين والإعلامية آية شعيب في برنامج «أنا وهو وهي» المذاع على قناة «صدى البلد»، إن المكان بيكون عرف إن هذا المكان لشخص معين، وأي شخص غيره يجلس مكانه يشعر بعدم ارتياح، والمكان نفسه هيتضايق، وهذه الأمور ليست خيالية بل طاقة تُخزن في المكان.
وأضافت أن كثيرًا من الناس يلاحظون هذا الأمر في حياتهم اليومية دون أن يدركوا أسبابه، موضحة أن هناك أوقات ندخل فيها غرفة معينة ونقول هذا مكان فلان، وهذا ليس ارتباط عاطفي بل طاقة الشخص المتواجدة في المكان.
وأشارت إلى أن احترام أماكن الآخرين أمر ضروري، ولا يصح الجلوس مكان شخص لمجرد أن الكرسي مريح، خاصة لو الشخص موجود.
وشددت على خطورة التعدي على خصوصية أماكن النوم تحديدًا، قائلة: "من أخطر الأشياء إن حد ينام مكان حد في غرفة نومه. دي طاقتك الخاصة جدًا، ولو حد تاني دخلها ممكن ينقل طاقته ليك، ومش دايمًا الطاقة دي تكون إيجابية، كأنها عدوى بتتنقل".
واختتمت: "أمر ضروري تخصيص غرف نوم مستقلة للضيوف، وعدم السماح لهم باستخدام غرفة النوم الخاصة بأصحاب المنزل، حفاظًا على التوازن الطاقي داخل البيت".