هل تعتقد أن دماغك مقسّم.. قراءة الكتب تكشف الحقيقة!
تاريخ النشر: 19th, May 2025 GMT
فيما تؤكد دراسات حديثة أهمية القراءة المنتظمة في تقوية الدماغ والوقاية من التدهور المعرفي، يفنّد علماء من معهد “ماساتشوستس للتكنولوجيا” نظرية تقسيم الدماغ إلى نصف “إبداعي” وآخر “منطقي”، معتبرين أن الإنسان يفكر باستخدام دماغه بالكامل، لا عبر نصف مهيمن على الآخر.
قراءة الكتب تحفّز الدماغ وتقلّل خطر الخرف.
. دراسة تسلط الضوء على فوائد معرفية وعاطفية
كشفت الدكتورة سفيتلانا كولوبوفا، أخصائية علم النفس العصبي، أن قراءة الكتب تُعد من الأنشطة الإدراكية المعقدة التي تساهم في تعزيز وظائف الدماغ وتقليل خطر الإصابة بالخرف، إلى جانب تحسين الذكاء العاطفي.
وفي تصريحات نقلها موقع gazeta.ru، أوضحت كولوبوفا أن عملية القراءة تُفعّل العديد من القدرات المعرفية، من بينها الذاكرة العاملة والانتباه والخيال، مشيرة إلى أن تفاعل القارئ مع الشخصيات الروائية وتعاطفه معها يساعد على تطوير الذكاء العاطفي.
وأضافت أن الامتناع عن القراءة بانتظام يؤدي إلى ضعف الشبكات العصبية المرتبطة بهذه الوظائف، مما ينعكس سلبًا على ما يعرف بالاحتياطي المعرفي، وهو قدرة الدماغ على التكيف مع التغيرات الناتجة عن التقدم في السن أو الإصابة بأضرار عصبية.
وأشارت الأخصائية إلى أن القراءة تحفز أيضًا تكوين اتصالات عصبية جديدة في الفصوص الأمامية للدماغ، وهي المنطقة المسؤولة عن المنطق والتخطيط. وبدون هذا التحفيز المستمر، يعاني الإنسان من تراجع في المفردات، وبطء في معالجة الجمل المعقدة، وتدهور في القدرة على التعبير.
وفي السياق نفسه، أظهرت دراسات سابقة أجراها علماء في معهد ماكس بلانك للعلوم المعرفية والدماغية أن القراءة تنشط مناطق متعددة في الدماغ، بما في ذلك تلك المرتبطة بالحركة والسمع ومعالجة المعلومات، مما يؤكد أن القراءة ليست نشاطًا ذهنيًا بسيطًا، بل عملية عصبية شاملة.
دراسة حديثة: لا وجود لنصف دماغ “إبداعي” وآخر “منطقي”
بدّد علماء من معهد “ماساتشوستس للتكنولوجيا” (MIT) نظرية شائعة لطالما انتشرت في الثقافة العامة، مفادها أن الدماغ البشري ينقسم وظيفيًا إلى نصف أيسر “منطقي” ونصف أيمن “إبداعي”، مؤكدين أن هذا التصور لا يستند إلى أي أساس علمي.
وأوضح البروفيسور إيرل ميلر، أحد المشاركين في الدراسة المنشورة في مجلة Neuropsychologia، أن الدماغ يعمل كوحدة متكاملة، قائلاً: “الحديث عن هيمنة نصف دماغ على الآخر مجرد خرافة، فالإنسان يفكر باستخدام دماغه بأكمله”.
وأشار الفريق البحثي إلى أن ما يُعرف بالتقسيم الوظيفي بين نصفي الدماغ يرتبط في الواقع بـمعالجة المعلومات البصرية، وليس بالمنطق أو الإبداع كما هو شائع. فكل نصف كروي من الدماغ يعالج الجانب المعاكس من مجال الرؤية: النصف الأيسر يعالج المجال البصري الأيمن، والعكس صحيح.
وبحسب ميلر، فإن هذا النمط من المعالجة غير المتماثلة يساعد على منع ظهور “بقع عمياء” في الرؤية، ويُحسّن كفاءة إدراك المعلومات البصرية. وقد بيّن الباحثون أن هذا التقسيم يبقى قائماً حتى على مستوى القشرة الجبهية الأمامية، وهي المنطقة المرتبطة بالتفكير المعقد واتخاذ القرار.
وأكدت الدراسة أن نشاط موجات غاما الدماغية، التي ترتبط بالإدراك والمعالجة العصبية، يزداد في النصف الكروي المخصص لمعالجة الجهة المقابلة من مجال الرؤية، مما يعزز فكرة أن الانقسام في معالجة الإشارات البصرية يستمر حتى في مناطق التفكير العليا.
كما لفت الباحثون إلى أن الدماغ يمتلك آلية سريعة لتبادل المعلومات بين نصفيه، تسمح بمتابعة الأجسام المتحركة عبر مجال الرؤية، في عملية تشبه نقل الإشارة بين أبراج الاتصالات، ما يضمن إدراكًا بصريًا مستمرًا ومتكاملاً.
وتدعم هذه النتائج أيضًا ما يُعرف بـ”الميزة الثنائية” في الإدراك البصري، وهي ظاهرة تشير إلى أن البشر والحيوانات يتذكرون الأجسام بشكل أفضل عند توزيعها على جانبي مجال الرؤية. غير أن هذه الميزة تبقى محدودة، إذ لا يستطيع الدماغ سوى تتبع جسم واحد فقط في كل نصف بصري في الوقت نفسه.
المصدر: عين ليبيا
كلمات دلالية: أمراض الدماغ أهمية القراءة الجلطة الدماغية الدماغ الدماغ البشري وظائف الدماغ مجال الرؤیة إلى أن
إقرأ أيضاً:
هل يدمّر الماء جهازك الهضمي إذا شربته أثناء الأكل؟.. مختص يكشف الحقيقة
صورة تعبيرية (مواقع)
لطالما ترددت نصائح وتحذيرات حول عادة شرب الماء أثناء تناول الطعام، وسط جدل واسع بين من يراها ضارة بصحة الجهاز الهضمي وبين من يعتقد أنها آمنة تماماً.
وفي هذا السياق، خرج الدكتور فهد الخضيري، الباحث المتخصص في أبحاث المسرطنات، ليحسم هذا الجدل القائم ويوضح الحقائق الطبية بعيداً عن الشائعات.
اقرأ أيضاً طهران تُشعل أجواء التفاوض: لا اتفاق نووي إذا أصرّت واشنطن على هذا الشرط الحاسم 19 مايو، 2025 الريال اليمني يواصل الانحدار أمام العملات الأجنبية في عدن – الدولار يكسر حاجز الـ2550 19 مايو، 2025وفي تغريدة نشرها عبر حسابه الرسمي على منصة "إكس" (تويتر سابقاً)، أكد الخضيري أن شرب الماء أثناء الأكل لا يسبب أي ضرر صحي، بل هو أمر طبيعي، مشدداً في الوقت نفسه على أهمية الاعتدال وعدم المبالغة في الكمية التي يتم تناولها أثناء الوجبات.
متى يكون شرب الماء أكثر فائدة؟:
أشار الخضيري إلى أن شرب الماء قبل تناول الطعام بنحو ربع ساعة قد يكون أكثر فائدة لبعض الأشخاص، وخصوصاً لأولئك الذين يتبعون أنظمة غذائية لتقليل الوزن، حيث يساهم في تقليل الشهية وكبح الجوع، نتيجة تشابه الإشارات العصبية التي يرسلها الجسم عند الشعور بالعطش أو الجوع.
وأضاف: "الكثيرون لا يفرقون بين العطش والجوع، وقد يكتفي الشخص بكوب ماء فقط إذا شعر بالجوع، ليكتشف أنه لم يكن بحاجة للطعام فعلاً".
لا للمبالغة.. نعم للاعتدال:
رغم نفيه للضرر الصحي من شرب الماء أثناء الطعام، شدد الدكتور الخضيري على أهمية الاعتدال وعدم شرب كميات كبيرة بشكل مفاجئ، تجنباً لأي تأثير سلبي على عملية الهضم، خاصة لدى من يعانون من مشاكل هضمية سابقة.
الخلاصة:
شرب الماء أثناء الأكل ليس مضراً.
الأفضل شرب الماء قبل الأكل بـ15 دقيقة لتقليل الشهية.
الاعتدال في الكمية هو المفتاح.
بهذا التصريح، يضع الدكتور فهد الخضيري حداً لواحدة من أكثر "الخرافات الصحية" انتشاراً، داعياً الجمهور إلى التسلح بالوعي والمعلومة العلمية الموثوقة، بعيداً عن المفاهيم المغلوطة التي تتناقلها وسائل التواصل دون سند طبي.