لا يخفي الإسرائيليون قلقهم من استمرار سيطرة أنصار الله "الحوثي" على شمال اليمن، وإثبات وجودهم من خلال الهجمات التي تستهدف مصالح الاحتلال في المنطقة بعد اندلاع العدوان الوحشي على غزة.

ورغم عمل الولايات المتحدة، واستثمار الكثير من الجهد لمدة شهرين لإضعاف الحوثيين، لكنه ليس كافيا لهزيمتهم، ما قد يتطلب عمليات أطول وأوسع نطاقا، وسط قراءة إسرائيلية لهم بأنهم ليسوا منظمة مسلحة، بل جيشا حقيقيا، أو بالأحرى منظمة هجينة لا تمتلك قدرات عسكرية فحسب، بل وتتواجد بشكل جيد في شمال اليمن.

  

الجنرال الإسرائيلي يوفال أيالون، الباحث في معهد دراسات الأمن القومي بجامعة تل أبيب، أكد أن "الحوثيين يعملون على ترسيخ وتوطيد مكانتهم منذ عقدين من الزمن، وحققت نجاحاً كغيرها من المنظمات المماثلة، وتم إرساء وضع عسكري ومدني في اليمن، بدعم وتوجيه من إيران، لإنشاء منظمات هجينة تبني نفسها كبديل للبلد الذي تتطور فيه، وتنتظر اللحظة المناسبة التي تأتي دائما".
 


وأضاف في مقال نشره موقع "ويللا" العبري، وترجمته "عربي21"، أن "الحوثيين نجحوا على مدى سنوات في بناء بنية تحتية راسخة في اليمن، وهي بنية عسكرية واسعة ومتنوعة ذات قدرات كبيرة، وكما هو الحال مع حماس وحزب الله، فقد تعلم الحوثيون أنه من أجل التعامل مع محاولات الإضرار باليمن، من خلال القنابل من مختلف الأنواع، القادمة من الجو أو من البحر، فلا بد من التأكد من أن مراكز ثقل هذه القدرات موزعة ومتفرقة في جميع أنحاء المنطقة التي يسيطرون عليها فوق وتحت الأرض بشكل رئيسي". 

وكشف أن "المعلومات الاستخبارية الإسرائيلية تتحدث عن توفر بنية تحتية تسمح للحوثيين بتخزين مخزون الموارد التي بحوزتهم، وتجميع المكونات التي تم نقلها إليهم من مورديهم إلى قدرات إنتاج مستقلة، صحيح أن الضربات الأمريكية الأخيرة ساهمت بتدمير قدرات الحوثيين، وحققت على ما يبدو إنجازات كبيرة". 

وأوضح أنه "عند التعامل مع جيش لامركزي، يمكن الحفاظ على قدرات إطلاق مجموعة متنوعة من الوسائل، سواء الطائرات بدون طيار، أو الصواريخ المجنحة غير المأهولة، أو الصواريخ من مختلف الأنواع، حتى يتم تدمير آخر قاذف أو مشغل للطائرة بدون طيار أو صاروخ كروز وحاسوب التوجيه الخاص به".  

وأكد أن "الإضرار بقدرة الحوثيين على مواصلة حشد الموارد التي تساعدهم على الاستمرار في ممارسة قدرتهم على السيطرة على السكان المحليين، وتقليص قدرتهم على تجديد مخزونهم من الأسلحة، بما في ذلك المواد الخام لإنتاج وسائل جديدة، أمر فعّال، ويوصى بشدة باستمراره، لكن يجب التذكر أن هذه عملية طويلة، وتأثيرها ليس فوريا، وتستغرق أحيانا وقتا طويلا، وبالطبع ليست محكمة".  


وأوضح أن "الأخبار التي تفيد بأن السعودية والإمارات بدأتا خطوات لدعم بناء وإعداد قوة عسكرية برية يمكن دمجها في الجهد ضد الحوثيين، قد يبشر ببدء التحركات الهادفة للتعامل مع التهديد على الأرض نفسها من قبل القوات البرية، لكن يجب التذكر أن جيش الحوثي هو نتاج صراع طويل الأمد بين الفصائل المختلفة في شبه الجزيرة العربية، وكما نعلم، فإن التعامل مع مثل هذه الجيوش داخل حدودنا صراع طويل الأمد، ويتطلب الكثير من الموارد، بما فيها الوقت والقوات البرية".  

وختم بالقول إنه "من الممكن أن يضطر الحوثيون، في أعقاب الضربات التي تلقوها مؤخرا، لتقليص أو حتى وقف هجماتهم ضد السفن في البحر الأحمر، مما قد يشكل معضلة لمن يبذلون جهوداً حالياً لمنع هذا الضرر إذا تم إزالة التهديد لحرية الملاحة، في حين لم يتم إزالة التهديد لدول المنطقة، بما في ذلك دولة الاحتلال، ومع ذلك، وكما يمكن تعلمه من أماكن أخرى في المنطقة، فإن قصة الحوثيين لا تزال تبدو بعيدة عن وصول فصلها الأخير".

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة عربية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية الحوثي اليمن الاحتلال الولايات المتحدة الولايات المتحدة اليمن الاحتلال الحوثي صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة صحافة صحافة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة

إقرأ أيضاً:

ترامب لا يستبعد زيارة الصين

قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب اليوم الثلاثاء إنه لا يسعى إلى عقد قمة مع الرئيس الصيني شي جين بينغ، لكنه أضاف أنه قد يزور الصين "بناء على دعوة من شي".

وذكر ترامب عبر منصته تروث سوشيال: "قد أذهب إلى الصين، لكن لن يكون ذلك إلا بناء على دعوة من الرئيس شي، والتي تم توجيهها رسميا.. وإلا فلن أهتم".

ونقلت "رويترز" عن مصادر في وقت سابق، أن مساعدين لترامب وشي ناقشوا احتمال عقد اجتماع بين الزعيمين خلال رحلة للرئيس الأميركي إلى آسيا في وقت لاحق من هذا العام.

وسيكون الاجتماع في حال حصوله أول لقاء مباشر بين الاثنين منذ بدء الولاية الرئاسية الثانية لترامب مطلع العام الجاري، في وقت لا يزال فيه التوتر التجاري والأمني بين القوتين الكبريين المتنافستين يتصاعد.

واتفقت الولايات المتحدة والصين اليوم الثلاثاء على استمرار الهدنة التجارية بينهما عقب المحادثات التي استمرت يومين بين الجانبين في العاصمة السويدية ستوكهولم.

وقال لي شينجانغ نائب رئيس وزراء الصين ورئيس وفدها في المحادثات التجارية مع الولايات المتحدة الثلاثاء إن الجانبين أجريا مناقشات "بناءة وصريحة" واتفقا على استمرار العمل بمستويات الرسوم الجمركية الراهنة والتي تبلغ 30% على واردات الولايات المتحدة من المنتجات الصينية و10% على المنتجات الأميركية المصدرة إلى الصين.

والتقى المسؤولون الصينيون والأميركيون في ستوكهولم، بهدف تمديد الهدنة التي اتُفق عليها في هذا المجال في محادثات بجنيف في أيار/مايو الماضي.

مقالات مشابهة

  • هذه المناصب التي تقلدها رئيس مجلس قضاء الجزائر الجديد محمد بودربالة
  • 10 ملايين دولار.. واشنطن ترفع مكافأة القبض على زعيم القاعدة في اليمن
  • مدير الشؤون القانونية في الهيئة العامة للطيران المدني السوري هادي قسام لـ سانا: توقيع اتفاقية استثمار الإعلانات في مطار دمشق الدولي مع شركة “فليك” الإماراتية، جاء بعد فوزها في المزايدة التي أُجريت وفق الأصول واستيفائها لكامل الشروط الفنية والق
  • ترامب لا يستبعد زيارة الصين
  • الفلبين تطلب من "الدول الصديقة" المساعدة في تحرير 9 بحارة محتجزين لدى الحوثيين في اليمن (ترجمة خاصة)
  • وزير الدفاع اليمني يكشف عن خطة استراتيجية بمشاوكة أربع دول لإقتلاع الحوثيين من اليمن لكنه أصيب بالصدمة .. عاجل
  • تفاصيل مباحثات وزير الداخلية مع السفارة الأمريكية في اليمن
  • اعتراف إسرائيلي بالفشل الإعلامي في التعامل مع تبعات حرب غزة
  • مستنقع اليمن.. لماذا لا تنتصر القوة الأمريكية على الحوثيين؟ (ترجمة خاصة)
  • تعلن دائرة القضاء العسكري نيابة المنطقة العسكرية الثالثة أن على المتهمين المذكورة اسماؤهم الحضور الى المحكمة