صحيفة الاتحاد:
2025-07-13@04:42:14 GMT

الأحبابي ينجز أصعب ثلاث مغامرات قطبية

تاريخ النشر: 20th, April 2025 GMT

خولة علي (أبوظبي) 
في محطة فارقة تضاف إلى رصيد دولة الإمارات العربية المتحدة الزاخر بالتميز في مجالات التحدي والمغامرة، سجل المغامر الإماراتي عبدالله محمد الأحبابي إنجازاً غير مسبوق على مستوى الدولة والمنطقة، بإتمامه واحداً من أعقد وأقسى التحديات القطبية المعروفة عالمياً، وهو عبور جليد غرينلاند المتجمد من دون أي دعم، ويأتي هذا الإنجاز تتويجاً لرحلة حافلة بالإصرار والتدريب المكثف، ليعكس ما يتمتع به شباب الإمارات من عزيمة استثنائية وقدرة على تحدي أكثر البيئات قسوة، مجسداً بذلك روح الريادة والطموح التي تميز أبناء الوطن.


تحدٍ فريد
يُعد عبد الله الأحبابي أول إماراتي يحقق «الثلاثية القطبية» بعد تزلجه إلى القطب الشمالي عام 2018، ثم إلى القطب الجنوبي في 2019، وأخيراً عبوره الناجح لغرينلاند في مارس 2025، وبهذه الرحلات الثلاث، ينضم الأحبابي إلى نخبة نادرة من المغامرين العالميين الذين أتموا هذا التحدي الفريد، واضعاً الإمارات على خريطة الإنجازات القطبية العالمية.

بداية الرحلة
انطلقت رحلة الأحبابي إلى غرينلاند في 13 مارس 2025، وامتدت على مسافة تقارب 265 كيلومتراً، بمشاركة عضوين من الولايات المتحدة، حيث بدأ الفريق رحلته من شرق غرينلاند باتجاه الغرب، حيث تزلجوا عبر طبقات الجليد الكثيفة والتضاريس الخطرة دون أي دعم لوجستي، وسط درجات حرارة وصلت إلى -35 درجة مئوية تحت الصفر، ورياح قطبية قوية، ونشاط ملحوظ للدببة القطبية.
إصرار على الإنجاز
اضطر الأحبابي إلى سحب زلاجة وزنها نحو 100 كجم تحتوي على جميع مستلزمات الرحلة من معدات التخييم والغذاء، مع الالتزام بروتين صارم يتضمن 90 دقيقة من التزلج تليها 10 دقائق من الراحة، بمتوسط 12 إلى 14 ساعة يومياً، وقد وصف تجربته بالقول: «في أعماق الجليد القطبي لغرينلاند، تكون المعركة بينك وبين نفسك فقط، لا حديث لا تردد، بل إصرار على الإنجاز مدعوم بأمل وطموح عال»، مشيراً إلى أن الظروف المناخية هذا العام كانت أشد قسوة من المعتاد، ما أضاف تحديات ذهنية وجسدية غير مسبوقة تختلف عن رحلتي القطبين.
ملاحة وتخييم 
خلال الرحلة، كانت المهارات الأساسية التي اعتمد عليها الأحبابي تشمل الانضباط الذاتي، القدرة على اتخاذ القرار تحت الضغط، مهارات الملاحة والتخييم في الثلج، والتعامل مع الطوارئ مثل العواصف الثلجية أو انهيار الطقس المفاجئ، ومن بين أخطر المواقف التي واجهها، كان التخييم في منطقة معروفة بوجود الدببة القطبية، حيث سمع الفريق أصواتاً غريبة ليلاً، تعاملوا معها بحذر شديد، باستخدام أنظمة إنذار وتدابير سلامة تجنباً للخطر.
بين الفخر والتواضع
وعن لحظة وقوفه وسط جليد غرينلاند القاسي، عبّر الأحبابي عن شعوره قائلاً: «هي لحظة يصعب وصفها، مزيج عميق من الفخر والتواضع، أن تجد نفسك في واحدة من أقسى بقاع الأرض، رافعاً علم الإمارات، ليمنحك طاقة لا مثيل لها وشعوراً بالإنجاز يبقى محفوراً في الذاكرة إلى الأبد».
ويضيف قائلاً: «أنا فخور كوني أول إماراتي يكمل هذه الثلاثية، وينجز ما يعتقده الكثيرون مستحيلاً، فرسالة قيادتنا الرشيدة تدفعنا دائماً لنكون في الصدارة، وأن نثبت أن المستحيل مجرد وهم يمكن تجاوزه بالإرادة والعمل».

أخبار ذات صلة المحكمة العليا الأميركية تصدر حكما بشأن ترحيل مهاجرين الظفرة يعود بـ «ثنائية» أمام الفجيرة ويتمسك بصدارة «الأولى»

لا شيء مستحيل
وجه عبد الله الأحبابي نصيحة للشباب الذين يطمحون لخوض مغامرات مشابهة، قائلاً: «ابدأ بخطوة، وثق بنفسك، التحديات ليست نهاية، بل بداية لصقل الشخصية واكتشاف القدرات، المغامرة الحقيقية تبدأ من الداخل، ولا شيء مستحيل مع الإصرار والاستعداد». 
ويعد إنجاز الأحبابي أكثر من مجرد مغامرة فردية، بل هو شهادة حية على أن حدود الطموح الإماراتي لا تقف عند الجغرافيا أو الظروف، بل تمتد لتلامس المستحيل، فقد اختار الأحبابي الطريق الأصعب ليصنع إنجازاً، ويترك بصمة إماراتية خالدة في واحدة من أكثر البيئات قسوة على كوكب الأرض.
كتاب وفيلم وثائقي
بعد إكماله للثلاثية القطبية، يتجه الأحبابي اليوم لمشاركة تجاربه الملهمة مع الجيل الجديد من الشباب، من خلال العمل على إنتاج كتاب وفيلم وثائقي يوثقان تفاصيل رحلاته، ورغم ما حققه، يؤكد أن شغفه بالمغامرة ما زال متقداً، ويخطط لخوض تحديات جديدة في القادم من الأيام.

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: الإمارات القطب الشمالي القطب الجنوبي غرينلاند الولايات المتحدة الجليد

إقرأ أيضاً:

أزمة ثقة بالله بدأت من قسوة القلب .. دلالة قرآنية عميقة يقدمها الشهيد القائد حسين بدر الدين الحوثي (تفاصيل)

في زمن نحن فيه أحوج إلى أن نرتبط بالمعاني الدلالية للقرآن الكريم التي تربطنا بالله وتعزز ثقتنا بالله وتعزز ارتباطنا بهدى الله ، يطرح الخطاب القرآني سؤالاً يهزّ الوجدان ، ليحيي  ضمير الأمة في قوله تعالى : ﴿أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ﴾؟ ، هذا السؤال التحذيري، الذي ورد في سورة الحديد الآية (16)، لا يُخاطب الغافلين وحدهم، بل يخاطب المؤمنين أنفسهم حين تستغرقهم الحياة، ويغيب عنهم التفاعل الحقيقي مع وحي الله.

يمانيون/ تحليل/ خاص

 

الشهيد القائد حسين بدر الدين الحوثي (رضوان الله عليه)، التقط هذه الآية ليفتح بها ملفاً روحياً وتربوياً بالغ الأهمية، أزمة خشوع القلب، وجمود التفاعل مع القرآن، وما يترتب على ذلك من قسوة، وغفلة، ثم فقدان الثقة بالله، وتدهور العلاقة الإيمانية الحقيقية، من سلسلة معرفة الله ( الثقة بالله ) .

 

بين السؤال القرآني والواقع الإسلامي

في استعراضه للدلالة في هذه  الآية، يبيّن الشهيد القائد أن السؤال الإلهي بصيغة: “ألم يأن؟” يحمل في طياته عتابًا وتنبيهًا وتحفيزًا،  وهو يعني ببساطة ، “ألم يحن الوقت بعد؟” أليس من الواجب أن تلين القلوب بعد هذا الكم الهائل من الآيات والمواعظ؟ ، وفي هذا، يضع القرآن إصبعه على جذر الخلل التربوي في حياة المسلمين، حيث يتحول الدين إلى روتين، وتُتلى الآيات بلا تفاعل، وتُقال الخطب بلا أثر، حتى يفقد الإحساس بالمعنى.

 

 التحذير من المسار التكراري الذي أصاب أهل الكتاب

يربط القرآن بين غفلة المؤمنين اليوم وغفلة بني إسرائيل بالأمس ، حيث يوضح الشهيد القائد أن الآية تحذر من أن يصبح المسلمون كأهل الكتاب الذين: “طال عليهم الأمد فقست قلوبهم” ، لقد سمعوا وقرأوا كثيراً، لكن دون تفاعل حقيقي، فكانت النتيجة أن قست قلوبهم، حتى فسق أكثرهم، واستُبدلوا، وسُلِبوا ما منحهم الله من نبوة وحكمة وملك.

ويحذر القائد من أن الروتين الديني قد يصيب الأمة بنفس المصير، سماع بلا أثر، قراءة بلا تدبر، مناسبات دينية بلا روح، حتى تنتهي القلوب إلى القسوة والغفلة.

 قسوة القلب .. المرض الذي يُعالج بالوعي

في أحد أقوى المقاطع التحليلية في دلالة الآية ، يشير الشهيد إلى أن القلب إذا لم يتفاعل مع الذكر ويتأثر بالقرآن، فإن طبيعته أن يقسو ، بل قد يبلغ من القسوة ما يجعل صاحبه أقسى من الحجر، كما قال الله عن بني إسرائيل: ﴿ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُمْ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً﴾ ، فالعلاج ليس في المزيد من الاستماع، بل في تغيير طريقة التلقي، أن نستمع بجد، بصدق، بإخلاص، ونجعل قلوبنا تستشعر هيبة الله وتثق بوعوده.

 أزمة الثقة بالله .. نتيجة حتمية لقسوة القلب

من أعمق التحليلات التي قدمها الشهيد القائد في دلالة الآية ، هو ربطه بين قسوة القلب وظهور أزمة الثقة بالله، فيقول: “من أين جاءت أزمة الثقة بالله حتى أصبحت وعوده وكأنها وعود من لا يملك شيئًا؟!

هذا التساؤل يكشف عن مشكلة إيمانية خطيرة، حين لا يتفاعل القلب مع القرآن، يفقد الشعور بالله، فيضعف اليقين، وتضمحل الثقة، فنبحث عن أولياء من غير الله، ونستمد القوة من خارج دائرة الإيمان.

 الحل .. العودة إلى القرآن كمصدر معرفة حقيقية بالله

يختم الشهيد القائد تحليله بتأكيد أن الطريق لإحياء القلوب يبدأ من معرفة الله حقًا ، وتلك المعرفة لا تكون إلا من خلال القرآن الكريم، الذي يقدم أعظم وأشمل تصور عن الله، وصفاته، وأفعاله، ووعوده ، فعندما يعرف الإنسان ربه، يثق به، وعندما يثق، يحب، وعندما يحب، يخضع ويخشع ويتوكل.

خاتمة .. هل آن للقلوب أن تخشع؟

يبقى السؤال القرآني مفتوحًا: ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم؟ إنها دعوة دائمة للمراجعة، للتأمل، للتفاعل الصادق مع كتاب الله، ومع وعوده، ومع مواعظه، ومع ذكره ، وفي ضوء هذا التحليل، يتبين أن أزمة المسلمين ليست أزمة علم أو كثرة خطاب، بل أزمة خشوع، وأزمة ثقة، وأزمة تفاعل صادق مع ما نؤمن به، ونقرؤه، ونسمعه ، إنها دعوة لأن نستعيد القلوب من برودة العادة إلى حرارة الإيمان، وأن نحميها من القسوة، ونعيد ربطها بالله من جديد.

مقالات مشابهة

  • «عام المجتمع».. تلاحم مجتمعي وترابط أسري وإطلاق الطاقات لبناء مجتمع أكثر شمولاً واستدامة
  • أزمة ثقة بالله بدأت من قسوة القلب .. دلالة قرآنية عميقة يقدمها الشهيد القائد حسين بدر الدين الحوثي (تفاصيل)
  • الإغاثة الطبية بغزة: القطاع يعيش أصعب أيامه منذ بداية العدوان
  • من هي المرأة التي تعرف أسرار ترامب أكثر من نفسه؟
  • يناديها سالينتي .. من هي المرأة التي تفهم ترمب أكثر من نفسه؟
  • أمسية ملكية| مغامرات في عالم الآثار.. محاضرة لزاهي حواس في بوسطن
  • لافروف يشير إلى تزايد المخاطر التي تهدد احتمالات إقامة الدولة الفلسطينية
  • الخوذة التي تقرأ المستقبل.. الإمارات تُطلق أول جهاز توليدي بالذكاء الاصطناعي
  • 100 عام من مهاتير محمد صانع نهضة ماليزيا الذي لم يفلت من قسوة التاريخ
  • زامير: الظروف مهيأة لصفقة تبادل والحرب ضد حماس من أصعب ما عرفنا