مؤتمر لندن بالأمس كان هدفه النهائي هو تشكيل مجموعة اتصال دولية لإدارة الأزمة في السودان للوصول لوقف إطلاق نار وإيصال المساعدات والدفع نحو المفاوضات (تقرأ أيضا، لتجميد انتصارات الجيش وإدخال أسلحة للمليشيا ومحاولة إعادة شرعنتها وحليفتها تقدم بالمفاوضات)، ولمن لا يعرف ماذا تعني مجموعة اتصال دولية فهي مجموعة تتكون من دول عدة تشكل هيئة دولية غير رسمية ومؤقتة لإدارة ازمة سلام او أزمة أمنية لإحدي الدول، بالدارجي الواضح هي دول تتفق على الوصاية على دولة ما وإدارة ازمتها دون تفويض منها او طلب، كأمر واقع استغلالا لظروف هذه الدولة، الغرض الظاهر على الورق هو كلام الخير والإيمان لكن في الغالب الأعم يكون هدف هذه المجموعة هو استغلال الأزمة الجارية لتحقيق مصالحها داخل الدولة المعنية ولتمرير أجندتها بغلاف شرعي وبصورة ملعوبة وفنية،

مثال على هذه المجموعة، الآلية الرباعية التي شكلها الايقاد عقب اندلاع الحرب في يونيو 2023 من 4 دول هي كينيا إثيوبيا وجنوب السودان والصومال (كينيا واثيوبيا اتضح فيما بعد أنهما موظفتان من الدويلة والبقية تمومة جرتك) وحينها رفض السودان مخرجات هذه الآلية واعترض بصورة خاصة على ترأس كينيا لها وكانت هذه الآلية قد حاولت حينئذ فرض أجندات أجنبية ولم تعترف بالحكومة السودانية، ومثال إضافي قريب من ذلك في الآلية والأهداف، هي الرباعية الدولية والترويكا، وهي مجموعة اتصال مشكلة من أمريكا بريطانيا والسعودية والإمارات وتضاف إليهم النرويج، وهي آلية تبنت توجيه التغيير في السودان عقب ثورة ديسمبر وهي مسؤولة عن كل العك الذي لازم تلك الفترة ويشمل ذلك التلاعب بالفترة الانتقالية لتمكين قحت وتحويل هذه الفترة لمرحلة تغيير للهُوية وللهيكلة الاقتصادية حسب اشتراطات البنك الدولي وغيرها من الأجندة الخارجية التي لا تمت لأهداف الثورة بصلة، ثم أشرفت على الإطاري وتبنته وهو اتفاق ساهم في إشعال الحرب بمحاولته إعادة هيكلة الجيش وتطويل فترة دمج الدعم السريع او عمليا محاولة دمج الجيش في الدعم السريع.

خلاصة الأمر وبالرجوع لمؤتمر لندن أمس فإن بريطانيا حاولت بمؤتمر أمس تحقيق ما فشلت فيه عبر مجلس الأمن في جلسته الشهيرة التي دعت لها في نوفمبر الماضي والتي اعقبت لقاء التشاتام هاوس واجهضت بالفيتو الروسي ولكن هذه المرة بطريقة مجموعات الاتصال وهي الطريقة التي يتحايل بها الغرب دوماً على بيروقراطية الأمم المتحدة وتوافق عليها الأمم المتحدة ضمناً ويحاول بها فرض وصاية خفية وهندسة الأزمات وتوجيه دفتها لصالحه ولكن أراد الله ان يفشلوا هذه المرة أيضا ولله الحمد والمنة أولا وأخيرا..

Osman Abdelhalem

إنضم لقناة النيلين على واتساب

المصدر: موقع النيلين

إقرأ أيضاً:

أولمرت: ترامب يمكنه وقف الحرب إن أراد ونتنياهو لا يستطيع مخالفته

يعتقد رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق إيهود أولمرت أنه من المبكر التنبؤ بنتائج المفاوضات التي انطلقت في مدينة شرم الشيخ المصرية لبحث تنفيذ خطة وقف الحرب في قطاع غزة، لكنه يجزم بأن بنيامين نتنياهو لا يمكنه مخالفة ما يريده الرئيس الأميركي دونالد ترامب.

وفي وقت سابق اليوم، قالت وسائل إعلام مصرية إن جلسات غير مباشرة بدأت بين الوفدين الفلسطيني والإسرائيلي لبحث تهيئة الأوضاع الميدانية ووضع آلية لتبادل الأسرى وفق خطة ترامب.

وأعرب أولمرت -في لقاء مع الجزيرة- عن أمله في أن يتمكن ترامب من إجبار نتنياهو -المطلوب للمحكمة الجنائية الدولية– على وقف الحرب التي أكد أنها طالت أكثر مما يجب.

فنتنياهو متأثر جدا بمواقف شركائه في الحكومة لكنه في الوقت نفسه ليس مستعدا لمخالفة ما يريده ترامب، الذي قال أولمرت إنه سبق وأجبره على وقف الحرب مع إيران وأمره بإعادة طائرات إسرائيلية كانت في طريقها إلى طهران.

وطالب ترامب علنا بوقف الهجمات على مدينة غزة من أجل تسهيل هذه المفاوضات، وهو تصريح يراه رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق، مهمّا ويعكس إصراره على إنهاء الحرب.

ولا يثق أولمرت في نتنياهو الذي يقول إنه أطال الحرب لحماية مصالحه السياسية الخاصة دون النظر لمصالح الدولة العليا، لكنه قال إنه على يقين من قدرة ترامب على وقف الحرب.

كما لا يعرف أولمرت إن كان نتنياهو قد وافق على مفاوضات شرم الشيخ أم لا، لكنها انطلقت لأن ترامب أرادها، وهو ما يعني برأيه أن وقف الحرب مرهون بما يريده الرئيس الأميركي وليس رئيس الوزراء الإسرائيلي.

وأكد أولمرت أنه لم يكن معارضا للحرب في بدايتها، بل إنه يرى أنها كانت واجبة وحتمية بعد الهجوم الذي شنته حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، لكنه شدد على أنها ما كان يجب أن تستمر أكثر من شهرين أو ثلاثة لأن هذا يمثل خطرا على حياة الأسرى والجنود الإسرائيليين والفلسطينيين أيضا.

إعلان

ويجب على إسرائيل أن تحقق في الفشل في منع هجوم 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، وفي كيفية إدارة حكومة نتنياهو لهذه الحرب وأولوياتها، وفق أولمرت الذي قال إنه يأمل  أن تكون هناك حكومة جديدة  قادرة على الوصول إلى هذه النقطة.

وختم رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق حديثه مع الجزيرة بالتأكيد على أن سياسيات نتنياهو خلقت انقساما غير مسبوق داخل إسرائيل التي أصبحت بحاجة للتعافي واستعادة الوحدة التي كانت صفة دائمة لها.

 

مقالات مشابهة

  • محافظ بني سويف يؤكد في مؤتمر المدن تشكل المستقبل بجنيف أهمية الشراكات الدولية وتمويل التحول الأخضر
  • مطالب دولية بتسليم البشير وتوسيع ولاية "الجنائية الدولية"
  • منظمات دولية ترحب بالحكم التاريخي ضد علي كوشيب وتدعو لتوسيع نطاق العدالة في السودان
  • أمنستي ورايتس ووتش: إدانة الجنائية الدولية لـكوشيب جرس إنذار لمرتكبي انتهاكات السودان
  • شرطة لندن تفكك شبكة دولية
  • المحكمة الجنائية الدولية تدين قائداً في ميليشيا الجنجويد السودانية بجرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية
  • أولمرت: ترامب يمكنه وقف الحرب إن أراد ونتنياهو لا يستطيع مخالفته
  • الرئيس السيسي يتلقى اتصالًا من نظيره التونسي لتهنئته بانتصارات أكتوبر
  • المحكمة الجنائية الدولية تدين زعيما سابقا لجماعة مسلحة سودانية
  • بعد إتهامه بارتكاب جرائم حرب بإقليم دارفورالمحكمة الجنائية الدولية تدين زعيما سابقا لجماعة مسلحة سودانية