قالت دار الإفتاء عبر موقعها الرسمي ، أن الطواف يُعدّ أحد أعظم الشعائر في الحج، وهو ركن أساسي لا يتم الحج إلا به، وقد شرعه الله تعالى تحيةً للبيت العتيق، ومظهراً من مظاهر تعظيم شعائر الله، ووسيلة لتجديد العهد والولاء لله وحده. 

وأضافت يتميز الطواف بآداب وأحكام دقيقة، يجب على المسلم مراعاتها أداءً وقلباً، ليكون طوافه صحيحاً مقبولاً.

في هذا التقرير، نستعرض كيفية الطواف الصحيح، وأنواعه المختلفة، وأهم السنن المتعلقة به.
 

أنواع الطواف حول الكعبة


وأوضحت الإفتاء شرع الله تعالى للمسلم عدة أنواع من الطواف، تختلف باختلاف النسك والزمان، وهي:

طواف القدوم: وهو أول ما يفعله الحاج أو المعتمر عند دخول مكة، ويُعدّ سنة في حقّ الحاج، وركنًا من أركان العمرة.

طواف الإفاضة: وهو ركن الحج الأعظم، ويقع بعد الوقوف بعرفة والمبيت في مزدلفة، ويكون بعد التحلل الأول، ولا يتم الحج بدونه.

طواف الوداع: وهو آخر ما يؤديه الحاج عند مغادرة مكة بعد أداء جميع المناسك، وهو واجب عند الجمهور، إلا للمرأة الحائض. أما المعتمر فله طواف واحد فقط، وهو طواف الركن، ولا تصح عمرته إلا به.

طريقة لبس الإحرام.. اعرف كيف تستعد للحج حتى لا تقع فى المحظوراتكيفية أداء مناسك الحج خطوة خطوة .. شرح مفصل لحج التمتع والقران والإفرادأمين الفتوى: الحج بهذه الطرق اعتداء وصاحبه آثم.. ولا يجوز التحايل على قوانين الحجكيفية مناسك الحج بالترتيب .. شرح بالتفصيل من أول الإحرام إلى طواف الوداع

 صفة الطواف وكيفية أدائه
ويبدأ الطواف من الحجر الأسود، حيث يُستحب تقبيله إن تيسّر، دون إيذاء الآخرين، أو استلامه باليد ثم تقبيل اليد، أو الإشارة إليه من بعيد. ثم يُضطبع الرجل -دون المرأة- بأن يجعل وسط ردائه تحت إبطه الأيمن، ويلقي طرفيه على كتفه الأيسر.

ينوي الطائف الطواف لله تعالى، ويبدأ السير جاعلاً الكعبة على يساره، ويمشي في اتجاه عكس عقارب الساعة. 

يطوف سبعة أشواط كاملة، يبدأ كل شوط من الحجر الأسود وينتهي إليه. يُسن الرمل (الإسراع الخفيف) في الأشواط الثلاثة الأولى للرجال، والمشي العادي في الأربعة الباقية، يمر الطائف خلال طوافه بالملتزم والركن اليماني، ويُستحب استلام الركن اليماني إن أمكن، دون تقبيله.

بعد الانتهاء من الأشواط السبعة، يُصلي ركعتين خلف مقام إبراهيم عليه السلام، أو في أي مكان متاح داخل الحرم.

 أحكام الطواف وآدابه

وشددت دار الإفتاء على أنه يجب أن يكون الطواف داخل حدود المسجد الحرام، خارج جدار الكعبة والحِجْر.

الطهارة شرط لصحة الطواف عند جمهور العلماء، كما يجب ستر العورة.

لا يُشترط للمرأة الرمل أو الاضطباع، بل تمشي مشياً عادياً وتستر نفسها.

يُستحب الذكر والدعاء خلال الطواف، دون تخصيص أدعية معينة لكل شوط.

في حال نسي الطائف عدد الأشواط، يرجع للأقل تيقناً.


واختتمت الإفتاء حديثها، قائلة : الطواف عبادة قلبية وبدنية تجمع بين الذكر والحركة، وهو صورة من صور الذل والخضوع لله عز وجل، فلا يُؤتى إلا بيقين وطهارة ونية خالصة، وإتقان المسلم لأداء الطواف على الوجه الذي فعله النبي صلى الله عليه وسلم يضمن له أجرًا عظيمًا ويُكمل نسكه بقبول ورضا من الله تعالى.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: الطواف دار الإفتاء المزيد

إقرأ أيضاً:

خطبتا الجمعة من المسجد الحرام والمسجد النبوي

مكة المكرمة

أوصى إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ الدكتور عبدالله بن عواد الجهني، المسلمين بتقوى الله -عز وجل- وطاعته، تقوى من أناب إليه، والحذر من مخالفة أمره حذر من يوقن بالحساب والعرض عليه، وعبادته مخلصين له الدين، ومراقبته مراقبة أهل الإيمان واليقين.

وقال فضيلته في خطبة الجمعة التي ألقاها اليوم بالمسجد الحرام: تيقظوا من سِنَةِ الغفلات فقد انقضى محرم وحلّ بكم صفر، وتنبهوا من رقدة الجهالات واعتبروا بمرور الأيام، فالسعيد من اعتبر، واعلموا أن الله تعالى بعث رسوله- صلى الله عليه وعلى آله وسلم تسليما- بالهدى، وبصّر به من العمى، ذهبت بأنواره ظلمات الجاهلية الجهلاء، وعصبيتها وفخرها بالآباء، واستقسامها بالأزلام وتشاؤمها بالأيام والأنواء.

وحذّر من التشاؤم والطيرة لأنها تَوَقُّعُ الْبَلَاءِ وَسُوءُ الظَّنِّ، وذلك دأب الجاهلين والكفار قال تعالى: (قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا هو مولانا وعلى الله فليتوكل المؤمنون).

ونهى الشيخ الجهني عن سبّ الأوقات والدهور، والتشاؤم بالأيام والسنين والشهور، ولا تنسبوا النفع والضر إلا إلى من إليه ترجع الأمور، فلا شؤم في شهور ولا أيام، فما قُدِّرَ لا بد أن يكون، ومعاداة الأيام جنون، قال- عليه الصلاة والسلام-:(من ردته الطيرة عن حاجته فقد أشرك)، رواه أبو داود.

واختتم فضيلته خطبته قائلًا: أصلحوا ما ظهر من أعمالكم وما بطن، واستعملوا جوارحكم في طاعته شكرًا وحافظوا على ما جاء به نبيكم، وأكثروا من الصلاة عليه، فبالصلاة عليه تنالوا الأجر والفوز والقبول، وبكثرة الصلاة عليه تنحل العقد وتنفرج الكروب وتُقضى الديون.

كما أوصى إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ عبدالمحسن القاسم المسلمين بتقوى الله حق التقوى ومراقبته في السر والنجوى.
وبين إمام وخطيب المسجد النبوي أن من أعظم نعم الله إرسال الرسل فهم سبيل السعادة والفلاح في الدنيا والآخرة ولا يعرف الطيب من الخبيث إلا من جهتهم ولا ينال رضا الله إلا على أيديهم، موضحًا أن الضرورة إليهم أعظم من حاجة البدن إلى الروح، مشيرًا إلى بقاء أهل الأرض لا يكون إلا بآثار الرسالة الموجودة فيهم.

وأوضح فضيلته أن الله تعالى أيد رسله بآيات وبراهين تدل على صدق رسالتهم قال تعالى:(أَلَمۡ يَأۡتِهِمۡ نَبَأُ ٱلَّذِينَ مِن قَبۡلِهِمۡ قَوۡمِ نُوحٖ وَعَادٖ وَثَمُودَ وَقَوۡمِ إِبۡرَٰهِيمَ وَأَصۡحَٰبِ مَدۡيَنَ وَٱلۡمُؤۡتَفِكَٰتِۚ أَتَتۡهُمۡ رُسُلُهُم بِٱلۡبَيِّنَٰتِۖ)، مبينًا أن الآيات الدالة على نبوة محمد- صلى الله عليه وسلم- كثيرة ومتنوعة وهي أكثر وأعظم من آيات غيره من الأنبياء، قال عز من قائل:(سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ ۗ).

وتابع إمام وخطيب المسجد النبوي أنه بعد ظهور نبوة محمد- صلى الله عليه وسلم- كثرت طلبات المشركين وتنوعت اعتراضاتهم فاقترحوا عليه آياتٍ يأتيهم بها تكبرًا وعنادًا وقالوا لو أنزل علينا كتاب لأخلصنا العبادة لله قال تعالى:(وَإِن كَانُواْ لَيَقُولُونَ لَوۡ أَنَّ عِندَنَا ذِكۡرٗا مِّنَ ٱلۡأَوَّلِينَ لَكُنَّا عِبَادَ ٱللَّهِ ٱلۡمُخۡلَصِينَ فَكَفَرُواْ بِهِۦۖ فَسَوۡفَ يَعۡلَمُونَ).

وبين فضيلته أن المشركين بعد نزول القرآن ورؤيتهم ما فيه من المعجزات قالوا لولا أنزل هذا القرآن على رجل عظيم من أهل مكة والطائف قال تعالى:(وَقَالُواْ لَوۡلَا نُزِّلَ هَٰذَا ٱلۡقُرۡءَانُ عَلَىٰ رَجُلٖ مِّنَ ٱلۡقَرۡيَتَيۡنِ عَظِيمٍ).

وأشار إمام وخطيب المسجد النبوي إلى أن المشركين لما عجزوا عن تحدي الله بأن يأتوا بمثل هذا القرآن أو ببعضه طلبوا من النبي- صلى الله عليه وسلم- استبدال القرآن بغيره قال تعالى:(وَإِذَا تُتۡلَىٰ عَلَيۡهِمۡ ءَايَاتُنَا بَيِّنَٰتٖ قَالَ ٱلَّذِينَ لَا يَرۡجُونَ لِقَآءَنَا ٱئۡتِ بِقُرۡءَانٍ غَيۡرِ هَٰذَآ أَوۡ بَدِّلۡهُۚ قُلۡ مَا يَكُونُ لِيٓ أَنۡ أُبَدِّلَهُۥ مِن تِلۡقَآيِٕ نَفۡسِيٓۖ إِنۡ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَىٰٓ إِلَيَّۖ ).

وأوضح إمام وخطيب المسجد النبوي أن الله تعالى لو أجاب المشركين بما طلبوا لطلبوا المزيد استكبارًا وعنادًا، مبينًا أنهم من عتوهم إذا تأخرت الاستجابة لمطلبهم في آيةٍ من الآيات استهزأوا برسول الله- صلى الله عليه وسلم- بأن ينشأ آيةً من عنده قال تعالى:(وَإِذَا لَمۡ تَأۡتِهِم بِـَٔايَةٖ قَالُواْ لَوۡلَا ٱجۡتَبَيۡتَهَاۚ قُلۡ إِنَّمَآ أَتَّبِعُ مَا يُوحَىٰٓ إِلَيَّ مِن رَّبِّيۚ).

وتابع فضيلته قائلًا إن الله تعالى بيّن أنه القادر على إنزال الآيات ولا شأن لرسله ولا لأحد من خلقه فيها قال جل من قائل:(وَمَا كَانَ لِرَسُولٍ أَن يَأۡتِيَ بِـَٔايَةٍ إِلَّا بِإِذۡنِ ٱللَّهِۗ).

وبين إمام وخطيب المسجد النبوي أنه لجهل المشركين بحكمة الله لم يحقق الله لهم ما يقترحونه ولأن ما طلبوه من الآيات لا يوجب إيمانًا فقد سألها الأولون وأُعْطُوْهَا ولم يؤمنوا فكان هلاكهم واستئصالهم قال الله تعالى عنهم:(بَلۡ قَالُوٓاْ أَضۡغَٰثُ أَحۡلَٰمِۭ بَلِ ٱفۡتَرَىٰهُ بَلۡ هُوَ شَاعِرٞ فَلۡيَأۡتِنَا بِـَٔايَةٖ كَمَآ أُرۡسِلَ ٱلۡأَوَّلُونَ مَآ ءَامَنَتۡ قَبۡلَهُم مِّن قَرۡيَةٍ أَهۡلَكۡنَٰهَآۖ أَفَهُمۡ يُؤۡمِنُونَ)، مشيرًا إلى أن النبي- صلى الله عليه وسلم- كان يضيق صدره بما يقولون قال تعالى: (وَلَقَدۡ نَعۡلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدۡرُكَ بِمَا يَقُولُونَ).

وأوضح فضيلته أن الله لم يجر العادة بإظهار الآيات إلا للأمة التي حتم بعذابها واستئصالها محذرًا من الاستهانة بجناب الربوبية أو الرسالة فمن لم يعظمهما هلك.

وختم إمام وخطيب المسجد النبوي بأن الإسلام مبنيٌ على أصلين تحقيق شهادة أنّ لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله فباتباع محمد- صلى الله عليه وسلم- يكون توحيد الله وهو من خير البرية.

مقالات مشابهة

  • لماذا سميت سورة يس بقلب القرآن؟.. 10 أسباب لا يعرفها كثيرون
  • جريمة تقود للسجن.. كل ما تريد معرفته عن الشهادة الزور وأركانها
  • الموعد والفرق المشاركة.. كل ما تريد معرفته عن بطولة السوبر المصري
  • ثبات غزة يقهر الطغيان ويغيظ العدى
  • كل ما تريد معرفته عن شهادة العقار: متى تطرح؟ وبكم؟ وأين سيتم تداولها؟
  • كل ما تريد معرفته عن تحويل رواتب العمالة المنزلية بسهولة عبر القنوات الرسمية المعتمدة بمساند
  • الأزهر يوضح كيفية قضاء الصلوات الفائتة بطريقة سهلة وميسرة
  • العميد الركن نيقولاس ثابت: لا خلاص لبلدنا إلا بضمان الأمن والاستقرار
  • كل ما تريد معرفته عن بطولة السوبر المصري
  • خطبتا الجمعة من المسجد الحرام والمسجد النبوي