بكتيريا الأمعاء تطلق أحماضا صفراوية مضادة للسرطان وتحجب إشارات الهرمونات
تاريخ النشر: 20th, April 2025 GMT
كشفت دراسة جديدة عن قدرة بكتيريا الأمعاء النافعة على تحويل الأحماض الصفراوية المشتقة من الكوليسترول إلى مركبات قوية تُعزز المناعة ضد السرطان عن طريق حجب إشارات بعض الهرمونات.
وأجرى الدراسة باحثون في كلية الطب في جامعة وايل كورنيل في الولايات المتحدة ونُشرت، نتائجها في 15 أبريل/ نيسان الجاري في مجلة سيل (Cell)، وكتب عنها موقع يوريك أليرت.
يُنتج الكبد الأحماض الصفراوية الأولية ويُطلقها في الأمعاء، حيث تعمل مجموعات متنوعة من البكتيريا معا لتعديل بنيتها الكيميائية. اشتبه الباحثون في أن هذه التعديلات الميكروبية المعوية يمكن أن تؤثر على كيفية عمل الأحماض الصفراوية وتفاعلها مع مسارات الإشارات البشرية.
لاختبار هذه الفكرة، شرع الباحثون في استكشاف جميع التعديلات التي تسببها البكتيريا للأحماض الصفراوية، وفهم كيفية تأثير هذه التغييرات على أدوارها البيولوجية، واتضح أن بكتيريا الأمعاء لديها إمكانات هائلة.
قال الدكتور تشون جون جو، الأستاذ المشارك في علم المناعة في الطب بقسم أمراض الجهاز الهضمي والكبد بكلية طب وايل كورنيل والباحث المشارك في الدراسة: "اكتشفنا أكثر من خمسين جزيئا مختلفا من الأحماض الصفراوية المعدلة بواسطة ميكروبات الأمعاء، العديد منها لم يُحدد من قبل".
تشترك الأحماض الصفراوية في نفس الهيكل الستيرويدي مع الهرمونات الجنسية مثل التستوستيرون والإستروجين. وعندما اختبر الباحثون 56 حمضا صفراويا معدلا اكتشفوها، وجدوا أن أحدها يعادي مستقبل الأندروجين، وهو جزيء يتفاعل مع الهرمونات الجنسية لتنظيم العديد من جوانب النمو البشري.
إعلانيوجد مُستقبل الأندروجين أيضا في بعض الخلايا المناعية، بما في ذلك الخلايا التائية. وقد أظهرت دراسات سابقة أن حجب هذا المُستقبل يُمكن أن يُعزز قدرة الخلايا المناعية على مُكافحة الأورام.
وتساءل الباحثون عما إذا كانت الأحماض الصفراوية قادرة على مُضاعفة هذا التأثير عن طريق الارتباط بمستقبل الأندروجين وتعطيله. ولاختبار هذه الفكرة، عالجوا فئرانا مُصابة بسرطان المثانة باستخدام هذه المُركّبات، ولاحظوا استجابة قوية مُضادة للأورام. وكشفت تحاليل أخرى أن الأحماض الصفراوية المُعدّلة عززت بشكل خاص نشاط الخلايا التائية، وهي الخلايا المناعية الأكثر قدرة على قتل السرطان.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات
إقرأ أيضاً:
دراسة تنسف اعتقادا شائعا عن "جزيرة الفصح" وتماثيلها الشهيرة
اكتشف علماء آثار أن "جزيرة الفصح" Easter Island الواقعة في جنوب شرق المحيط الهادئ، لم تكن معزولة كما كان يُعتقد.
وأظهرت نتائج دراسة حديثة أن التماثيل الحجرية التي تشتهر بها الجزيرة، لها نظائر في جزر بولينيزية أخرى.
وسابقا افترض المؤرخون وعلماء الآثار أن السكان الأصليين للجزيرة المعروفين باسم "رابا نوي"، كانوا معزولين عن بقية العالم، إلا أن دراسة جديدة أجراها باحثون في السويد فنّدت هذه الرواية.
وتقع جزيرة الفصح في جنوب المحيط الهادئ، وتبلغ مساحتها 63.2 ميلا مربعا، ومعروفة باحتوائها على تماثيل برؤوس بشرية عملاقة.
ونحتت هذه التماثيل البشرية من صخور بركانية ووضعت على منصات حجرية وتعرف باسم "آهو"، ويعتقد أنها أنشأت بين عامي 1250 و1500 ميلاديا.
ولسنوات، كان الباحثون يعتقدون أن الجزيرة ظلت معزولة اجتماعيا وثقافيا عن بقية المحيط الهادئ بسبب موقعها النائي، واعتقدوا أن تماثيل "المواي" الشهيرة في الجزيرة فريدة من نوعها ولا مثيل لها في أي مكان آخر.
حقيقة تماثيل "المواي"
أجرى علماء آثار من السويد، دراسة نشرت في مجلة "أنتيكويتي"، كشفت أن تماثيل "المواي" التي تشتهر بها جزيرة الفصح منتشرة في منطقة بولينيزيا، التي تضم أكثر من ألف جزيرة على طول المحيط الهادئ.
وقال الباحثون إن هذه التماثيل موجودة في جميع الجزر وترتبط بطقوس دينية جماعية، حسبما أوردت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية.
وأكد الباحثون أن النموذج الأولي لهذه التماثيل أُنشئ في جزيرة الفصح، ومن ثم انتشر في باقي الجزر القريبة منها، مشيرين إلى أن هذه الهياكل ترمز إلى السلطة والقوة.
وقال البروفيسور بول والين من جامعة أوبسالا السويدية: "أراضي المعابد التي تعرف بـ(آهو) أو (ماراي) موجودة في جميع جزر شرق بولينيزيا".
كما نفى الباحثون الاعتقاد السائد بأن الجزيرة استوطنت مرة واحدة وبقيت معزولة لقرون، وأكدوا أنها شهدت عدة موجات هجرة متكررة.
وأظهرت الدراسة وجود شبكات تفاعل قوية بين سكان جزر بولينيزيا لتبادل الأفكار الجديدة من الشرق إلى الغرب والعكس.
لكن وصول المستكشفين الأوروبيين إلى الجزيرة، في القرن الثامن عشر، أدى إلى تراجع عدد سكانها بسبب الصراعات العنيفة وتجارة العبيد.
وتعد جزيرة الفصح، اليوم، موقعا للتراث العالمي تابعا لليونسكو، وتجذب سنويا آلاف السياح بفضل تماثيلها الحجرية الشهيرة.