الولايات المتحدة – رصد مسبار “برسيفيرنس” التابع لوكالة ناسا صخرة غريبة الشكل تشبه الجمجمة البشرية أثناء تجوله على سطح المريخ.

وتم العثور على هذه الصخرة، التي أطلق عليها اسم “تل الجمجمة”، في 11 أبريل الماضي ضمن منطقة تسمى “تلال هازل الساحرة”، الواقعة داخل فوهة جيزيرو التي يعتقد أنها كانت بحيرة في الماضي.

تتميز الصخرة بشكلها الداكن وزواياها الحادة وتغطيتها بالحفر الصغيرة، مما يجعلها مختلفة تماما عن التضاريس المحيطة ذات اللون الفاتح والسطح المغبر.

وأشارت الباحثة مارغريت دين، المتعاونة مع ناسا، إلى أن مظهرها يوحي بأنها قد تكون قد وصلت إلى هذا الموقع من مكان آخر، إما بسبب عوامل التعرية أو اصطدام نيزكي قديم أو حدث جيولوجي عنيف.

كما لاحظ المسبار وجود صخور أخرى في المنطقة يبدو أنها نقلت من مواقع مختلفة، مما يعزز فرضية أن “تل الجمجمة” قد يكون جزءا من مواد متحركة على سطح الكوكب. ومن الفرضيات المطروحة أيضا أن الصخرة ذات أصل بركاني، تكونت من تصلب الحمم أو الصهارة قبل مليارات السنين.

وأوضحت دين أن المسبار مزود بأجهزة متطورة لتحليل التركيب الكيميائي للصخور، مما قد يساعد في الكشف عن أصل هذه التشكيلة الغريبة وتاريخها الجيولوجي.

ومن المتوقع أن تجري ناسا مزيدا من الدراسات لفهم كيفية وصول هذه الصخرة إلى موقعها الحالي وطبيعة تكوينها.

المصدر: The Post

المصدر: صحيفة المرصد الليبية

إقرأ أيضاً:

استراتيجيات الموارد البشرية لمواجهة الأزمات

 

 

 

 

د. سعيد الدرمكي

 

في ظل ما يشهده الشرق الأوسط من صراعات مُتكررة، لم تعد الأزمات مجرد حالات طارئة، بل أصبحت واقعًا دائمًا تتعامل معه المؤسسات بشكل  مستمر ويومي. ومن أبرز هذه التوترات، الصراع المتصاعد بين إيران وإسرائيل، الذي يُلقي بظلاله الثقيلة على أمن واستقرار المنطقة، لا سيما في دول الخليج العربي. هذه الأزمات لا تقتصر على الجانب الجيوسياسي فحسب، بل تتغلغل في حياة العاملين، لتنعكس على الاستقرار النفسي، والولاء الوظيفي، وحتى على قراراتهم المتعلقة بالبقاء أو مُغادرة مواقعهم.

في خضم هذه التحديات، يبرز دور إدارات الموارد البشرية لتكون خط الدفاع الأول، ليس بصفتها جهة تنفيذية فحسب، بل كعنصر استراتيجي يعزز التماسك المؤسسي، ويدير المشهد البشري بإدراك يتجاوز المعادلات التقليدية. فهي مطالبة اليوم بتوفير بيئة عمل داعمة نفسيًا، وتطبيق سياسات مرنة وسريعة الاستجابة تراعي ظروف العاملين، وتُبقي المؤسسة متماسكة رغم الضغوط الخارجية.

حين تتزلزل المعادلات الجيوسياسية، لا يبقى العامل في منأى خلف جدران المكتب. تتسرب أصداء الأزمات إلى مساحات العمل، وتتحول التحديات النفسية إلى عنصرٍ مؤثرٍ في الأداء والإنتاجية. الأثر الإنساني للصراعات يتجاوز الخسائر الاقتصادية، ليمس استقرار الإنسان نفسه، ويخلق بيئة عمل مشحونة بالقلق والخوف، مما يؤدي إلى تراجع الإنتاج، وضعف الروح المعنوية، وربما فقدان بعض الكفاءات التي تسعى إلى أماكن أكثر أمانًا.

من هنا، يتوجب على إدارات الموارد البشرية الانتقال من نمط الإدارة التقليدية إلى نموذج القيادة الاستراتيجية. ويتضمن ذلك تفعيل خطط الطوارئ، وتشكيل فرق استجابة سريعة، وتوفير الدعم النفسي والمشورة المتخصصة، إلى جانب تطوير سياسات للعمل عن بُعد أو إعادة توزيع القوى العاملة في مواقع أقل تأثرًا لضمان استمرارية العمل. كما يشمل الدور التنسيق مع الجهات الحكومية المعنية لضمان الامتثال والتأمين المهني.

يُعد الاتصال الفعّال في مثل هذه الظروف المشحونة عنصرًا جوهريًا، إذ يسهم في بناء الثقة وطمأنة العاملين. وتلعب إدارات الموارد البشرية دورًا محوريًا في إصدار تحديثات دورية وشفافة حول الأوضاع، وتفنيد الشائعات من خلال تقديم معلومات دقيقة وموثوقة، فضلًا عن إنشاء قنوات تواصل مباشرة، كالمراكز الداخلية للاتصال أو الفرق المتخصصة بإدارة التواصل في حالات الطوارئ.

ولضمان استمرارية العمليات بكفاءة عالية، يجب أن تتبنى الموارد البشرية سياسات بديلة مرنة، بما يشمل تفعيل خطط التعاقب الوظيفي، وتحديث أنظمة العمل والدوام، مثل العمل الهجين أو بنظام المناوبات، بما يتماشى مع الظروف الطارئة. كذلك، من الضروري الالتزام بالقوانين المحلية إلى جانب السياسات الداخلية لضمان الحقوق والامتثال.

وقد أثبتت التجارب الحديثة، مثل جائحة كوفيد-19، والتوترات الإقليمية خلال عامي 2023 و2024، أن الجاهزية النفسية للعامل لا تقل أهمية عن الجاهزية المهنية. فقد لاحظت مؤسسات عديدة تراجعًا في الولاء والاستقرار، ما استدعى اعتماد برامج للدعم النفسي، وتقديم مرونة في الحضور والانصراف، مما ساعد في تجاوز الأزمة بأقل الأضرار.

في ظل هذه التحديات، يُصبح الحفاظ على الكفاءات أولوية ملحة. ويمكن أن تقدم الموارد البشرية حلولًا مرنة، مثل الإجازات الاستثنائية، وخيارات العمل المرن، وبيئة تواصل إنسانية. كما يمكن عند توفر الإمكانات صرف حوافز رمزية أو علاوات خطر للموظفين في الخطوط الأمامية، ما يعزز الشعور بالتقدير والانتماء.

وما ينبغي التأكيد عليه هو ضرورة عدم الاكتفاء بالنظر إلى الأزمات كعنصر تهديد، بل يجب التعامل معها كفرصة استراتيجية. ففي مثل هذه الأوقات، تستطيع إدارات الموارد البشرية أن تثبت جدارتها كشريك في صياغة القرار، وبناء ثقافة مؤسسية مرنة قادرة على التكيف والاستجابة، إضافة إلى تطوير خطط استباقية لإدارة المخاطر البشرية، تعزز من جاهزية المؤسسة على المدى الطويل.

في نهاية المطاف، يتجلى دور إدارات الموارد البشرية في شخصية القائد الهادئ الذي يوجّه دفة المؤسسة وسط العواصف، واضعًا الإنسان في صميم اهتمامه، قبل الإنتاج، وقبل الأرباح. وهكذا، تتحول من وظيفة دعم إلى ركيزة استراتيجية، تصون رأس المال البشري، وتحفظ استقرار المؤسسة في زمن الاضطراب.

لذلك، تُعد الجاهزية المؤسسية مسؤولية إدارات الموارد البشرية في المقام الأول، عبر تشكيل فرق تدخل سريعة، وتفعيل برامج الدعم النفسي والتوعية، وإعادة توزيع الأدوار الحرجة، والتعاون المستمر مع الجهات الرسمية، بما يضمن بيئة عمل مرنة، متماسكة، ومستعدة لمواجهة أي أزمة مستقبلية.

إدارات الموارد البشرية اليوم ليست رفاهًا تنظيميًا، بل صمّام أمان استراتيجي لضمان بقاء المؤسسات واستقرار مجتمعات العمل في زمن الاضطراب.

 

مقالات مشابهة

  • البابا : البشرية تطالب بالسلام
  • «تشبه الطبيعية تمامًا».. ابتكار تقنية جديدة لزراعة أسنان حية
  • استراتيجيات الموارد البشرية لمواجهة الأزمات
  • الحياة على المريخ.. هل ستكون سجنًا حديثًا؟
  • الوفد العُماني يواصل مشاركته في "هاكاثون تحدي ناسا لتطبيقات الفضاء"
  • ليفركوزن يضع الرتوش الأخيرة لضم صخرة دفاع ليفربول
  • وفد طلابي عُماني يزور وكالة ناسا للفضاء
  • وسائل إعلام العدو: تل أبيب باتت تشبه خان يونس
  • رعب في تل أبيب.. صواريخ إيرانية تخترق القبة الحديدية للاحتلال
  • جمجمة رجل التنين تكشف عن وجه مجموعة غامضة من البشر القدماء